لم تظهر حتى الآن ردود فعل داخلية سعودية على اعتقال عدد كبير من الأمراء بقضايا الفساد وغسيلا الأموال، لكن وبحسب متابعين للشأن السعودي فإن الشرارة قد تبدأ عندما ستعلن السلطات السعودية عن الأحكام بحق هؤلاء المعتقلين الذين وعلى مايبدو لديهم علاقات سياسية مع دول في المنطقة والعالم فضلاً عن وجود مناصرين لهم من السعوديين أنفسهم.

ما قاله مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، بأن سلطات بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق المعتقلين في سياق حملة المملكة ضد الفساد، يعني تمهيداً للقرار الذي سيتخذه ولي العهد محمد بن سلمان بحق أبناء عمومته وليس أقله السجن لسنوات مع مصادرة الممتلكات، ليكون منافسو الملك العتيد قد باتوا بلا أظافر وبأجنحة مكسورة لن يستطيعوا معاودة التحليق

وعندما وجه إليه سؤال عن عدد المحتجزين، قال السفير السعودي ليس لدي عدد يمكنني إطلاعكم عليه. هذا أمر ستعلنه سلطات الأمن في الوقت المناسب، مما يعني أن العدد لن يتوقف على أمراء العائلة المالكة بل على رجال أعمال ومشايخ ومدراء وموظفين مرموقين لدى الأمراء المعتقلين،وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأمير الوليد بن طلال عرض بعض أصول ممتلكاته للبيع في لبنان.

المراقبون للشأن السعودي كرروا اسم الوليد بن طلال كثيراً على اعتبار أن الرجل من الطبقة الاقتصادية الأكثر نفوذاً في المنطقة والعالم، واعتقاله ومصادرة أمواله سيعني اغتياله اقتصادياً ومعنوياً على الرغم من أنه يمتلك علاقات مع رؤساء دول وأمراء وأثرياء في عدد كبير من دول العالم.

ويلفت البعض من السعوديين بأن السلطات السعودية لن تسمح للكثير من الأمراء بمغادرة المملكة خوفاً من لجوء بعضهم إلى دول وحكومات قد تعتبرها الرياض عدواً، في إشارة إلى الدولة السورية وخشية عودة الوليد بن طلال إلى الحضن السوري وهي العبارة التي يرددها السوريون كثيراً، الأمر الذي قد تستغله دمشق إعلامياً ومعنوياً.

الاعتقاد بلجوء أي من أمراء آل سعود الملاحقين إلى سوريا، شيء أشبه بالمستحيل، لكن طالما أن مقصلة محمد بن سلمان قد اقتربت من رقاب أبناء العمومة، فإن هؤلاء سيفكرون في أي شيء حتى ولو كان مفاجئاً ومستحيلاً على مبدأ الغريق يتعلق بقشة، هذا في حال لم يعفو ولي العهد عن أبناء عمومته ويعيد لهم الجزء الأكبر من أموالهم بعد أخذ بيعتهم أما فيما عدا ذلك فإن سبب نقمة أبناء العمومة من تمكين محمد بن سلمان لولاية العهد بما يخالف الشروط الملكية العائلية لديهم ومحاولة بعضهم تشكيل كيان ضد تسونامي طموحات بن سلمان ومخاوفهم من تصفيات أو سجن أو حجز على جميع الأموال فإن كل ذلك قد يدفع بعضهم إلى دول تعاديها الرياض بهدف ابتزاز البلاط الملكي وتحدي بن سلمان نفسه.

تجدر الإشارة إلى أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الوليد بن طلال مبرر فكلا الرجلين أثرياء حتى الثمالة وقد نشبت بينهما حرب على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما على تويتر إبان حملة ترامب الانتخابية، فلم ينس الأخير موقف الوليد منه وأراد الثأر منه في هذا الوقت وبنفس المعنى التخلص من منافس اقتصادي لديه استثمارات بالمليارات في أورويا وأمريكا، ليقول ترامب بالحرف أن بعض المحتجزين دأبوا على نهب خيرات السعودية لسنوات، ذات الرجل هو من صرح بعد انتخابه رئيساً أنه سيعمد على استغلال دول الخليج لدفع تكاليف حماية واشنطن لهم مشبهاً تلك الدول بالبقرة الحلوب.

  • فريق ماسة
  • 2017-11-18
  • 15270
  • من الأرشيف

بين عودة الوليد بن طلال إلى حضن دمشق وثأر ترامب ومخاوف ولي العهد

لم تظهر حتى الآن ردود فعل داخلية سعودية على اعتقال عدد كبير من الأمراء بقضايا الفساد وغسيلا الأموال، لكن وبحسب متابعين للشأن السعودي فإن الشرارة قد تبدأ عندما ستعلن السلطات السعودية عن الأحكام بحق هؤلاء المعتقلين الذين وعلى مايبدو لديهم علاقات سياسية مع دول في المنطقة والعالم فضلاً عن وجود مناصرين لهم من السعوديين أنفسهم. ما قاله مندوب السعودية في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي، بأن سلطات بلاده ستتخذ الإجراءات اللازمة بحق المعتقلين في سياق حملة المملكة ضد الفساد، يعني تمهيداً للقرار الذي سيتخذه ولي العهد محمد بن سلمان بحق أبناء عمومته وليس أقله السجن لسنوات مع مصادرة الممتلكات، ليكون منافسو الملك العتيد قد باتوا بلا أظافر وبأجنحة مكسورة لن يستطيعوا معاودة التحليق وعندما وجه إليه سؤال عن عدد المحتجزين، قال السفير السعودي ليس لدي عدد يمكنني إطلاعكم عليه. هذا أمر ستعلنه سلطات الأمن في الوقت المناسب، مما يعني أن العدد لن يتوقف على أمراء العائلة المالكة بل على رجال أعمال ومشايخ ومدراء وموظفين مرموقين لدى الأمراء المعتقلين،وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الأمير الوليد بن طلال عرض بعض أصول ممتلكاته للبيع في لبنان. المراقبون للشأن السعودي كرروا اسم الوليد بن طلال كثيراً على اعتبار أن الرجل من الطبقة الاقتصادية الأكثر نفوذاً في المنطقة والعالم، واعتقاله ومصادرة أمواله سيعني اغتياله اقتصادياً ومعنوياً على الرغم من أنه يمتلك علاقات مع رؤساء دول وأمراء وأثرياء في عدد كبير من دول العالم. ويلفت البعض من السعوديين بأن السلطات السعودية لن تسمح للكثير من الأمراء بمغادرة المملكة خوفاً من لجوء بعضهم إلى دول وحكومات قد تعتبرها الرياض عدواً، في إشارة إلى الدولة السورية وخشية عودة الوليد بن طلال إلى الحضن السوري وهي العبارة التي يرددها السوريون كثيراً، الأمر الذي قد تستغله دمشق إعلامياً ومعنوياً. الاعتقاد بلجوء أي من أمراء آل سعود الملاحقين إلى سوريا، شيء أشبه بالمستحيل، لكن طالما أن مقصلة محمد بن سلمان قد اقتربت من رقاب أبناء العمومة، فإن هؤلاء سيفكرون في أي شيء حتى ولو كان مفاجئاً ومستحيلاً على مبدأ الغريق يتعلق بقشة، هذا في حال لم يعفو ولي العهد عن أبناء عمومته ويعيد لهم الجزء الأكبر من أموالهم بعد أخذ بيعتهم أما فيما عدا ذلك فإن سبب نقمة أبناء العمومة من تمكين محمد بن سلمان لولاية العهد بما يخالف الشروط الملكية العائلية لديهم ومحاولة بعضهم تشكيل كيان ضد تسونامي طموحات بن سلمان ومخاوفهم من تصفيات أو سجن أو حجز على جميع الأموال فإن كل ذلك قد يدفع بعضهم إلى دول تعاديها الرياض بهدف ابتزاز البلاط الملكي وتحدي بن سلمان نفسه. تجدر الإشارة إلى أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الوليد بن طلال مبرر فكلا الرجلين أثرياء حتى الثمالة وقد نشبت بينهما حرب على مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما على تويتر إبان حملة ترامب الانتخابية، فلم ينس الأخير موقف الوليد منه وأراد الثأر منه في هذا الوقت وبنفس المعنى التخلص من منافس اقتصادي لديه استثمارات بالمليارات في أورويا وأمريكا، ليقول ترامب بالحرف أن بعض المحتجزين دأبوا على نهب خيرات السعودية لسنوات، ذات الرجل هو من صرح بعد انتخابه رئيساً أنه سيعمد على استغلال دول الخليج لدفع تكاليف حماية واشنطن لهم مشبهاً تلك الدول بالبقرة الحلوب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة