استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الاوروبي المدعوم اميركيا حول سورية وذلك خلال جلسة عقدها مجلس الامن الدولي الليلة الماضية للتصويت على مشروع القرار.

وذكرت ا ف ب ان كلا من لبنان والهند وجنوب افريقيا والبرازيل امتنعت عن التصويت على مشروع القرار.‏‏‏

وقال المندوب الروسي فيتالى تشوركين

في كلمته امام المجلس انه من الواضح ان نتيجة تصويت اليوم ليست قضية حول قبول الكلمات والصياغة بل هي اختلاف في الاساليب والنظرة السياسية .‏‏‏

واضاف ان الوفد الروسي منذ البداية قام بجهود كبيرة للتوصل الى رد فعل ايجابي من المجلس حول الاحداث التي تحصل في سورية واول هذا الرد ظهر على شكل بيان رئاسي في الثالث من شهر آب وبناء على ذلك الاسلوب نحن مع زملائنا الصينيين حددنا مشروع قرار ووضعنا فيه مع تطور الاحداث بعض التغيرات واخذنا بنظر الاعتبار افكار بعض زملائنا ونود ان نشكر الدول التي دعمت نصنا ذلك ومن المهم جدا انه في النص الذي وضعته روسيا والصين كان هناك اشارة للسيادة الوطنية وعدم التدخل في سورية ومنها ذلك التدخل العسكري مع الدعوة الى الابتعاد عن المصادمات والى حوار متعادل لاجل تحقيق السلام المدني والمصالحة الوطنية وتحقيق الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد .‏‏‏

وقال تشوركين..هذا الرفض اليوم كان على اساس فلسفة مختلفة ونحن لا يمكن أن نتفق على مثل هذا النص وأنا أعتقد انه من غير المقبول التهديد بوضع انذار لتوجيه عقوبات ضد السلطات السورية وهذا الاسلوب هو ضد او يتعارض مع حل النزاعات على اساس الحوار ومطالبنا بعدم قبول التدخل العسكري لم تؤخذ بعين الاعتبار وان هذه الصياغة الحالية اخافتنا بان يحصل تطرف وبناء على بعض تصريحات السياسيين فان ذلك يمكن ان يؤدي الى نزاع وحرب واسعة في سورية ويؤدي الى عدم استقرار في المنطقة وان ذلك سيكون له تأثيرات سيئة على الوضع في الشرق الاوسط .‏‏‏

واضاف المندوب الروسي ان الوضع في سورية لا يمكن ان يدرس في المجلس بمعزل عن الخبرة والتجربة الليبية فالمجتمع الدولي يشعر بقلق شديد من التصريحات التي تأتي مع قرارات مجلس الامن حول ليبيا وتفسير الناتو للتدخل يدل على انه سيعمل بنفس الشيء اذا ما سمح له مضيفا انه من المهم جدا كيفية تطبيق القرارات وكيف ان قرارات مجلس الامن تغيرت وحرفت عن طريقها وتحولت الى حرب شاملة والى نتائج كارثية على الصعيد الانساني والاقتصادي والسياسي في ليبيا وان وضع حظر الطيران تحول الى قصف للمنشآت النفطية ومحطات التلفزيون والمنشآت المدنية والحظر على الاسلحة تحول الى حصار بحري من الجانب الغربي من ليبيا واليوم لدينا مآساة في بنغازي تحولت وانتقلت القوات من بنغازي الى سرت والى غيرها .‏‏‏

واضاف فيما يتعلق بسورية نعتقد انه من غير المقبول حصول اعمال عنف ونرفض الضغوط المبذولة على المحتجين المسالمين الا ان هذه الماساة ليست فقط بسبب السلطات فقد اظهرت الاحداث الماضية ان المعارضة لا تخفي تطرفها واعتمادها على بعض الامور وتامل ان تحصل على رعاية الاجانب لنشاطاتها واعمالها الخارجة على القانون كما ان المجموعات المسلحة بدعم من المهربين ومن جهات اخرى قامت بعمليات قتل وتهديد الناس الذين يتعاونون مع سلطات الامن والقوات الحكومية وان جامعات ومدارس سورية تعرضت الى هجمات على يد الارهابيين واننا نقدم تعازينا للمفتي احمد بدر الدين حسون وهو شخص معروف بنشاطاته ودعوته للتسامح والحوار الوطني وان هذا الجزء من سورية لا يشارك في طلب لتغيير النظام بل يتمنون التغيير التدريجي لتحقيق السلام والامن في البلاد .‏‏‏

وقال المندوب الروسي ان افضل طريقة للخروج من هذه الازمة هو رفض الاستفزازات وجمع كل الاطراف المسؤولة في المجتمع الدولي لجلب الاطراف المعنية في سورية للتوصل الى حوار سوري سوري وهذا قد حصل في اليمن حيث ان وساطة تجري حاليا لتقريب الاطراف المتنازعة .‏‏‏

واضاف ليس هناك بديل عن الحوار وان روسيا تواصل اتصالاتها مع دمشق وتدعو السلطات السورية ان تكون سريعة في اجراء التغييرات ولا بد من اطلاق سراح الاشخاص المعتقلين اثناء هذه الاحتجاجات الذين لم يرتكبوا اي اعمال اجرامية و اجراء حوار مع المعارضة موضحا أنه اذا كانت المعارضة تعتقد ان القوانين التي تم اصدارها غير جيدة فعليها أن تقبل دعوة الحكومة للدخول في مناقشات حول هذه القوانين وقد بينا قلقنا لقادة المعارضة السورية عندما زاروا موسكو وقلنا لهم ان هناك فرصا لتحقيق السلام واننا سننسق مع كل الذين يريدون السلام واذا ما قبلوا المنطق ودخلوا في حوار وفي المصالحة الشاملة في سورية فاننا سنواصل ذلك على الصيغة أو مشروع القرار الصيني الروسي الذي يدعو الى حل المشكلة فمشروع قرارنا يبقى معروضا على الطاولة ونحن مستعدون لاتخاذ موقف بناء امام المجتمع الدولي على الا تدخل في مسالة اعطاء الشرعية لعقوبات ثنائية أو أي محاولات لتغيير النظام بالعنف فان الشعب السوري يستحق التغيير بالسلام وبدعم من المجتمع الدولي.‏‏‏

من جهته قال مندوب الصين

لي باو دونغ في كلمته اننا ندعو كل الاطراف في سورية الى ابداء رباطة الجأش ونبذ كل أنواع العنف ونأمل أن تقوم الحكومة السورية بتطبيق التزاماتها باجراء الاصلاحات بأسرع وقت ممكن .‏‏‏

وأضاف مندوب الصين ان المجتمع الدولي ينبغي أن يقدم مساعدة بناءة لتسهيل انجاز هذه الاهداف وفي ذلك نتوقع الاحترام الكامل لسيادة واستقلال سورية واذا اتخذ المجلس اجراءات حول موضوع سورية فان ذلك سيعتمد على ما اذا كان ذلك سيسهل تخفيف التوتر في سورية وهل سيساعد على نزع فتيل الخلافات بين الاطراف المعنية وتحقيق حوار سياسي وأن ذلك سيساهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط والاهم من ذلك كله يعتمد على هل يتوافق هذا مع ميثاق الامم المتحدة ومبادىء عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وذلك لان هذا المبدأ يؤثر على أمن الدول النامية وبقائها وخاصة الدول الصغيرة المتوسطة الحجم وهذا من المبادىء الهامة جدا للسلام والاستقرار في العالم بشكل عام.‏‏‏

وقال مندوب الصين ان موقف حكومة الصين حول هذا الموضوع كان متوافقا ومستمرا وشديدا وعلى أساس هذا الموقف فان الصين قد قامت بجهود بناءة بالمشاركة في المشاورات الخاصة بمشروع القرار وفي الوقت الحالي فان مجلس الامن أمامه مشروعي قرار أرى أن أحدهما يدعو الى احترام سيادة سورية وحل الازمة فيها عن طريق الحوار السياسي وأن الصين تدعم مشروع القرار هذا أما فيما يتعلق بمشروع القرار المعروض للتصويت اليوم فأنا أعرف القليل من أعضاء مجلس الامن يحاولون الاعتقاد بأنه بالنسبة للظروف الحالية فان العقوبات أو التهديد بفرضها لا يساعد على حل الازمة في سورية بل ان ذلك سيعقد الوضع بشكل أكبر ولكن ومع الأسف وبشكل مثير لخيبة الامل نجد ان هذا القلق لم يلق انتباها جيدا من رعاة هذا المشروع وأن هذا المشروع يركز فقط على بذل الضغوط على سورية بل يهدد بفرض عقوبات عليها وهذا أمر لا يساعد على تسهيل تخفيف التوتر في الوضع في سورية ولذلك صوتت الصين ضد هذا القرار.‏‏‏

واوضح المندوب الصيني ان سورية بلد مهم في الشرق الاوسط والمحافظة على السلام والاستقرار فيها هو في مصلحة الشعب السوري والمجتمع الدولي أيضا ومع المجتمع الدولي فان الصين مستعدة لان تقوم بدور بناء في معالجة قضية سورية بشكل جيد وسنواصل دعم جهود الوساطة في دول المنطقة .‏‏‏

كما قال مندوب الهند

في الامم المتحدة ان سورية كانت على مدى التاريخ والعصر الحاضر دولة مهمة في الشرق الاوسط وفي عملية السلام واستقرار المنطقة كاملة ولا يمكن ان نقلل من شأنها فعدم وجود الاستقرار في سورية لديه تبعات على المنطقة وخارجها وبالتالي لدينا قلق من الاوضاع في سورية والتي ادت الى مقتل المئات من المدنيين وقوي وافراد الامن ونحن ننبذ جميع اشكال العنف بغض النظر عن مرتكبي العنف.‏‏‏

واضاف مندوب الهند نحن ندرك المسؤولية التي تلقى على عاتق كل الدول لحماية حقوق الشعوب وتلبية طموحاتها بالشرعية والاستجابة الى شكواهم من خلال عملية اقتصادية وسياسية وكل الاجراءات المتاحة في الوقت ذاته على الدول المسؤولية لحماية شعوبها من المجموعات المسلحة وايضا هناك حق الشعب بالتظاهر السلمي الا ان الدول لا يمكن الا ان تتخذ الاجراءات المناسبة عندما تأتي الجماعات المسلحة بشكل مكثف لتتظاهر ضد الحكومة وبناها التحتية.‏‏‏

وقال مندوب الهند انه في ظل التعقيد الذي تعاني منه الاوضاع في سورية نعتقد ان ادخالها في حوار بناء وشراكة شاملة هو الاسلوب البراغماتي والبناء الوحيد الى الامام و يجب ان يعطى الوقت والمساحة الكافية للحكومة السورية لتنفيذ اجراءاتها الاصلاحية التي اعلنت عنها لهذا السبب من الضروري ان تقوم المعارضة في سورية بوقف معارضتها المسلحة وان تدخل في حوار مع الحكومة .. ونومن بان اجراءات المجتمع الدولي يجب ان تسير مشاركة بين الحكومة والمعارضة من خلال عملية سياسية بقيادة سورية وليس بقوة التهديد بالعقوبات وتغيير النظام .‏‏‏

من جهتها قالت مندوبة البرازيل..

انه نظرا لأهمية سورية في استقرار المنطقة كان من المهم أن يستطيع المجلس أن يتصرف ويعمل بحذر وبصوت واحد وموحد واننا على قناعة بأن المزيد من الوقت كان من شأنه أن يسمح بتقريب وجهات النظر والاستجابة للقلق المشروع ونأسف أن ذلك لم يحصل.‏‏‏

واضافت ان الوضع في سورية مصدر قلق لنا مبينة أن بلادها لمست ولاحظت المبادرة التي قامت بها الحكومة السورية ومن ذلك اجراءات لاصلاح النظام السياسي واطلاق سراح المعتقلين السياسيين وهذه المبادرة لا يمكن أن تحقق أهدافها في حال استمرت أعمال العنف.‏‏‏

وأضافت مندوب البرازيل ان بلادها تؤمن بشدة بأن الحوار الوطني الشامل الذي يؤدي الى اصلاحات سياسية هو الطريق الوحيد للخروج من الازمة الحالية في سورية مؤكدة أن البرازيل ستواصل دعوتها الى الحوار السياسي الذي من شأنه أن يثمر بشكل جيد ويمهد الطريق لحل سلمي للازمة القائمة في سورية.‏‏‏

بدوره قال مندوب جنوب أفريقيا

ان بلاده تشعر بقلق ازاء الوضع في سورية ونأمل أن الوضع سيحل بطريقة سلمية وبالتوافق مع ارادة الشعب السوري واننا نأسف على سقوط ضحايا وندعو جميع الاطراف الى رباطة الجأش ونطالب بوقف فوري لكل أعمال العنف في سورية.‏‏‏

ودعا مندوب جنوب أفريقيا الحكومة السورية الى الاستمرار بالعملية السياسية الشفافة مع ابناء الشعب للتجاوب مع مطالبهم وشكاويهم مطالبا المعارضة بالمشاركة في العملية السياسية من اجل تحقيق الامن والسلام والاستقرار في سورية.‏‏‏وقال انه لا بد من التوصل الى حل سلمي شامل يحترم الديمقراطية والاصلاحات السياسية اضافة الى احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية من أجل تحقيق الامن والاستقرار الدائمين مشددا على ضرورة ان يحافظ هذا الحل على وحدة وسيادة وسلامة الاراضي السورية.‏‏‏

وأضاف ان سورية جزء مهم من حل ازمة الشرق الاوسط والاستقرار فيها مهم للدول المجاورة لها لذلك فان اي عمل من المجتمع الدولي ضد سورية يجب ان يدرك هذه القضايا وقد شاهدنا مؤخرا أن قرارات مجلس الامن جرى عدم احترامها او لم تطبق بشكل جيد او كما كان مرسوما لها.‏‏‏

وقال مندوب جنوب افريقيا عبرنا عن قلقنا ازاء مشروع هذا القرار الذي قد يؤدي الى فرض عقوبات لا تتوافق مع اصل القرار وهذا قد يؤدي الى مزيد من الاعمال لاننا نشعر أن هذا القرار جزء من اجندة خفية سرية وبالتالي نحن شعرنا بالقلق نتيجة رفض رعاة هذا القرار اللغة التي تستبعد التدخل العسكري في حل الازمة الحالية مؤكدا ان على مجلس الامن أن يعمل بحذر فيما يتعلق بسورية ولهذا السبب فان وفد بلادي امتنع عن التصويت على هذا القرار .‏‏‏

من جهته قال مندوب لبنان انني اكرر اليوم ان لبنان وازاء ما تعيشه سورية من احداث يهمه ان يؤكد انه يتمسك بالدفاع عن سيادة هذا البلد العربي الشقيق ووحدته ارضا وشعبا وعن امن جميع ابنائه وسلامتهم.‏‏‏

واذ نعبر مجددا عن حزننا الكبير لسقوط الضحايا كل الضحايا في البلد الشقيق سورية فان لبنان وانسجاما مع الموقف الذي سبق واتخذه في الثالث من شهر آب بالنسبة للبيان الرئاسي وحماية لوحدته واستقراره فانه قد امتنع اليوم عن التصويت على القرار الذي كان معروضاً امامنا.‏‏‏

 

  • فريق ماسة
  • 2011-10-04
  • 14780
  • من الأرشيف

روسيا والصين تُــسقطان مشروع القرار الأوروبي - الأميركي حول سورية «بالفيتو.امتنــــاع البرازيل والهنــد وجنـــوب إفريقيـــا ولبنان عن التصــويت

استخدمت روسيا والصين حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الاوروبي المدعوم اميركيا حول سورية وذلك خلال جلسة عقدها مجلس الامن الدولي الليلة الماضية للتصويت على مشروع القرار. وذكرت ا ف ب ان كلا من لبنان والهند وجنوب افريقيا والبرازيل امتنعت عن التصويت على مشروع القرار.‏‏‏ وقال المندوب الروسي فيتالى تشوركين في كلمته امام المجلس انه من الواضح ان نتيجة تصويت اليوم ليست قضية حول قبول الكلمات والصياغة بل هي اختلاف في الاساليب والنظرة السياسية .‏‏‏ واضاف ان الوفد الروسي منذ البداية قام بجهود كبيرة للتوصل الى رد فعل ايجابي من المجلس حول الاحداث التي تحصل في سورية واول هذا الرد ظهر على شكل بيان رئاسي في الثالث من شهر آب وبناء على ذلك الاسلوب نحن مع زملائنا الصينيين حددنا مشروع قرار ووضعنا فيه مع تطور الاحداث بعض التغيرات واخذنا بنظر الاعتبار افكار بعض زملائنا ونود ان نشكر الدول التي دعمت نصنا ذلك ومن المهم جدا انه في النص الذي وضعته روسيا والصين كان هناك اشارة للسيادة الوطنية وعدم التدخل في سورية ومنها ذلك التدخل العسكري مع الدعوة الى الابتعاد عن المصادمات والى حوار متعادل لاجل تحقيق السلام المدني والمصالحة الوطنية وتحقيق الحياة السياسية والاقتصادية للبلاد .‏‏‏ وقال تشوركين..هذا الرفض اليوم كان على اساس فلسفة مختلفة ونحن لا يمكن أن نتفق على مثل هذا النص وأنا أعتقد انه من غير المقبول التهديد بوضع انذار لتوجيه عقوبات ضد السلطات السورية وهذا الاسلوب هو ضد او يتعارض مع حل النزاعات على اساس الحوار ومطالبنا بعدم قبول التدخل العسكري لم تؤخذ بعين الاعتبار وان هذه الصياغة الحالية اخافتنا بان يحصل تطرف وبناء على بعض تصريحات السياسيين فان ذلك يمكن ان يؤدي الى نزاع وحرب واسعة في سورية ويؤدي الى عدم استقرار في المنطقة وان ذلك سيكون له تأثيرات سيئة على الوضع في الشرق الاوسط .‏‏‏ واضاف المندوب الروسي ان الوضع في سورية لا يمكن ان يدرس في المجلس بمعزل عن الخبرة والتجربة الليبية فالمجتمع الدولي يشعر بقلق شديد من التصريحات التي تأتي مع قرارات مجلس الامن حول ليبيا وتفسير الناتو للتدخل يدل على انه سيعمل بنفس الشيء اذا ما سمح له مضيفا انه من المهم جدا كيفية تطبيق القرارات وكيف ان قرارات مجلس الامن تغيرت وحرفت عن طريقها وتحولت الى حرب شاملة والى نتائج كارثية على الصعيد الانساني والاقتصادي والسياسي في ليبيا وان وضع حظر الطيران تحول الى قصف للمنشآت النفطية ومحطات التلفزيون والمنشآت المدنية والحظر على الاسلحة تحول الى حصار بحري من الجانب الغربي من ليبيا واليوم لدينا مآساة في بنغازي تحولت وانتقلت القوات من بنغازي الى سرت والى غيرها .‏‏‏ واضاف فيما يتعلق بسورية نعتقد انه من غير المقبول حصول اعمال عنف ونرفض الضغوط المبذولة على المحتجين المسالمين الا ان هذه الماساة ليست فقط بسبب السلطات فقد اظهرت الاحداث الماضية ان المعارضة لا تخفي تطرفها واعتمادها على بعض الامور وتامل ان تحصل على رعاية الاجانب لنشاطاتها واعمالها الخارجة على القانون كما ان المجموعات المسلحة بدعم من المهربين ومن جهات اخرى قامت بعمليات قتل وتهديد الناس الذين يتعاونون مع سلطات الامن والقوات الحكومية وان جامعات ومدارس سورية تعرضت الى هجمات على يد الارهابيين واننا نقدم تعازينا للمفتي احمد بدر الدين حسون وهو شخص معروف بنشاطاته ودعوته للتسامح والحوار الوطني وان هذا الجزء من سورية لا يشارك في طلب لتغيير النظام بل يتمنون التغيير التدريجي لتحقيق السلام والامن في البلاد .‏‏‏ وقال المندوب الروسي ان افضل طريقة للخروج من هذه الازمة هو رفض الاستفزازات وجمع كل الاطراف المسؤولة في المجتمع الدولي لجلب الاطراف المعنية في سورية للتوصل الى حوار سوري سوري وهذا قد حصل في اليمن حيث ان وساطة تجري حاليا لتقريب الاطراف المتنازعة .‏‏‏ واضاف ليس هناك بديل عن الحوار وان روسيا تواصل اتصالاتها مع دمشق وتدعو السلطات السورية ان تكون سريعة في اجراء التغييرات ولا بد من اطلاق سراح الاشخاص المعتقلين اثناء هذه الاحتجاجات الذين لم يرتكبوا اي اعمال اجرامية و اجراء حوار مع المعارضة موضحا أنه اذا كانت المعارضة تعتقد ان القوانين التي تم اصدارها غير جيدة فعليها أن تقبل دعوة الحكومة للدخول في مناقشات حول هذه القوانين وقد بينا قلقنا لقادة المعارضة السورية عندما زاروا موسكو وقلنا لهم ان هناك فرصا لتحقيق السلام واننا سننسق مع كل الذين يريدون السلام واذا ما قبلوا المنطق ودخلوا في حوار وفي المصالحة الشاملة في سورية فاننا سنواصل ذلك على الصيغة أو مشروع القرار الصيني الروسي الذي يدعو الى حل المشكلة فمشروع قرارنا يبقى معروضا على الطاولة ونحن مستعدون لاتخاذ موقف بناء امام المجتمع الدولي على الا تدخل في مسالة اعطاء الشرعية لعقوبات ثنائية أو أي محاولات لتغيير النظام بالعنف فان الشعب السوري يستحق التغيير بالسلام وبدعم من المجتمع الدولي.‏‏‏ من جهته قال مندوب الصين لي باو دونغ في كلمته اننا ندعو كل الاطراف في سورية الى ابداء رباطة الجأش ونبذ كل أنواع العنف ونأمل أن تقوم الحكومة السورية بتطبيق التزاماتها باجراء الاصلاحات بأسرع وقت ممكن .‏‏‏ وأضاف مندوب الصين ان المجتمع الدولي ينبغي أن يقدم مساعدة بناءة لتسهيل انجاز هذه الاهداف وفي ذلك نتوقع الاحترام الكامل لسيادة واستقلال سورية واذا اتخذ المجلس اجراءات حول موضوع سورية فان ذلك سيعتمد على ما اذا كان ذلك سيسهل تخفيف التوتر في سورية وهل سيساعد على نزع فتيل الخلافات بين الاطراف المعنية وتحقيق حوار سياسي وأن ذلك سيساهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط والاهم من ذلك كله يعتمد على هل يتوافق هذا مع ميثاق الامم المتحدة ومبادىء عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى وذلك لان هذا المبدأ يؤثر على أمن الدول النامية وبقائها وخاصة الدول الصغيرة المتوسطة الحجم وهذا من المبادىء الهامة جدا للسلام والاستقرار في العالم بشكل عام.‏‏‏ وقال مندوب الصين ان موقف حكومة الصين حول هذا الموضوع كان متوافقا ومستمرا وشديدا وعلى أساس هذا الموقف فان الصين قد قامت بجهود بناءة بالمشاركة في المشاورات الخاصة بمشروع القرار وفي الوقت الحالي فان مجلس الامن أمامه مشروعي قرار أرى أن أحدهما يدعو الى احترام سيادة سورية وحل الازمة فيها عن طريق الحوار السياسي وأن الصين تدعم مشروع القرار هذا أما فيما يتعلق بمشروع القرار المعروض للتصويت اليوم فأنا أعرف القليل من أعضاء مجلس الامن يحاولون الاعتقاد بأنه بالنسبة للظروف الحالية فان العقوبات أو التهديد بفرضها لا يساعد على حل الازمة في سورية بل ان ذلك سيعقد الوضع بشكل أكبر ولكن ومع الأسف وبشكل مثير لخيبة الامل نجد ان هذا القلق لم يلق انتباها جيدا من رعاة هذا المشروع وأن هذا المشروع يركز فقط على بذل الضغوط على سورية بل يهدد بفرض عقوبات عليها وهذا أمر لا يساعد على تسهيل تخفيف التوتر في الوضع في سورية ولذلك صوتت الصين ضد هذا القرار.‏‏‏ واوضح المندوب الصيني ان سورية بلد مهم في الشرق الاوسط والمحافظة على السلام والاستقرار فيها هو في مصلحة الشعب السوري والمجتمع الدولي أيضا ومع المجتمع الدولي فان الصين مستعدة لان تقوم بدور بناء في معالجة قضية سورية بشكل جيد وسنواصل دعم جهود الوساطة في دول المنطقة .‏‏‏ كما قال مندوب الهند في الامم المتحدة ان سورية كانت على مدى التاريخ والعصر الحاضر دولة مهمة في الشرق الاوسط وفي عملية السلام واستقرار المنطقة كاملة ولا يمكن ان نقلل من شأنها فعدم وجود الاستقرار في سورية لديه تبعات على المنطقة وخارجها وبالتالي لدينا قلق من الاوضاع في سورية والتي ادت الى مقتل المئات من المدنيين وقوي وافراد الامن ونحن ننبذ جميع اشكال العنف بغض النظر عن مرتكبي العنف.‏‏‏ واضاف مندوب الهند نحن ندرك المسؤولية التي تلقى على عاتق كل الدول لحماية حقوق الشعوب وتلبية طموحاتها بالشرعية والاستجابة الى شكواهم من خلال عملية اقتصادية وسياسية وكل الاجراءات المتاحة في الوقت ذاته على الدول المسؤولية لحماية شعوبها من المجموعات المسلحة وايضا هناك حق الشعب بالتظاهر السلمي الا ان الدول لا يمكن الا ان تتخذ الاجراءات المناسبة عندما تأتي الجماعات المسلحة بشكل مكثف لتتظاهر ضد الحكومة وبناها التحتية.‏‏‏ وقال مندوب الهند انه في ظل التعقيد الذي تعاني منه الاوضاع في سورية نعتقد ان ادخالها في حوار بناء وشراكة شاملة هو الاسلوب البراغماتي والبناء الوحيد الى الامام و يجب ان يعطى الوقت والمساحة الكافية للحكومة السورية لتنفيذ اجراءاتها الاصلاحية التي اعلنت عنها لهذا السبب من الضروري ان تقوم المعارضة في سورية بوقف معارضتها المسلحة وان تدخل في حوار مع الحكومة .. ونومن بان اجراءات المجتمع الدولي يجب ان تسير مشاركة بين الحكومة والمعارضة من خلال عملية سياسية بقيادة سورية وليس بقوة التهديد بالعقوبات وتغيير النظام .‏‏‏ من جهتها قالت مندوبة البرازيل.. انه نظرا لأهمية سورية في استقرار المنطقة كان من المهم أن يستطيع المجلس أن يتصرف ويعمل بحذر وبصوت واحد وموحد واننا على قناعة بأن المزيد من الوقت كان من شأنه أن يسمح بتقريب وجهات النظر والاستجابة للقلق المشروع ونأسف أن ذلك لم يحصل.‏‏‏ واضافت ان الوضع في سورية مصدر قلق لنا مبينة أن بلادها لمست ولاحظت المبادرة التي قامت بها الحكومة السورية ومن ذلك اجراءات لاصلاح النظام السياسي واطلاق سراح المعتقلين السياسيين وهذه المبادرة لا يمكن أن تحقق أهدافها في حال استمرت أعمال العنف.‏‏‏ وأضافت مندوب البرازيل ان بلادها تؤمن بشدة بأن الحوار الوطني الشامل الذي يؤدي الى اصلاحات سياسية هو الطريق الوحيد للخروج من الازمة الحالية في سورية مؤكدة أن البرازيل ستواصل دعوتها الى الحوار السياسي الذي من شأنه أن يثمر بشكل جيد ويمهد الطريق لحل سلمي للازمة القائمة في سورية.‏‏‏ بدوره قال مندوب جنوب أفريقيا ان بلاده تشعر بقلق ازاء الوضع في سورية ونأمل أن الوضع سيحل بطريقة سلمية وبالتوافق مع ارادة الشعب السوري واننا نأسف على سقوط ضحايا وندعو جميع الاطراف الى رباطة الجأش ونطالب بوقف فوري لكل أعمال العنف في سورية.‏‏‏ ودعا مندوب جنوب أفريقيا الحكومة السورية الى الاستمرار بالعملية السياسية الشفافة مع ابناء الشعب للتجاوب مع مطالبهم وشكاويهم مطالبا المعارضة بالمشاركة في العملية السياسية من اجل تحقيق الامن والسلام والاستقرار في سورية.‏‏‏وقال انه لا بد من التوصل الى حل سلمي شامل يحترم الديمقراطية والاصلاحات السياسية اضافة الى احتياجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية في سورية من أجل تحقيق الامن والاستقرار الدائمين مشددا على ضرورة ان يحافظ هذا الحل على وحدة وسيادة وسلامة الاراضي السورية.‏‏‏ وأضاف ان سورية جزء مهم من حل ازمة الشرق الاوسط والاستقرار فيها مهم للدول المجاورة لها لذلك فان اي عمل من المجتمع الدولي ضد سورية يجب ان يدرك هذه القضايا وقد شاهدنا مؤخرا أن قرارات مجلس الامن جرى عدم احترامها او لم تطبق بشكل جيد او كما كان مرسوما لها.‏‏‏ وقال مندوب جنوب افريقيا عبرنا عن قلقنا ازاء مشروع هذا القرار الذي قد يؤدي الى فرض عقوبات لا تتوافق مع اصل القرار وهذا قد يؤدي الى مزيد من الاعمال لاننا نشعر أن هذا القرار جزء من اجندة خفية سرية وبالتالي نحن شعرنا بالقلق نتيجة رفض رعاة هذا القرار اللغة التي تستبعد التدخل العسكري في حل الازمة الحالية مؤكدا ان على مجلس الامن أن يعمل بحذر فيما يتعلق بسورية ولهذا السبب فان وفد بلادي امتنع عن التصويت على هذا القرار .‏‏‏ من جهته قال مندوب لبنان انني اكرر اليوم ان لبنان وازاء ما تعيشه سورية من احداث يهمه ان يؤكد انه يتمسك بالدفاع عن سيادة هذا البلد العربي الشقيق ووحدته ارضا وشعبا وعن امن جميع ابنائه وسلامتهم.‏‏‏ واذ نعبر مجددا عن حزننا الكبير لسقوط الضحايا كل الضحايا في البلد الشقيق سورية فان لبنان وانسجاما مع الموقف الذي سبق واتخذه في الثالث من شهر آب بالنسبة للبيان الرئاسي وحماية لوحدته واستقراره فانه قد امتنع اليوم عن التصويت على القرار الذي كان معروضاً امامنا.‏‏‏  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة