تسود حال من الإحباط المشوبة بالغضب الشديد أوساط المعارضة السورية عامة، والمجموعة السياسية النخبوية منها التي تتواجد في عواصم عربية واجنبية، السبب تلك التسريبات الصادمة لحوار جرى بين جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، ومنظمة من المدنيين السوريين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوع. هناك خمسة أسباب رئيسية تقف خلف حالة الغضب هذه، ورد اربعة منها على لسان الوزير كيري، والخامس يتعلق برد فعل جامعة الدول العربية على ما يجري حاليا في حلب من تصاعد لأعداد القتلى والجرحى من جراء القصفين الروسي والسوري بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار: الأول: كيري ابلغ المعارضة بكل وضوح “ان دعوته الى التحرك عسكريا ضد نظام الأسد لم تلق آذانا صاغية في أوساط إدارة بلاده”. الثاني: تأكيد ان أي محاولة أمريكية لتسليح المعارضة، او الانضمام الى الحرب ضد روسيا ستأتي بنتائج عكسية. الثالث: إبلاغه المعارضة بكل وضوح ان مهمتكم ان تقاتلوا من اجلنا، ولكننا لن نقاتل من اجلكم. الرابع: اقتراح كيري على المعارضة السورية المشاركة في الانتخابات التي ستشمل الرئيس السوري بشار الأسد، بعد خمس سنوات من مطالبة الرئيس أوباما بتنحيته. الخامس: ردود الفعل العربية الرسمية، الضعيفة والفاترة، تجاه ارتفاع اعداد القتل والجرحى في حلب، حتى ان الجامعة العربية اكتفت في بيان مقتضب “بضرورة تدخل الدول الفاعلة لوقف المذابح”، وكررت الكويت الشي نفسه، وطالبت بعقد اجتماع للجامعة والأمم المتحدة، بينما لم تصدر مواقف قوية عن الدول الخليجية الأخرى، مثل السعودية وقطر. التعبير عن الغضب، وخيبة الامل، امر طبيعي ومشروع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه حول الخطوات “العملية” التي يمكن اتخاذها في مواجهة هذا “الخذلان” الأمريكي الفاضح والمتوقع للمعارضة في وقت تتقدم قوات الجيش السوري نحو حلب الشرقية؟ وتواصل الطائرات الروسية قصفها كالمعتاد؟ المعارضة السورية بفصائلها، وبعد خمس سنوات من عمر الازمة تجد نفسها في الوضع الأضعف، منذ ان وضعت معظم بيضها في سلة أمريكا من ناحية، والدول العربية وتركيا من ناحية أخرى. الدكتور منذر ماخوس المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات (مقرها الرياض)، عبر عن هذا الوضع في مقابلة له مع محطة تلفزيون “اورينت” بقوله “ان الإدارة الامريكية طلبت من المعارضة التريث في الوقت الراهن، وريثما تنتهي الانتخابات الامريكية”، واضاف عندما سألهم بما إذا كانوا سيقفون في وجه روسيا فأجابوا “بنعم في حال فازت هيلاري كلينتون”. هذا الكلام يعني ان على المعارضة السورية ان تعيش بياتا شتويا لعام على الأقل، هذا إذا فازت المرشحة كلينتون، لان المرشح الفائز سيتسلم منصبه في أوائل العام المقبل، ويحتاج الى أكثر من ستة اشهر حتى يختار أعضاء ادارته ويبلور سياساته، هذا ان لم يكن اكثر، ولا نستبعد ان يكون وضع حلب قد حسم، وكذلك ادلب وجسر الشغور وريف دمشق اذا استمرت وتيرة القصف الروسي، وتقدم قوات الجيش السوري على وتيرتها الحالية. النقطة المفصلية في اقوال الوزير كيري المسربة للمعارضة، تلك التي تتعلق بضرورة مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي سيشارك فيها الرئيس الأسد، وهذا هو السيناريو الذي وضعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووافق عليه الامريكان في التفاهمان بين القوتين العظميين.
  • فريق ماسة
  • 2016-10-03
  • 3084
  • من الأرشيف

المعارضة السورية محبطة وغاضبة لخمسة اسباب.. ما هي ؟

تسود حال من الإحباط المشوبة بالغضب الشديد أوساط المعارضة السورية عامة، والمجموعة السياسية النخبوية منها التي تتواجد في عواصم عربية واجنبية، السبب تلك التسريبات الصادمة لحوار جرى بين جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، ومنظمة من المدنيين السوريين، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أسبوع. هناك خمسة أسباب رئيسية تقف خلف حالة الغضب هذه، ورد اربعة منها على لسان الوزير كيري، والخامس يتعلق برد فعل جامعة الدول العربية على ما يجري حاليا في حلب من تصاعد لأعداد القتلى والجرحى من جراء القصفين الروسي والسوري بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار: الأول: كيري ابلغ المعارضة بكل وضوح “ان دعوته الى التحرك عسكريا ضد نظام الأسد لم تلق آذانا صاغية في أوساط إدارة بلاده”. الثاني: تأكيد ان أي محاولة أمريكية لتسليح المعارضة، او الانضمام الى الحرب ضد روسيا ستأتي بنتائج عكسية. الثالث: إبلاغه المعارضة بكل وضوح ان مهمتكم ان تقاتلوا من اجلنا، ولكننا لن نقاتل من اجلكم. الرابع: اقتراح كيري على المعارضة السورية المشاركة في الانتخابات التي ستشمل الرئيس السوري بشار الأسد، بعد خمس سنوات من مطالبة الرئيس أوباما بتنحيته. الخامس: ردود الفعل العربية الرسمية، الضعيفة والفاترة، تجاه ارتفاع اعداد القتل والجرحى في حلب، حتى ان الجامعة العربية اكتفت في بيان مقتضب “بضرورة تدخل الدول الفاعلة لوقف المذابح”، وكررت الكويت الشي نفسه، وطالبت بعقد اجتماع للجامعة والأمم المتحدة، بينما لم تصدر مواقف قوية عن الدول الخليجية الأخرى، مثل السعودية وقطر. التعبير عن الغضب، وخيبة الامل، امر طبيعي ومشروع، لكن السؤال الذي يطرح نفسه حول الخطوات “العملية” التي يمكن اتخاذها في مواجهة هذا “الخذلان” الأمريكي الفاضح والمتوقع للمعارضة في وقت تتقدم قوات الجيش السوري نحو حلب الشرقية؟ وتواصل الطائرات الروسية قصفها كالمعتاد؟ المعارضة السورية بفصائلها، وبعد خمس سنوات من عمر الازمة تجد نفسها في الوضع الأضعف، منذ ان وضعت معظم بيضها في سلة أمريكا من ناحية، والدول العربية وتركيا من ناحية أخرى. الدكتور منذر ماخوس المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات (مقرها الرياض)، عبر عن هذا الوضع في مقابلة له مع محطة تلفزيون “اورينت” بقوله “ان الإدارة الامريكية طلبت من المعارضة التريث في الوقت الراهن، وريثما تنتهي الانتخابات الامريكية”، واضاف عندما سألهم بما إذا كانوا سيقفون في وجه روسيا فأجابوا “بنعم في حال فازت هيلاري كلينتون”. هذا الكلام يعني ان على المعارضة السورية ان تعيش بياتا شتويا لعام على الأقل، هذا إذا فازت المرشحة كلينتون، لان المرشح الفائز سيتسلم منصبه في أوائل العام المقبل، ويحتاج الى أكثر من ستة اشهر حتى يختار أعضاء ادارته ويبلور سياساته، هذا ان لم يكن اكثر، ولا نستبعد ان يكون وضع حلب قد حسم، وكذلك ادلب وجسر الشغور وريف دمشق اذا استمرت وتيرة القصف الروسي، وتقدم قوات الجيش السوري على وتيرتها الحالية. النقطة المفصلية في اقوال الوزير كيري المسربة للمعارضة، تلك التي تتعلق بضرورة مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية المقبلة التي سيشارك فيها الرئيس الأسد، وهذا هو السيناريو الذي وضعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووافق عليه الامريكان في التفاهمان بين القوتين العظميين.

المصدر : الماسة السورية/ رأي اليوم


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة