"يجب التوقف عن تكرار المطالب برحيل الاسد.. لم يعد هذا مطلب القوى الكبرى التي تريد محاربة الإرهاب قبل كل شيء.. سأروي لكم تجربتي في افغانستان التي شغلت فيها منصب مندوب الامم المتحدة لاحلال السلام لفترة قصيرة،

وكانت الامور غير مستقرة وفجأة سمعت انهم استدعوا حميد كارزاي ونصبوه رئيسا للجمهورية، لم يكن امام الامم المتحدة إلا الموافقة.. والآن في سوريا يعاد نفس السيناريو وإن كان بظروف اخرى.. اتفاق روسيا وامريكا في الجنوب السوري وفي همبورغ هو ورقة العمل الحالية ولا يمكن تخطيها.

هذا الكلام نقلته مصادر في "المعارضة السورية" عن لسان المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة ستيفان ديمستورا، الذي قاله لوفود المعارضة السورية أثناء اجتماع له معها على هامش جولة المفاوضات السورية التي عقدت بين 10 و15 تموز/يوليو الحالي في جنيف بسويسرا.

يبدو أن اتفاق وقف اطلاق النار بين روسيا وامريكا حول سوريا نجح في جنوب غرب سوريا من درعا حتى مثلث التنف،  وهو يشمل كامل الحدود السورية مع الاردن ومع فلسطين المحتلة..

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال انه رأى مستوى جديدًا من البراغماتية في المقاربة الامريكية للحرب في سوريا، بينما اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب على صفحته في موقع تويتر انه حان الوقت للذهاب الى الامام في عمل بنّاء مع روسيا.

في الوقت نفسه اعلن وزير الخارجية الامريكي، ريكس تيلرسون، ان الإتفاق هو إشارة اولى إلى ان الولايات المتحدة وروسيا يمكن ان تعملا بشكل مشترك، بينما وصف المستشار في الامن القومي الامريكي، هربرت ماكماستر، اتفاق وقف إطلاق النار انه اولوية  بالنسبة لواشنطن.

حتى الآن تشير التصريحات الى جو إيجابي، لكن هناك علامات استفهام تدور حول إمكانية عدم احترام ترامب لاتفاقه، فالتجارب السابقة مع إدارة اوباما اثبتت ان الرئيس الامريكي ووزير الخارجية لم يكن لديهما الكلمة الاخيرة، وكيف اعترف كيري عام 2016 أن مساعيه لمواجهة روسيا تم عرقلتها من وزير الحرب يومها اشتون كارتر.

في المقابل وعلى غير عادتها شنت قناة بلومبرغ المقربة من اللوبي الصهيوني في امريكا هجوما لاذعا ضد وزير الخارجية  الامريكي، ريكس تيلرسون، الذي يبدو أنه صدم اللوبي الاسرائيلي بقيادته للاتفاق الروسي الامريكي حول سوريا  وتسويقه له في وسائل الاعلم الامريكية.

تبقى وقائع الارض السورية التي يتحكم بها اكثر من عامل، تيرلسون نفسه قال بعد تصريحه الاول ان امريكا لن تمول إعادة إعمار سوريا في حال بقاء الرئيس بشار الاسد على رأس السلطة.. هذا التصريح الذي يعد بذاته تراجعا امريكيا عن شرط إسقاط الاسد، أتى بعد قناعة واشنطن بأن روسيا لا يمكن لها أن تلعب بعيدا عن حلفائها السوريين والايرانيين، ومن غير المتوقع أن يوقف الجيش السوري وحلفاؤه عمليات التقدم في سوريا، ورغم ان الدعم الجوي الروسي حيوي لتحقيق هذا التقدم، إلا أنه لا يبدو أن موسكو مستعدة لتخطي حلفائها على الارض في سوريا.

في النهاية بين حديث ديمستورا لوفود المعارضة السورية -والذي تحدث فيه عن اتفاق روسي امريكي مؤكد- وبين ألغام الواقع السوري الكثيرة والمعقدة، تستمر الحرب مع دخول عامل جديد تمثل بالصراع السعودي القطري الذي قسم الوفود المعارضة بجنيف، وسيكون له تأثيراته على الكثير من المجموعات المسلحة في سوريا، حيث تحدث أحد ممولي هذه المجموعات في الجنوب السوري إلى قناة عربية مهمة مستخدمًا عبارة "الجيش العربي السوري" لأول مرة منذ سنوات.

  • فريق ماسة
  • 2017-07-17
  • 14296
  • من الأرشيف

ماذا قال ديمستورا لوفود ’المعارضة السورية’ في جنيف؟

"يجب التوقف عن تكرار المطالب برحيل الاسد.. لم يعد هذا مطلب القوى الكبرى التي تريد محاربة الإرهاب قبل كل شيء.. سأروي لكم تجربتي في افغانستان التي شغلت فيها منصب مندوب الامم المتحدة لاحلال السلام لفترة قصيرة، وكانت الامور غير مستقرة وفجأة سمعت انهم استدعوا حميد كارزاي ونصبوه رئيسا للجمهورية، لم يكن امام الامم المتحدة إلا الموافقة.. والآن في سوريا يعاد نفس السيناريو وإن كان بظروف اخرى.. اتفاق روسيا وامريكا في الجنوب السوري وفي همبورغ هو ورقة العمل الحالية ولا يمكن تخطيها. هذا الكلام نقلته مصادر في "المعارضة السورية" عن لسان المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة ستيفان ديمستورا، الذي قاله لوفود المعارضة السورية أثناء اجتماع له معها على هامش جولة المفاوضات السورية التي عقدت بين 10 و15 تموز/يوليو الحالي في جنيف بسويسرا. يبدو أن اتفاق وقف اطلاق النار بين روسيا وامريكا حول سوريا نجح في جنوب غرب سوريا من درعا حتى مثلث التنف،  وهو يشمل كامل الحدود السورية مع الاردن ومع فلسطين المحتلة.. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال انه رأى مستوى جديدًا من البراغماتية في المقاربة الامريكية للحرب في سوريا، بينما اعلن الرئيس الامريكي دونالد ترامب على صفحته في موقع تويتر انه حان الوقت للذهاب الى الامام في عمل بنّاء مع روسيا. في الوقت نفسه اعلن وزير الخارجية الامريكي، ريكس تيلرسون، ان الإتفاق هو إشارة اولى إلى ان الولايات المتحدة وروسيا يمكن ان تعملا بشكل مشترك، بينما وصف المستشار في الامن القومي الامريكي، هربرت ماكماستر، اتفاق وقف إطلاق النار انه اولوية  بالنسبة لواشنطن. حتى الآن تشير التصريحات الى جو إيجابي، لكن هناك علامات استفهام تدور حول إمكانية عدم احترام ترامب لاتفاقه، فالتجارب السابقة مع إدارة اوباما اثبتت ان الرئيس الامريكي ووزير الخارجية لم يكن لديهما الكلمة الاخيرة، وكيف اعترف كيري عام 2016 أن مساعيه لمواجهة روسيا تم عرقلتها من وزير الحرب يومها اشتون كارتر. في المقابل وعلى غير عادتها شنت قناة بلومبرغ المقربة من اللوبي الصهيوني في امريكا هجوما لاذعا ضد وزير الخارجية  الامريكي، ريكس تيلرسون، الذي يبدو أنه صدم اللوبي الاسرائيلي بقيادته للاتفاق الروسي الامريكي حول سوريا  وتسويقه له في وسائل الاعلم الامريكية. تبقى وقائع الارض السورية التي يتحكم بها اكثر من عامل، تيرلسون نفسه قال بعد تصريحه الاول ان امريكا لن تمول إعادة إعمار سوريا في حال بقاء الرئيس بشار الاسد على رأس السلطة.. هذا التصريح الذي يعد بذاته تراجعا امريكيا عن شرط إسقاط الاسد، أتى بعد قناعة واشنطن بأن روسيا لا يمكن لها أن تلعب بعيدا عن حلفائها السوريين والايرانيين، ومن غير المتوقع أن يوقف الجيش السوري وحلفاؤه عمليات التقدم في سوريا، ورغم ان الدعم الجوي الروسي حيوي لتحقيق هذا التقدم، إلا أنه لا يبدو أن موسكو مستعدة لتخطي حلفائها على الارض في سوريا. في النهاية بين حديث ديمستورا لوفود المعارضة السورية -والذي تحدث فيه عن اتفاق روسي امريكي مؤكد- وبين ألغام الواقع السوري الكثيرة والمعقدة، تستمر الحرب مع دخول عامل جديد تمثل بالصراع السعودي القطري الذي قسم الوفود المعارضة بجنيف، وسيكون له تأثيراته على الكثير من المجموعات المسلحة في سوريا، حيث تحدث أحد ممولي هذه المجموعات في الجنوب السوري إلى قناة عربية مهمة مستخدمًا عبارة "الجيش العربي السوري" لأول مرة منذ سنوات.

المصدر : نضال حمادة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة