لا تبديل في مهمة القوات الفرنسية العاملة ضمن «اليونيفيل» في جنوب لبنان. الاعتداء الذي تعرضت له، دورية «اليونيفيل» الفرنسية على مشارف صيدا «لن يغير من طبيعة المهمة التي تقوم بها القوات الفرنسية». ويقول مصدر فرنسي إن الاعتداء الذي أوقع ستة جرحى فرنسيين «لم يفاجئ الأجهزة الأمنية الفرنسية التي كانت تتوقع عملا من هذا النوع في الأسابيع الأخيرة».

ولا يفصل مصدر فرنسي ما بين الهجوم على الدورية وتدهور العلاقات السورية الفرنسية منذ بداية الحراك الشعبي السوري ويقول «أنظارنا تتجه إلى دمشق التي تقوم بتوجيه رسائل عبر ضرب «اليونيفيل»، مستخدمة حلفاءها في عين الحلوة لتنفيذ العملية».

وقال ضابط فرنسي عمل سابقا في «اليونيفيل» في جنوب لبنان، إنه لا يمكن الربط بين هجوم أمس الأول والهجوم الذي تعرضت له دورية ايطالية في الرميلة في ايار المنصرم. وقال إن اعتقادا مشابها ساد لدى الأجهزة الأمنية في الأيام الأولى التي تلت الهجوم على الإيطاليين بأن يكون المحرضون على العملية طرفا تديره دمشق، ويرغب بتوجيه تحذير للدبلوماسية الفرنسية، التي انقلبت بطريقة دراماتيكية على التقارب مع دمشق، ثم أظهرت التحقيقات الأولية في العملية ضد الإيطاليين تورط عناصر محلية لبنانية، لا علاقة لها بدمشق.

وقال مصدر فرنسي إن العناصر التي نفذت العملية ضد الايطاليين انتقمت من تجميدهم مشروعات مدنية وخيرية تستفيد منها جماعات لبنانية في نطاق عملهم.

ويضع هجوم صيدا موضع تساؤل حول فعالية استراتيجية القوة الفرنسية لحماية نفسها من هجمات من هذا النوع، بعد لجوئها منذ مطلع العام الحالي إلى إعادة تجميع عديدها في اطار قوة تدخل سريع مركزها قاعدة ديركيفا، وتقنين اعمال الدورية، لكي لا تبقى هدفا سهلا لأي هجوم ارهابي.

وكان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه، دعا السلطات اللبنانية، بالتنسيق مع «اليونيفيل»، لبذل كل ما بوسعها لملاحقة المسؤولين عن الهجوم ومحاكمتهم.

وتسقط المصادر الفرنسية من الاتهام احتمال قيام عناصر من «حزب الله» بتنفيذ هجوم صيدا، إذ أن العلاقات بين الطرفين تنتظم عن طريق زيارات يقوم بها مسؤولون في وزارة الخارجية الفرنسية إلى الضاحية الجنوبية، لتحديد قواعد التعامل بين «حزب الله» والقوة الفرنسية في الجنوب.

وفي ايار الماضي، ومن خلال مبعوث خاص من الكي دورسيه التقى احد قادة «حزب الله» في بيروت، طلبت باريس من الحزب ضمانات ألا تتعرض «اليونيفيل»، في اجواء التوتر الدبلوماسي مع دمشق، لأي عملية انتقامية. وثمة طمأنة باريسية، بالتزام «حزب الله» تعهداته بألا يتعرض لـ«اليونيفيل»، فضلا عن قناعة متداولة، انه لا مصلحة للحزب بنقض التعايش القائم معها.

السفير /محمد بلوط                      

 

  • فريق ماسة
  • 2011-07-27
  • 9790
  • من الأرشيف

باريس: ريبة من دمشق واطمئنان لـ«حزب الله»

لا تبديل في مهمة القوات الفرنسية العاملة ضمن «اليونيفيل» في جنوب لبنان. الاعتداء الذي تعرضت له، دورية «اليونيفيل» الفرنسية على مشارف صيدا «لن يغير من طبيعة المهمة التي تقوم بها القوات الفرنسية». ويقول مصدر فرنسي إن الاعتداء الذي أوقع ستة جرحى فرنسيين «لم يفاجئ الأجهزة الأمنية الفرنسية التي كانت تتوقع عملا من هذا النوع في الأسابيع الأخيرة». ولا يفصل مصدر فرنسي ما بين الهجوم على الدورية وتدهور العلاقات السورية الفرنسية منذ بداية الحراك الشعبي السوري ويقول «أنظارنا تتجه إلى دمشق التي تقوم بتوجيه رسائل عبر ضرب «اليونيفيل»، مستخدمة حلفاءها في عين الحلوة لتنفيذ العملية». وقال ضابط فرنسي عمل سابقا في «اليونيفيل» في جنوب لبنان، إنه لا يمكن الربط بين هجوم أمس الأول والهجوم الذي تعرضت له دورية ايطالية في الرميلة في ايار المنصرم. وقال إن اعتقادا مشابها ساد لدى الأجهزة الأمنية في الأيام الأولى التي تلت الهجوم على الإيطاليين بأن يكون المحرضون على العملية طرفا تديره دمشق، ويرغب بتوجيه تحذير للدبلوماسية الفرنسية، التي انقلبت بطريقة دراماتيكية على التقارب مع دمشق، ثم أظهرت التحقيقات الأولية في العملية ضد الإيطاليين تورط عناصر محلية لبنانية، لا علاقة لها بدمشق. وقال مصدر فرنسي إن العناصر التي نفذت العملية ضد الايطاليين انتقمت من تجميدهم مشروعات مدنية وخيرية تستفيد منها جماعات لبنانية في نطاق عملهم. ويضع هجوم صيدا موضع تساؤل حول فعالية استراتيجية القوة الفرنسية لحماية نفسها من هجمات من هذا النوع، بعد لجوئها منذ مطلع العام الحالي إلى إعادة تجميع عديدها في اطار قوة تدخل سريع مركزها قاعدة ديركيفا، وتقنين اعمال الدورية، لكي لا تبقى هدفا سهلا لأي هجوم ارهابي. وكان وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه، دعا السلطات اللبنانية، بالتنسيق مع «اليونيفيل»، لبذل كل ما بوسعها لملاحقة المسؤولين عن الهجوم ومحاكمتهم. وتسقط المصادر الفرنسية من الاتهام احتمال قيام عناصر من «حزب الله» بتنفيذ هجوم صيدا، إذ أن العلاقات بين الطرفين تنتظم عن طريق زيارات يقوم بها مسؤولون في وزارة الخارجية الفرنسية إلى الضاحية الجنوبية، لتحديد قواعد التعامل بين «حزب الله» والقوة الفرنسية في الجنوب. وفي ايار الماضي، ومن خلال مبعوث خاص من الكي دورسيه التقى احد قادة «حزب الله» في بيروت، طلبت باريس من الحزب ضمانات ألا تتعرض «اليونيفيل»، في اجواء التوتر الدبلوماسي مع دمشق، لأي عملية انتقامية. وثمة طمأنة باريسية، بالتزام «حزب الله» تعهداته بألا يتعرض لـ«اليونيفيل»، فضلا عن قناعة متداولة، انه لا مصلحة للحزب بنقض التعايش القائم معها. السفير /محمد بلوط                        

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة