لم يُعلن عن الاتفاق الروسي ـ التركي الخاص بشرق الفرات حتى توالت ردود الفعل الأوروبية المتعلقة بالمنطقة الآمنة، ولعل الأبرز فيها هو الاقتراح الألماني بسيطرة الأمم المتحدة على تلك المنطقة واستعدادها لإرسال 2500 جندي إلى هناك بحسب ما قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، فيما رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، بالاقتراح الألماني.

أما الروس فقد ردوا على ذلك بلسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والذي أكد رفض موسكو فكرة سيطرة الناتو على المنطقة الآمنة في شمال سوريا، معتبراً أن هذه الفكرة لا تتضمن أمورا جيدة.

الأتراك أيضاً لم يكونوا فرحين بذلك الاقتراح، لا سيما وأن باقي أعضاء حلف الناتو هم من الدول الأوروبية التي تجمعها علاقات متوترة بأنقرة في الفترة الأخيرة، ولابد من الإشارة إلى ردة فعل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي أكد أن من يحاول إعطاء الدروس لتركيا، عليه أن يدرك أنه سيتلقى الجواب اللازم وذلك في رد منه على دعوة نظيره الألماني هايكو ماس لتركيا باحترام وقف إطلاق النار وحماية السكان المحللين في شرق الفرات والشمال، ووجوب امتثال أنقرة للقانون الدولي، إضافةً لدعوات من داخل مجلس الشيوخ الأمريكي للتحقيق باستخدام تركيا للفوسفور الأبيض ضد الأكراد شرق الفرات بالتزامن مع اتهام منظمة العفو الدولية لتركيا لها بترحيل اللاجئين السوريين قسراً إلى بلادهم.

 

 

حول ذلك يقول أحد المراقبين بأن القارة الأوروبية الممتعضة من تركيا ودورها في سورية وشرق مياه المتوسط والتي تحاول ابتزاز الأوروبيين في كل مناسبة بورقة اللاجئين، تحاول أن تجد بدائل للحد من الدور التركي ومواجهته، وأعتقد أن الفترة القادمة ستحمل المزيد من التوتر بين التركي والقارة الأوروبية، بما قد يهدد بعضوية أنقرة في حلف الناتو بحسب قوله.

فيما رأى آخر بأن روسيا ستكون سعيدة بإعلان زواج كاثوليكي من أنقرة بسبب ابتعاد الأخيرة بشكل شبه نهائي عن واشنطن وأوروبا، ولن نستبعد أن تعلن روسيا عن تشكيلها لحلف يشابه حلف الناتو تضم فيه كل الدول الصديقة المعادية لأمريكا وهذا يفتح باب الترشيحات للعديد من الدول على رأسها إيران واخرى مثل فنزويلا والصين وبوليفيا ومن يدري أستكون سورية في ذلك الحلف أم لا.

من جهته اعتقد أحد المتابعين بأن أوروبا غير راضية عن الانسحاب الأمريكي والاكتفاء بالتواجد في مناطق النفط شرق سورية، وترى في الاتفاق الروسي ـ التركي مصلحةً لكل من موسكو وحليفتها دمشق من جهة ولتركيا من جهة أخرى وهذه الدول الثلاث هي قطعاً ليست بحليفة لدول الناتو، لذلك فإن الناتو ومن ورائه أوروبا ستدعم سيطرة أممية على منطقة آمنة شمال سورية لقطع الطريق على التركي في ابتزازها بورقة اللاجئين ولمراقبة المقاتلين الأجانب وتحركاتهم بين الحدود وضبطها، لكن هذا سيصطدم بالرفض الروسي لأي سيطرة غربية على تلك المنطقة، مما قد يرشح احتمالاً واحداً يتمثل باتفاق روسي ـ تركي لسيطرة القوات السورية على كامل تلك المنطقة وقطع الطريق امام الغرب من خلال القول بأن الحكومة السورية باتت تسيطر على أراضيها في الشمال، أو أن تتعاون موسكو وأنقرة للإشراف على تلك المنطقة بحيث لا تكون تركيا وحدها هي المشرفة بحسب رأيه.

 

  • فريق ماسة
  • 2019-10-25
  • 12520
  • من الأرشيف

بعد الموقف الأوروبي.. ما هي سيناريوهات الشمال السوري؟

   لم يُعلن عن الاتفاق الروسي ـ التركي الخاص بشرق الفرات حتى توالت ردود الفعل الأوروبية المتعلقة بالمنطقة الآمنة، ولعل الأبرز فيها هو الاقتراح الألماني بسيطرة الأمم المتحدة على تلك المنطقة واستعدادها لإرسال 2500 جندي إلى هناك بحسب ما قالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير لاين، فيما رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ، بالاقتراح الألماني. أما الروس فقد ردوا على ذلك بلسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والذي أكد رفض موسكو فكرة سيطرة الناتو على المنطقة الآمنة في شمال سوريا، معتبراً أن هذه الفكرة لا تتضمن أمورا جيدة. الأتراك أيضاً لم يكونوا فرحين بذلك الاقتراح، لا سيما وأن باقي أعضاء حلف الناتو هم من الدول الأوروبية التي تجمعها علاقات متوترة بأنقرة في الفترة الأخيرة، ولابد من الإشارة إلى ردة فعل وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي أكد أن من يحاول إعطاء الدروس لتركيا، عليه أن يدرك أنه سيتلقى الجواب اللازم وذلك في رد منه على دعوة نظيره الألماني هايكو ماس لتركيا باحترام وقف إطلاق النار وحماية السكان المحللين في شرق الفرات والشمال، ووجوب امتثال أنقرة للقانون الدولي، إضافةً لدعوات من داخل مجلس الشيوخ الأمريكي للتحقيق باستخدام تركيا للفوسفور الأبيض ضد الأكراد شرق الفرات بالتزامن مع اتهام منظمة العفو الدولية لتركيا لها بترحيل اللاجئين السوريين قسراً إلى بلادهم.     حول ذلك يقول أحد المراقبين بأن القارة الأوروبية الممتعضة من تركيا ودورها في سورية وشرق مياه المتوسط والتي تحاول ابتزاز الأوروبيين في كل مناسبة بورقة اللاجئين، تحاول أن تجد بدائل للحد من الدور التركي ومواجهته، وأعتقد أن الفترة القادمة ستحمل المزيد من التوتر بين التركي والقارة الأوروبية، بما قد يهدد بعضوية أنقرة في حلف الناتو بحسب قوله. فيما رأى آخر بأن روسيا ستكون سعيدة بإعلان زواج كاثوليكي من أنقرة بسبب ابتعاد الأخيرة بشكل شبه نهائي عن واشنطن وأوروبا، ولن نستبعد أن تعلن روسيا عن تشكيلها لحلف يشابه حلف الناتو تضم فيه كل الدول الصديقة المعادية لأمريكا وهذا يفتح باب الترشيحات للعديد من الدول على رأسها إيران واخرى مثل فنزويلا والصين وبوليفيا ومن يدري أستكون سورية في ذلك الحلف أم لا. من جهته اعتقد أحد المتابعين بأن أوروبا غير راضية عن الانسحاب الأمريكي والاكتفاء بالتواجد في مناطق النفط شرق سورية، وترى في الاتفاق الروسي ـ التركي مصلحةً لكل من موسكو وحليفتها دمشق من جهة ولتركيا من جهة أخرى وهذه الدول الثلاث هي قطعاً ليست بحليفة لدول الناتو، لذلك فإن الناتو ومن ورائه أوروبا ستدعم سيطرة أممية على منطقة آمنة شمال سورية لقطع الطريق على التركي في ابتزازها بورقة اللاجئين ولمراقبة المقاتلين الأجانب وتحركاتهم بين الحدود وضبطها، لكن هذا سيصطدم بالرفض الروسي لأي سيطرة غربية على تلك المنطقة، مما قد يرشح احتمالاً واحداً يتمثل باتفاق روسي ـ تركي لسيطرة القوات السورية على كامل تلك المنطقة وقطع الطريق امام الغرب من خلال القول بأن الحكومة السورية باتت تسيطر على أراضيها في الشمال، أو أن تتعاون موسكو وأنقرة للإشراف على تلك المنطقة بحيث لا تكون تركيا وحدها هي المشرفة بحسب رأيه.  

المصدر : الماسة السورية/ آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة