بعد التحاقه بتنظيم داعش بأسبوع واحد فقط، غادر الفرنسي رضا حمي (29 عاماً) وهو فني كمبيوتر مقيم في باريس، سوريا، مع تعليمات بتنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا.

جواز سفره الفرنسي وخلفيته في مجال تكنولوجيا المعلومات، جعلته مثالياً لتنظيم داعش، فخلال بضعة أيام فقط، تم نقله إلى حديقة لتعلم كيفية إطلاق النار من بندقية يدوية، مع دورة تدريبية لتعلم استخدام برامج التشفير، لإخفاء اتصالاته مع عناصر التنظيم.

 

واقتيد رضا إلى الحدود التركية، حيث طلب منه قائد المجموعة الإرهابية الملقب بـ"الأب"، اختيار هدف سهل، كإطلاق النار على المدنيين واحتجاز رهائن إلى أن يُقتل.

 

وأرسل رضا من قبل هيئة صغيرة داخل تنظيم داعش، مختصة بالتخطيط لتنفيذ ضربات في أوروبا، قبل عامين على الأقل من الهجمات القاتلة في باريس وبروكسل.

 

اختبار فاعلية الأجهزة الأمنية

وقبل ذلك الوقت، أرسل داعش مجموعة صغيرة من العناصر المدربة في سوريا، بهدف تنفيذ هجمات صغيرة، تهدف لاختبار فاعلية الأجهزة الأمنية في أوروبا، وفقاً لما ورد في محاضر الاستجواب وسجلات التنصت على المكالمات الهاتفية الأوروبية التي حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز من محاضر المحكمة.

 

ويقول مسؤولون غربيون إن بوادر آلة الإرهاب كانت قابلة للقراءة في أوروبا خلال وقت مبكر من عام 2014، إلا أن السلطات المحلية تجاهلت مراراً وتكراراً كل الدلائل المتلاحقة، واصفة إياها بأنها أفعال فردية أو عشوائية.

 

وقال رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية بين عامي 2012 و2014 الجنرال المتقاعد مايكل تي فلين: "هذه الهجمات لم تخطط خلال الأشهر الستة الأخيرة، بل بدأ التخطيط لها منذ انتقال التنظيم إلى سوريا عام 2012".

 

وألقي القبض على السيد رضا في باريس في أغسطس (آب) الماضي، قبل أن يتمكن من تنفيذ مخططه الإرهابي.

 

ويعتبر رضا واحداً من بين 21 عنصراً مدرباً، نجحوا بالتسلل مرة أخرى الى أوروبا، وتوفر سجلات استجوابهم نافذة على نشأة وتطور داعش، المسؤول عن مقتل مئات الأشخاص حول العالم.

 

أباعود

وذكر مسؤولون أوروبيون، أن قائد المجموعة الملقب بـ"الأب"، لم يكن سوى الإرهابي عبد الحميد أباعود، المسؤول عن اختيار وتدريب المقاتلين الأوروبيين، والذي عاد بنفسه للإشراف على هجوم باريس.

 

وقال مسؤولون في بلجيكا وفرنسا، إن فرع العمليات الخارجية التابع لتنظيم داعش، والذي كان يترأسه أباعود، مسؤول عن التخطيط لهجمات بروكسل، فضلاً عن تخطيطه لهجوم تم إفشاله بإحدى ضواحي باريس، والآن يتم البحث عن عناصر هذا الفرع.

 

وأضاف المسؤولون "الهجمات تصنع في هذا الفرع من التنظيم"، مشيرين إلى أن رضا حذرهم بعد اعتقاله من أن المتطرفين يركزون كل جهودهم على ضرب فرنسا، وإن عجزوا عن ذلك فسيتجهون إلى أوروبا.

 

واستطاع تنظيم داعش بين عامي 2012 و 2013، ترسيخ وجوده في سوريا، واستقطاب عدد كبير من المتطرفين الأجانب، خاصة الأوروبيين، فيما واصل صناع السياسة في الولايات المتحدة وأوروبا باعتباره فرعاً ضعيفاً من تنظيم القاعدة، يحاول الوصول إلى سدة الحكم.

 

بوادر مبكرة

وجاءت أولى الدلائل على المخططات الإرهابية الدولية للتنظيم في 3 يناير (كانون الأول) 2014، عندما أوقفت الشرطة اليونانية سيارة أجرة في مدينة أورستياذا على بعد 4 أميال من الحدود التركية، وكان داخلها المواطن الفرنسي إبراهيم بودينا (23 عاماً)، عائد من سوريا، وعثر في حقائبه على 1500 يورو، ووثيقة بالفرنسية بعنوان "كيف تصنع قنابل باسم الله".

 

ووفقاً لسجلات التحقيقات الفرنسية، سمح اليونانيون لإبراهيم بإكمال طريقه، لعدم وجود مبررات كافية لاعتقاله.

 

وإبراهيم بودينا كان ضمن قائمة المراقبة الفرنسية، وهو جزء من خلية تضم 22 رجلاً متطرفاً في مسجد بمدينة كان.

 

وذكرت السلطات الفرنسية أنه بعد إبلاغ اليونان لفرنسا بتوقيف بودينا على الحدود بعدة أسابيع، تلقت والدته مكالمة من سوريا، لإبلاغها أن ابنها كان "أرسل في مهمة"، وفقاً لنسخة جزئية من المكالمة.

 

وراقبت الشرطة محيط شقة الأسرة بالقرب من مدينة كان، واعتقلت بودينا في 11 فبراير (شباط) 2014، قبل إتمام مهمته، وعثرت داخل شقته على 3 صناديق من عبوات الرد بول ومواد البيروكسيد و600 غ من مادة "تي إيه تي بي"، وهي المواد الأساسية التي استخدمت في تفجيرات بروكسل وباريس.

 

وفقاً للمخابرات الداخلية الفرنسية، كان بودينا أول مواطن أوروبي معروف بسفره إلى سوريا، وانضمامه لداعش، وعودته بهدف ارتكاب أعمال إرهابية، إلا أن أوراق التحقيقات دفنت داخل أدراج المخابرات الفرنسية، وقررت السلطات أن لا علاقة لبودينا بالهجمات الإرهابية اللاحقة.

 

وأرسل داعش 21 شخصاً على الأقل من المقاتلين المدربين في سوريا إلى أوروبا، لتنفيذ هجمات إرهابية، ووصل هؤلاء المقاتلين في موجات صغيرة، بمعدل واحد كل شهرين أو 3 أشهر خلال عام 2014 والربع الأول من العام 2015.

 

وعلى غرار القتلة في باريس وبروكسل، كان هؤلاء من الناطقين بالفرنسية، ومعظمهم من المواطنين الفرنسيين والبلجيكيين، مع عدد قليل من المهاجرين من المستعمرات الفرنسية السابقة، بما في ذلك المغرب.

 

فشل المخابرات

وأفشلت الشرطة في كل من إيطاليا، إسبانيا، بلجيكا، فرنسا، اليونان، تركيا ولبنان، مخططات لمهاجمة مصالح يهودية ومراكز الشرطة ومواكب الكرنفال، كما حاول المتطرفون إطلاق النار على عربات القطار وتجمعات للكنائس.

 

وكان هؤلاء يحملون أسلحة الآلية وأجهزة اتصال لاسلكية وهواتف المحمولة يمكن التخلص منها، فضلاً عن المواد "تي إيه تي بي" الكيميائية، لصناعة متفجرات.

 

وفشلت معظم تلك المخططات، إلا أن المسؤولين في تلك الدول، فشلوا أيضاً بالقبض على الإرهابين، أو على الأقل إعلام زملائهم في الدول الأخرى بمخططات التنظيم.

 

وفي إحدى الحالات، عاد مهدي النومش من سوريا عبر فرانكفورت إلى بروكسل، حيث فتح النار في 24 مايو (أيار) 2014، داخل المتحف اليهودي في بلجيكا، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، ورغم العثور على شريط فيديو يظهر الأسلحة المستخدمة في العملية إلى جانب علم داعش، إلا أن السلطات البلجيكية نفت الصلة المباشرة بالتنظيم، وذكرت حينها أن النموش تصرف "بمفردة".

 

وعلى الرغم من أن درجة توجيه داعش لعناصره لم تكن واضحة في البداية، إلا أن اسماً بدأ يظهر في كل تحقيق، عبد الحميد أباعود، وهو مواطن بلجيكي يقول مسؤولون في مكافحة الإرهاب إنه ارتقى في صفوف التنظيم ليصبح منظم العمليات الخارجية لداعش.

 

فخلال الأشهر التي سبقت الهجوم على المتحف اليهودي ببركسل، أظهرت سجلات الهاتف النموش أنه أجرى اتصالاً امتد 24 دقيقة مع أباعود.

 

أوروبا صمت آذانها

وقال محلل في جهاز مكافحة الإرهاب لشركة كرونوس الاستشارية، مايكل إس سميث: "كل الإشارات كانت موجودة منذ 2013، أوروبا صمت آذانها عن تطلعات داعش الإرهابية منذ منتصف 2014".

 

وفي صيف عام 2014، أصبح التسلسل الهرمي لمخططات التنظيم الإرهابي واضحاً وصريحاً.

 

ففي 22 يونيو (حزيران) من ذلك العام، قال المواطن فرنسي فايز بشرى (24 عاماً)، الذي تدرب في سوريا وتم تهريبه إلى لبنان المجاور، أنه كان يخطط لتفجير نفسه في هدف الشيعي، وأثناء الاستجواب اعترف أن الرجل الذي أمره بتنفيذ العملية هو أبو محمد العدناني.

 

والعدناني المتحدث الرسمي باسم داعش وأحد أبرز أعضاء التنظيم المطلوبين دولياً، وأوضح المدير السابق للمركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب ماثيو جي أولسن، أن العدناني يقود العمليات الخارجية لداعش.

 

وأكد مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية والأوروبية الخطوط العرضية لوحدة العمليات الخارجية للتنظيم، وهي عبارة عن هيئة منفصلة داخل داعش، تحت قيادة وسيطرة العدناني، الذي يقدم تقاريره إلى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.

 

تدريب وإعداد

كما تم تحديد وحدة المجندين، المسؤولة عن تدريب وتوفير الأسلحة والعتاد للمقاتلين، ورغم أن التركيز الرئيسي للوحدة كان يستهدف أوروبا، إلا أن هجمات داعش كانت أكثر فتكاً خارج حدود الاتحاد، إذ قتل 650 شخصاً على الأقل في هجمات على مواقع يرتادها غربيون، بما في ذلك تركيا ومصر وتونس.

 

وضمن التسلسل الهرمي للتنظيم، كلف أباعود بمهمة الإشراف على هجمات أوروبا، وفقاً لتقرير للشرطة الفرنسية وأجهزة الاستخبارات.

 

وقال الجهادي الفرنسي الذي اعتقل العام الماضي نيكولا مورو، إن أباعود المعروف باسم أبو عمر، كان القائد الرئيسي لهجمات في أوروبا، وأضاف أنه كان مسؤولاً عن فحص طلبات المرشحين للهجمات المستقبلية، وفقاً لتقرير صادر عن هيئة مكافحة الإرهاب الفرنسية.

 

وفي تسجيل صوتي نشر في 22 سبتمبر (أيلول) 2014، توعد العدناني بضرب أوروبا، داعياً المسلمين في كل مكان لقتل الأوروبيين.

 

وفي الأشهر التالية، عثر على رجل مقطوع الرأس بالقرب من مدينة ليون الفرنسية، واقتحم رجل آخر مركز للشرطة في باريس يحمل سكيناً وعلم داعش، وهذه الهجمات الفردية، من نحو 20 حالة تم توثيقها بعد خطاب العدناني.

 

ولعل انخفاض قوة هذه الهجمات وعدم وجود ضحايا باستثناء قتيل واحد، بالإضافة إلى أن العديد من الجناة لديهم تاريخ من المرض العقلي، دفعت المحللين والمسؤولين إلى الاستنتاج أن داعش لا يزال في المرتبة الثانية بفارق عن تنظيم القاعدة في قدرته على تنفيذ هجمات على الأراضي الغربية.

 

استراتيجية القاعدة

ويعتقد الخبراء أن داعش كان يعتمد في ذلك الوقت الواقع استراتيجية طرحها قائد العمليات السابق لتنظيم القاعدة، الذي ذكر العمليات الخارجية الكبيرة انتهت، إذا أن إعداد هجمات بحجم 11 سبتمبر (أيلول)، سيغترق شهوراً أو سنوات، ودعا بدلاً من ذلك للقيام بمؤامرات الصغيرة ومتوسطة الحجم، واستخدام الدعاية لهجمات موجه ذاتياً من قبل أنصار التنظيم في الخارج.

 

وفي باريس حيث عاش رضا الحمو، صاحب جواز سفر فرنسي وتكنولوجيا المعلومات كخلفية، ما جعل منه التجنيد المثالي.

 

في أوائل عام 2015، كان العاملون في فرع العمليات الخارجية لداعش، يقضون أيامهم داخل مقاهي الإنترنت في سوريا لضخ دعاية التنظيم، التي تهدف على حد سواء للتحريض على هجمات فردية وجذب مجندين جدد.

 

ابتلاع الطعم

ومن بين الأشخاص الذين تناولوا الطعم كان رضا حمي، الذي قال في وقت لاحق للمحققين أنه انضم أملاً في القتال لإسقاط الرئيس بشار الأسد في سوريا، وبدلاً من ذلك، لدى وصوله إلى سوريا في يونيو (حزيران) 2015، سيق مباشرة إلى خط داعش للهجمات الخارجية.

 

وخلال المقابلة معه في الرقة، أعرب قائد داعش عن ارتياحه لخلفية رضا في مجال التكنولوجيا، وبعد أيام وضعه في السرير داخل شاحنة صغيرة تحت غطاء مع قماش القنب، محذراً إياه من محاولة الهرب.

 

وأضاف رضا "توجهنا بسرعة عالية، وعندما توقفت الشاحنة، نزلنا أمام سيارة رياضية نوافذها سوداء للتعتيم على ركابها، وعندما فتحت باب المقعد الخلفي، سمعت رجلاً يتحدث الفرنسية ويأمرني بالجلوس في المقعد الأمامي".

 

وكان السائق أباعود، وتابع رضا "توجهنا إلى الريف السوري، وأوضح المهندس المستقبلي للهجمات باريس، أنني إذا واجهت أعداء الإسلام وحدي، سأتلقى مكافأة مضاعفة في السماء".

 

وقال رضا للمحققين: "سألني أباعود إذا كنت أرغب بالذهاب إلى الخارج، قال تخيل أنك في حفل لموسيقى الروك داخل بلد أوروبي، إذا أعطيت سلاحاً، هل ستكون مستعداً لفتح النار على الحشد؟، وعندما كررت له أني أريد محاربة حكومة الأسد بدلاً من ذلك، ظهرت عليه علامات الغضب، ثم قال لي إذا نظرت إلى المصابين في الحرب والمباني التي تدمرت، ستدرك كم أنت محظوظ ليتم إرسالك إلى فرنسا بدلاً من البقاء للقتال هنا".

 

وأظهر فيديو دعائي لداعش أحد منفذي هجمات باريس في سوريا، يحمل رؤوس أسرى مقطوعة، كما تضمنت أشرطة الفيديو التي أصدرها التنظيم بعد هجمات باريس صوراً لـ8 من بين 10 مهاجمين كانوا في سوريا، مما يشير إلى أن الهجمات خطط لها قبل وقعها بأشهر.

 

وقال رضا: "عندما عاد أبا عود في اليوم التالي، قال لي إنه سيشرح المهمة الموكلة إلي، وإنه لم يعد هناك الوقت الكافي للانتظار، وكان ينتظر فقط موافقة الأمير".

 

وروى رضى رحلة التدريبات الشاقة التي ينفذها عناصر داعش داخل إحدى المزارع في الرقة، مشيراً إلى أن أباعود أشرف على تدريب جميع منفذي هجمات باريس.

 

واستبعد رضا من التدريب بعد أقل من 3 أيام، ووضع داخل شقة في الرقة بدت كأنها مخصصه لعناصر العمليات الخارجية، وقيل له أنه تقرر إعادته إلى أوروبا في نفس اليوم.

 

وجرت المرحلة النهائية من تدريبه على برامج التشفير في مقهى للإنترنت بالرقة، وأوعز لرضا جعل طريق عودته إلى باريس، أشبه بإجازة، عبر السفر إلى إسطنبول وقضاء بضعة أيام في المناطق السياحية حول ساحة تقسيم.

 

لكن أحد شركائه بالتدريب اختار الذهاب إلى إسبانيا، حيث خضع للاستجواب، وكشف عن خطة رضا، وبعد إخطار الحكومة الفرنسية، تتبعت الشرطة رضا إلى شقة والدته في باريس، حيث عثروا على "يو إس بي" لداعش وبرامج تشفير البيانات، وبدأ التحقيق معه في أغسطس (آب) الماضي، قبل 3 أشهر من أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ الفرنسي الحديث.

 

فشل واضح

من نواح كثيرة، كان رضا يمثل فشلاً واضحاً لاختيار العناصر المنضمة لداعش، إذ وافق على التعاون مع المحققين، وأكد أن المجموعة كانت عازمة على مهاجمة في أوروبا، وكانت تخطط لمهاجمة حفل موسيقي.

 

وأكد رضا أنه لا يعرف أسماء أو حتى جنسيات العناصر الذي التقى بهم، لعدم معرفته سوى بأسمائهم المستعار.

 

قدرة متنامية

وبحسب تقرير نيويورك تايمز، فإن من بين أوضح علامات على قدرة داعش المتنامية للهجمات الإرهابية، هو التقدم في صنع ونشر القنابل التي تحتوي على "أو وات".

 

وتم العثور على مسحوق أبيض في الأحزمة الناسفة لمهاجمين باريس، وفي حقائب من المفجرين بروكسل.

 

وقبل داعش، حاول تنظيم القاعدة حاول مراراً وتكراراً نشر قنابل "تي أيه تي بي"، ابتداء من عام 2001، عندما حاول ريتشارد ريد تدمير رحلة الخطوط الجوية الأمريكية عن طريق إدخال هذه المادة على متن الطائرة في نعل حذائه، لكن الهجوم أحبط عندما فشل في إشعال الفتيل.

 

وأصبح "تي أيه تي بي" المادة الرئيسة للإرهابيين، بسبب سهولة إشعاله بمواد مثل الأسيتون وبيروكسيد الهيدروجين، والتي يمكن العثور عليها في السلع المنزلية الشائعة، مثل مزيل طلاء الأظافر ومواد التبييض الشعر.

 

وقال المحقق المتقاعد مايكل ماركس، "تشير القدرة على تجميع المواد المتفجرة وتنفيذ هجمات بشكل متكرر، إلى وجود جهود منظمة لشبكة معقدة".

 

وتمد هذ الشبكة عبر الإنترنت في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك الخلايا الذين يتحصنون في شقة في حي بروكسل سكاربيك، حيث أعد فريقين من مقاتلي داعش القنابل التي انفجرت الأسبوع الماضي في مطار بروكسل ومحطة المترو.

 

وقال القاضي مكافحة الإرهاب في فرنسا، مارك تروفيديك الذي استجوب رضا حمي: "رغم كل جهودنا ومعلوماتنا فشلنا بمنع تسللهم، كانوا أشبه بستار من الدخان، سمحنا لهم بالدخول بهدوء".

  • فريق ماسة
  • 2016-03-30
  • 5456
  • من الأرشيف

كيف بنى داعش آلة الرعب تحت أنظار أوروبا؟

بعد التحاقه بتنظيم داعش بأسبوع واحد فقط، غادر الفرنسي رضا حمي (29 عاماً) وهو فني كمبيوتر مقيم في باريس، سوريا، مع تعليمات بتنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا. جواز سفره الفرنسي وخلفيته في مجال تكنولوجيا المعلومات، جعلته مثالياً لتنظيم داعش، فخلال بضعة أيام فقط، تم نقله إلى حديقة لتعلم كيفية إطلاق النار من بندقية يدوية، مع دورة تدريبية لتعلم استخدام برامج التشفير، لإخفاء اتصالاته مع عناصر التنظيم.   واقتيد رضا إلى الحدود التركية، حيث طلب منه قائد المجموعة الإرهابية الملقب بـ"الأب"، اختيار هدف سهل، كإطلاق النار على المدنيين واحتجاز رهائن إلى أن يُقتل.   وأرسل رضا من قبل هيئة صغيرة داخل تنظيم داعش، مختصة بالتخطيط لتنفيذ ضربات في أوروبا، قبل عامين على الأقل من الهجمات القاتلة في باريس وبروكسل.   اختبار فاعلية الأجهزة الأمنية وقبل ذلك الوقت، أرسل داعش مجموعة صغيرة من العناصر المدربة في سوريا، بهدف تنفيذ هجمات صغيرة، تهدف لاختبار فاعلية الأجهزة الأمنية في أوروبا، وفقاً لما ورد في محاضر الاستجواب وسجلات التنصت على المكالمات الهاتفية الأوروبية التي حصلت عليها صحيفة نيويورك تايمز من محاضر المحكمة.   ويقول مسؤولون غربيون إن بوادر آلة الإرهاب كانت قابلة للقراءة في أوروبا خلال وقت مبكر من عام 2014، إلا أن السلطات المحلية تجاهلت مراراً وتكراراً كل الدلائل المتلاحقة، واصفة إياها بأنها أفعال فردية أو عشوائية.   وقال رئيس وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية بين عامي 2012 و2014 الجنرال المتقاعد مايكل تي فلين: "هذه الهجمات لم تخطط خلال الأشهر الستة الأخيرة، بل بدأ التخطيط لها منذ انتقال التنظيم إلى سوريا عام 2012".   وألقي القبض على السيد رضا في باريس في أغسطس (آب) الماضي، قبل أن يتمكن من تنفيذ مخططه الإرهابي.   ويعتبر رضا واحداً من بين 21 عنصراً مدرباً، نجحوا بالتسلل مرة أخرى الى أوروبا، وتوفر سجلات استجوابهم نافذة على نشأة وتطور داعش، المسؤول عن مقتل مئات الأشخاص حول العالم.   أباعود وذكر مسؤولون أوروبيون، أن قائد المجموعة الملقب بـ"الأب"، لم يكن سوى الإرهابي عبد الحميد أباعود، المسؤول عن اختيار وتدريب المقاتلين الأوروبيين، والذي عاد بنفسه للإشراف على هجوم باريس.   وقال مسؤولون في بلجيكا وفرنسا، إن فرع العمليات الخارجية التابع لتنظيم داعش، والذي كان يترأسه أباعود، مسؤول عن التخطيط لهجمات بروكسل، فضلاً عن تخطيطه لهجوم تم إفشاله بإحدى ضواحي باريس، والآن يتم البحث عن عناصر هذا الفرع.   وأضاف المسؤولون "الهجمات تصنع في هذا الفرع من التنظيم"، مشيرين إلى أن رضا حذرهم بعد اعتقاله من أن المتطرفين يركزون كل جهودهم على ضرب فرنسا، وإن عجزوا عن ذلك فسيتجهون إلى أوروبا.   واستطاع تنظيم داعش بين عامي 2012 و 2013، ترسيخ وجوده في سوريا، واستقطاب عدد كبير من المتطرفين الأجانب، خاصة الأوروبيين، فيما واصل صناع السياسة في الولايات المتحدة وأوروبا باعتباره فرعاً ضعيفاً من تنظيم القاعدة، يحاول الوصول إلى سدة الحكم.   بوادر مبكرة وجاءت أولى الدلائل على المخططات الإرهابية الدولية للتنظيم في 3 يناير (كانون الأول) 2014، عندما أوقفت الشرطة اليونانية سيارة أجرة في مدينة أورستياذا على بعد 4 أميال من الحدود التركية، وكان داخلها المواطن الفرنسي إبراهيم بودينا (23 عاماً)، عائد من سوريا، وعثر في حقائبه على 1500 يورو، ووثيقة بالفرنسية بعنوان "كيف تصنع قنابل باسم الله".   ووفقاً لسجلات التحقيقات الفرنسية، سمح اليونانيون لإبراهيم بإكمال طريقه، لعدم وجود مبررات كافية لاعتقاله.   وإبراهيم بودينا كان ضمن قائمة المراقبة الفرنسية، وهو جزء من خلية تضم 22 رجلاً متطرفاً في مسجد بمدينة كان.   وذكرت السلطات الفرنسية أنه بعد إبلاغ اليونان لفرنسا بتوقيف بودينا على الحدود بعدة أسابيع، تلقت والدته مكالمة من سوريا، لإبلاغها أن ابنها كان "أرسل في مهمة"، وفقاً لنسخة جزئية من المكالمة.   وراقبت الشرطة محيط شقة الأسرة بالقرب من مدينة كان، واعتقلت بودينا في 11 فبراير (شباط) 2014، قبل إتمام مهمته، وعثرت داخل شقته على 3 صناديق من عبوات الرد بول ومواد البيروكسيد و600 غ من مادة "تي إيه تي بي"، وهي المواد الأساسية التي استخدمت في تفجيرات بروكسل وباريس.   وفقاً للمخابرات الداخلية الفرنسية، كان بودينا أول مواطن أوروبي معروف بسفره إلى سوريا، وانضمامه لداعش، وعودته بهدف ارتكاب أعمال إرهابية، إلا أن أوراق التحقيقات دفنت داخل أدراج المخابرات الفرنسية، وقررت السلطات أن لا علاقة لبودينا بالهجمات الإرهابية اللاحقة.   وأرسل داعش 21 شخصاً على الأقل من المقاتلين المدربين في سوريا إلى أوروبا، لتنفيذ هجمات إرهابية، ووصل هؤلاء المقاتلين في موجات صغيرة، بمعدل واحد كل شهرين أو 3 أشهر خلال عام 2014 والربع الأول من العام 2015.   وعلى غرار القتلة في باريس وبروكسل، كان هؤلاء من الناطقين بالفرنسية، ومعظمهم من المواطنين الفرنسيين والبلجيكيين، مع عدد قليل من المهاجرين من المستعمرات الفرنسية السابقة، بما في ذلك المغرب.   فشل المخابرات وأفشلت الشرطة في كل من إيطاليا، إسبانيا، بلجيكا، فرنسا، اليونان، تركيا ولبنان، مخططات لمهاجمة مصالح يهودية ومراكز الشرطة ومواكب الكرنفال، كما حاول المتطرفون إطلاق النار على عربات القطار وتجمعات للكنائس.   وكان هؤلاء يحملون أسلحة الآلية وأجهزة اتصال لاسلكية وهواتف المحمولة يمكن التخلص منها، فضلاً عن المواد "تي إيه تي بي" الكيميائية، لصناعة متفجرات.   وفشلت معظم تلك المخططات، إلا أن المسؤولين في تلك الدول، فشلوا أيضاً بالقبض على الإرهابين، أو على الأقل إعلام زملائهم في الدول الأخرى بمخططات التنظيم.   وفي إحدى الحالات، عاد مهدي النومش من سوريا عبر فرانكفورت إلى بروكسل، حيث فتح النار في 24 مايو (أيار) 2014، داخل المتحف اليهودي في بلجيكا، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، ورغم العثور على شريط فيديو يظهر الأسلحة المستخدمة في العملية إلى جانب علم داعش، إلا أن السلطات البلجيكية نفت الصلة المباشرة بالتنظيم، وذكرت حينها أن النموش تصرف "بمفردة".   وعلى الرغم من أن درجة توجيه داعش لعناصره لم تكن واضحة في البداية، إلا أن اسماً بدأ يظهر في كل تحقيق، عبد الحميد أباعود، وهو مواطن بلجيكي يقول مسؤولون في مكافحة الإرهاب إنه ارتقى في صفوف التنظيم ليصبح منظم العمليات الخارجية لداعش.   فخلال الأشهر التي سبقت الهجوم على المتحف اليهودي ببركسل، أظهرت سجلات الهاتف النموش أنه أجرى اتصالاً امتد 24 دقيقة مع أباعود.   أوروبا صمت آذانها وقال محلل في جهاز مكافحة الإرهاب لشركة كرونوس الاستشارية، مايكل إس سميث: "كل الإشارات كانت موجودة منذ 2013، أوروبا صمت آذانها عن تطلعات داعش الإرهابية منذ منتصف 2014".   وفي صيف عام 2014، أصبح التسلسل الهرمي لمخططات التنظيم الإرهابي واضحاً وصريحاً.   ففي 22 يونيو (حزيران) من ذلك العام، قال المواطن فرنسي فايز بشرى (24 عاماً)، الذي تدرب في سوريا وتم تهريبه إلى لبنان المجاور، أنه كان يخطط لتفجير نفسه في هدف الشيعي، وأثناء الاستجواب اعترف أن الرجل الذي أمره بتنفيذ العملية هو أبو محمد العدناني.   والعدناني المتحدث الرسمي باسم داعش وأحد أبرز أعضاء التنظيم المطلوبين دولياً، وأوضح المدير السابق للمركز القومي الأمريكي لمكافحة الإرهاب ماثيو جي أولسن، أن العدناني يقود العمليات الخارجية لداعش.   وأكد مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية والأوروبية الخطوط العرضية لوحدة العمليات الخارجية للتنظيم، وهي عبارة عن هيئة منفصلة داخل داعش، تحت قيادة وسيطرة العدناني، الذي يقدم تقاريره إلى زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي.   تدريب وإعداد كما تم تحديد وحدة المجندين، المسؤولة عن تدريب وتوفير الأسلحة والعتاد للمقاتلين، ورغم أن التركيز الرئيسي للوحدة كان يستهدف أوروبا، إلا أن هجمات داعش كانت أكثر فتكاً خارج حدود الاتحاد، إذ قتل 650 شخصاً على الأقل في هجمات على مواقع يرتادها غربيون، بما في ذلك تركيا ومصر وتونس.   وضمن التسلسل الهرمي للتنظيم، كلف أباعود بمهمة الإشراف على هجمات أوروبا، وفقاً لتقرير للشرطة الفرنسية وأجهزة الاستخبارات.   وقال الجهادي الفرنسي الذي اعتقل العام الماضي نيكولا مورو، إن أباعود المعروف باسم أبو عمر، كان القائد الرئيسي لهجمات في أوروبا، وأضاف أنه كان مسؤولاً عن فحص طلبات المرشحين للهجمات المستقبلية، وفقاً لتقرير صادر عن هيئة مكافحة الإرهاب الفرنسية.   وفي تسجيل صوتي نشر في 22 سبتمبر (أيلول) 2014، توعد العدناني بضرب أوروبا، داعياً المسلمين في كل مكان لقتل الأوروبيين.   وفي الأشهر التالية، عثر على رجل مقطوع الرأس بالقرب من مدينة ليون الفرنسية، واقتحم رجل آخر مركز للشرطة في باريس يحمل سكيناً وعلم داعش، وهذه الهجمات الفردية، من نحو 20 حالة تم توثيقها بعد خطاب العدناني.   ولعل انخفاض قوة هذه الهجمات وعدم وجود ضحايا باستثناء قتيل واحد، بالإضافة إلى أن العديد من الجناة لديهم تاريخ من المرض العقلي، دفعت المحللين والمسؤولين إلى الاستنتاج أن داعش لا يزال في المرتبة الثانية بفارق عن تنظيم القاعدة في قدرته على تنفيذ هجمات على الأراضي الغربية.   استراتيجية القاعدة ويعتقد الخبراء أن داعش كان يعتمد في ذلك الوقت الواقع استراتيجية طرحها قائد العمليات السابق لتنظيم القاعدة، الذي ذكر العمليات الخارجية الكبيرة انتهت، إذا أن إعداد هجمات بحجم 11 سبتمبر (أيلول)، سيغترق شهوراً أو سنوات، ودعا بدلاً من ذلك للقيام بمؤامرات الصغيرة ومتوسطة الحجم، واستخدام الدعاية لهجمات موجه ذاتياً من قبل أنصار التنظيم في الخارج.   وفي باريس حيث عاش رضا الحمو، صاحب جواز سفر فرنسي وتكنولوجيا المعلومات كخلفية، ما جعل منه التجنيد المثالي.   في أوائل عام 2015، كان العاملون في فرع العمليات الخارجية لداعش، يقضون أيامهم داخل مقاهي الإنترنت في سوريا لضخ دعاية التنظيم، التي تهدف على حد سواء للتحريض على هجمات فردية وجذب مجندين جدد.   ابتلاع الطعم ومن بين الأشخاص الذين تناولوا الطعم كان رضا حمي، الذي قال في وقت لاحق للمحققين أنه انضم أملاً في القتال لإسقاط الرئيس بشار الأسد في سوريا، وبدلاً من ذلك، لدى وصوله إلى سوريا في يونيو (حزيران) 2015، سيق مباشرة إلى خط داعش للهجمات الخارجية.   وخلال المقابلة معه في الرقة، أعرب قائد داعش عن ارتياحه لخلفية رضا في مجال التكنولوجيا، وبعد أيام وضعه في السرير داخل شاحنة صغيرة تحت غطاء مع قماش القنب، محذراً إياه من محاولة الهرب.   وأضاف رضا "توجهنا بسرعة عالية، وعندما توقفت الشاحنة، نزلنا أمام سيارة رياضية نوافذها سوداء للتعتيم على ركابها، وعندما فتحت باب المقعد الخلفي، سمعت رجلاً يتحدث الفرنسية ويأمرني بالجلوس في المقعد الأمامي".   وكان السائق أباعود، وتابع رضا "توجهنا إلى الريف السوري، وأوضح المهندس المستقبلي للهجمات باريس، أنني إذا واجهت أعداء الإسلام وحدي، سأتلقى مكافأة مضاعفة في السماء".   وقال رضا للمحققين: "سألني أباعود إذا كنت أرغب بالذهاب إلى الخارج، قال تخيل أنك في حفل لموسيقى الروك داخل بلد أوروبي، إذا أعطيت سلاحاً، هل ستكون مستعداً لفتح النار على الحشد؟، وعندما كررت له أني أريد محاربة حكومة الأسد بدلاً من ذلك، ظهرت عليه علامات الغضب، ثم قال لي إذا نظرت إلى المصابين في الحرب والمباني التي تدمرت، ستدرك كم أنت محظوظ ليتم إرسالك إلى فرنسا بدلاً من البقاء للقتال هنا".   وأظهر فيديو دعائي لداعش أحد منفذي هجمات باريس في سوريا، يحمل رؤوس أسرى مقطوعة، كما تضمنت أشرطة الفيديو التي أصدرها التنظيم بعد هجمات باريس صوراً لـ8 من بين 10 مهاجمين كانوا في سوريا، مما يشير إلى أن الهجمات خطط لها قبل وقعها بأشهر.   وقال رضا: "عندما عاد أبا عود في اليوم التالي، قال لي إنه سيشرح المهمة الموكلة إلي، وإنه لم يعد هناك الوقت الكافي للانتظار، وكان ينتظر فقط موافقة الأمير".   وروى رضى رحلة التدريبات الشاقة التي ينفذها عناصر داعش داخل إحدى المزارع في الرقة، مشيراً إلى أن أباعود أشرف على تدريب جميع منفذي هجمات باريس.   واستبعد رضا من التدريب بعد أقل من 3 أيام، ووضع داخل شقة في الرقة بدت كأنها مخصصه لعناصر العمليات الخارجية، وقيل له أنه تقرر إعادته إلى أوروبا في نفس اليوم.   وجرت المرحلة النهائية من تدريبه على برامج التشفير في مقهى للإنترنت بالرقة، وأوعز لرضا جعل طريق عودته إلى باريس، أشبه بإجازة، عبر السفر إلى إسطنبول وقضاء بضعة أيام في المناطق السياحية حول ساحة تقسيم.   لكن أحد شركائه بالتدريب اختار الذهاب إلى إسبانيا، حيث خضع للاستجواب، وكشف عن خطة رضا، وبعد إخطار الحكومة الفرنسية، تتبعت الشرطة رضا إلى شقة والدته في باريس، حيث عثروا على "يو إس بي" لداعش وبرامج تشفير البيانات، وبدأ التحقيق معه في أغسطس (آب) الماضي، قبل 3 أشهر من أسوأ هجوم إرهابي في التاريخ الفرنسي الحديث.   فشل واضح من نواح كثيرة، كان رضا يمثل فشلاً واضحاً لاختيار العناصر المنضمة لداعش، إذ وافق على التعاون مع المحققين، وأكد أن المجموعة كانت عازمة على مهاجمة في أوروبا، وكانت تخطط لمهاجمة حفل موسيقي.   وأكد رضا أنه لا يعرف أسماء أو حتى جنسيات العناصر الذي التقى بهم، لعدم معرفته سوى بأسمائهم المستعار.   قدرة متنامية وبحسب تقرير نيويورك تايمز، فإن من بين أوضح علامات على قدرة داعش المتنامية للهجمات الإرهابية، هو التقدم في صنع ونشر القنابل التي تحتوي على "أو وات".   وتم العثور على مسحوق أبيض في الأحزمة الناسفة لمهاجمين باريس، وفي حقائب من المفجرين بروكسل.   وقبل داعش، حاول تنظيم القاعدة حاول مراراً وتكراراً نشر قنابل "تي أيه تي بي"، ابتداء من عام 2001، عندما حاول ريتشارد ريد تدمير رحلة الخطوط الجوية الأمريكية عن طريق إدخال هذه المادة على متن الطائرة في نعل حذائه، لكن الهجوم أحبط عندما فشل في إشعال الفتيل.   وأصبح "تي أيه تي بي" المادة الرئيسة للإرهابيين، بسبب سهولة إشعاله بمواد مثل الأسيتون وبيروكسيد الهيدروجين، والتي يمكن العثور عليها في السلع المنزلية الشائعة، مثل مزيل طلاء الأظافر ومواد التبييض الشعر.   وقال المحقق المتقاعد مايكل ماركس، "تشير القدرة على تجميع المواد المتفجرة وتنفيذ هجمات بشكل متكرر، إلى وجود جهود منظمة لشبكة معقدة".   وتمد هذ الشبكة عبر الإنترنت في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك الخلايا الذين يتحصنون في شقة في حي بروكسل سكاربيك، حيث أعد فريقين من مقاتلي داعش القنابل التي انفجرت الأسبوع الماضي في مطار بروكسل ومحطة المترو.   وقال القاضي مكافحة الإرهاب في فرنسا، مارك تروفيديك الذي استجوب رضا حمي: "رغم كل جهودنا ومعلوماتنا فشلنا بمنع تسللهم، كانوا أشبه بستار من الدخان، سمحنا لهم بالدخول بهدوء".

المصدر : الماسة السورية/ بيروت برس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة