كتب المحلل ران ادليست، إن ورشة البحرين الاقتصادية، قد تكون تركت شعورا بالتقدم، لكنها لم تكن في الواقع أكثر من مجرد وهم، يعكس فشل سياسة الحكومة، التي تحاول التغطية على الإخفاقات المتكررة على الجبهات السورية والفلسطينية والإيرانية. اذ يستحيل عدم ملاحظة أن ساحة النفوذ الإيراني لا تشمل فقط سورية ولبنان وغزة وحزب الله، بل تمتد إلى العراق أيضا. ولأن القصف المتكرر في سورية، ليس سياسة، نظموا لنا عرضا في البحرين مع أصحاب الجلابيب والشوارب، الذين تحدثوا للمراسلين الإسرائيليين، شريطة عدم كشف هويتهم.

أضاف المحلل: البحرين تعد قاعدة أمريكية، خاضعة لسيطرة السعودية، التي تعتبر واحدة من أسوأ أنظمة الحكم في العالم، بدءا من حقوق الإنسان والمرأة إلى الفساد الذي يستنزف بالثروة الثروة الوطنية لسلالة محمد بن سلمان، الراعي الحقيقي لحدث البحرين.

وفي إسرائيل، وصفوا المؤتمر بالتاريخي، الذي سيسهم في دفع العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، ويشير إلى تقدم مهم في علاقات إسرائيل بالعالم العربي. وللتذكير، بعد مرور عشرات السنين منذ أن نفت غولدا مائير، وجود شعب فلسطيني، أسس الفلسطينيون خلال تلك السنوات، بالدم والعرق والدموع، بنية تحتية لدولة تعترف بها معظم دول العالم، بما فيها الدول التي شاركت في مؤتمر البحرين، التي لا تعترف غالبيتها بإسرائيل. فوجود شعب ودولة، ليس مجرد استغلال للفرص، بل هو أيضا استعداد للتضحية. والواقع ليس مجرد تجوال مثير في القاعدة الأمريكية السعودية التي تدعى البحرين، حتى لو كان يشمل تجديدا تاريخيا للكنيس الذي كان ملحقا ملازما للسيرك المليء بالمرح، ومن المؤسف أن الصحفيين الجادين اشتروا هذه المقبرة.

وختم المحلل قائلا: لا شك أن الذهاب إلى البحرين، أمر فيه الكثير من المتعة، لكن يجب عرض وجهة النظر الصحيحة: هدف محمد بن سلمان من المؤتمر، هو تجنيد الجيش الإسرائيلي للحرب ضد إيران، ونتنياهو للتأثير على ترامب. والفلسطينيون والإسرائيليون بالنسبة له، اقل أهمية من جمال خاشقجي. والصفقة التي عقدناها مع بن سلمان وترامب، انتهت إلى الفشل في سورية. والصفقة التي كان يفترض إبرامها مع الفلسطينيين في البحرين، انتهت بنتيجة اسوأ من الفشل.

  • فريق ماسة
  • 2019-07-03
  • 8485
  • من الأرشيف

ورشة البحرين وهم قاتل جسد فشل محاولة الحكومة تغطية الإخفاقات على الجبهات السورية والإيرانية والفلسطينية

كتب المحلل ران ادليست، إن ورشة البحرين الاقتصادية، قد تكون تركت شعورا بالتقدم، لكنها لم تكن في الواقع أكثر من مجرد وهم، يعكس فشل سياسة الحكومة، التي تحاول التغطية على الإخفاقات المتكررة على الجبهات السورية والفلسطينية والإيرانية. اذ يستحيل عدم ملاحظة أن ساحة النفوذ الإيراني لا تشمل فقط سورية ولبنان وغزة وحزب الله، بل تمتد إلى العراق أيضا. ولأن القصف المتكرر في سورية، ليس سياسة، نظموا لنا عرضا في البحرين مع أصحاب الجلابيب والشوارب، الذين تحدثوا للمراسلين الإسرائيليين، شريطة عدم كشف هويتهم. أضاف المحلل: البحرين تعد قاعدة أمريكية، خاضعة لسيطرة السعودية، التي تعتبر واحدة من أسوأ أنظمة الحكم في العالم، بدءا من حقوق الإنسان والمرأة إلى الفساد الذي يستنزف بالثروة الثروة الوطنية لسلالة محمد بن سلمان، الراعي الحقيقي لحدث البحرين. وفي إسرائيل، وصفوا المؤتمر بالتاريخي، الذي سيسهم في دفع العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، ويشير إلى تقدم مهم في علاقات إسرائيل بالعالم العربي. وللتذكير، بعد مرور عشرات السنين منذ أن نفت غولدا مائير، وجود شعب فلسطيني، أسس الفلسطينيون خلال تلك السنوات، بالدم والعرق والدموع، بنية تحتية لدولة تعترف بها معظم دول العالم، بما فيها الدول التي شاركت في مؤتمر البحرين، التي لا تعترف غالبيتها بإسرائيل. فوجود شعب ودولة، ليس مجرد استغلال للفرص، بل هو أيضا استعداد للتضحية. والواقع ليس مجرد تجوال مثير في القاعدة الأمريكية السعودية التي تدعى البحرين، حتى لو كان يشمل تجديدا تاريخيا للكنيس الذي كان ملحقا ملازما للسيرك المليء بالمرح، ومن المؤسف أن الصحفيين الجادين اشتروا هذه المقبرة. وختم المحلل قائلا: لا شك أن الذهاب إلى البحرين، أمر فيه الكثير من المتعة، لكن يجب عرض وجهة النظر الصحيحة: هدف محمد بن سلمان من المؤتمر، هو تجنيد الجيش الإسرائيلي للحرب ضد إيران، ونتنياهو للتأثير على ترامب. والفلسطينيون والإسرائيليون بالنسبة له، اقل أهمية من جمال خاشقجي. والصفقة التي عقدناها مع بن سلمان وترامب، انتهت إلى الفشل في سورية. والصفقة التي كان يفترض إبرامها مع الفلسطينيين في البحرين، انتهت بنتيجة اسوأ من الفشل.

المصدر : خاص الماسة السورية/ غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة