قال رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، الجنرال احتياط عاموس يدلين، إن الجيش الإسرائيلي خسر إبداعه، وقدرته على المفاجأة والخداع، وبات يكتفي بالرد على النيران من قطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد تحقيق الانتصار، لكنها تعرف الثمن الذي ستدفعه لقاء ذلك. وأضاف، إذا كان انتصارنا هو إعادة السيطرة على مليوني فلسطيني وإرسال الكثير من الكتائب والألوية من اجل السيطرة على مخيمات اللاجئين، فان هذا الانتصار غير مطلوب.

وأشار يدلين إلى أن إسرائيل قررت عدم هزيمة حماس أو المس بها بشكل مباشر، خلال جولات القتال الأخيرة، وهناك رغبة لدى الطرفين بعدم الوصول إلى حرب، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدرك أن من يذهب الى الحرب ينهي طريقه السياسي. لكن، رغم ان الطرفين يحاولان عدم الوصول إلى الحرب لكنهما سيصلان اليها.

 واشار يدلين، إلى أن استراتيجية "الكابينيت" الاسرائيلي تركز على احداث شرخ في السلطة الفلسطينية، بحيث تصبح سلطتين ضعيفتين، واحدة في غزة والثانية في رام الله، لكن ذلك يبدو متعذرا، والخطوة الصحيحة هي ضرب حماس ومحاولة إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة من اجل حل الأزمة الإنسانية.

من جهة ثانية قال رئيس الدائرة السياسية والأمني الأسبق في وزارة الحرب الإسرائيلية، الجنرال احتياط، عاموس غلعاد، انه يتعين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ان يعلن عن صفقة القرن، اذا كان تأكدا من ان 75 بالمائة من العالم العربي لن يرفض الصفقة، رغم ان فرص قبول الدول العربية لخطة  يرفضها الفلسطينيون، تبدو معدومة تماما. واضاف، ان رفض الفلسطينيين والدول العربية خطة تطرحها أمريكا، التي تعتبر أقوى دولة في العالم، يعني أنه لا يوجد أمل ولا أفق سياسي، وهذا سيؤدي إلى الإحباط، بالتالي، فان طرح خطة سيتم رفضها سيكون عاملا كفيلا بزعزعة الاستقرار، كونه سيتضح عدم وجود خيار سلام.

وأستبعد الجنرال غلعاد موافقة الفلسطينيين على الخطة الأمريكية، قائلا ان العرب لن يجرؤا على اعتمادها، لأن ذلك سيؤدي الى زعزعة الاستقرار الداخلي للأنظمة العربية، التي سيعتبر قبولها للخطة شكل من أشكال الخيانة للقضية العربية. بالتالي، من غير المتوقع ان يفعلوا العرب شيء يعتبر خيانة للفلسطينيين، ليس لأنهم يحبونهم، بل خوفا على أنفسهم. يضاف الى ذلك، انه إذا كانت الدول العربية، ستقيم علاقات دبلوماسية او اقتصادية مفتوحة مع إسرائيل، فسينظر الى ذك  باعتباره خيانة لقضية عربية عميقة الجذور. لذلك، لن يجد العرب مشكلة لتعميق علاقاتهم باسرائيل تحت الطاولة، من دون إقامة علاقات طبيعية علنية.

ورأى غلعاد، ان التطبيع الجاري بين اسرائيل وبعض الدول العربية هو بمثابة وهم، لأنه لا يوجد شيء حقيقي ملموس على أرض الواقع. ورغم ان التعاون الأمني ​​والاستخباراتي بين إسرائيل وبعض الدول العربية "المعتدلة" ا قوي، لكن هذا لا يكفي، لأنّه غير مستقر ويمكن ان يتغير في المستقبل، مع أي إعصار سياسي في المنطقة التي تتميز بالأعاصير السياسية.

ووصف غلعاد، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأنه معجزة، قائلا ان انقلابه على نظام السيسي في عام 2013 كان حدثا ينطوي على أبعاد تاريخية. وقال غلعاد، ان إسرائيل ترتكب أخطاء كبيرة في سياساتها تجاه الفلسطينيين، وخاصة تجاه محمود عباس، الذي قال ان اسرائيل ستندم عند رحيله. واشار غلعاد الى انه يعارض انهيار السلطة الفلسطينية، ليس لأن السلام معها هو قاب قوسين أو أدنى، وانما لأن الوضع الأمني ​​الحالي في إسرائيل جيد، ومن مصلحتها الحفاظ عليه. لذلك، ينبغي العمل لمنع انهيار السلطة الفلسطينية.

  • فريق ماسة
  • 2019-03-28
  • 13294
  • من الأرشيف

مدير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي: اسرئيل تريد الانتصار لأنها تعرف الثمن

قال رئيس معهد أبحاث الأمن القومي، الجنرال احتياط عاموس يدلين، إن الجيش الإسرائيلي خسر إبداعه، وقدرته على المفاجأة والخداع، وبات يكتفي بالرد على النيران من قطاع غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل تريد تحقيق الانتصار، لكنها تعرف الثمن الذي ستدفعه لقاء ذلك. وأضاف، إذا كان انتصارنا هو إعادة السيطرة على مليوني فلسطيني وإرسال الكثير من الكتائب والألوية من اجل السيطرة على مخيمات اللاجئين، فان هذا الانتصار غير مطلوب. وأشار يدلين إلى أن إسرائيل قررت عدم هزيمة حماس أو المس بها بشكل مباشر، خلال جولات القتال الأخيرة، وهناك رغبة لدى الطرفين بعدم الوصول إلى حرب، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يدرك أن من يذهب الى الحرب ينهي طريقه السياسي. لكن، رغم ان الطرفين يحاولان عدم الوصول إلى الحرب لكنهما سيصلان اليها.  واشار يدلين، إلى أن استراتيجية "الكابينيت" الاسرائيلي تركز على احداث شرخ في السلطة الفلسطينية، بحيث تصبح سلطتين ضعيفتين، واحدة في غزة والثانية في رام الله، لكن ذلك يبدو متعذرا، والخطوة الصحيحة هي ضرب حماس ومحاولة إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة من اجل حل الأزمة الإنسانية. من جهة ثانية قال رئيس الدائرة السياسية والأمني الأسبق في وزارة الحرب الإسرائيلية، الجنرال احتياط، عاموس غلعاد، انه يتعين على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ان يعلن عن صفقة القرن، اذا كان تأكدا من ان 75 بالمائة من العالم العربي لن يرفض الصفقة، رغم ان فرص قبول الدول العربية لخطة  يرفضها الفلسطينيون، تبدو معدومة تماما. واضاف، ان رفض الفلسطينيين والدول العربية خطة تطرحها أمريكا، التي تعتبر أقوى دولة في العالم، يعني أنه لا يوجد أمل ولا أفق سياسي، وهذا سيؤدي إلى الإحباط، بالتالي، فان طرح خطة سيتم رفضها سيكون عاملا كفيلا بزعزعة الاستقرار، كونه سيتضح عدم وجود خيار سلام. وأستبعد الجنرال غلعاد موافقة الفلسطينيين على الخطة الأمريكية، قائلا ان العرب لن يجرؤا على اعتمادها، لأن ذلك سيؤدي الى زعزعة الاستقرار الداخلي للأنظمة العربية، التي سيعتبر قبولها للخطة شكل من أشكال الخيانة للقضية العربية. بالتالي، من غير المتوقع ان يفعلوا العرب شيء يعتبر خيانة للفلسطينيين، ليس لأنهم يحبونهم، بل خوفا على أنفسهم. يضاف الى ذلك، انه إذا كانت الدول العربية، ستقيم علاقات دبلوماسية او اقتصادية مفتوحة مع إسرائيل، فسينظر الى ذك  باعتباره خيانة لقضية عربية عميقة الجذور. لذلك، لن يجد العرب مشكلة لتعميق علاقاتهم باسرائيل تحت الطاولة، من دون إقامة علاقات طبيعية علنية. ورأى غلعاد، ان التطبيع الجاري بين اسرائيل وبعض الدول العربية هو بمثابة وهم، لأنه لا يوجد شيء حقيقي ملموس على أرض الواقع. ورغم ان التعاون الأمني ​​والاستخباراتي بين إسرائيل وبعض الدول العربية "المعتدلة" ا قوي، لكن هذا لا يكفي، لأنّه غير مستقر ويمكن ان يتغير في المستقبل، مع أي إعصار سياسي في المنطقة التي تتميز بالأعاصير السياسية. ووصف غلعاد، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بأنه معجزة، قائلا ان انقلابه على نظام السيسي في عام 2013 كان حدثا ينطوي على أبعاد تاريخية. وقال غلعاد، ان إسرائيل ترتكب أخطاء كبيرة في سياساتها تجاه الفلسطينيين، وخاصة تجاه محمود عباس، الذي قال ان اسرائيل ستندم عند رحيله. واشار غلعاد الى انه يعارض انهيار السلطة الفلسطينية، ليس لأن السلام معها هو قاب قوسين أو أدنى، وانما لأن الوضع الأمني ​​الحالي في إسرائيل جيد، ومن مصلحتها الحفاظ عليه. لذلك، ينبغي العمل لمنع انهيار السلطة الفلسطينية.

المصدر : خاص الماسة السورية-غسان محمد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة