تمر سورية اليوم بمرحلة دقيقة حافلة بالأحداث والتطورات طبعت الواقع السياسي بطابعها المضطرب وأرخت بظلالها الثقيلة على الحياة في وطننا ومنطقتنا وهذا ما استدعى وضع قوى الممانعة والمقاومة والصمود أمام مسؤوليات جسيمة تجلت بضرورة مواجهة هذه الأحداث مواجهة واعية وجريئة تستدعي استخلاص النتائج والعبر منها بالرغم من استمرار بؤر التوتر هنا وهناك.

وكان واضحاً أن التصويب كان ولا يزال موجهاً منذ البداية إلى حزب البعث كونه قوة جماهيرية محورية إضافة لكونه «الحزب القائد في الدولة والمجتمع» ونظراً لمكانة الحزب ودوره التاريخي في حياة سورية، وفي باقي الأقطار العربية، ولأن أفكاره وتعاليمه لا تزال راهنة معاصرة تعبر عن تطلعات وآمال الأمة ويمتلك القدرة لمواكبة مجمل معطيات عصر العولمة وخصوصية مع الحفاظ على الشخصية الثقافية للأمة وهويتها القومية والإنسانية مع منهج فكري يتسع للجميع، انطلاقاً من أن الكل في الوطن الواحد من مسؤوليتهم البحث عن فكر يجمعهم وسياسة توحدهم ودولة توفر لهم الحياة الحرة الكريمة.

وإذا كان البعث قد برز كقوة إنقاذ للأمة عبر مشروع نضالي عروبي مقاوم يضم بين جناحي مشروعه القومي العروبي كل الطاقات القومية العربية المقاومة، فذلك مرده أن البعث هو المؤهل نضالياً وقومياً وتاريخياً لحمل مشروع الأمة القومي والحضاري وفي مواجهة الحرب الكونية الضروس التي تشن على سورية اليوم.

من المفيد أن نعود بالذاكرة إلى قرار «اجتثاث البعث» الذي أطلقه وعمل على تطبيقه بول بريمر قبل ويوم دخل الأميركيون بغداد، وبالرغم أن النظام انتهى هناك وصدام انتهى بموته، لكن البعث ظل مستهدفاً، لأن فكر البعث القومي كان المستهدف، ولأن الفكر العروبي الذي يمنع الأميركيين من تحقيق مشروعهم الهادف إلى تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية هو الفكر الذي يناضل في مواجهة أنظمة الاستسلام والخنوع العربية المهرولة إلى مشروع الشرق الأميركي الصهيوني القديم ـ الجديد.

من هنا نرى أن هذا الاستهداف ما هو إلا للنيل من صلابة وعزيمة وقوة الأمة وممانعتها ومقاومتها التي استطاعت أن تدحر الاحتلال وتحرر الأرض وتحقق النصر على العدو بفضل سورية المتمسكة بثوابتها القومية ونهجها الوحدوي التحرري وتصديها ـ وإلى جانبها إيران والمقاومة في فلسطين ولبنان ـ للنهج الاستسلامي التفريطي الذي رد عليه الرئيس الدكتور بشار الأسد حين وقف على مدرج جامعة دمشق في العام 2006 وفي خضم المعركة لحصار سورية، وبعد احتلال العراق، والانسحاب من لبنان، ليعلن «أنه عندما يكون الخيار بين الاستسلام والفوضى أو المقاومة، فإن خيارنا هو المقاومة، لأن ثمن المقاومة أقل من ثمن الاستسلام».

إزاء ما تقدم فقد أثبت البعث بأنه وريث حركة النضال العربي، كما يثبت اليوم أنه أحد أعمدتها من خلال مواكبته لحركة الجماهير ومتطلباتها ومعالجة حاجاتها الأساسية وتحقيقها ومن خلال تطوير أساليب العمل ووسائله وقراءة تطورات العصر ومواكبتها بالطرق العلمية والتحليل الموضوعي والقدرة على استيعاب المستجد والحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية وتعميم ونشر ثقافة المقاومة والتصدي لتداعيات ثقافة الاستسلام وإفرازاتها المتجددة، وتفاقم انجراف بعض الأنظمة العربية وغير العربية والمحيطة بسورية إلى صراعات وتناقضات مدمرة فيما بينها، وإسراعها بتمويل حملات إعلامية مضللة إلى تسعير خلافات ذات طابع ديني ومذهبي، بهدف النيل من وحدة الشعب تحت ستار المطالبة بالإصلاح.

وإذا كانت الحرية والديموقراطية والعدالة هي الأقانيم الثلاثة للرقي البشري ولتطوير المجتمعات، فإن معالجة الفقر والفساد والبطالة وتحقيق النمو هي المدخل الذي لا بد منه.. وعليه فإن الحراك الشعبي في هذا الاتجاه أخذ أبعاداً مختلفة وتحت هذا الستار أتيح لمجموعات لها ارتباطاتها وأهدافها الخارجية من أن تتحرك وتشعل فتائل الاضطراب والفوضى وصولاً إلى عمليات القتل المنظمة التي طالت مؤسسات أمنية وعسكرية، وفيها ظهر جلياً العامل الخارجي من خلال عملية التسلل التي قادها سفيرا أميركا وفرنسا إلى مدينة حماه من دون الحصول على الموافقة الرسمية بذلك.

إن سورية اليوم وهي تواجه هذه المؤامرة قادرة على تجاوز المحنة غير المسبوقة التي ابتليت بها، من خلال ما تمتلك من مقومات وقوى كامنة تنتظر لحظة إطلاقها لصورتها الحقيقية، فالاحتجاجات وتداخلاتها أفرزت كوامن سلبية نظراً لاختلاط المفاهيم وضياع بوصلة الرؤية في تحديد ما يجري على الأرض، وقد أسهم في ضياعها الكثير من الأخطاء الإدارية والممارسات الخاطئة لبعض المندسين الذين استغلوا مراكزهم لتوسيع دائرة الفساد في أكثر من مرفق حكومي الأمر الذي اتكأ عليه أصحاب المخطط الخارجي في سعيهم لتضليل الكثير من أصحاب النيات الطيبة والنفوس الصافية. لقد دفع حزب البعث الكثير من أثمان هذه الأخطاء وتلك الممارسات، وكان الحزب أكبر الخاسرين من سلطة البعث. ولأن ذاكرتي تجعلني أشهد أن أبطال البعث من فقراء القرى والمدن والأرياف في الزمن الأول لم يبق منهم أحد!! لم يبق إلا السلطة.

لذلك على البعث ان يستعيد نفسه ويترك السلطة لصناديق الاقتراع، وهذه دعوة للانتقال بالبعث من السلطة إلى الحزب. إنها دعوة صادقة مع البعث وفي ذات الوقت هي رهان عليه، لأن الحزب يستحق، كما تستحق سورية، سياسات جديدة وأساليب عمل جديدة.

إن الحزب مدعو للتموضع في المجتمع بدلا من التموضع في السلطة لأن التموضع في السلطة أضعف الحياة الحزبية وهذا يتطلب نقداً للتجربة الحزبية وهو أمر في غاية الأهمية لأنه يؤسس لحياة حزبية حقيقية وفاعلة نقطة الانطلاق فيها تكون بفك الارتباط ما بين الوظيفة السياسية للأحزاب والوظيفة الإدارية للسلطة.

إن الحراك السياسي أمر مشروع وهو دليل صحة في المجتمع والحوار الديموقراطي الشعبي مطلوب ومشروع على كافة الأصعدة ولأن البعث ليس ملك السوريين وحدهم بل هو ملك الأمة جمعاء، فلا بد من المبادرة إلى تصحيح المسيرة ضمن الثوابت القومية الراسخة، لأن الاتجاه السائد اليوم هو تغليب الشعور القطري الفئوي الضيق على الشعور القومي.

والاستقلال الموهوم الذي حصلت عليه بعض الدول، لم يكن استقلالاً حقيقياً عن الأجنبي بل كان استقلالاً عن الأمة..

ولأن البعث هو حزب الأمة وبالتالي فهو حزب الصمود والتصدي، حزب العروبة الصادقة، والرسالة الخالدة، حزب الماضي العظيم والحاضر المقاوم والمستقبل المنتصر.

ولأن نهضة الأمة هي ملك جميع أبنائها فإننا ندعو إلى نقد بناء لتجربة البعث تتسم بالموضوعية ولأن عيوب الممارسة التي تتحمل بعض القيادات الحزبية مسؤولية ما في أدائها، مما يستوجب مراجعة ذلك لتصويب التجربة ونقدها وليس فكر الحزب هو المسؤول عن ذلك كما أن الموضوعية والانصاف تقتضي منا عدم الإساءة إلى نظرية الحزب بل الإساءة إلى الذين فتحوا أبواب الحزب ليدخلها بعض الانتهازيين بتجاهل واضح لشروط العضوية اللازمة لدخول الحزب مما تسبب لعملية ترهل واسترخاء وتضييق على الحياة الحزبية الصحية الداخلية وعلى الممارسة الديموقراطية داخل الحزب قبل خارجه، بحيث أدى ذلك إلى تهميش تدريجي لدور الحزب حتى أصبح في نهاية المطاف تابعاً للسلطة تبعية كاملة منفذاً لسياستها، يأتمر بأوامرها، ووسيلة تعطي الشرعية الشكلية لما تريده، مما تسبب أيضاً بمزيد من الترهل طال الحزبين والمؤسسات مما دفعه للارتماء في أحضان السلطة والاستقواء بها ولم يعد يمارس على نطاق الواقع وظائفه الحزبية ودوره الجماهيري او مهماته الثقافية.

ويمكن القول ان حزب البعث ليس فوق النقد، وربما كان غياب هذا النقد أحد الأسباب التي ساهمت إلى حد بعيد في تعثر أدائه.. ومن هنا وجبت ضرورة الاصلاح الحزبي الذي يعتبر النقد داخل الحزب، ومن خارجه أيضاً، حجر الزاوية فيه.

  • فريق ماسة
  • 2011-07-29
  • 9360
  • من الأرشيف

البعث المؤهل نضالياً وقومياً

تمر سورية اليوم بمرحلة دقيقة حافلة بالأحداث والتطورات طبعت الواقع السياسي بطابعها المضطرب وأرخت بظلالها الثقيلة على الحياة في وطننا ومنطقتنا وهذا ما استدعى وضع قوى الممانعة والمقاومة والصمود أمام مسؤوليات جسيمة تجلت بضرورة مواجهة هذه الأحداث مواجهة واعية وجريئة تستدعي استخلاص النتائج والعبر منها بالرغم من استمرار بؤر التوتر هنا وهناك. وكان واضحاً أن التصويب كان ولا يزال موجهاً منذ البداية إلى حزب البعث كونه قوة جماهيرية محورية إضافة لكونه «الحزب القائد في الدولة والمجتمع» ونظراً لمكانة الحزب ودوره التاريخي في حياة سورية، وفي باقي الأقطار العربية، ولأن أفكاره وتعاليمه لا تزال راهنة معاصرة تعبر عن تطلعات وآمال الأمة ويمتلك القدرة لمواكبة مجمل معطيات عصر العولمة وخصوصية مع الحفاظ على الشخصية الثقافية للأمة وهويتها القومية والإنسانية مع منهج فكري يتسع للجميع، انطلاقاً من أن الكل في الوطن الواحد من مسؤوليتهم البحث عن فكر يجمعهم وسياسة توحدهم ودولة توفر لهم الحياة الحرة الكريمة. وإذا كان البعث قد برز كقوة إنقاذ للأمة عبر مشروع نضالي عروبي مقاوم يضم بين جناحي مشروعه القومي العروبي كل الطاقات القومية العربية المقاومة، فذلك مرده أن البعث هو المؤهل نضالياً وقومياً وتاريخياً لحمل مشروع الأمة القومي والحضاري وفي مواجهة الحرب الكونية الضروس التي تشن على سورية اليوم. من المفيد أن نعود بالذاكرة إلى قرار «اجتثاث البعث» الذي أطلقه وعمل على تطبيقه بول بريمر قبل ويوم دخل الأميركيون بغداد، وبالرغم أن النظام انتهى هناك وصدام انتهى بموته، لكن البعث ظل مستهدفاً، لأن فكر البعث القومي كان المستهدف، ولأن الفكر العروبي الذي يمنع الأميركيين من تحقيق مشروعهم الهادف إلى تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية وعرقية هو الفكر الذي يناضل في مواجهة أنظمة الاستسلام والخنوع العربية المهرولة إلى مشروع الشرق الأميركي الصهيوني القديم ـ الجديد. من هنا نرى أن هذا الاستهداف ما هو إلا للنيل من صلابة وعزيمة وقوة الأمة وممانعتها ومقاومتها التي استطاعت أن تدحر الاحتلال وتحرر الأرض وتحقق النصر على العدو بفضل سورية المتمسكة بثوابتها القومية ونهجها الوحدوي التحرري وتصديها ـ وإلى جانبها إيران والمقاومة في فلسطين ولبنان ـ للنهج الاستسلامي التفريطي الذي رد عليه الرئيس الدكتور بشار الأسد حين وقف على مدرج جامعة دمشق في العام 2006 وفي خضم المعركة لحصار سورية، وبعد احتلال العراق، والانسحاب من لبنان، ليعلن «أنه عندما يكون الخيار بين الاستسلام والفوضى أو المقاومة، فإن خيارنا هو المقاومة، لأن ثمن المقاومة أقل من ثمن الاستسلام». إزاء ما تقدم فقد أثبت البعث بأنه وريث حركة النضال العربي، كما يثبت اليوم أنه أحد أعمدتها من خلال مواكبته لحركة الجماهير ومتطلباتها ومعالجة حاجاتها الأساسية وتحقيقها ومن خلال تطوير أساليب العمل ووسائله وقراءة تطورات العصر ومواكبتها بالطرق العلمية والتحليل الموضوعي والقدرة على استيعاب المستجد والحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية وتعميم ونشر ثقافة المقاومة والتصدي لتداعيات ثقافة الاستسلام وإفرازاتها المتجددة، وتفاقم انجراف بعض الأنظمة العربية وغير العربية والمحيطة بسورية إلى صراعات وتناقضات مدمرة فيما بينها، وإسراعها بتمويل حملات إعلامية مضللة إلى تسعير خلافات ذات طابع ديني ومذهبي، بهدف النيل من وحدة الشعب تحت ستار المطالبة بالإصلاح. وإذا كانت الحرية والديموقراطية والعدالة هي الأقانيم الثلاثة للرقي البشري ولتطوير المجتمعات، فإن معالجة الفقر والفساد والبطالة وتحقيق النمو هي المدخل الذي لا بد منه.. وعليه فإن الحراك الشعبي في هذا الاتجاه أخذ أبعاداً مختلفة وتحت هذا الستار أتيح لمجموعات لها ارتباطاتها وأهدافها الخارجية من أن تتحرك وتشعل فتائل الاضطراب والفوضى وصولاً إلى عمليات القتل المنظمة التي طالت مؤسسات أمنية وعسكرية، وفيها ظهر جلياً العامل الخارجي من خلال عملية التسلل التي قادها سفيرا أميركا وفرنسا إلى مدينة حماه من دون الحصول على الموافقة الرسمية بذلك. إن سورية اليوم وهي تواجه هذه المؤامرة قادرة على تجاوز المحنة غير المسبوقة التي ابتليت بها، من خلال ما تمتلك من مقومات وقوى كامنة تنتظر لحظة إطلاقها لصورتها الحقيقية، فالاحتجاجات وتداخلاتها أفرزت كوامن سلبية نظراً لاختلاط المفاهيم وضياع بوصلة الرؤية في تحديد ما يجري على الأرض، وقد أسهم في ضياعها الكثير من الأخطاء الإدارية والممارسات الخاطئة لبعض المندسين الذين استغلوا مراكزهم لتوسيع دائرة الفساد في أكثر من مرفق حكومي الأمر الذي اتكأ عليه أصحاب المخطط الخارجي في سعيهم لتضليل الكثير من أصحاب النيات الطيبة والنفوس الصافية. لقد دفع حزب البعث الكثير من أثمان هذه الأخطاء وتلك الممارسات، وكان الحزب أكبر الخاسرين من سلطة البعث. ولأن ذاكرتي تجعلني أشهد أن أبطال البعث من فقراء القرى والمدن والأرياف في الزمن الأول لم يبق منهم أحد!! لم يبق إلا السلطة. لذلك على البعث ان يستعيد نفسه ويترك السلطة لصناديق الاقتراع، وهذه دعوة للانتقال بالبعث من السلطة إلى الحزب. إنها دعوة صادقة مع البعث وفي ذات الوقت هي رهان عليه، لأن الحزب يستحق، كما تستحق سورية، سياسات جديدة وأساليب عمل جديدة. إن الحزب مدعو للتموضع في المجتمع بدلا من التموضع في السلطة لأن التموضع في السلطة أضعف الحياة الحزبية وهذا يتطلب نقداً للتجربة الحزبية وهو أمر في غاية الأهمية لأنه يؤسس لحياة حزبية حقيقية وفاعلة نقطة الانطلاق فيها تكون بفك الارتباط ما بين الوظيفة السياسية للأحزاب والوظيفة الإدارية للسلطة. إن الحراك السياسي أمر مشروع وهو دليل صحة في المجتمع والحوار الديموقراطي الشعبي مطلوب ومشروع على كافة الأصعدة ولأن البعث ليس ملك السوريين وحدهم بل هو ملك الأمة جمعاء، فلا بد من المبادرة إلى تصحيح المسيرة ضمن الثوابت القومية الراسخة، لأن الاتجاه السائد اليوم هو تغليب الشعور القطري الفئوي الضيق على الشعور القومي. والاستقلال الموهوم الذي حصلت عليه بعض الدول، لم يكن استقلالاً حقيقياً عن الأجنبي بل كان استقلالاً عن الأمة.. ولأن البعث هو حزب الأمة وبالتالي فهو حزب الصمود والتصدي، حزب العروبة الصادقة، والرسالة الخالدة، حزب الماضي العظيم والحاضر المقاوم والمستقبل المنتصر. ولأن نهضة الأمة هي ملك جميع أبنائها فإننا ندعو إلى نقد بناء لتجربة البعث تتسم بالموضوعية ولأن عيوب الممارسة التي تتحمل بعض القيادات الحزبية مسؤولية ما في أدائها، مما يستوجب مراجعة ذلك لتصويب التجربة ونقدها وليس فكر الحزب هو المسؤول عن ذلك كما أن الموضوعية والانصاف تقتضي منا عدم الإساءة إلى نظرية الحزب بل الإساءة إلى الذين فتحوا أبواب الحزب ليدخلها بعض الانتهازيين بتجاهل واضح لشروط العضوية اللازمة لدخول الحزب مما تسبب لعملية ترهل واسترخاء وتضييق على الحياة الحزبية الصحية الداخلية وعلى الممارسة الديموقراطية داخل الحزب قبل خارجه، بحيث أدى ذلك إلى تهميش تدريجي لدور الحزب حتى أصبح في نهاية المطاف تابعاً للسلطة تبعية كاملة منفذاً لسياستها، يأتمر بأوامرها، ووسيلة تعطي الشرعية الشكلية لما تريده، مما تسبب أيضاً بمزيد من الترهل طال الحزبين والمؤسسات مما دفعه للارتماء في أحضان السلطة والاستقواء بها ولم يعد يمارس على نطاق الواقع وظائفه الحزبية ودوره الجماهيري او مهماته الثقافية. ويمكن القول ان حزب البعث ليس فوق النقد، وربما كان غياب هذا النقد أحد الأسباب التي ساهمت إلى حد بعيد في تعثر أدائه.. ومن هنا وجبت ضرورة الاصلاح الحزبي الذي يعتبر النقد داخل الحزب، ومن خارجه أيضاً، حجر الزاوية فيه.

المصدر : السفير /واصف شرارة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة