أعداء نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتساقطون على الأرض دون أن ينظر إليهم أحد، فما أن تكشّفت خيوط المؤامرة عليه حتى راح البعض يتوارى في ثوب الجامعة العربية وآخرون يتوارون في ثوب العثمانيين الجدد، فيما الوجه الحقيقي لهم هو ذاته وجه الرجعية العربية التي تآمرت على فلسطين وأهلها وتآمرت على العراق وعلى مقدّرات الأمة وها هي تحاول النيل من سورية الأسد.

قبل أيام أطلّ الرئيس الأسد مع شعبه في ساحة الأمويين بدمشق موجّهاً كلمات موجزة لها دلالات واضحة، تجاه الأحداث، فما قبل ذلك لحظة تاريخية انطوت وما بعدها هو الانتصار الحقيقي لإرادة السوريين والتفافهم حول قيادتهم السياسية، ولعلّ هذا المشهد الذي نقلته الفضائيات ما بين الأسد وشعبه يؤكّد أنّ سورية تجاوزت أهم مراحل الخطر فالمعارضة فقدت صوابها بعد أن أدركت أنها عاجزة عن فعل أي شيء لاختراق الشارع سلمياً وهو ما دفع ببعض المتطرّفين فيها إلى القيام بعمليات إرهابية ضد المدنيين بدمشق، فيما بعض القيادات ذهبت لأمير قطر تتوسّله المال والسلاح وما بين هؤلاء وقع " الإخوان المسلمون" مرّة أخرى في الخطأ والخطيئة ذاتها، فلم تعد تركيا أردوغان قادرة على فعل أي شيء لهم بعد أن أدركت حدودها في التعامل مع أزمة أكبر منها إقليمياً ودولياً.

" لمعارضة السورية" ممثّلة "بغليون ومجلسه" و "مناع وهيئته" باتت تغرق في أخطائها القاتلة، وهي الآن بلا غطاء شعبي داخلي باستثناء بعض العناصر المسلّحة لها والتي تراهن عليها لإبقاء دوامة العنف في سورية وواضح أنّ انكشاف الدور القطري وقناة الجزيرة وحالة الكره القائمة بين بلاد الشام وأطراف الصحراء العربية اللاهبة لعب دوراً أساسياً في إسقاط وتشويه المعارضة، فتصريحات غليون تؤشّر على أنه يغلي على نار هادئة، إذ نُقل عن مقربين منه أنه بصدد الاستقالة من منصبه وإعلان حل مجلس اسطنبول الذي أسسه مع الإخوان، فيما راحت الأحاديث إلى القول أنّ هيثم مناع وصل إلى قناعة تامّة بمحاورة النظام وأنّ هناك اتصالات جارية بينه وبين قيادات سورية لإنجاز تسوية مقبولة وأنه لا يمانع بحل هيئة التنسيق التي شكّلها مع بعض القيادات، لكن المشكلة أنّ الرجعية العربية تضغط عليهما للانتظار فترة أخرى لعلّ وعسى أن يتغيّر الموقف الروسي ويقبل بتمرير قرار دولي باستخدام القوّة المسلّحة لإسقاط النظام.

التقارير الواردة من واشنطن وما تداولته الصحف العبرية تؤكّد فشل زيارة الشيخ حمد إلى البيت الأبيض ولقائه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فالخلاف كان واضحاً بينهما حيث رفضت الوزيرة تبنّي اقتراح للإمارة الغازية بضرب سورية دون قرار دولي وعلى طريقة النموذج اليوغسلافي، وأنه فشل في إقناعها بخطوات سياسية تمهّد للاعتراف بالمعارضة ونزع الشرعية عن النظام، وهكذا يتساقط أعداء الأسد سواء وكلاء وتجار المعارضة أو مقاولي عطاءات الرجعية العربية، فيما الحقائق على الأرض تتغيّر يومياً لصالح عودة الهدوء والأمن إلى ربوع سورية.

أنا أتّفق مع زميلي الأستاذ فهد الريماوي حينما يقول.. أنا أفهم قيام المناضل جيفارا بقيادة ثورة.. وأفهم قيام جمال عبد الناصر بقيادة ثورة.. وأفهم قيام حافظ الأسد بقيادة  ثورة.. لكنني لا أفهم أنّ الشيخ حمد يقود ثورة..أنا أفهم أنه يقود مؤامرة ولا شيء غير ذلك.

سورية اليوم تسير نحو نهاية وشيكة لأزمتها، فالمتآمرون يتساقطون واحداً تلو الآخر.. وما سنشهده خلال الشهور القادمة هو إنجاز إصلاحات سياسية عنوانها دولة متجددة بإرادتها وذاتها وقيادتها الأسدية الممانعة لتعاود قيادة الإقليم العربي وحماية جبهة المقاومة ضد الرجعية العربية التي هي أسوأ من دولة الاحتلال الصهيوني.

 

 

 

  • فريق ماسة
  • 2012-01-14
  • 10283
  • من الأرشيف

الأسد ... أعداؤه يتساقطون ..

  أعداء نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتساقطون على الأرض دون أن ينظر إليهم أحد، فما أن تكشّفت خيوط المؤامرة عليه حتى راح البعض يتوارى في ثوب الجامعة العربية وآخرون يتوارون في ثوب العثمانيين الجدد، فيما الوجه الحقيقي لهم هو ذاته وجه الرجعية العربية التي تآمرت على فلسطين وأهلها وتآمرت على العراق وعلى مقدّرات الأمة وها هي تحاول النيل من سورية الأسد. قبل أيام أطلّ الرئيس الأسد مع شعبه في ساحة الأمويين بدمشق موجّهاً كلمات موجزة لها دلالات واضحة، تجاه الأحداث، فما قبل ذلك لحظة تاريخية انطوت وما بعدها هو الانتصار الحقيقي لإرادة السوريين والتفافهم حول قيادتهم السياسية، ولعلّ هذا المشهد الذي نقلته الفضائيات ما بين الأسد وشعبه يؤكّد أنّ سورية تجاوزت أهم مراحل الخطر فالمعارضة فقدت صوابها بعد أن أدركت أنها عاجزة عن فعل أي شيء لاختراق الشارع سلمياً وهو ما دفع ببعض المتطرّفين فيها إلى القيام بعمليات إرهابية ضد المدنيين بدمشق، فيما بعض القيادات ذهبت لأمير قطر تتوسّله المال والسلاح وما بين هؤلاء وقع " الإخوان المسلمون" مرّة أخرى في الخطأ والخطيئة ذاتها، فلم تعد تركيا أردوغان قادرة على فعل أي شيء لهم بعد أن أدركت حدودها في التعامل مع أزمة أكبر منها إقليمياً ودولياً. " لمعارضة السورية" ممثّلة "بغليون ومجلسه" و "مناع وهيئته" باتت تغرق في أخطائها القاتلة، وهي الآن بلا غطاء شعبي داخلي باستثناء بعض العناصر المسلّحة لها والتي تراهن عليها لإبقاء دوامة العنف في سورية وواضح أنّ انكشاف الدور القطري وقناة الجزيرة وحالة الكره القائمة بين بلاد الشام وأطراف الصحراء العربية اللاهبة لعب دوراً أساسياً في إسقاط وتشويه المعارضة، فتصريحات غليون تؤشّر على أنه يغلي على نار هادئة، إذ نُقل عن مقربين منه أنه بصدد الاستقالة من منصبه وإعلان حل مجلس اسطنبول الذي أسسه مع الإخوان، فيما راحت الأحاديث إلى القول أنّ هيثم مناع وصل إلى قناعة تامّة بمحاورة النظام وأنّ هناك اتصالات جارية بينه وبين قيادات سورية لإنجاز تسوية مقبولة وأنه لا يمانع بحل هيئة التنسيق التي شكّلها مع بعض القيادات، لكن المشكلة أنّ الرجعية العربية تضغط عليهما للانتظار فترة أخرى لعلّ وعسى أن يتغيّر الموقف الروسي ويقبل بتمرير قرار دولي باستخدام القوّة المسلّحة لإسقاط النظام. التقارير الواردة من واشنطن وما تداولته الصحف العبرية تؤكّد فشل زيارة الشيخ حمد إلى البيت الأبيض ولقائه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون فالخلاف كان واضحاً بينهما حيث رفضت الوزيرة تبنّي اقتراح للإمارة الغازية بضرب سورية دون قرار دولي وعلى طريقة النموذج اليوغسلافي، وأنه فشل في إقناعها بخطوات سياسية تمهّد للاعتراف بالمعارضة ونزع الشرعية عن النظام، وهكذا يتساقط أعداء الأسد سواء وكلاء وتجار المعارضة أو مقاولي عطاءات الرجعية العربية، فيما الحقائق على الأرض تتغيّر يومياً لصالح عودة الهدوء والأمن إلى ربوع سورية. أنا أتّفق مع زميلي الأستاذ فهد الريماوي حينما يقول.. أنا أفهم قيام المناضل جيفارا بقيادة ثورة.. وأفهم قيام جمال عبد الناصر بقيادة ثورة.. وأفهم قيام حافظ الأسد بقيادة  ثورة.. لكنني لا أفهم أنّ الشيخ حمد يقود ثورة..أنا أفهم أنه يقود مؤامرة ولا شيء غير ذلك. سورية اليوم تسير نحو نهاية وشيكة لأزمتها، فالمتآمرون يتساقطون واحداً تلو الآخر.. وما سنشهده خلال الشهور القادمة هو إنجاز إصلاحات سياسية عنوانها دولة متجددة بإرادتها وذاتها وقيادتها الأسدية الممانعة لتعاود قيادة الإقليم العربي وحماية جبهة المقاومة ضد الرجعية العربية التي هي أسوأ من دولة الاحتلال الصهيوني.      

المصدر : محمد سلامة\رئيس تحرير جريدة الديار الأردنية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة