دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انتقلت موجة اعتداءات المستوطنين اليهود التي تستهدف المساجد في الأراضي الفلسطينية، من الضفة الغربية إلى داخل الخط الأخضر، حيث أقدمت مجموعة منهم، على إحراق مسجد في الجليل الأعلى، في هجوم أثار مواجهات بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد ان عددا من المشتبه فيهم دخلوا المسجد في بلدة طوبا الزنغرية البدوية في الجليل الأعلى وأضرموا النار فيه. وكتب المهاجمون على الجدران الخارجية عبارات «دفع الثمن» و«انتقام» وكذلك «بالمر»، في اشارة الى المستوطن الإسرائيلي اشر بالمر الذي قتل مع ابنه البالغ من العمر 18 شهرا في 23 أيلول الماضي، عندما فقد السيطرة على سيارته بعد ان رشقها فلسطينيون بالحجارة.
وينتهج المستوطنون اليهود سياسة مهاجمة الفلسطينيين واملاكهم ومساجدهم في الضفة الغربية المحتلة، غير ان الهجوم في طوبا هو الثاني من نوعه داخل اراضي الـ48 بعد هجوم نفذ العام الماضي في بلدة ابطن العربية في الجليل.
وقال مؤذن المسجد عثمان المصري ان «المسجد احترق بالكامل ولم يسلم من الحريق سوى سماعة المئذنة»، مؤكدا ان «النيران اجهزت على كل شيء فيه من مصاحف وكتب دينية وسجاد وكل محتوياته».
وروى المصري ما حصل في المسجد قائلاً: «استيقظنا حوالى الساعة 1,30 وقد اشتعلت النيران في المسجد في بيت الله وهب سكان القرية لاطفائها بمياه المسجد» الى ان جاءت سيارات الاطفاء.
واثار الهجوم مشاعر غضب في البلدة حيث قام مئات السكان بإحراق إطارات وحاولوا قطع طريق في المنطقة. وقال روزنفلد ان محتجين في بلدة طوبا الزنغرية رشقوا بالحجارة الشرطيين، الذين ردوا بقنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، موضحا ان ممثلين عن الشرطة يجرون اتصالات مع اعيان البلدة «سعيا لتهدئة الاوضاع».
وأضاف أن قائد شرطة المنطقة الشمالية روني عطيه شكل فريقا خاصا للتحقيق في الحادث وتم تعزيز الاجراءات الامنية في المنطقة لمنع وقوع اي حوادث.
وفي هذا الإطار، قال المصري ان «اهل البلد حزنوا وغضبوا وعبروا عن ألمهم في تظاهرة سلمية».
بدوره، اكد محمد الهيب، مفتش التربية والتعليم في طوبا الزنغرية والوسط البدوي، إن «اجواء البلد حزينة ويعم الاستياء العام فيها لحرق بيت الله ولا تزال اثار الحريق في محيط المسجد». واكد ان «اهل البلد خرجوا في مسيرة منددين بالحريق ومطالبين بالقبض على الجناة ومعاقبتهم وحملوا لافتات منددة بالحريق وحمل البعض المصاحف وهتفوا لعزة الله عز جلاله وعزة الاسلام». واضاف ان المحتجين «عبروا عن غضبهم وألمهم وحزنهم بشكل سلمي وتصرفوا بشكل حضاري على حرق بيت من بيوت الله».
وتقع قرية طوبا الزنغرية في الجليل الاعلى بين سهل الحولة وطبريا وتطل على الجولان. وهي القرية العربية الوحيدة بين قرى يهودية مثل روش بيناه (الجاعونة) ومدينة صفد ويسكنها نحو ستة آلاف بدوي.
واكد الهيب ان رؤساء مجالس محلية عربا ويهودا وصلوا الى القرية منذ ساعات الصباح للتضامن مع اهالي قرية طوبا الزنغرية، مشيرا الى وفود رسمية «على رأسها رئيس الدولة العبرية شيمون بيريز وحاخامات ورؤساء طوائف اسلامية ومسيحية ودرزية وبهائية واحمدية حضروا للتضامن معنا».
وأدانت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث التابعة للحركة الاسلامية داخل الخط الأخضر، ولجنة المتابعة العربية العليا داخل اسرائيل الهجوم على المسجد. وقالت مؤسسة الاقصى في بيان ان «احراق مسجد طوبا الزنغرية جريمة نكراء»، مؤكدة ان «المؤسسة الاسرائيلية الرسمية هي التي تتحمل مسؤوليتها».
من جهتها رأت لجنة المتابعة العربية العليا داخل اسرائيل ان الهجوم «يعكس نهج المؤسسة الاسرائيلية التي تغذي العنصرية في الشارع الاسرائيلي وتقوم هي نفسها بشرعنتها وتطبيقها وحث الناس عليها».
واعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إن ما حدث «يوم عصيب للمجتمع الإسرائيلي بالكامل وليس فقط للجانب العربي».
اما رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو فقد عبر عن «غضبه» من الهجوم معتبرا أن «الصور تصدم ولا تليق بدولة اسرائيل» والهجوم «عمل مخالف لقيم دولة اسرائيل التي تعلق اهمية كبرى على حريات الدين والمعتقد».
وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في بيان انه «عمل وحشي يسيء الى دولة اسرائيل». واضاف ان «المجرمين الذين قاموا بذلك يسعون الى زعزعة الاستقرار في العلاقات بين اليهود والعرب وإلحاق ضرر شديد بسمعة اسرائيل في العالم».
وذكرت صحيفة هاآرتس الاسرائيلية أن الشرطة الاسرائيلية بدأت بنشر تعزيزات عسكرية بالقرب من الأماكن الإسلامية المقدسة على خلفية الهجوم.
وفي المواقف الفلسطينية، اعتبرت حركة فتح أن «هذا العمل إرهابي، ويؤشر على نشوء دويلة المستوطنين العنصرية داخل دولة إسرائيل»، محملة حكومة إسرائيل المسؤولية عن جرائم المستوطنين الذين باتوا يشكلون خطرا حقيقيا على الاستقرار والأمن في المنطقة .
واستنكر خطيب المسجد الأقصى الشيخ يوسف جمعة سلامة هذه الجريمة، لافتاً إلى أنها تأتي ضمن سياسة التضييق على فلسطينيي الداخل من أجل إجبارهم على الرحيل وترك ممتلكاتهم.
بدوره، أدان التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة هذه الجريمة، معتبراً أنها «لا تخرج عن سياق مطالب حكومة نتنياهو بالاعتراف بيهودية إسرائيل».
كما استنكرت حركة حماس هذه الجريمة، معتبرة أنها «تدل على حالة العنصرية المتصاعدة والخطيرة داخل إسرائيل والتي تهدد الوجود الفلسطيني».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة