أكد وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما أن الإسرائيليين يفعلون ما يشاؤون في فرنسا ويحركون الاستخبارات الفرنسية كيفما يحلُ لهم.

وقال دوما في كتاب له تحت عنوان: (رولان دوما لكمات وجروح) نشرت صحيفة السفير اللبنانية مقتطفات منه: إن الإسرائيليين يخطئون في عدم التفاوض مع سورية والرئيس بشار الأسد حتى لو أنه يرفض التوقيع على اتفاق بأي ثمن

واصفا الرئيس الأسد بأنه رجل ساحر يمتلك فكراً منفتحاً وذهناً متقداً ولا يرفض المسائل المحرجة. ‏

 

وانتقد دوما بشدة قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إدخال فرنسا في القيادة الموحدة لحلف شمال الأطلسي وقال: إن ساركوزي ارتكب خطأ كبيرا بالنسبة للموقع التقليدي لفرنسا الذي رسمه الجنرال شارل ديغول مشيراً إلى أن أوروبا

ستكون عالقة في المستقبل بين قاعدتين أميركيتين أطلسيتين كبيرتين أولاهما في بريطانيا التي يعتبرها القاعدة المتقدمة للحلف ولأميركا والثانية في تركيا معتبرا أن الخوف من الأتراك لا يكمن في إسلامهم وإنما في أنهم سيتحولون إلى قاعدة عسكرية

أطلسية فتحكم أميركا الطوق على أوروبا. ‏

 

وأشار دوما إلى أن الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران كان قريباً من الإسرائيليين حتى ولو انه لم يكن يجاهر بذلك ويروي كيف تعرض لاحقا لغضب اللوبي اليهودي. ‏

 

وأكد دوما أنه لا يوافق على السياسة الإسرائيلية وأنه كان وفياً لمبدأ التوازن الذي أسس له الجنرال شارل ديغول في الشرق الأوسط حيث يحق للشعوب العربية أيضاً الاحترام وأن السياسة الإسرائيلية الحالية المستوحاة من الناشطين المقربين من

الصهاينة لا تسير في الطريق الصحيح. ‏

 

وأكد دوما في كتابه أن المفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لن تؤدي إلى أي شيء وأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي غير قابل للحل فباراك أوباما قد تراجع عن ضغوطه وتحذيراته

لإسرائيل بسبب ضغط اللوبي اليهودي الذي يطوق كل رئيس أميركي ويعتبر أن ميتران أو أي رئيس أو مسؤول غربي سيقارب الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي سوف يصطدم بعقبة المستوطنين لذلك يصل إلى النهاية المأسوية التالية بقوله: إن

الحل هو في عدم وجود أي حل. ‏

 

وتحدث دوما عن إيران بالقول: إن القنبلة الذرية الإيرانية هي بنظري كأسلحة الدمار الشامل عند صدام حسين, أي إنني لا أؤمن بكل ذلك وكل ما حصل هو تضليل وإن التخبط في السياسية الفرنسية مرده تدخلات معروفة الأسس مشيراً إلى أن

وجود إسرائيل على الأبواب يجعل كل تحليل مغاير عرضة للشبهات. ‏

 

وأكد دوما أن إيران تريد مواصلة برنامجها النووي السلمي وأن كل التقارير تدل على عدم وجود أي أسلحة نووية. ‏

 

وتطرق دوما إلى الشأن الليبي مشيراً إلى لقاءاته مع رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) حين زاروه في مكتبه في باريس في محاولة لإقناعه بأن لدى العقيد معمر القذافي مختبرات لتخصيب اليورانيوم وتصنيع أسلحة

كيميائية. ‏

 

وقال: لقد استمعت إليهم بتهذيب فائق لكني لم أصدق كلمة مما قالوه. ‏

 

ويؤكد في هذا السياق أن الأميركيين قرروا فعلاً اغتيال القذافي عبر قصفه بالطائرات في العام 1986 وأن فرنسا رفضت السماح لهم باستخدام مجالها الجوي. ‏

        

 

  • فريق ماسة
  • 2011-07-26
  • 9167
  • من الأرشيف

( لكمات وجروح) رولان دوما: إسرائيل تسيطر على فرنسا ... ساركوزي ارتكب خطأ كبيراً..

أكد وزير الخارجية الفرنسي الأسبق رولان دوما أن الإسرائيليين يفعلون ما يشاؤون في فرنسا ويحركون الاستخبارات الفرنسية كيفما يحلُ لهم. وقال دوما في كتاب له تحت عنوان: (رولان دوما لكمات وجروح) نشرت صحيفة السفير اللبنانية مقتطفات منه: إن الإسرائيليين يخطئون في عدم التفاوض مع سورية والرئيس بشار الأسد حتى لو أنه يرفض التوقيع على اتفاق بأي ثمن واصفا الرئيس الأسد بأنه رجل ساحر يمتلك فكراً منفتحاً وذهناً متقداً ولا يرفض المسائل المحرجة. ‏   وانتقد دوما بشدة قرار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إدخال فرنسا في القيادة الموحدة لحلف شمال الأطلسي وقال: إن ساركوزي ارتكب خطأ كبيرا بالنسبة للموقع التقليدي لفرنسا الذي رسمه الجنرال شارل ديغول مشيراً إلى أن أوروبا ستكون عالقة في المستقبل بين قاعدتين أميركيتين أطلسيتين كبيرتين أولاهما في بريطانيا التي يعتبرها القاعدة المتقدمة للحلف ولأميركا والثانية في تركيا معتبرا أن الخوف من الأتراك لا يكمن في إسلامهم وإنما في أنهم سيتحولون إلى قاعدة عسكرية أطلسية فتحكم أميركا الطوق على أوروبا. ‏   وأشار دوما إلى أن الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران كان قريباً من الإسرائيليين حتى ولو انه لم يكن يجاهر بذلك ويروي كيف تعرض لاحقا لغضب اللوبي اليهودي. ‏   وأكد دوما أنه لا يوافق على السياسة الإسرائيلية وأنه كان وفياً لمبدأ التوازن الذي أسس له الجنرال شارل ديغول في الشرق الأوسط حيث يحق للشعوب العربية أيضاً الاحترام وأن السياسة الإسرائيلية الحالية المستوحاة من الناشطين المقربين من الصهاينة لا تسير في الطريق الصحيح. ‏   وأكد دوما في كتابه أن المفاوضات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس لن تؤدي إلى أي شيء وأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي غير قابل للحل فباراك أوباما قد تراجع عن ضغوطه وتحذيراته لإسرائيل بسبب ضغط اللوبي اليهودي الذي يطوق كل رئيس أميركي ويعتبر أن ميتران أو أي رئيس أو مسؤول غربي سيقارب الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي سوف يصطدم بعقبة المستوطنين لذلك يصل إلى النهاية المأسوية التالية بقوله: إن الحل هو في عدم وجود أي حل. ‏   وتحدث دوما عن إيران بالقول: إن القنبلة الذرية الإيرانية هي بنظري كأسلحة الدمار الشامل عند صدام حسين, أي إنني لا أؤمن بكل ذلك وكل ما حصل هو تضليل وإن التخبط في السياسية الفرنسية مرده تدخلات معروفة الأسس مشيراً إلى أن وجود إسرائيل على الأبواب يجعل كل تحليل مغاير عرضة للشبهات. ‏   وأكد دوما أن إيران تريد مواصلة برنامجها النووي السلمي وأن كل التقارير تدل على عدم وجود أي أسلحة نووية. ‏   وتطرق دوما إلى الشأن الليبي مشيراً إلى لقاءاته مع رجال وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) حين زاروه في مكتبه في باريس في محاولة لإقناعه بأن لدى العقيد معمر القذافي مختبرات لتخصيب اليورانيوم وتصنيع أسلحة كيميائية. ‏   وقال: لقد استمعت إليهم بتهذيب فائق لكني لم أصدق كلمة مما قالوه. ‏   ويؤكد في هذا السياق أن الأميركيين قرروا فعلاً اغتيال القذافي عبر قصفه بالطائرات في العام 1986 وأن فرنسا رفضت السماح لهم باستخدام مجالها الجوي. ‏           

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة