قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن التعليمات التي أُعطيت للجيش الإسرائيلي تنص على إبقاء القوات في مواقعها، تحسبا لأي تطورات قد تحدث مع قطاع غزة، مشيرا إلى أنه لا يعرف ما إذا كانت التهدئة التي تم التوصل إليها ستستمر. وأضاف: "نحن مستعدون لكل التطورات، وسنستخدم القوة إذا اقتضى الأمر، وسنتجنب قدر الإمكان الدخول في حرب نحن في غنى عنها."

من جانبه، قال مصدر سياسي "إسرائيلي"، إن أحداث أمس السبت في قطاع غزة بمناسبة يوم الأرض، مرت بهدوء، موضحا أن إسرائيل راضية تماما عن الجهود التي تبذلها مصر للتهدئة.

في المقابل، قالت عضو الكنيست، شيلي يحيموفيتش، أن القوة العسكرية الإسرائيلية ترقص على ناي فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، معتبرة أن هذه هي نتيجة عمل نتنياهو السياسي والتفكير الاستراتيجي الصفري، وعليه أن يدفع الثمن ويتحمل النتيجة.

من جانبه قال السفير الإسرائيلي السابق في مصر، تسفي مزال، إن نجاح اتفاق السلام مع مصر كان جزئيا، والسلام لا يزال فاترا، مشيرا إلى أن النقابات المهنية المصرية التي تضم 57 نقابة تمثل الأطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين، اتخذت قرارا بمقاطعة إسرائيل وحظرت على أعضائها إقامة أي شكل من أشكال التعاون مع جهات إسرائيلية. وأضاف، إن العلاقات مع مصر تقلصت جدا، وتقتصر على مجالات ضيقة، وهذا يعكس حقيقة الواقع، الذي لن يقود الى تطبيع على مستوى الشارع.

وكشف السفير مزال انه حين وصل إلى القاهرة عام 1996، وجد أن شيئا لم يتغير، وان الأجواء تغيرت نحو الأسوأ، والهجوم على إسرائيل في الصحف المصرية أصبح أكثر حدة وكانت ترفق برسوم كاريكاتير معادية لإسرائيل. واضح مزال، أن رئيس وحدة الحماية المصرية التي كانت مكلفة بحمايته، قتل في حادث طريق، وحين طلب زيارة منه لتقديم العزاء، رفضت الزوجة استقباله، لأنها لم ترغب بان يعرف احد في الحي أن زوجها كان مكلفا بحماية السفير الاسرائيلي.

وأوضح السفير مزال، أن كراهية إسرائيل في أوساط الرأي العام المصري لا تزال في ذروتها وتعبر عن نفسها في الإعلام المصري وتصريحات السياسيين وقطاعات واسعة في الشارع. وأضاف أن الجمهور العربي ليس مستعدا للتغيير، مضيفا أن "الربيع العربي" فشل بعد ثماني سنوات.

 ورأى مزال إنه بالرغم مما يبدو بأن بعض الدول العربية تتطلع إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، فإن الجمهور ووسائل الإعلام يحرضان الجماهير ضد إسرائيل أكثر من الماضي. وأضاف، أن الصحافة العربية تبدو اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه في الماضي، في تعاملها مع إسرائيل، وفي كل مكان هناك مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، وهناك مقالات قاسية ضد قبولها والاعتراف بها. لذلك، لا يمكن القول بوجود شرق أوسط جديد، وعلينا ان ننتظر 300 عاما أخرى.

السيسي حث نتنياهو وهيرتسوغ على تشكيل حكومة وحدة

وفي سياق غير منفصل، كشف المراسل السياسي للقناة 13 العبرية، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دخل على خط تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية، عام 2016، تضم حزبي "الليكود والعمل" وانه تعهد لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب "العمل" في حينه، يتسحاك هيرتسوغ، خلال قمة سرية في القاهرة، بتنظيم مؤتمر سلام إقليمي في حال تشكيل حكومة الوحدة. كما تعهد السيسي خلال اللقاء السري بمشاركة دول خليجية في المؤتمر، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين.

ونقل المراسل عن الوزير الاسرائيلي ياريف ليفين، أن الائتلاف الحكومي الإسرائيلي كان يواجه أزمة تهدد بتفكيكه بسبب ارتكازه على 61 عضو كنيست فقط، وكان واضحا انه يجب فعل شيء ما لتوسعي الائتلاف الحكومي، من خلال ضم حزب "العمل" إلى حكومة نتنياهو. وهي الفكرة التي كانت لم يستبعدها هيرتسوغ، الذي بدأ بدراسة جدواها عبر عدة قنوات.

وأشار الوزير ليفين الى ان هيرتسوغ كان يرى أن فكرة توسيع ائتلاف نتنياهو، يجب أن تستند إلى مسار تاريخي هدفه إحضار الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات على أساس مؤتمر إقليمي. بالتالي، أعرب هيرتسوغ عن دعمه لتشكيل حكومة وحدة تعمل على التحضير لمؤتمر إقليمي في أعقاب القمة السرية التي عقدت في العقبة الأردنيّة عام 2016، وشارك فيها ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركي في حينه، جون كيري.

وكشف المراسل ان نتنياهو وهيرتسوغ توجها معا في نهاية نيسان 2016، إلى القاهرة، في خطوة غير مسبوقة في السياسة الإسرائيلية، للقاء السيسي، الذي تعهد لهما بعقد مؤتمر سلام إقليمي ان تم تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل. وهكذا، جرت مفاوضات سرية بين نتنياهو وهيرتسوغ، انكشف أمرها في أيار 2016، وقوبلت بمعارضة قوية داخل حزبي "الليكود والعمل" ما دفع نتنياهو إلى التراجع عن رغم ان المفاوضات مع هيرتسوغ وصلت مرحلة حاسمة. واشار المراسل الى  ان التفاهمات السياسية التي توصل إليها مع نتنياهو مع هيرتسوغ، تنص على دعم حل الدولتين، وعقد مؤتمر سلام إقليمي في القاهرة.

  • فريق ماسة
  • 2019-03-30
  • 15180
  • من الأرشيف

السيسي حث نتنياهو وهيرتسوغ على تشكيل حكومة وحدة

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، إن التعليمات التي أُعطيت للجيش الإسرائيلي تنص على إبقاء القوات في مواقعها، تحسبا لأي تطورات قد تحدث مع قطاع غزة، مشيرا إلى أنه لا يعرف ما إذا كانت التهدئة التي تم التوصل إليها ستستمر. وأضاف: "نحن مستعدون لكل التطورات، وسنستخدم القوة إذا اقتضى الأمر، وسنتجنب قدر الإمكان الدخول في حرب نحن في غنى عنها." من جانبه، قال مصدر سياسي "إسرائيلي"، إن أحداث أمس السبت في قطاع غزة بمناسبة يوم الأرض، مرت بهدوء، موضحا أن إسرائيل راضية تماما عن الجهود التي تبذلها مصر للتهدئة. في المقابل، قالت عضو الكنيست، شيلي يحيموفيتش، أن القوة العسكرية الإسرائيلية ترقص على ناي فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، معتبرة أن هذه هي نتيجة عمل نتنياهو السياسي والتفكير الاستراتيجي الصفري، وعليه أن يدفع الثمن ويتحمل النتيجة. من جانبه قال السفير الإسرائيلي السابق في مصر، تسفي مزال، إن نجاح اتفاق السلام مع مصر كان جزئيا، والسلام لا يزال فاترا، مشيرا إلى أن النقابات المهنية المصرية التي تضم 57 نقابة تمثل الأطباء والمهندسين والمحامين والصحفيين، اتخذت قرارا بمقاطعة إسرائيل وحظرت على أعضائها إقامة أي شكل من أشكال التعاون مع جهات إسرائيلية. وأضاف، إن العلاقات مع مصر تقلصت جدا، وتقتصر على مجالات ضيقة، وهذا يعكس حقيقة الواقع، الذي لن يقود الى تطبيع على مستوى الشارع. وكشف السفير مزال انه حين وصل إلى القاهرة عام 1996، وجد أن شيئا لم يتغير، وان الأجواء تغيرت نحو الأسوأ، والهجوم على إسرائيل في الصحف المصرية أصبح أكثر حدة وكانت ترفق برسوم كاريكاتير معادية لإسرائيل. واضح مزال، أن رئيس وحدة الحماية المصرية التي كانت مكلفة بحمايته، قتل في حادث طريق، وحين طلب زيارة منه لتقديم العزاء، رفضت الزوجة استقباله، لأنها لم ترغب بان يعرف احد في الحي أن زوجها كان مكلفا بحماية السفير الاسرائيلي. وأوضح السفير مزال، أن كراهية إسرائيل في أوساط الرأي العام المصري لا تزال في ذروتها وتعبر عن نفسها في الإعلام المصري وتصريحات السياسيين وقطاعات واسعة في الشارع. وأضاف أن الجمهور العربي ليس مستعدا للتغيير، مضيفا أن "الربيع العربي" فشل بعد ثماني سنوات.  ورأى مزال إنه بالرغم مما يبدو بأن بعض الدول العربية تتطلع إلى إقامة علاقات مع إسرائيل، فإن الجمهور ووسائل الإعلام يحرضان الجماهير ضد إسرائيل أكثر من الماضي. وأضاف، أن الصحافة العربية تبدو اليوم أسوأ بكثير مما كانت عليه في الماضي، في تعاملها مع إسرائيل، وفي كل مكان هناك مناهضة للتطبيع مع إسرائيل، وهناك مقالات قاسية ضد قبولها والاعتراف بها. لذلك، لا يمكن القول بوجود شرق أوسط جديد، وعلينا ان ننتظر 300 عاما أخرى. السيسي حث نتنياهو وهيرتسوغ على تشكيل حكومة وحدة وفي سياق غير منفصل، كشف المراسل السياسي للقناة 13 العبرية، أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، دخل على خط تشكيل حكومة وحدة إسرائيلية، عام 2016، تضم حزبي "الليكود والعمل" وانه تعهد لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ورئيس حزب "العمل" في حينه، يتسحاك هيرتسوغ، خلال قمة سرية في القاهرة، بتنظيم مؤتمر سلام إقليمي في حال تشكيل حكومة الوحدة. كما تعهد السيسي خلال اللقاء السري بمشاركة دول خليجية في المؤتمر، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين. ونقل المراسل عن الوزير الاسرائيلي ياريف ليفين، أن الائتلاف الحكومي الإسرائيلي كان يواجه أزمة تهدد بتفكيكه بسبب ارتكازه على 61 عضو كنيست فقط، وكان واضحا انه يجب فعل شيء ما لتوسعي الائتلاف الحكومي، من خلال ضم حزب "العمل" إلى حكومة نتنياهو. وهي الفكرة التي كانت لم يستبعدها هيرتسوغ، الذي بدأ بدراسة جدواها عبر عدة قنوات. وأشار الوزير ليفين الى ان هيرتسوغ كان يرى أن فكرة توسيع ائتلاف نتنياهو، يجب أن تستند إلى مسار تاريخي هدفه إحضار الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات على أساس مؤتمر إقليمي. بالتالي، أعرب هيرتسوغ عن دعمه لتشكيل حكومة وحدة تعمل على التحضير لمؤتمر إقليمي في أعقاب القمة السرية التي عقدت في العقبة الأردنيّة عام 2016، وشارك فيها ملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس المصري السيسي، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية الأميركي في حينه، جون كيري. وكشف المراسل ان نتنياهو وهيرتسوغ توجها معا في نهاية نيسان 2016، إلى القاهرة، في خطوة غير مسبوقة في السياسة الإسرائيلية، للقاء السيسي، الذي تعهد لهما بعقد مؤتمر سلام إقليمي ان تم تشكيل حكومة وحدة في إسرائيل. وهكذا، جرت مفاوضات سرية بين نتنياهو وهيرتسوغ، انكشف أمرها في أيار 2016، وقوبلت بمعارضة قوية داخل حزبي "الليكود والعمل" ما دفع نتنياهو إلى التراجع عن رغم ان المفاوضات مع هيرتسوغ وصلت مرحلة حاسمة. واشار المراسل الى  ان التفاهمات السياسية التي توصل إليها مع نتنياهو مع هيرتسوغ، تنص على دعم حل الدولتين، وعقد مؤتمر سلام إقليمي في القاهرة.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة