قدمت حركة من "أجل النزاهة" والمحامي شاحار بن مئير، التماسا للمحكمة العليا الإسرائيلية، ضد قرار الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، تكليف رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، وطالبا المحكمة بإصدار أمر احترازي ضد نتنياهو والمستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، والكنيست وكتلة حزب "الليكود"، مشددة على ان تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة ليس دستوريا، ويمس بجوهر سلطة القانون. وطلب الالتماس من المحكمة تعيين جلسة للنظر في الالتماسين.

واوضح الملتمسون انه تم قبل الانتخابات توجيه لائحة شبهات خطيرة، ضد نتنياهو، تتعلق بمخالفات والحصول على رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وإقامة علاقات فاسدة مع أصحاب رؤوس اموال، مقابل خدمات قدمها لهم أثناء توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، مستغلا صلاحياته. بالتالي، من غير المعقول تكليفه بتشكيل الحكومة قبل انتهاء التحقيقات معه وثبوت براءته.

من جهة ثانية قال قائد المنطقة الشمالية  المنتهية ولايته في الجيش الاسرائيلي، الميجر جنرال، يوئيل ستريك، ان حزب الله لا يزال يخطط لاجتياح منطقة الجليل، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيكبده هزيمة ساحقة إذا أقدم على ذلك. وأضاف، أن حزب الله نشر قوات دفاعية في قرى جنوب لبنان للتصدي لاحتمال قيام الجيش الاسرائيلي بالزحف على هذه المنطقة في حال نشوب حرب، مشيرا إلى أن حزب الله سيقوم بإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ باتجاه أهداف استراتيجية في العمق الإسرائيلي.

وأوضح الجنرال الاسرائيلي، انه سيتم إخلاء تجمعات سكانية قرب الحدود الشمالية عند الضرورة في أية حرب مستقبلية، معتبرا ان هذه الخطوة ستوفر الحماية للإسرائيليين، وستمنح الجيش حرية العمل والتركيز على النشاطات العسكرية.

على جانب آخر قال الكاتب ندف هعتسيني، ان جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك"، يعمل من أجل تعزيز قوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في الوقت الذي تسعى فيه الادارة الأمريكية لإضعافه او ازاحته. وأضاف الكاتب، ان واشنطن تهدد بكشف نفقات السلطة الفلسطينية المالية أمام الجمهور الفلسطيني، ما يعني عمليا ان إدارة ترامب تسعى لإيجاد قيادة فلسطينية بديلة، وايجاد قواسم مشتركة بين العرب واليهود في الضفة الغربية.

في إطار آخر قالت مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية واسعة الاطلاع، أن إسرائيل تتابع بقلق الخطوة الثلاثية بين ايران وسورية والعراق، والمتعلقة بإقامة مشروع خط سكك حديدية يربط بين الدول الثلاث، خوفا من استخدامه لنقل السلاح من ايران الى سورية وحزب الله.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها، ان التطورات الأخيرة على الجبهة الشمالية توضح القيود المفروضة على سياسة استخدام القوة الإسرائيلية في سورية ولبنان، لافتة إلى ان الجيش والاستخبارات الاسرائيليين نجحا في السنوات الماضية في منع نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السورية، ومهاجمة المواقع العسكرية الإيرانية في سورية، لكن يبدو ان إسرائيل غير قادرة حاليا على إجبار طهران على تغيير استراتيجيتها في المنطقة.

توقع الباحث الإسرائيلي افاريم عنبار، فشل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن"، قائلا ان فشل الخطة يعد فرصة لإسرائيل من أجل التوجه نحو إدارة الصراع مع الجانب الفلسطيني. واوضح عنبار، ان إدارة ترامب ستعرض على الفلسطينيين سكاكر اقتصادية، كي تحلّي الصفقة، في حين ترى الأسرة الدولية، ان السلام يستوجب تطبيق مبدأ دولتين للشعبين.

ورأى الباحث، ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ستناقش الخطة مع واشنطن، حتى لو كانت لديها تحفظات على الحماسة الأمريكية لجلب السلام للمنطقة، كما سيرحب نتنياهو، بالبشرى من واشنطن. لكن الجانب الفلسطيني سيواصل رفضه للخطة الأمريكية، بالتالي، من الصعوبة بمكان الافتراض ان يكون عرض ترامب أكثر سخاء من العروض الأمريكية السابقة، التي رفضها الجانب الفلسطيني. يضاف الى ذلك، ان انه لا يمكن توقع تنازلات اسرائيلية، لأن معظم الإسرائيليين لا يرون في الفلسطينيين جيرانا يمكن التعايش إلى جانبهم بسلام.

وخلص الباحث الى القول، في ضوء كل ما تقدم، يتضح ان صفقة القرن لن تنجح في إنهاء الصراع، وستنضاف الى المبادرات الأمريكية التي طرحت في الماضي دون جدوى. بالتالي، فان الفشل المضمون لصفقة القرن، هو فرصة لإسرائيل لفتح عيون الولايات المتحدة على الواقع المعقد في المنطقة وحملها على تأييد إدارة الصراع.

  • فريق ماسة
  • 2019-04-20
  • 12349
  • من الأرشيف

التماسان للمحكمة العليا الإسرائيلية ضد تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة

قدمت حركة من "أجل النزاهة" والمحامي شاحار بن مئير، التماسا للمحكمة العليا الإسرائيلية، ضد قرار الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، تكليف رئيس حزب "الليكود" بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة، وطالبا المحكمة بإصدار أمر احترازي ضد نتنياهو والمستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، والكنيست وكتلة حزب "الليكود"، مشددة على ان تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة ليس دستوريا، ويمس بجوهر سلطة القانون. وطلب الالتماس من المحكمة تعيين جلسة للنظر في الالتماسين. واوضح الملتمسون انه تم قبل الانتخابات توجيه لائحة شبهات خطيرة، ضد نتنياهو، تتعلق بمخالفات والحصول على رشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، وإقامة علاقات فاسدة مع أصحاب رؤوس اموال، مقابل خدمات قدمها لهم أثناء توليه رئاسة الحكومة الإسرائيلية، مستغلا صلاحياته. بالتالي، من غير المعقول تكليفه بتشكيل الحكومة قبل انتهاء التحقيقات معه وثبوت براءته. من جهة ثانية قال قائد المنطقة الشمالية  المنتهية ولايته في الجيش الاسرائيلي، الميجر جنرال، يوئيل ستريك، ان حزب الله لا يزال يخطط لاجتياح منطقة الجليل، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيكبده هزيمة ساحقة إذا أقدم على ذلك. وأضاف، أن حزب الله نشر قوات دفاعية في قرى جنوب لبنان للتصدي لاحتمال قيام الجيش الاسرائيلي بالزحف على هذه المنطقة في حال نشوب حرب، مشيرا إلى أن حزب الله سيقوم بإطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ باتجاه أهداف استراتيجية في العمق الإسرائيلي. وأوضح الجنرال الاسرائيلي، انه سيتم إخلاء تجمعات سكانية قرب الحدود الشمالية عند الضرورة في أية حرب مستقبلية، معتبرا ان هذه الخطوة ستوفر الحماية للإسرائيليين، وستمنح الجيش حرية العمل والتركيز على النشاطات العسكرية. على جانب آخر قال الكاتب ندف هعتسيني، ان جهاز الأمن الإسرائيلي العام "الشاباك"، يعمل من أجل تعزيز قوة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في الوقت الذي تسعى فيه الادارة الأمريكية لإضعافه او ازاحته. وأضاف الكاتب، ان واشنطن تهدد بكشف نفقات السلطة الفلسطينية المالية أمام الجمهور الفلسطيني، ما يعني عمليا ان إدارة ترامب تسعى لإيجاد قيادة فلسطينية بديلة، وايجاد قواسم مشتركة بين العرب واليهود في الضفة الغربية. في إطار آخر قالت مصادر أمنية وسياسية إسرائيلية واسعة الاطلاع، أن إسرائيل تتابع بقلق الخطوة الثلاثية بين ايران وسورية والعراق، والمتعلقة بإقامة مشروع خط سكك حديدية يربط بين الدول الثلاث، خوفا من استخدامه لنقل السلاح من ايران الى سورية وحزب الله. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها، ان التطورات الأخيرة على الجبهة الشمالية توضح القيود المفروضة على سياسة استخدام القوة الإسرائيلية في سورية ولبنان، لافتة إلى ان الجيش والاستخبارات الاسرائيليين نجحا في السنوات الماضية في منع نقل الأسلحة من إيران إلى حزب الله عبر الأراضي السورية، ومهاجمة المواقع العسكرية الإيرانية في سورية، لكن يبدو ان إسرائيل غير قادرة حاليا على إجبار طهران على تغيير استراتيجيتها في المنطقة. توقع الباحث الإسرائيلي افاريم عنبار، فشل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط المعروفة باسم "صفقة القرن"، قائلا ان فشل الخطة يعد فرصة لإسرائيل من أجل التوجه نحو إدارة الصراع مع الجانب الفلسطيني. واوضح عنبار، ان إدارة ترامب ستعرض على الفلسطينيين سكاكر اقتصادية، كي تحلّي الصفقة، في حين ترى الأسرة الدولية، ان السلام يستوجب تطبيق مبدأ دولتين للشعبين. ورأى الباحث، ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ستناقش الخطة مع واشنطن، حتى لو كانت لديها تحفظات على الحماسة الأمريكية لجلب السلام للمنطقة، كما سيرحب نتنياهو، بالبشرى من واشنطن. لكن الجانب الفلسطيني سيواصل رفضه للخطة الأمريكية، بالتالي، من الصعوبة بمكان الافتراض ان يكون عرض ترامب أكثر سخاء من العروض الأمريكية السابقة، التي رفضها الجانب الفلسطيني. يضاف الى ذلك، ان انه لا يمكن توقع تنازلات اسرائيلية، لأن معظم الإسرائيليين لا يرون في الفلسطينيين جيرانا يمكن التعايش إلى جانبهم بسلام. وخلص الباحث الى القول، في ضوء كل ما تقدم، يتضح ان صفقة القرن لن تنجح في إنهاء الصراع، وستنضاف الى المبادرات الأمريكية التي طرحت في الماضي دون جدوى. بالتالي، فان الفشل المضمون لصفقة القرن، هو فرصة لإسرائيل لفتح عيون الولايات المتحدة على الواقع المعقد في المنطقة وحملها على تأييد إدارة الصراع.

المصدر : خاص الماسة السورية/غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة