قال السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، يتسحاك ليفانون، إن مشاركة عدد من الدول العربية المركزية في "ورشة البحرين" يعد إنجازا سياسيا للولايات المتحدة، وفشلا ذريعاً للسلطة الفلسطينية، معتبرا أن الدول العربية المشاركة معنية بأن تأخذ نصيبها من الكعكة التي سيتم توزيعها على الحضور. وأضاف، إن المبادرات الاقتصادية التي ستعرض ليست بديلا عن الحل السياسي الدبلوماسي لصفقة القرن، وان لقاء البحرين سيعبد الطريق أمام الولايات المتحدة لعرض خطتها بصورة أكثر تبسيطا عبر الجانب السياسي.

وأشار ليفانون إلى أن النجاح الأول للقاء المنامة يتمثل بإعلان عدد من الدول العربية المشاركة فيه، وعلى رأسها دول الخليج ومصر والأردن والمغرب، التي تمثل الجانب الحيوي في العالم العربي، في حين أن دولا مثل سورية والعراق وليبيا واليمن تحارب على بقائها. ورأى ليفانون، أن العالم العربي يواجه تحديات ثقيلة العيار، ففي حين يقوم الحوثيون بإطلاق الصواريخ على المطارات الجوية السعودية، فإن التوتر السعودي الإيراني آخذ بالتصاعد مع مرور الوقت، وتعلن الرياض بصورة أو بأخرى أن أمنها يتقدم على القضية الفلسطينية. كما تلمح دول الخليج إلى أنها تحتاج الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى.

بدوره، كتب المحلل بن كسبيت، في موقع "يسائيل بلاس" انه كان من المفترض أن تكون إسرائيل مشاركا رئيسيا في ورشة البحرين الاقتصادية، الأمر الذي كان من شأنه أن يوفر لـ بنيامين نتنياهو فرصة لا تقدر بثمن لالتقاط الصور قبل الانتخابات. لكن هذا لم يحصل، إذ تم دعوة العديد من رجال الأعمال الإسرائيليين، بينهم اللواء يوآف مردخاي، المنسق السابق للأنشطة الحكومية في المناطق وأحد أكثر الإسرائيليين شعبية في العالم العربي، ويقيم علاقات قوية بجهات اقتصادية وسياسية في دول الخليج، والعديد من الدول العربية، ولا يزال يحتفظ بعلاقة قوية وثيقة مع جهات عليا في الإدارة الإسرائيلية.

ونقل المحلل عن احد رجال الأعمال الإسرائيليين سيحضر المؤتمر قوله: الأمريكيون يدركون الآن ما فهمناه منذ جيل. العرب سيتحدثون في الغرفة عن شيء، لكنهم سيفعلون شيئا آخر في الخارج. هذه الحقيقة مفهومة الآن في الإدارة الأمريكية. أي انه لا يمكن تحقيق شيء طالما لا يوجد تقدم في المسار الإسرائيلي الفلسطيني، وانه لا يمكن تجاهل الرأي العام العربي، والضغط لرؤية إسرائيل علانية، في حدث رسمي. بعبارة أخرى ، لم يتغير وضع إسرائيل كخليل رسمي للدول العربية "السنية"، ولا توجد لدى احد الرغبة أو القدرة على الخروج من الخزانة، وإضفاء طابع علني على العلاقة السرية مع إسرائيل.

وختم بن كسبيت قائلا: الاستراتيجية الأمريكية الرامية لإضعاف السلطة الفلسطينية إلى أقصى حد، ودفع محمود عباس إلى الإفلاس، وصلت إلى طريق مسدود. فقد اثبت الزعيم الفلسطيني المخضرم انه يتمتع بمكانة أكثر استقرارا في المنطقة، ويمكنه استخدام "الفيتو" حتى ضد قوة الولايات المتحدة. مع ذلك لم يستسلم الأمريكيون، ولم يقروا بالفشل. لكنهم في طريقهم إلى هناك.

  • فريق ماسة
  • 2019-06-19
  • 10854
  • من الأرشيف

دبلوماسي "إسرائيلي" سابق: مؤتمر البحرين نجاح للولايات المتحدة وفشل للفلسطينيين

قال السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، يتسحاك ليفانون، إن مشاركة عدد من الدول العربية المركزية في "ورشة البحرين" يعد إنجازا سياسيا للولايات المتحدة، وفشلا ذريعاً للسلطة الفلسطينية، معتبرا أن الدول العربية المشاركة معنية بأن تأخذ نصيبها من الكعكة التي سيتم توزيعها على الحضور. وأضاف، إن المبادرات الاقتصادية التي ستعرض ليست بديلا عن الحل السياسي الدبلوماسي لصفقة القرن، وان لقاء البحرين سيعبد الطريق أمام الولايات المتحدة لعرض خطتها بصورة أكثر تبسيطا عبر الجانب السياسي. وأشار ليفانون إلى أن النجاح الأول للقاء المنامة يتمثل بإعلان عدد من الدول العربية المشاركة فيه، وعلى رأسها دول الخليج ومصر والأردن والمغرب، التي تمثل الجانب الحيوي في العالم العربي، في حين أن دولا مثل سورية والعراق وليبيا واليمن تحارب على بقائها. ورأى ليفانون، أن العالم العربي يواجه تحديات ثقيلة العيار، ففي حين يقوم الحوثيون بإطلاق الصواريخ على المطارات الجوية السعودية، فإن التوتر السعودي الإيراني آخذ بالتصاعد مع مرور الوقت، وتعلن الرياض بصورة أو بأخرى أن أمنها يتقدم على القضية الفلسطينية. كما تلمح دول الخليج إلى أنها تحتاج الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى. بدوره، كتب المحلل بن كسبيت، في موقع "يسائيل بلاس" انه كان من المفترض أن تكون إسرائيل مشاركا رئيسيا في ورشة البحرين الاقتصادية، الأمر الذي كان من شأنه أن يوفر لـ بنيامين نتنياهو فرصة لا تقدر بثمن لالتقاط الصور قبل الانتخابات. لكن هذا لم يحصل، إذ تم دعوة العديد من رجال الأعمال الإسرائيليين، بينهم اللواء يوآف مردخاي، المنسق السابق للأنشطة الحكومية في المناطق وأحد أكثر الإسرائيليين شعبية في العالم العربي، ويقيم علاقات قوية بجهات اقتصادية وسياسية في دول الخليج، والعديد من الدول العربية، ولا يزال يحتفظ بعلاقة قوية وثيقة مع جهات عليا في الإدارة الإسرائيلية. ونقل المحلل عن احد رجال الأعمال الإسرائيليين سيحضر المؤتمر قوله: الأمريكيون يدركون الآن ما فهمناه منذ جيل. العرب سيتحدثون في الغرفة عن شيء، لكنهم سيفعلون شيئا آخر في الخارج. هذه الحقيقة مفهومة الآن في الإدارة الأمريكية. أي انه لا يمكن تحقيق شيء طالما لا يوجد تقدم في المسار الإسرائيلي الفلسطيني، وانه لا يمكن تجاهل الرأي العام العربي، والضغط لرؤية إسرائيل علانية، في حدث رسمي. بعبارة أخرى ، لم يتغير وضع إسرائيل كخليل رسمي للدول العربية "السنية"، ولا توجد لدى احد الرغبة أو القدرة على الخروج من الخزانة، وإضفاء طابع علني على العلاقة السرية مع إسرائيل. وختم بن كسبيت قائلا: الاستراتيجية الأمريكية الرامية لإضعاف السلطة الفلسطينية إلى أقصى حد، ودفع محمود عباس إلى الإفلاس، وصلت إلى طريق مسدود. فقد اثبت الزعيم الفلسطيني المخضرم انه يتمتع بمكانة أكثر استقرارا في المنطقة، ويمكنه استخدام "الفيتو" حتى ضد قوة الولايات المتحدة. مع ذلك لم يستسلم الأمريكيون، ولم يقروا بالفشل. لكنهم في طريقهم إلى هناك.

المصدر : خاص الماسة السورية / غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة