أكد الصحفي بيثان مكرنان في مقال نشرته «الاندبيندنت» البريطانية، أنه تم تحقيق نصر كبير على تنظيم داعش في الموصل في العراق، ناهيك عن الخسائر الكبيرة التي يتكبدها التنظيم في سورية، ولاسيما في الرقة، محذرة من ظهور «داعش 2»، إذا استمرت الحرب في سورية، ولم تعالج النعرات الطائفية في العراق.

 

وأشار المقال إلى أنه وعقب إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من مدينة الموصل أن نصف دولة الخلافة المزعومة قد سقطت، فضلاً عن الشائعات من مصادر مؤكدة والتي تفيد بمقتل قائد التنظيم أبو بكر البغدادي، بات التنظيم يمتلك فقط 9 بالمئة من المناطق التي سيطر عليها أثناء وصوله لذروة نفوذه في عام 2015.

وأضاف: إن داعش يواجه حالياً عدة تحديات عسكرية وأيديولوجية، وخاصة بعد خسارته الجزء الأكبر من منطقته في الموصل، رغم وجوده في جيوب هامة في الشمال، إلا أن استعادة الموصل تشكل انتصاراً كبيراً لأن المدينة تعتبر أكبر مدينة تقع تحت سيطرته بعد عبوره للحدود من سورية وسيطرته عليها في صيف عام 2014، الحدث الذي نظر إليه العالم آنذاك على أنه يمثل التهديد الأكبر في العالم.

وأكد المقال، أن عدد سكان الموصل كان يبلغ 1.5 مليون نسمة، وكانت المدينة العراقية تتصف بالتعددية من الناحية الثقافية والفكرية، وأن تكلفة إخراج التنظيم من المدينة كانت كبيرة جداً، منها مقتل الآلاف، فضلاً عن الدمار الكبير الحاصل في المدينة.

وأشار إلى أن هزيمة التنظيم عبارة عن مسألة وقت، فمن الناحية العسكرية تم تكبيد التنظيم خسائر كبيرة، لكن مقاتلي داعش، وخاصة المجندين الأجانب، يرغبون في القتال حتى الموت، الأمر الذي يعني أن إحداث أي تقدم ضد مواقع التنظيم في المدن يعتبر بطيئاً وصعباً.

ونوه المقال إلى أن العمليات التي تدعمها الولايات المتحدة من أجل استعادة الموصل قد بدأت في شهر تشرين الأول 2016، وكان من المفترض أن تنتهي قبل مغادرة باراك أوباما الرئاسة في كانون الثاني 2017، ولكن قوات التحالف العراقية واجهت صعوبات كثيرة منها السيارات المفخخة، فضلاً عن مشكلة التعامل مع عدد المدنيين الكبير الذين كان يتم استخدامهم كدروع بشرية، واستغرق القتال أكثر من تسعة أشهر، ورغم ذلك ما يزال هنالك خلايا نائمة في أرجاء المدينة.

وفي سورية، قامت القوات الكردية – العربية المدعومة من الولايات المتحدة بمهاجمة آخر معاقل التنظيم في مدينة الرقة، وقد بدأ الهجوم في الشهر الماضي، ومن المتوقع أن تكون المعركة طويلة ودامية، وفق الصحيفة.

واعتبر المقال، أنه ورغم الخسائر الكبيرة التي مُني بها، إلا أن تنظيم داعش سيحافظ على أيديولوجيته، فهو يتمتع بالمرونة، لافتا إلى أنه عندما بدأت حملات القصف الروسية والسورية، والحملات بقيادة التحالف الأميركي، قام التنظيم بالانتقال إلى أسلوب أكثر قرباً من أسلوب تنظيم القاعدة، من خلال استهداف العدو عن بعد عبر قيامه بهجمات إرهابية دولية.

بدوره ذكر نائب مدير المركز الدولي لدراسات التطرف في كلية كينغ في لندن شيراز ماهر، أن انهيار تنظيم داعش كدولة أو جهة حكم لن يكون بمثابة مؤشر على انتهاء المجموعة بشكل كامل، فالتنظيم سيستمر بالعمل كحركة تمرد وإرهاب، ولهذا فإن هزيمة التنظيم من هذه النواحي يعتبر أمر أكثر تعقيداً وسوف يستمر لعدة سنوات مقبلة، بحسب الصحيفة.

وخلص المقال إلى القول: إن تنظيم داعش انبثق من عمليات القاعدة في سورية، معتبرة أنه طالما أن الحرب مستمرة هناك وطالما أن النعرات الطائفية مستمرة في العراق دون معالجة فإن الفوضى والخوف من التنظيم سوف يستمر حتى وقت لا بأس فيه، فمدينة الموصل كانت تشبه مدينة الموت، مضيفاً: إن السكان لن يكونوا أنفسهم أبداً بعد الخوف الذي تغلغل إلى قلوبهم، الأمر الذي لن يستطيعوا التخلص منه بسهولة، فالتنظيم باستطاعته التحول مجدداً إلى تنظيم آخر «داعش 2»، أو إلى حركة جهادية جديدة تحت مسمى جديد.

  • فريق ماسة
  • 2017-07-16
  • 11647
  • من الأرشيف

«الاندبيندنت» تحذر من ظهور «داعش 2» إذا استمرت الحرب في سورية

أكد الصحفي بيثان مكرنان في مقال نشرته «الاندبيندنت» البريطانية، أنه تم تحقيق نصر كبير على تنظيم داعش في الموصل في العراق، ناهيك عن الخسائر الكبيرة التي يتكبدها التنظيم في سورية، ولاسيما في الرقة، محذرة من ظهور «داعش 2»، إذا استمرت الحرب في سورية، ولم تعالج النعرات الطائفية في العراق.   وأشار المقال إلى أنه وعقب إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي من مدينة الموصل أن نصف دولة الخلافة المزعومة قد سقطت، فضلاً عن الشائعات من مصادر مؤكدة والتي تفيد بمقتل قائد التنظيم أبو بكر البغدادي، بات التنظيم يمتلك فقط 9 بالمئة من المناطق التي سيطر عليها أثناء وصوله لذروة نفوذه في عام 2015. وأضاف: إن داعش يواجه حالياً عدة تحديات عسكرية وأيديولوجية، وخاصة بعد خسارته الجزء الأكبر من منطقته في الموصل، رغم وجوده في جيوب هامة في الشمال، إلا أن استعادة الموصل تشكل انتصاراً كبيراً لأن المدينة تعتبر أكبر مدينة تقع تحت سيطرته بعد عبوره للحدود من سورية وسيطرته عليها في صيف عام 2014، الحدث الذي نظر إليه العالم آنذاك على أنه يمثل التهديد الأكبر في العالم. وأكد المقال، أن عدد سكان الموصل كان يبلغ 1.5 مليون نسمة، وكانت المدينة العراقية تتصف بالتعددية من الناحية الثقافية والفكرية، وأن تكلفة إخراج التنظيم من المدينة كانت كبيرة جداً، منها مقتل الآلاف، فضلاً عن الدمار الكبير الحاصل في المدينة. وأشار إلى أن هزيمة التنظيم عبارة عن مسألة وقت، فمن الناحية العسكرية تم تكبيد التنظيم خسائر كبيرة، لكن مقاتلي داعش، وخاصة المجندين الأجانب، يرغبون في القتال حتى الموت، الأمر الذي يعني أن إحداث أي تقدم ضد مواقع التنظيم في المدن يعتبر بطيئاً وصعباً. ونوه المقال إلى أن العمليات التي تدعمها الولايات المتحدة من أجل استعادة الموصل قد بدأت في شهر تشرين الأول 2016، وكان من المفترض أن تنتهي قبل مغادرة باراك أوباما الرئاسة في كانون الثاني 2017، ولكن قوات التحالف العراقية واجهت صعوبات كثيرة منها السيارات المفخخة، فضلاً عن مشكلة التعامل مع عدد المدنيين الكبير الذين كان يتم استخدامهم كدروع بشرية، واستغرق القتال أكثر من تسعة أشهر، ورغم ذلك ما يزال هنالك خلايا نائمة في أرجاء المدينة. وفي سورية، قامت القوات الكردية – العربية المدعومة من الولايات المتحدة بمهاجمة آخر معاقل التنظيم في مدينة الرقة، وقد بدأ الهجوم في الشهر الماضي، ومن المتوقع أن تكون المعركة طويلة ودامية، وفق الصحيفة. واعتبر المقال، أنه ورغم الخسائر الكبيرة التي مُني بها، إلا أن تنظيم داعش سيحافظ على أيديولوجيته، فهو يتمتع بالمرونة، لافتا إلى أنه عندما بدأت حملات القصف الروسية والسورية، والحملات بقيادة التحالف الأميركي، قام التنظيم بالانتقال إلى أسلوب أكثر قرباً من أسلوب تنظيم القاعدة، من خلال استهداف العدو عن بعد عبر قيامه بهجمات إرهابية دولية. بدوره ذكر نائب مدير المركز الدولي لدراسات التطرف في كلية كينغ في لندن شيراز ماهر، أن انهيار تنظيم داعش كدولة أو جهة حكم لن يكون بمثابة مؤشر على انتهاء المجموعة بشكل كامل، فالتنظيم سيستمر بالعمل كحركة تمرد وإرهاب، ولهذا فإن هزيمة التنظيم من هذه النواحي يعتبر أمر أكثر تعقيداً وسوف يستمر لعدة سنوات مقبلة، بحسب الصحيفة. وخلص المقال إلى القول: إن تنظيم داعش انبثق من عمليات القاعدة في سورية، معتبرة أنه طالما أن الحرب مستمرة هناك وطالما أن النعرات الطائفية مستمرة في العراق دون معالجة فإن الفوضى والخوف من التنظيم سوف يستمر حتى وقت لا بأس فيه، فمدينة الموصل كانت تشبه مدينة الموت، مضيفاً: إن السكان لن يكونوا أنفسهم أبداً بعد الخوف الذي تغلغل إلى قلوبهم، الأمر الذي لن يستطيعوا التخلص منه بسهولة، فالتنظيم باستطاعته التحول مجدداً إلى تنظيم آخر «داعش 2»، أو إلى حركة جهادية جديدة تحت مسمى جديد.

المصدر : ترجمة إبراهيم خلف


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة