هدوء! .. كلمة اختزلت أوامر صريحة وواضحة صدرت من الخارج الممسك بغرفة العمليات اللبنانية إلى الحريري وفريقه.

وبداية الهدوء مطلوب من الحريري على جبهة وليد جنبلاط حتى ولو كان يلعب لعبة خبيثة من نوع الدفاع عن أشرف ريفي ووسام الحسن بهدف إبقائهم في مواقعهم وتحميلهم مسؤولية التعاون أو عدمه مع المحكمة الدولية، إذاً الهدوء .. لأن الأخير يمثل قاطرة لفريقه، فضلاً عن تمتعه بقدرة الانتقال من جدار الفصل إلى جسر الوصل بين أي جماعة وأخرى في لبنان.

كما أن الهدوء مطلوب من الحريري حسب ما نشرت صحيفة الأخبار يسري على جبهة ميشيل عون، فالتعليمات تفيد بتجنب الرد على عون وخاصة في هذه الأيام، حتى حين يستدرجكم – والكلام للحريري وفريقه -، إضافة إلى اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بمنع عون من التعبئة المسيحية، وتقول التعليمات: " اسحبوا سمير جعجع من الصورة، أرسلوه في رحلة استجمام طويلة مهما كانت كلفتها، والقاعدة نفسها تسري على باقي القوى المسيحية الحليفة للحريري، أطفئوا خانة عون عن شاشة إفرازاتكم الغددية، وانتظروا حتى إشعار آخر.

أما الجبهة الثالثة التي اشتعلت فجأةً وسريعاً وعلى نحو محدث، جاءت الأوامر أيضاً بتهدئتها وهي جبهة "رئيس الجمهورية"، لا بل قد تكون الأسباب الموجبة المرفقة بتوجيهات إخماد هذا التماس، أكثر قساوة في التوصيف والتوبيخ: "ما بالكم؟ هل قررتم دفع ميشال سليمان الى أحضان خصومه وخصومنا؟ أم أنكم صدقتم أنه بات مغرماً بميشال عون وحسن نصر الله؟ ألم تفهموا أن كل الهدف من تكتيكاته الأخيرة، من الاستشارات النيابية الى عشاء عمشيت، هو مجرد الدخول على خط محاصصة التعيينات الإدارية، أو في أقصى الاحتمالات حفظ مقعد نيابي بشفاعة مار شربل؟ كيف تشنون هذا الهجوم الغبي عليه، فتلبطون بلحظة "سطل" حليب ثلاثة أعوام ونيف؟ فوراً تعيدون الأجواء الى ما كانت عليه قبل كانون الثاني الماضي. أما التفاصيل، فاتركوها لنا في الخارج، تكفينا تخبطاتكم في الداخل".

ويقول متابعون أن الغرض من عمليات التهدئة هذا هو الوصول إلى خواتيم المهل المحددة من جانب المحكمة الدولية، ولاسيما في ظل حالة من الاسترخاء من حول حزب الله، وخواتيم المهل تلك، مرتبطة فعلياً بمرحلة ما بعد إعادة مذكرات التوقيف الدولية، مذيلة بإشارة "تعذر التبليغ نظراً إلى كون الشخص المعني مجهول محل الإقامة".

فعند هذا الحد، تنتقل اللعبة الدولية الى مرحلتها الثانية، إلا إذا كان ثمة من يسمُ العقل الدولي القائم خلف تلك العملية، بالسذاجة. بحيث يختم مساراً كونياً عمره من عمر 14 شباط 2005، بصورة محاكمة غيابية لأشخاص مجهولين، وأُقفلت القضية... فيما المتوقع أنه بعد تعذر تبليغ "المجهولين"، يصار إلى استدعاء "معروفين"، أو معلومين، أو حتى "مُعتلمين" من مسؤولين في حزب الله، ولو على سبيل المعلومات، وإن في مكتب الادعاء في بيروت لا في لاهاي، لسؤالهم عن عناصر في "حزبهم"، أين يقيمون؟ ما هي صفة عملهم التنظيمية الحزبية؟ ضمن أي تراتبية وفي أي مقر عمل وضمن أي دوامات ومنذ متى وإلى آخر "الشنكلة" المطلوبة على المشكل المنشود...

إذاً هدوء، ولو أن الآمر والمأمور يتقنان اللغة العربية أكثر، لصدرت التوجيهات بحرفين اثنين: صه!.

  • فريق ماسة
  • 2011-07-20
  • 13172
  • من الأرشيف

وعلى الحريري تنفيذ الامر ...هدوء الآن !

هدوء! .. كلمة اختزلت أوامر صريحة وواضحة صدرت من الخارج الممسك بغرفة العمليات اللبنانية إلى الحريري وفريقه. وبداية الهدوء مطلوب من الحريري على جبهة وليد جنبلاط حتى ولو كان يلعب لعبة خبيثة من نوع الدفاع عن أشرف ريفي ووسام الحسن بهدف إبقائهم في مواقعهم وتحميلهم مسؤولية التعاون أو عدمه مع المحكمة الدولية، إذاً الهدوء .. لأن الأخير يمثل قاطرة لفريقه، فضلاً عن تمتعه بقدرة الانتقال من جدار الفصل إلى جسر الوصل بين أي جماعة وأخرى في لبنان. كما أن الهدوء مطلوب من الحريري حسب ما نشرت صحيفة الأخبار يسري على جبهة ميشيل عون، فالتعليمات تفيد بتجنب الرد على عون وخاصة في هذه الأيام، حتى حين يستدرجكم – والكلام للحريري وفريقه -، إضافة إلى اتخاذ كل الاجراءات الكفيلة بمنع عون من التعبئة المسيحية، وتقول التعليمات: " اسحبوا سمير جعجع من الصورة، أرسلوه في رحلة استجمام طويلة مهما كانت كلفتها، والقاعدة نفسها تسري على باقي القوى المسيحية الحليفة للحريري، أطفئوا خانة عون عن شاشة إفرازاتكم الغددية، وانتظروا حتى إشعار آخر. أما الجبهة الثالثة التي اشتعلت فجأةً وسريعاً وعلى نحو محدث، جاءت الأوامر أيضاً بتهدئتها وهي جبهة "رئيس الجمهورية"، لا بل قد تكون الأسباب الموجبة المرفقة بتوجيهات إخماد هذا التماس، أكثر قساوة في التوصيف والتوبيخ: "ما بالكم؟ هل قررتم دفع ميشال سليمان الى أحضان خصومه وخصومنا؟ أم أنكم صدقتم أنه بات مغرماً بميشال عون وحسن نصر الله؟ ألم تفهموا أن كل الهدف من تكتيكاته الأخيرة، من الاستشارات النيابية الى عشاء عمشيت، هو مجرد الدخول على خط محاصصة التعيينات الإدارية، أو في أقصى الاحتمالات حفظ مقعد نيابي بشفاعة مار شربل؟ كيف تشنون هذا الهجوم الغبي عليه، فتلبطون بلحظة "سطل" حليب ثلاثة أعوام ونيف؟ فوراً تعيدون الأجواء الى ما كانت عليه قبل كانون الثاني الماضي. أما التفاصيل، فاتركوها لنا في الخارج، تكفينا تخبطاتكم في الداخل". ويقول متابعون أن الغرض من عمليات التهدئة هذا هو الوصول إلى خواتيم المهل المحددة من جانب المحكمة الدولية، ولاسيما في ظل حالة من الاسترخاء من حول حزب الله، وخواتيم المهل تلك، مرتبطة فعلياً بمرحلة ما بعد إعادة مذكرات التوقيف الدولية، مذيلة بإشارة "تعذر التبليغ نظراً إلى كون الشخص المعني مجهول محل الإقامة". فعند هذا الحد، تنتقل اللعبة الدولية الى مرحلتها الثانية، إلا إذا كان ثمة من يسمُ العقل الدولي القائم خلف تلك العملية، بالسذاجة. بحيث يختم مساراً كونياً عمره من عمر 14 شباط 2005، بصورة محاكمة غيابية لأشخاص مجهولين، وأُقفلت القضية... فيما المتوقع أنه بعد تعذر تبليغ "المجهولين"، يصار إلى استدعاء "معروفين"، أو معلومين، أو حتى "مُعتلمين" من مسؤولين في حزب الله، ولو على سبيل المعلومات، وإن في مكتب الادعاء في بيروت لا في لاهاي، لسؤالهم عن عناصر في "حزبهم"، أين يقيمون؟ ما هي صفة عملهم التنظيمية الحزبية؟ ضمن أي تراتبية وفي أي مقر عمل وضمن أي دوامات ومنذ متى وإلى آخر "الشنكلة" المطلوبة على المشكل المنشود... إذاً هدوء، ولو أن الآمر والمأمور يتقنان اللغة العربية أكثر، لصدرت التوجيهات بحرفين اثنين: صه!.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة