أكدت مصادر إعلامية أن تدخل للمدنيين وهبتهم السريعة في الغوطة الشرقية ساهما في وقف الاشتباكات ووضع حد للمواجهات المسلحة التي نشبت بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» وهما من الفصائل المسلحة، وساهم الأمر في تلافي أزمة كبيرة بسبب اندلاع مشادات كلامية بين مجموعات مقاتلة من الفصيلين المتنازعين استعرت نتيجة خلافات عدة.

 

الخلاف البسيط الذي نشب بين المجموعات، تطور سريعاً إلى مواجهات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى والضحايا بين الطرفين.

 

ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن مصادر محلية حديثها عن توجه مجموعة عسكرية لجيش الإسلام محملة بالأسلحة المتوسطة نحو مدينة «زملكا» في الغوطة الشرقية، والتي تُعد من أهم المواقع التابعة لفيلق الرحمن، بغية افتتاح مقر عسكري لها في الجهة المقابلة لهيئة أركانه.

 

وقال المصدر «إن فيلق الرحمن عارض افتتاح جيش الإسلام لمقر مقابل هيئة أركانه، ليتطور الخلاف إلى شجار بين مجموعتين من الفصيلين، وسرعان ما انتقل النزاع إلى مرحلة تبادل إطلاق الرصاص واستخدمت القذائف المضادة للدروع.

 

وأدت المواجهات التي استمرت بعض الوقت إلى سقوط جريح من جيش الإسلام وجريحين من فيلق الرحمن أحدهما في حالة حرجة».

 

واستطرد المصدر: أنه «مع وقوع إصابات بين الجانبين، وارتفاع وتيرة المواجهات بين الفصيلين التابعين للمعارضة المسلحة، تدخل أهالي المدينة بحزم، وقاموا بفض الاشتباك وسط حالة من الغليان والغضب تسود بين السكان المدنيين لتجدد المواجهات بين التشكيلين بين فترة وأخرى».

 

وبحسب المصدر فإن الندية بين الفصيلين أصبحت جلية وواضحة، خصوصاً وأن «جيش الإسلام» بحسبه، يتعمد خلق مشاكل مع فيلق الرحمن كل فترة بعد اندماج «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» ضمن صفوفه، والذي يعتبر الند الفكري للأول.

 

من جانبها اعتبرت «القيادة العامة لفيلق الرحمن» أنه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الاعتداءات». وأصدر جيش الإسلام بدوره بياناً مضاداً نفى فيه ما جاء في بيان الفيلق، واتهم عناصر الفيلق ببدء المواجهات، منوهاً إلى أن قيادة جيش الإسلام تحرم الاقتتال الداخلي بين التشكيلات العسكرية.

 

بدوره أوضح الناشط «وحيد أبو المجد» بأن جذور الخلاف بين الفصيلين ليست بجديدة، وجوهرها ندية فكرية بين الشيخ «خالد طفور» أحد أبرز مؤسسي الاتحاد الإسلامي القريب من «الإخوان المسلمين»، فيما يُحسب جيش الإسلام على التيار السلفي، ويقود مؤسسته الدينية «سمير كعكة».

 

وأردف «أبو المجد» حتى على الصعيد الديني هنالك ندية الشيخين المنحدر كل منهما من مدرسة فكرية، حيث يوجد في الغوطة الشرقية ما يعرف بـ «الهيئة الشرعية العامة لدمشق وريفها» والشيخ طفور التابع للأجناد من أبرز أعمدتها، فيما ينتسب الشيخ «كعكة» إلى الهيئة الشرعية العامة ويعد من أشهر مكوناتها، ومع تباين المدارس الفكرية تظهر الندية جلياً بين شرعية التشكيلين.

 

يذكر أن الشيخ «خالد طفور» يحظى بشعبية كبيرة في الغوطة الشرقية بسبب وقوفه في وجه النظام السوري منذ الأيام الأولى، ورفض التهدئة مع الأسد رغم أنه استقبله في الأشهر الأولى لاندلاع الثورة، وتعرض الشيخ قبل يومين لمحاولة اغتيال في الغوطة الشرقية نجا منها رغم إصابته، فيما قتل أحد مرافقيه وأصيب آخر.

  • فريق ماسة
  • 2016-03-30
  • 6744
  • من الأرشيف

مشادة كلامية تتحول إلى اشتباك مسلح بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن»

أكدت مصادر إعلامية أن تدخل للمدنيين وهبتهم السريعة في الغوطة الشرقية ساهما في وقف الاشتباكات ووضع حد للمواجهات المسلحة التي نشبت بين «جيش الإسلام» و«فيلق الرحمن» وهما من الفصائل المسلحة، وساهم الأمر في تلافي أزمة كبيرة بسبب اندلاع مشادات كلامية بين مجموعات مقاتلة من الفصيلين المتنازعين استعرت نتيجة خلافات عدة.   الخلاف البسيط الذي نشب بين المجموعات، تطور سريعاً إلى مواجهات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى والضحايا بين الطرفين.   ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن مصادر محلية حديثها عن توجه مجموعة عسكرية لجيش الإسلام محملة بالأسلحة المتوسطة نحو مدينة «زملكا» في الغوطة الشرقية، والتي تُعد من أهم المواقع التابعة لفيلق الرحمن، بغية افتتاح مقر عسكري لها في الجهة المقابلة لهيئة أركانه.   وقال المصدر «إن فيلق الرحمن عارض افتتاح جيش الإسلام لمقر مقابل هيئة أركانه، ليتطور الخلاف إلى شجار بين مجموعتين من الفصيلين، وسرعان ما انتقل النزاع إلى مرحلة تبادل إطلاق الرصاص واستخدمت القذائف المضادة للدروع.   وأدت المواجهات التي استمرت بعض الوقت إلى سقوط جريح من جيش الإسلام وجريحين من فيلق الرحمن أحدهما في حالة حرجة».   واستطرد المصدر: أنه «مع وقوع إصابات بين الجانبين، وارتفاع وتيرة المواجهات بين الفصيلين التابعين للمعارضة المسلحة، تدخل أهالي المدينة بحزم، وقاموا بفض الاشتباك وسط حالة من الغليان والغضب تسود بين السكان المدنيين لتجدد المواجهات بين التشكيلين بين فترة وأخرى».   وبحسب المصدر فإن الندية بين الفصيلين أصبحت جلية وواضحة، خصوصاً وأن «جيش الإسلام» بحسبه، يتعمد خلق مشاكل مع فيلق الرحمن كل فترة بعد اندماج «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» ضمن صفوفه، والذي يعتبر الند الفكري للأول.   من جانبها اعتبرت «القيادة العامة لفيلق الرحمن» أنه ليست المرة الأولى التي تحدث فيها مثل هذه الاعتداءات». وأصدر جيش الإسلام بدوره بياناً مضاداً نفى فيه ما جاء في بيان الفيلق، واتهم عناصر الفيلق ببدء المواجهات، منوهاً إلى أن قيادة جيش الإسلام تحرم الاقتتال الداخلي بين التشكيلات العسكرية.   بدوره أوضح الناشط «وحيد أبو المجد» بأن جذور الخلاف بين الفصيلين ليست بجديدة، وجوهرها ندية فكرية بين الشيخ «خالد طفور» أحد أبرز مؤسسي الاتحاد الإسلامي القريب من «الإخوان المسلمين»، فيما يُحسب جيش الإسلام على التيار السلفي، ويقود مؤسسته الدينية «سمير كعكة».   وأردف «أبو المجد» حتى على الصعيد الديني هنالك ندية الشيخين المنحدر كل منهما من مدرسة فكرية، حيث يوجد في الغوطة الشرقية ما يعرف بـ «الهيئة الشرعية العامة لدمشق وريفها» والشيخ طفور التابع للأجناد من أبرز أعمدتها، فيما ينتسب الشيخ «كعكة» إلى الهيئة الشرعية العامة ويعد من أشهر مكوناتها، ومع تباين المدارس الفكرية تظهر الندية جلياً بين شرعية التشكيلين.   يذكر أن الشيخ «خالد طفور» يحظى بشعبية كبيرة في الغوطة الشرقية بسبب وقوفه في وجه النظام السوري منذ الأيام الأولى، ورفض التهدئة مع الأسد رغم أنه استقبله في الأشهر الأولى لاندلاع الثورة، وتعرض الشيخ قبل يومين لمحاولة اغتيال في الغوطة الشرقية نجا منها رغم إصابته، فيما قتل أحد مرافقيه وأصيب آخر.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة