قال الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية في الامم المتحدة في كلمته امام مجلس الامن ان لغة العداء غير المسبوقة التي وردت في بيانات بعض السفراء الزملاء ضد بلادي وضد قيادتها السياسية قد سهلت كثيرا من مهمتي اليوم لان هذه اللغة قد أكدت ما قلناه وما قاله معنا كثير من السفراء الاصدقاء بان بلادي مستهدفة من أعدائها من ناحية المبدأ وليس لاي سبب انساني اخر وان هذه اللغة العدائية انما تكشف النقاب عن حجم التحامل في بعض العواصم الغربية وقيادتها السياسية بسبب مواقف سورية السياسية المستقلة عن اجندات تلك العواصم.‏‏‏

وأضاف الجعفري انه بتاريخ الثالث من هذا الشهر تشرين الاول قامت مجموعة ارهابية مسلحة باغتيال كل من سارية حسون نجل المفتي العام للجمهورية العربية السورية والدكتور محمد العمر أستاذ التاريخ بجامعة حلب وقبل ذلك بأيام بتاريخ 29 ايلول قامت مجموعة ارهابية مسلحة اخرى باغتيال المهندس اوس عبد الكريم خليل الاختصاصي في الهندسة النووية القائم بالاعمال في جامعة البعث بحمص وقبل ذلك بيومين وبتاريخ 27 ايلول قامت مجموعة ارهابية مسلحة ثالثة باغتيال نائل الدخيل عميد كلية الكيمياء بجامعة حمص وكذلك الدكتور محمد عقيل عميد كلية هندسة العمارة في جامعة حمص وقبل ذلك بيومين اي في 25 ايلول قامت مجموعة ارهابية مسلحة رابعة باغتيال الدكتور حسن عيد رئيس قسم جراحة الصدر في المشفي الوطني بحمص فهذه الجرائم كلها ارتكبت في اسبوع واحد وقد اضيفت للاسف الى 800 رجل من الجيش والامن وقوات حفظ النظام والشرطة وعدد اخر يناهز ذلك من المدنيين هم ابناؤنا جميعا وحزنا عليهم بشكل كبير جميعا بدون استثناء.‏‏‏

وقال الجعفري لقد دخلت المجموعات الارهابية المسلحة مرحلة جديدة من الارهاب يستهدف سورية الدولة والمؤسسات والجيش والجامعات من خلال اغتيال كفاءاتها العلمية والطبية والتدريسية والروحية وعلى الرغم من فداحة هذا النزيف الحاصل بالنسبة للوطن ككل وطني سورية الذي افتخر به فان بعض الدول التي تقود الحملة الدولية للتدخل في شؤون سورية الداخلية باسم حقوق الانسان وحماية المدنيين هذه الدول مازالت ترفض الاعتراف بوجود جماعات ارهابية مسلحة في سورية لاهداف باتت معروفة لا بل ان هذه الدول تقدم الحماية والرعاية لقادة تلك الجماعات الذين تستضيفهم في عواصمها وتعقد لهم المؤتمرات الواحد تلو الاخر وهي مؤتمرات يصدر عنها رفض للحوار مع الحكومة وخاصة ان هذه الدول تتمتع بسجل اسود ذائع الصيت في مضمار حماية حقوق الانسان والحريات الانسانية ولا اعتقد في هذا المجال بان احدا منا لم يسمع بالمذابح وانتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت في فيتنام ولاوس وكمبوديا وفي الجزائر والعديد من دول افريقيا وفي العراق وافغانستان وليبيا وفي سجون ابو غريب وغوانتانامو والسجون السرية في اوروبا وغيرها والقائمة تطول.‏‏‏

وأضاف الجعفري.. لقد قلنا سابقا ان ما تتعرض له سورية اليوم مشكلة لها وجهان الاول ان البلاد بحاجة فعلا لاصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية مطلوبة شعبيا وتحتاجها البلاد وهو ما نعمل على تحقيقه.‏‏‏

 

وقال الجعفري ان الوجه الثاني هو استغلال الحاجات والمطالب الشعبية لاهداف تختلف كليا عن رغبات الشعب السوري ومصالحه وجعل هذه المطالب المحقة سلّما ترتقيه معارضة خارجية تعمل على زرع الفتنة الطائفية وتقويض الامن بهدف تمهيد الطريق امام التدخل الخارجي واستدعاء هذا التدخل الخارجي وهي كلها امور مرفوضة كليا من الشعب السوري بما في ذلك من المعارضة الوطنية الداخلية الشريفة.‏‏‏

وأضاف الجعفري ان بعض الاطراف داخل مجلس الامن ما زالت تواصل زج المجلس في تطورات سورية الداخلية بما يسيء لمبدأ سلطة القانون وبما يخدم الاجندات المعادية لهذه الاطراف تجاه بلادي سورية وذلك تحت حجج وذرائع واهية لا علاقة لها بدور المجلس ومسؤولياته في حفظ الامن والسلم الدوليين وليس حفظ امن وسلام المجموعات المسلحة الارهابية في سورية وتستغرب بلادي هذا المنحى السياسي غير الموضوعي الساعي بشكل محموم وعبثي الى تقويض الاستقرار والامن والعيش المشترك في المنطقة بشكل عام وفي سورية بشكل خاص والى التشهير بسورية والاساءة الى مكانتها ودورها السياسي الهام عربيا واقليميا ودوليا.‏‏‏

وأضاف الجعفري ان هذه الاطراف أساءت مرارا وتكرارا استخدام مجلس الامن كغطاء لتمرير سياساتها التدخلية في شؤون الدول الاعضاء في الامم المتحدة وحتى عندما كانت هذه الاطراف تصطدم بحرص الدول الاخرى في الامم المتحدة وفي هذا المجلس بالذات على النأي بنفسها وبالمجلس عن هذه السياسات التدخلية كنا نرى تلك الاطراف تلجأ الى التحرك بشكل احادي الجانب خارج اطار الشرعية الدولية لتمرير مخططاتها ومشاريعها السياسية والعسكرية.‏‏‏

وقال الجعفري .. هكذا أيها السادة صدرت تلك الاطراف من خارج اطار الشرعية الدولية حلف الناتو الى العديد من دول العالم الاعضاء في هذه المنظمة الدولية لتقويض استقرارها السياسي ونهب ثرواتها واشاعة ما يسمى بالفوضى الخلاقة فيها لكن تلك الاطراف وهذه مفارقة لم تجد غير الفيتو كي تصدره خمسين مرة منذ العام 1948 ضد الفلسطينيين لحرمانهم من حقوقهم المشروعة ولمنع قيام دولتهم حيث استخدمت دولة معينة امتياز الفيتو 50 مرة حماية لاسرائيل ولا تزال تهدد باستخدامه وهذا ما يمكن اعتباره مشاركة في ارتكاب جريمة ابادة جماعية لما يتضمنه هذا السلوك من دعم وتعمية على المجازر الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتلة وهذا ناهيك عن استغلال ما يجري في سورية لتشتيت الرأي العام الدولي عن عدالة المطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.‏‏‏

وأضاف الجعفري لقد كانت استجابة القيادة السورية للمطالب الشعبية المحقة سريعة وفورية حيث أعلن السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد برنامج الاصلاح الشامل وشرعت الحكومة في وضعه موضع التنفيذ وذلك من حزمة كبيرة من القوانين التي تعزز العملية الديمقراطية وتوسع مشاركة المواطنين في العملية السياسية والاقتصادية وهذا بمعزل تام عن تقييمات ومواقف خارجية لا مكان لها في شؤوننا الداخلية.‏‏‏

وقال الجعفري ان الاصلاحات أصبحت حقيقة ملموسة على أرض الواقع لا يمكن تجاهلها وهي مستمرة على الرغم من محاولات البعض في الخارج عرقلة هذه الاصلاحات بشتى الوسائل.‏‏‏

وأضاف انه لا يمكن لاي دولة ان تدعي بانها اكثر حرصا من سورية على سلامة وحياة أفراد شعبها حيث حرصت بلادي منذ بداية الاحداث المؤسفة والمؤلمة على الحفاظ على سلامة وحياة كل مواطن بما في ذلك تأمين كافة الخدمات والمستلزمات المعيشية والغذائية والدوائية الاساسية دون أي تباطؤ وذلك على الرغم من مسارعة بعض الدول الى فرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب ضد بلادي خارج التوافق الدولي وتفتقد الى الشرعية القانونية والتي تهدف أساسا الى الضغط على الحكومة السورية لتبديل سياساتها وتحالفاتها الخارجية ووقف ممانعتها لمشاريع الهيمنة الغربية والاسرائيلية على المنطقة وكذلك الضغط على الشعب السوري في لقمة عيشه لتغيير ارادته الحقيقية ودفعه عنوة تحت وطأة اثار العقوبات المباشرة عليه لتبديل نظامه السياسي وهذا ما يشكل انتهاكا لحق الشعب في تقرير مصيره بنفسه واختيار نظامه السياسي بحرية بدون أي ضغوط ولذلك فان التذرع بما يسمى الوضع الانساني انما يهدف فقط الى التدخل في شؤون سورية الداخلية والاساءة لها ولقيادتها من خلال تصويرها في وضع المتسبب في أزمة انسانية لشعبها خدمة لاجندات سياسية خارجية لا تمت بصلة لما يدعونه من حرص زائف على الاوضاع الانسانية في سورية.‏‏‏

وقال الجعفري لقد استقبلت سورية تباعا وفدا من مكتب أوتشا ووفدا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر برئاسة رئيس اللجنة الدولية الذي التقى بالرئيس الأسد شخصيا كما استقبلت سورية وفودا دولية اخرى سياسية وروحية واعلامية عاينت جميعها الوضع الحقيقي على الارض وتحققت بنفسها من وجود تهييج وتحريض اعلامي ومبالغات مفرطة في تشويه الحقائق.‏‏‏

وأضاف الجعفري لقد دأب بعض اعضاء هذا المجلس الموقر مؤخرا على محاولة التدخل في شؤوننا الداخلية تحت ذريعة حماية المدنيين وهنا نسأل هذه الدول وممثليها أين كنتم من مسألة حماية المدنيين في فلسطين والجولان السوري المحتل وجنوب لبنان والعراق وأفغانستان وليبيا عندما كانوا يتعرضون لجرائم موصوفة ضد الانسانية ولجرائم حرب اليس أمرا مثيرا للاهتمام أيها السادة أن ينبري زميلي مندوب فرنسا الدائم في جلسة مغلقة لمجلس الأمن بتاريخ 14/ 7/ 2011 الى توجيه الشكر لاسرائيل لقيامها بالعدوان المسلح على سورية عام 2007 والا يعتبر ذلك تشجيعا على العدوان كنهج في العلاقات الدولية .. الا يعتبر ذلك خروجا على ما توصل اليه المجتمع الدولي من قواعد وشرائع تحكم علاقات الدول وتنبذ شريعة الغاب.‏‏‏

وقال الجعفري ان الاطار القانوني الدولي الذي تعمل الدول في فضائه يقوم على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وقد كرس هذا المبدأ في العديد من المواثيق الدولية وفي طليعتها ميثاق الامم المتحدة في مادته الثانية الفقرة السابعة وفي العديد من قرارات الامم المتحدة وبناء على ذلك فان دعوات البعض الى الانقلاب على الحكومات الشرعية القائمة يعتبر فعلا تحريضيا غير مسؤول يهدف الى تقويض استقرار سورية ولعب دور سلبي يضر بمصالح الشعوب والحكومات وانتهاكا فاضحا لميثاق الامم المتحدة كما أن تشجيع مطالب المعارضة الراديكالية لاسقاط الحكم في سورية عن طريق السلاح والقتل والارهاب هو محاولة انقلابية مدعومة من الخارج وليست اصلاحا .‏‏‏

واضاف الجعفري.. أليس التصريح السياسي لبعض قادة الدول الاعضاء في هذا المجلس ووزراء خارجيتهم بأن الرئيس السوري قد فقد شرعيته وبالتالي عليه التنحي أليس ذلك بمثابة خرق فاضح للقانون الدولي ولميثاق الامم المتحدة وتدخل فظ بالشؤون الداخلية السورية يستدعي المساءلة الا يعتبر ذلك محاولة لعرقلة الاصلاحات الوطنية من خلال تحريض الشارع السوري ضد قيادته ودفعه الى عدم الانخراط في الحوار الوطني..هذه اسئلة مفتوحة نتركها لعنايتكم.‏‏‏

وقال الجعفري اننا نامل من منظمة الامم المتحدة والدول الاعضاء فيها ان تكون عونا لسورية لمواجهة تحديات التطرف والارهاب وعدم الاستقرار والا تشكل من خلال بعض المواقف المتسرعة تحت عامل الضغط السياسي غطاء لتشجيع المجموعات المتطرفة المسلحة في سورية.‏‏‏

واضاف الجعفري..وهنا نؤكد بأن تدخل مجلس الامن في الشؤون الداخلية السورية يزيد من تدهور الاوضاع ويوجه رسالة لاولئك المتطرفين والارهابيين بان ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب متعمد والذي وصل الى درجات لا يمكن لاي دولة أن تتساهل تجاه هذه الاعمال من عنف وتخريب متعمد يحظى بدعم مجلس الامن الدولي وتشجيعه.‏‏‏

وقال الجعفري ان بلادي سورية كغيرها من الدول الاعضاء في هذه المنظمة بما في ذلك أعضاء هذا المجلس الموقر لديها مشاكل تحتاج الى الاصلاح واذا كان أحد منكم ليس لديه مشاكل تحتاج الى الاصلاح فليرمنا بحجر واذا كانت مطامع أعدائنا في هذا المجلس وخارجه قد تحققت في غير مكان على حساب استقرار وأمن وسلامة شعوب الدول فانني أؤكد لكم أن سورية ستكون عصية على أي تآمر يستهدف سيادتها واستقلالية قرارها السياسي واستقرارها وأمنها الوطني ولكل هذه الاسباب فان بلادي ترفض مناورات مقدمي مشروع القرار الذي فشل للتو وهي المناورات التي تستهدف اعلاميا وسياسيا سمعة ورصيد بلادي الدوليين .‏‏‏

وأضاف الجعفري ان قوة الهيبة أهم من هيبة القوة فمقدمو مشروع القرار فقدوا قوة الهيبة فلجؤوا الى هيبة القوة لانهم فقدوا ثقة معظم الدول الاعضاء في هذه المنظمة وبسلوكهم هذا فإنهم سيقوضون الشرعية الدولية ويدخلون العالم بأسره بعصر استعماري جديد ومغامرات عسكرية فاشلة في أكثر من مكان وذلك بعد ان تسببوا هم أنفسهم بحربين عالميتين أوديتا بحياة مئة مليون من البشر وتسببوا أيضا بالالام لمئات الملايين من البشر في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بفعل سلوكهم الاستعماري .

 وقال مندوب سورية..ختاما أتوجه بجزيل الشكر والعرفان والتقدير لوفود الدول الصديقة التي رفضت استخدام مقدمي مشروع القرار لهذا المجلس كأداة للاضرار بمصالح بلادي واستقلالها السياسي واستقرارها وأمنها واذا كان هناك شيء يبعث على التفاؤل في هذا المجلس فهو بحق أننا مازلنا نسمع صدى صوت الحكماء يتردد في هذا المجلس وهو صوت يدعو الى مساعدة سورية على مواجهة الصعوبات والى تشجيع الحكومة السورية على المضي قدما بالاصلاحات المطلوبة وعلى انخراط المعارضة الخارجية في الحوار الوطني الجامع الرامي الى بناء سورية تكون لجميع أبنائها بدون استثناء .

 من ناحيتها عبرت مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس عن خيبة املها من فشل مجلس الامن الدولي في تبني القرار حول سورية.

  • فريق ماسة
  • 2011-10-04
  • 12910
  • من الأرشيف

بشار الجعفري: سورية ستكون عصية على أي مؤامرة .. ومتفائلون لأن صدى صوت الحكماء مازال يتردد

قال الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية في الامم المتحدة في كلمته امام مجلس الامن ان لغة العداء غير المسبوقة التي وردت في بيانات بعض السفراء الزملاء ضد بلادي وضد قيادتها السياسية قد سهلت كثيرا من مهمتي اليوم لان هذه اللغة قد أكدت ما قلناه وما قاله معنا كثير من السفراء الاصدقاء بان بلادي مستهدفة من أعدائها من ناحية المبدأ وليس لاي سبب انساني اخر وان هذه اللغة العدائية انما تكشف النقاب عن حجم التحامل في بعض العواصم الغربية وقيادتها السياسية بسبب مواقف سورية السياسية المستقلة عن اجندات تلك العواصم.‏‏‏ وأضاف الجعفري انه بتاريخ الثالث من هذا الشهر تشرين الاول قامت مجموعة ارهابية مسلحة باغتيال كل من سارية حسون نجل المفتي العام للجمهورية العربية السورية والدكتور محمد العمر أستاذ التاريخ بجامعة حلب وقبل ذلك بأيام بتاريخ 29 ايلول قامت مجموعة ارهابية مسلحة اخرى باغتيال المهندس اوس عبد الكريم خليل الاختصاصي في الهندسة النووية القائم بالاعمال في جامعة البعث بحمص وقبل ذلك بيومين وبتاريخ 27 ايلول قامت مجموعة ارهابية مسلحة ثالثة باغتيال نائل الدخيل عميد كلية الكيمياء بجامعة حمص وكذلك الدكتور محمد عقيل عميد كلية هندسة العمارة في جامعة حمص وقبل ذلك بيومين اي في 25 ايلول قامت مجموعة ارهابية مسلحة رابعة باغتيال الدكتور حسن عيد رئيس قسم جراحة الصدر في المشفي الوطني بحمص فهذه الجرائم كلها ارتكبت في اسبوع واحد وقد اضيفت للاسف الى 800 رجل من الجيش والامن وقوات حفظ النظام والشرطة وعدد اخر يناهز ذلك من المدنيين هم ابناؤنا جميعا وحزنا عليهم بشكل كبير جميعا بدون استثناء.‏‏‏ وقال الجعفري لقد دخلت المجموعات الارهابية المسلحة مرحلة جديدة من الارهاب يستهدف سورية الدولة والمؤسسات والجيش والجامعات من خلال اغتيال كفاءاتها العلمية والطبية والتدريسية والروحية وعلى الرغم من فداحة هذا النزيف الحاصل بالنسبة للوطن ككل وطني سورية الذي افتخر به فان بعض الدول التي تقود الحملة الدولية للتدخل في شؤون سورية الداخلية باسم حقوق الانسان وحماية المدنيين هذه الدول مازالت ترفض الاعتراف بوجود جماعات ارهابية مسلحة في سورية لاهداف باتت معروفة لا بل ان هذه الدول تقدم الحماية والرعاية لقادة تلك الجماعات الذين تستضيفهم في عواصمها وتعقد لهم المؤتمرات الواحد تلو الاخر وهي مؤتمرات يصدر عنها رفض للحوار مع الحكومة وخاصة ان هذه الدول تتمتع بسجل اسود ذائع الصيت في مضمار حماية حقوق الانسان والحريات الانسانية ولا اعتقد في هذا المجال بان احدا منا لم يسمع بالمذابح وانتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبت في فيتنام ولاوس وكمبوديا وفي الجزائر والعديد من دول افريقيا وفي العراق وافغانستان وليبيا وفي سجون ابو غريب وغوانتانامو والسجون السرية في اوروبا وغيرها والقائمة تطول.‏‏‏ وأضاف الجعفري.. لقد قلنا سابقا ان ما تتعرض له سورية اليوم مشكلة لها وجهان الاول ان البلاد بحاجة فعلا لاصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية مطلوبة شعبيا وتحتاجها البلاد وهو ما نعمل على تحقيقه.‏‏‏   وقال الجعفري ان الوجه الثاني هو استغلال الحاجات والمطالب الشعبية لاهداف تختلف كليا عن رغبات الشعب السوري ومصالحه وجعل هذه المطالب المحقة سلّما ترتقيه معارضة خارجية تعمل على زرع الفتنة الطائفية وتقويض الامن بهدف تمهيد الطريق امام التدخل الخارجي واستدعاء هذا التدخل الخارجي وهي كلها امور مرفوضة كليا من الشعب السوري بما في ذلك من المعارضة الوطنية الداخلية الشريفة.‏‏‏ وأضاف الجعفري ان بعض الاطراف داخل مجلس الامن ما زالت تواصل زج المجلس في تطورات سورية الداخلية بما يسيء لمبدأ سلطة القانون وبما يخدم الاجندات المعادية لهذه الاطراف تجاه بلادي سورية وذلك تحت حجج وذرائع واهية لا علاقة لها بدور المجلس ومسؤولياته في حفظ الامن والسلم الدوليين وليس حفظ امن وسلام المجموعات المسلحة الارهابية في سورية وتستغرب بلادي هذا المنحى السياسي غير الموضوعي الساعي بشكل محموم وعبثي الى تقويض الاستقرار والامن والعيش المشترك في المنطقة بشكل عام وفي سورية بشكل خاص والى التشهير بسورية والاساءة الى مكانتها ودورها السياسي الهام عربيا واقليميا ودوليا.‏‏‏ وأضاف الجعفري ان هذه الاطراف أساءت مرارا وتكرارا استخدام مجلس الامن كغطاء لتمرير سياساتها التدخلية في شؤون الدول الاعضاء في الامم المتحدة وحتى عندما كانت هذه الاطراف تصطدم بحرص الدول الاخرى في الامم المتحدة وفي هذا المجلس بالذات على النأي بنفسها وبالمجلس عن هذه السياسات التدخلية كنا نرى تلك الاطراف تلجأ الى التحرك بشكل احادي الجانب خارج اطار الشرعية الدولية لتمرير مخططاتها ومشاريعها السياسية والعسكرية.‏‏‏ وقال الجعفري .. هكذا أيها السادة صدرت تلك الاطراف من خارج اطار الشرعية الدولية حلف الناتو الى العديد من دول العالم الاعضاء في هذه المنظمة الدولية لتقويض استقرارها السياسي ونهب ثرواتها واشاعة ما يسمى بالفوضى الخلاقة فيها لكن تلك الاطراف وهذه مفارقة لم تجد غير الفيتو كي تصدره خمسين مرة منذ العام 1948 ضد الفلسطينيين لحرمانهم من حقوقهم المشروعة ولمنع قيام دولتهم حيث استخدمت دولة معينة امتياز الفيتو 50 مرة حماية لاسرائيل ولا تزال تهدد باستخدامه وهذا ما يمكن اعتباره مشاركة في ارتكاب جريمة ابادة جماعية لما يتضمنه هذا السلوك من دعم وتعمية على المجازر الاسرائيلية في الاراضي العربية المحتلة وهذا ناهيك عن استغلال ما يجري في سورية لتشتيت الرأي العام الدولي عن عدالة المطلب الفلسطيني بالحصول على العضوية الكاملة في الامم المتحدة.‏‏‏ وأضاف الجعفري لقد كانت استجابة القيادة السورية للمطالب الشعبية المحقة سريعة وفورية حيث أعلن السيد رئيس الجمهورية بشار الأسد برنامج الاصلاح الشامل وشرعت الحكومة في وضعه موضع التنفيذ وذلك من حزمة كبيرة من القوانين التي تعزز العملية الديمقراطية وتوسع مشاركة المواطنين في العملية السياسية والاقتصادية وهذا بمعزل تام عن تقييمات ومواقف خارجية لا مكان لها في شؤوننا الداخلية.‏‏‏ وقال الجعفري ان الاصلاحات أصبحت حقيقة ملموسة على أرض الواقع لا يمكن تجاهلها وهي مستمرة على الرغم من محاولات البعض في الخارج عرقلة هذه الاصلاحات بشتى الوسائل.‏‏‏ وأضاف انه لا يمكن لاي دولة ان تدعي بانها اكثر حرصا من سورية على سلامة وحياة أفراد شعبها حيث حرصت بلادي منذ بداية الاحداث المؤسفة والمؤلمة على الحفاظ على سلامة وحياة كل مواطن بما في ذلك تأمين كافة الخدمات والمستلزمات المعيشية والغذائية والدوائية الاساسية دون أي تباطؤ وذلك على الرغم من مسارعة بعض الدول الى فرض عقوبات اقتصادية أحادية الجانب ضد بلادي خارج التوافق الدولي وتفتقد الى الشرعية القانونية والتي تهدف أساسا الى الضغط على الحكومة السورية لتبديل سياساتها وتحالفاتها الخارجية ووقف ممانعتها لمشاريع الهيمنة الغربية والاسرائيلية على المنطقة وكذلك الضغط على الشعب السوري في لقمة عيشه لتغيير ارادته الحقيقية ودفعه عنوة تحت وطأة اثار العقوبات المباشرة عليه لتبديل نظامه السياسي وهذا ما يشكل انتهاكا لحق الشعب في تقرير مصيره بنفسه واختيار نظامه السياسي بحرية بدون أي ضغوط ولذلك فان التذرع بما يسمى الوضع الانساني انما يهدف فقط الى التدخل في شؤون سورية الداخلية والاساءة لها ولقيادتها من خلال تصويرها في وضع المتسبب في أزمة انسانية لشعبها خدمة لاجندات سياسية خارجية لا تمت بصلة لما يدعونه من حرص زائف على الاوضاع الانسانية في سورية.‏‏‏ وقال الجعفري لقد استقبلت سورية تباعا وفدا من مكتب أوتشا ووفدا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر برئاسة رئيس اللجنة الدولية الذي التقى بالرئيس الأسد شخصيا كما استقبلت سورية وفودا دولية اخرى سياسية وروحية واعلامية عاينت جميعها الوضع الحقيقي على الارض وتحققت بنفسها من وجود تهييج وتحريض اعلامي ومبالغات مفرطة في تشويه الحقائق.‏‏‏ وأضاف الجعفري لقد دأب بعض اعضاء هذا المجلس الموقر مؤخرا على محاولة التدخل في شؤوننا الداخلية تحت ذريعة حماية المدنيين وهنا نسأل هذه الدول وممثليها أين كنتم من مسألة حماية المدنيين في فلسطين والجولان السوري المحتل وجنوب لبنان والعراق وأفغانستان وليبيا عندما كانوا يتعرضون لجرائم موصوفة ضد الانسانية ولجرائم حرب اليس أمرا مثيرا للاهتمام أيها السادة أن ينبري زميلي مندوب فرنسا الدائم في جلسة مغلقة لمجلس الأمن بتاريخ 14/ 7/ 2011 الى توجيه الشكر لاسرائيل لقيامها بالعدوان المسلح على سورية عام 2007 والا يعتبر ذلك تشجيعا على العدوان كنهج في العلاقات الدولية .. الا يعتبر ذلك خروجا على ما توصل اليه المجتمع الدولي من قواعد وشرائع تحكم علاقات الدول وتنبذ شريعة الغاب.‏‏‏ وقال الجعفري ان الاطار القانوني الدولي الذي تعمل الدول في فضائه يقوم على مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية وقد كرس هذا المبدأ في العديد من المواثيق الدولية وفي طليعتها ميثاق الامم المتحدة في مادته الثانية الفقرة السابعة وفي العديد من قرارات الامم المتحدة وبناء على ذلك فان دعوات البعض الى الانقلاب على الحكومات الشرعية القائمة يعتبر فعلا تحريضيا غير مسؤول يهدف الى تقويض استقرار سورية ولعب دور سلبي يضر بمصالح الشعوب والحكومات وانتهاكا فاضحا لميثاق الامم المتحدة كما أن تشجيع مطالب المعارضة الراديكالية لاسقاط الحكم في سورية عن طريق السلاح والقتل والارهاب هو محاولة انقلابية مدعومة من الخارج وليست اصلاحا .‏‏‏ واضاف الجعفري.. أليس التصريح السياسي لبعض قادة الدول الاعضاء في هذا المجلس ووزراء خارجيتهم بأن الرئيس السوري قد فقد شرعيته وبالتالي عليه التنحي أليس ذلك بمثابة خرق فاضح للقانون الدولي ولميثاق الامم المتحدة وتدخل فظ بالشؤون الداخلية السورية يستدعي المساءلة الا يعتبر ذلك محاولة لعرقلة الاصلاحات الوطنية من خلال تحريض الشارع السوري ضد قيادته ودفعه الى عدم الانخراط في الحوار الوطني..هذه اسئلة مفتوحة نتركها لعنايتكم.‏‏‏ وقال الجعفري اننا نامل من منظمة الامم المتحدة والدول الاعضاء فيها ان تكون عونا لسورية لمواجهة تحديات التطرف والارهاب وعدم الاستقرار والا تشكل من خلال بعض المواقف المتسرعة تحت عامل الضغط السياسي غطاء لتشجيع المجموعات المتطرفة المسلحة في سورية.‏‏‏ واضاف الجعفري..وهنا نؤكد بأن تدخل مجلس الامن في الشؤون الداخلية السورية يزيد من تدهور الاوضاع ويوجه رسالة لاولئك المتطرفين والارهابيين بان ما يقومون به من أعمال عنف وتخريب متعمد والذي وصل الى درجات لا يمكن لاي دولة أن تتساهل تجاه هذه الاعمال من عنف وتخريب متعمد يحظى بدعم مجلس الامن الدولي وتشجيعه.‏‏‏ وقال الجعفري ان بلادي سورية كغيرها من الدول الاعضاء في هذه المنظمة بما في ذلك أعضاء هذا المجلس الموقر لديها مشاكل تحتاج الى الاصلاح واذا كان أحد منكم ليس لديه مشاكل تحتاج الى الاصلاح فليرمنا بحجر واذا كانت مطامع أعدائنا في هذا المجلس وخارجه قد تحققت في غير مكان على حساب استقرار وأمن وسلامة شعوب الدول فانني أؤكد لكم أن سورية ستكون عصية على أي تآمر يستهدف سيادتها واستقلالية قرارها السياسي واستقرارها وأمنها الوطني ولكل هذه الاسباب فان بلادي ترفض مناورات مقدمي مشروع القرار الذي فشل للتو وهي المناورات التي تستهدف اعلاميا وسياسيا سمعة ورصيد بلادي الدوليين .‏‏‏ وأضاف الجعفري ان قوة الهيبة أهم من هيبة القوة فمقدمو مشروع القرار فقدوا قوة الهيبة فلجؤوا الى هيبة القوة لانهم فقدوا ثقة معظم الدول الاعضاء في هذه المنظمة وبسلوكهم هذا فإنهم سيقوضون الشرعية الدولية ويدخلون العالم بأسره بعصر استعماري جديد ومغامرات عسكرية فاشلة في أكثر من مكان وذلك بعد ان تسببوا هم أنفسهم بحربين عالميتين أوديتا بحياة مئة مليون من البشر وتسببوا أيضا بالالام لمئات الملايين من البشر في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بفعل سلوكهم الاستعماري .  وقال مندوب سورية..ختاما أتوجه بجزيل الشكر والعرفان والتقدير لوفود الدول الصديقة التي رفضت استخدام مقدمي مشروع القرار لهذا المجلس كأداة للاضرار بمصالح بلادي واستقلالها السياسي واستقرارها وأمنها واذا كان هناك شيء يبعث على التفاؤل في هذا المجلس فهو بحق أننا مازلنا نسمع صدى صوت الحكماء يتردد في هذا المجلس وهو صوت يدعو الى مساعدة سورية على مواجهة الصعوبات والى تشجيع الحكومة السورية على المضي قدما بالاصلاحات المطلوبة وعلى انخراط المعارضة الخارجية في الحوار الوطني الجامع الرامي الى بناء سورية تكون لجميع أبنائها بدون استثناء .  من ناحيتها عبرت مندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس عن خيبة املها من فشل مجلس الامن الدولي في تبني القرار حول سورية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة