اعتبرت مصادر مراقبة، أن الجمود الذي يسيطر على معركة تحرير مدينة الرقة هو تكتيك تتبعه «قوات سورية الديمقراطية – قسد» وترمي من ورائه إلى دفع أميركا للممارسة الضغط على تركيا للعدول عن خططها باجتياح مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي.

واقتحمت «قسد» مدينة الرقة بدعم من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية منذ عدة أسابيع وكبدت تنظيم داعش الإرهابي خسائر فادحة، وتوغلت في المدينة القديمة. لكن وتيرة تقدم «قسد» تراجعت منذ عدة أيام بعد أن وصلت إلى شوارع أبو الهيس وسيف الدولة و23 وشباط الذين يشكلون خط النار بين الطرفين، بالترافق مع استمرار الغارات الجوية من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على جميع أنحاء مدينة الرقة.

جاء تراجع تقدم «قسد» ذات الأغلبية الكردية في وقت لوحت تركيا بأنها تنوي القيام بعملية عسكرية تهدف من ورائها إلى السيطرة على مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي والتي تسيطر عليها «قسد».

وأفاد «المرصد السوري » المعارض أنس بأن الجيش التركي واصل لليوم الثاني على التوالي قصف مواقع «قسد» في محيط عفرين ما أدى إلى مقتل وإصابة عناصر لها.

وقالت المصادر المراقبة لـ«الوطن»: «هناك مشروع تركي يهدف إلى السيطرة على مدينة عفرين وربط مدينتي جرابلس والباب (اللتين تسيطر عليهما ميليشيات مسلحة مدعومة من تركيا) بتلرفعت وعفرين إلى إدلب لتصبح منطقة نفوذ تركي وهذا المشروع تأخر لكن لا يزال قائماً».

وأوضحت المصادر، أن «روسيا تعمل على معالجة الأمر مع تركيا لكن هناك نوعاً من الفيتو الأميركي»، لافتة إلى أن «هناك حشوداً من الجيش التركي على الحدود مع عفرين والأكرد خففوا موضوع الرقة على أمل أن تأخذ أميركا موقفاً قاسياً من تركيا..».

وذكرت المصادر أن الأتراك وخلال زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لأنقرة قبل نحو الشهر «طرحوا مسألة السيطرة على عفرين من قبل الجيش التركي ولكن شويغو رفض الأمر الذي دفع أنقرة إلى العمل على إفشال اجتماع أستانا».

وقالت المصدر: «كان المشروع (المقترح) الروسي أن يتم تسليم عفرين للجيش السوري وللقوات الروسية وتركيا قبلت لكن «وحدات حماية الشعب» الكردية (التي تشكل العمود الفقري لقسد) لم تقبل»، مضيفة: «الآن لا يزال المشروع التركي قائماً ويعالج من قبل الروس وهذا سبب تباطؤ معركة الرقة والذي هو نوع من التكتيك للضغط على أميركا حتى يصدروا فيتو بوجه الأتراك لعدم اجتياح عفرين».

وأفاد «المرصد السوري  » المعارض، أمس، بأنه «لا يوجد أي تقدم يذكر لقوات سورية الديمقراطية داخل مدينة الرقة».

ويرى أهال من مدينة الرقة أنه لا يوجد إرادة حقيقية لتحرير الرقة من قبل «قوات سورية الديمقراطية – قسد» لأسباب غير معروفة، فالبعض من الأهالي يؤكد وجود خلافات كبيرة بين المكون الكردي الذي يشكل القوة الضاربة في صفوف «قسد» وبين قوات العشائر وعلى رأسها «قوات النخبة» التابعة للرئيس السابق للائتلاف المعارض أحمد الجربا بسبب قيام «قسد» باعتقال الشبان العرب في مناطق تل أبيض وعين عيسى وسلوك من أجل سحبهم إلى الخدمة الإلزامية في صفوفها ووجود تذمر بين الأهالي.

وكان أحد القادة الميدانين من أبناء عين العرب، قال للمواطنين في بلدة سلوك الأسبوع الماضي خلال اعتراضهم على تجنيد أبناء القرية في صفوف «قسد»: إن الأكراد ليس لهم مصلحة في تحرير الرقة من داعش وعلى أبناء الرقة العرب أن يحرروا محافظتهم وإلا فستضطر قوات «قسد» إلى اعتزال هذه المعركة لأن داعش لم يعد موجودا في المناطق الكردية على حد قول ذلك القائد الميداني.

ويسقط مزيد من الضحايا المدنيين نتيجة الغارات الجوية التي ينفذها «التحالف الدولي»، ويتراوح عدد الشهداء يوميا بين 10 إلى 25 شهيداً كان آخرهم عائلة كاملة يوم الخميس قرب فرن مرعي في حي هشام بن عبد الملك مؤلفة من 9 أشخاص.

وفي الوقت ذاته تتكرر القصص المأساوية في المدينة حيث وجدت امرأة عجوز مع ثلاثة من أبنائها المتوفين منذ عشرة أيام دون أن تتمكن من إخراجهم أو دفنهم، في حين وجدت ثلاث فتيات فقدن ذويهن بين الأنقاض وهن أحياء إضافة إلى عجوز في الثمانينات.

  • فريق ماسة
  • 2017-07-16
  • 12714
  • من الأرشيف

مصادر مراقبة تحدثت عن رفض «حماية الشعب» تسليم المدينة للدولة … «قسد» تبطئ معركة الرقة وتريد فيتو أميركياً ضد اجتياح عفرين من قبل تركيا

اعتبرت مصادر مراقبة، أن الجمود الذي يسيطر على معركة تحرير مدينة الرقة هو تكتيك تتبعه «قوات سورية الديمقراطية – قسد» وترمي من ورائه إلى دفع أميركا للممارسة الضغط على تركيا للعدول عن خططها باجتياح مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي. واقتحمت «قسد» مدينة الرقة بدعم من قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية منذ عدة أسابيع وكبدت تنظيم داعش الإرهابي خسائر فادحة، وتوغلت في المدينة القديمة. لكن وتيرة تقدم «قسد» تراجعت منذ عدة أيام بعد أن وصلت إلى شوارع أبو الهيس وسيف الدولة و23 وشباط الذين يشكلون خط النار بين الطرفين، بالترافق مع استمرار الغارات الجوية من قبل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن على جميع أنحاء مدينة الرقة. جاء تراجع تقدم «قسد» ذات الأغلبية الكردية في وقت لوحت تركيا بأنها تنوي القيام بعملية عسكرية تهدف من ورائها إلى السيطرة على مدينة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي والتي تسيطر عليها «قسد». وأفاد «المرصد السوري » المعارض أنس بأن الجيش التركي واصل لليوم الثاني على التوالي قصف مواقع «قسد» في محيط عفرين ما أدى إلى مقتل وإصابة عناصر لها. وقالت المصادر المراقبة لـ«الوطن»: «هناك مشروع تركي يهدف إلى السيطرة على مدينة عفرين وربط مدينتي جرابلس والباب (اللتين تسيطر عليهما ميليشيات مسلحة مدعومة من تركيا) بتلرفعت وعفرين إلى إدلب لتصبح منطقة نفوذ تركي وهذا المشروع تأخر لكن لا يزال قائماً». وأوضحت المصادر، أن «روسيا تعمل على معالجة الأمر مع تركيا لكن هناك نوعاً من الفيتو الأميركي»، لافتة إلى أن «هناك حشوداً من الجيش التركي على الحدود مع عفرين والأكرد خففوا موضوع الرقة على أمل أن تأخذ أميركا موقفاً قاسياً من تركيا..». وذكرت المصادر أن الأتراك وخلال زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لأنقرة قبل نحو الشهر «طرحوا مسألة السيطرة على عفرين من قبل الجيش التركي ولكن شويغو رفض الأمر الذي دفع أنقرة إلى العمل على إفشال اجتماع أستانا». وقالت المصدر: «كان المشروع (المقترح) الروسي أن يتم تسليم عفرين للجيش السوري وللقوات الروسية وتركيا قبلت لكن «وحدات حماية الشعب» الكردية (التي تشكل العمود الفقري لقسد) لم تقبل»، مضيفة: «الآن لا يزال المشروع التركي قائماً ويعالج من قبل الروس وهذا سبب تباطؤ معركة الرقة والذي هو نوع من التكتيك للضغط على أميركا حتى يصدروا فيتو بوجه الأتراك لعدم اجتياح عفرين». وأفاد «المرصد السوري  » المعارض، أمس، بأنه «لا يوجد أي تقدم يذكر لقوات سورية الديمقراطية داخل مدينة الرقة». ويرى أهال من مدينة الرقة أنه لا يوجد إرادة حقيقية لتحرير الرقة من قبل «قوات سورية الديمقراطية – قسد» لأسباب غير معروفة، فالبعض من الأهالي يؤكد وجود خلافات كبيرة بين المكون الكردي الذي يشكل القوة الضاربة في صفوف «قسد» وبين قوات العشائر وعلى رأسها «قوات النخبة» التابعة للرئيس السابق للائتلاف المعارض أحمد الجربا بسبب قيام «قسد» باعتقال الشبان العرب في مناطق تل أبيض وعين عيسى وسلوك من أجل سحبهم إلى الخدمة الإلزامية في صفوفها ووجود تذمر بين الأهالي. وكان أحد القادة الميدانين من أبناء عين العرب، قال للمواطنين في بلدة سلوك الأسبوع الماضي خلال اعتراضهم على تجنيد أبناء القرية في صفوف «قسد»: إن الأكراد ليس لهم مصلحة في تحرير الرقة من داعش وعلى أبناء الرقة العرب أن يحرروا محافظتهم وإلا فستضطر قوات «قسد» إلى اعتزال هذه المعركة لأن داعش لم يعد موجودا في المناطق الكردية على حد قول ذلك القائد الميداني. ويسقط مزيد من الضحايا المدنيين نتيجة الغارات الجوية التي ينفذها «التحالف الدولي»، ويتراوح عدد الشهداء يوميا بين 10 إلى 25 شهيداً كان آخرهم عائلة كاملة يوم الخميس قرب فرن مرعي في حي هشام بن عبد الملك مؤلفة من 9 أشخاص. وفي الوقت ذاته تتكرر القصص المأساوية في المدينة حيث وجدت امرأة عجوز مع ثلاثة من أبنائها المتوفين منذ عشرة أيام دون أن تتمكن من إخراجهم أو دفنهم، في حين وجدت ثلاث فتيات فقدن ذويهن بين الأنقاض وهن أحياء إضافة إلى عجوز في الثمانينات.

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة