دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
توقفت يوم أمس لساعات طويلة تحت ضربات مجموعة «هاكرز» عربية تدعى «Nightmare» (الكابوس) مواقع انترنت إسرائيلية مهمة أشعرت إسرائيل بأنها تتعرض لحرب سيبرنتيكية جديدة.
وبين المواقع التي تعرضت للهجوم وسقطت موقع بورصة تل أبيب وشركة «العال» للطيران وبنك «ليئومي». واتهمت إسرائيل قرصان الانترنت السعودي المعروف باسم «OxOmar» بالوقوف خلف هذا الهجوم، خصوصا أنه كان قد أبلغ به مسبقا موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» وحدد له ساعة الهجوم. وكانت النتيجة المباشرة إعلان البنوك الإسرائيلية عن وقف دخول العملاء من الخارج على مواقعها الالكترونية.
وأثار هذا الهجوم الجديد صخبا في إسرائيل التي سارع معلقون كثر فيها للقول أنها تكشفت على طريقة «الاسكافي حافي». فإسرائيل تتباهى بأنها تزود الكثير من دول العالم وكبريات الشركات والبنوك فيه ببرامج الحماية من قرصنة الانترنت، لكنها تبدت محدودة القدرة في مواجهة هذه المجموعة العربية.
وعزت جهات رسمية إسرائيلية نفسها بأن هناك أجهزة متخصصة في إسرائيل بينها وحدتا «8200» و«التنصت في الجيش الإسرائيلي» ووحدة مقابلة في جهاز «الشاباك» تتولى حماية المعلومات والشبكات التابعة للأمن القومي الإسرائيلي. وبين هذه الشبكات المواقع الحكومية والجيش وهيئات البنى التحتية كشركة الكهرباء وخطوط الغاز والنفط والقطارات والمياه. وقالوا إن هذه الشبكات محمية بشكل موثوق وأنه لا خطر عليها، وكل ما يجري على مواقع إسرائيلية يدخل في إطار يقع ما بين «الإرهاب» والإزعاج.
وقد طلب بنك إسرائيل المركزي من جميع البنوك العاملة في إسرائيل إغلاق مواقعها الالكترونية أمام الدخول من دول عديدة، بينها إيران والسعودية والجزائر. وأوقفت أغلب البنوك مواقعها الالكترونية أمام الراغبين في الدخول إليها من دول أجنبية. وأعلن بنك «ديسكونت» مثلا أنه يوقف كل تعاملاته عبر الانترنت مع أي زبائن ما وراء البحار، وأن من يريد خدمة عليه الاتصال هاتفيا بالبنك.
ومن المقرر أن تعقد الحكومة الإسرائيلية اجتماعا خاصا وطارئا لمناقشة الهجمات الأخيرة. وعرض وزير البنى التحتية عوزي لانداو، أمام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس خطورة الموقف رغم التأكيد بأن الأمر «ليس فظيعا». ومع ذلك تعترف أكثر الجهات الإسرائيلية بأن الهجمات في الأسبوعين الأخيرين هي في الواقع فتح جبهة جديدة ضد الدولة العبرية.
وقد نشر موقع «يديعوت» الالكتروني ما قال إنه مقابلة مع الهاكر السعودي الذي قال أنه انضم إلى مجموعة هاكرز عرب ينتمون إلى جماعة «Nightmare»، والتي تدعي أن بوسعها اختراق وتحطيم كل خادم انترنت في إسرائيل. وكان الهاكر السعودي قد أعلن أنه وجماعته سوف يحطمون موقعي البورصة الإسرائيلية وشركة «العال» للطيران في العاشرة صباحا. وبالفعل نفذت هذه الجماعة تهديدها وأسقطت الموقعين في الموعد المحدد، وكذلك أسقطت مواقع بنوك إسرائيلية.
وبرر «OxOmar» اختيار المواقع بأن لها زبائن كثرا، وأن خسارتها تكون أكبر بفقدان صدقيتها. وقال إن مواقع بنوك وخوادم إستراتيجية ستستهدف في القريب. وكان موقعا بنك «ليئومي» وبنك «صندوق الجندي» قد انهارا تحت هجمة منظمة من مجموعة «Nightmare». وقد دفع هذا الأمر البنوك الإسرائيلية جميعها إلى إيقاف الدخول على مواقعها من خارج إسرائيل، بما يعنيه ذلك من فقدان خدمات للزبائن.
وشدد قرصان الانترنت السعودي على «أنني أريد الإضرار بإسرائيل بكل طريق ممكن. وسوف أدفع السلطات الإسرائيلية إلى المعاناة وذرف الدموع».
ووجه، في المقابلة، سهامه إلى نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون الذي سبق ووصفه بأنه «إرهابي» وأنه لن يكون منيعا على الانتقام. وأشار إلى «أنه إذا اعتذرت السلطات في إسرائيل، وخصوصا داني أيالون، أمامي وأمام الشعب في غزة، ربما سأقلص هجماتي». وكرر تهديده بأن «على أيالون الاعتذار لأنه هدد باغتيالي، وينبغي أن تعتذر إسرائيل عن مجزرة صبرا وشاتيلا».
وبالفعل رد أيالون على تهديدات قرصان الانترنت السعودي، قائلا إنه «لا أحد يوقف نشاطه الإعلامي والسياسي في مختلف الحلبات وخصوصا في الفضاء الافتراضي. إن الفضاء السيبرنتيكي بات حلبة صراع جديدة لن ينجحوا في هزيمتنا بها. لن نسمح لأحد بأن يخيفنا أو ان يهددنا أو إسكاتنا».
وطلب أيالون من رئيس اللجنة الفرعية في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إجراء نقاش عاجل في موضوع تشكيل وحدة نخبة سيبرنتيكية. وأضاف «ليست هناك حلبة لن تكون إسرائيل شريكة ورائدة فيها».
المصدر :
السفير /حلمي موسى
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة