دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تشير معطيات المشهد الميداني في الجنوب إلى تسويات متنقلة في أكثر من بلدة، بداية من إبطع وداعل، فيما تتجه مناطق لاتفاقيات مشابهة، مقابل أخرى اختارت التصعيد العسكري بعد الاختراقات الكبرى في الشيخ مسكين وعتمان وبالقرب من الشريط الحدودي في معبر نصيب الأردني.
وأكدت مصادر محلية أن اتفاقاً للمصالحة سيعلن عنه قريباً جداً في الفترة القليلة المقبلة ضمن بلدتي إبطع وداعل، بحيث تدخلان ضمن سلطة الدولة.
وتناقل ناشطون شريطاً مصوراً يظهر رفع العلم السوري على مبان رسمية في إبطع، التي أعلن مصدر فيها إطلاق سراح عدد من المعتقلين وتسوية أوضاع عدد آخر، وهو ما سيحدث أيضاً في داعل، فيما رد معارضون بنشر مقطع آخر يظهر رفض هذه الخطوة على الرغم من تأكيدات أن التوجه العام يسير في القبول بالتسوية، ذلك أن البلدتين تشكلان مع جارتهما طفس آخر النقاط الخاضعة لسيطرة المسلحين على طريق درعا ـ دمشق. وخرج عدد من أهالي صيدا القريبة في تظاهرات تهاجم «جبهة النصرة»، في رسالة إلى احتمال انضمام البلدة الحورانية إلى قطار التسوية.
وفي المقابل، تشير الأنباء إلى رفض اقتراح التسوية المقدم إلى كل من طفس وبصر الحرير في الريف الشرقي، حيث أكدت مصادر المعارضة هناك رفض العروض التي تشمل عودة الحياة المدنية وإعادة تفعيل الدوائر الحكومية، إلى جانب إطلاق سراح الموقوفين، مقابل تأمين طريق درعا ـ السويداء الذي يمر في بصر الحرير، وكذلك إبعاد المسلحين خارج هذه البلدات.
في هذا الوقت، تستمر الاتصالات من أجل إبرام اتفاق في كل من الغارية الشرقية والغربية واليادودة في محيط مدينة درعا، بينما يبدو لافتاً عدم حصول أي تصعيد ميداني في الطريق الجديد بين درعا ودمشق، خاصة عند خربة غزالة، على الرغم من مضي أسبوع على إعلان المسلحين بدء معركة لقطع طرق الإمداد على إحدى أكثر البلدات أهمية على الطريق الدولي.
وكانت مصادر المعارضة نشرت بياناً قالت انه بمثابة تحذير للأهالي بالابتعاد عن بلدات الغارية والحراك ونصيب، تمهيداً لبدء عملية عسكرية واسعة في هذه المنطقة، برغم أن المشهد الميداني في الجنوب يوحي بسلسلة معارك يشنها الجيش على مناطق عدة، إلا أن تأكيدات رسمية لم تصدر حيال موضوع المصالحات في هذه المنطقة.
وبحسب هذه المصادر، فإن السيطرة على طريق درعا ـ دمشق القديم، وبدء التلميح لمعارك قرب نصيب يعنيان أن العين باتت على الحدود الأردنية، في مشهد يقارب إلى حد بعيد التطورات في حلب وقرب الحدود التركية. ومن المعروف أن كلا المعبرين الحدوديين مع الأردن مغلقان بسبب سيطرة «النصرة» على الجمرك القديم وإغلاق عمان لنصيب، حيث بات تحت قبضة «الجيش الحر» رغم الوعود الأردنية المتكررة لإعطائهم مسؤولية إدارة المعبر، وهو أمر لم يحدث على الإطلاق.
ولا تستبعد توقعات محللين في الأردن أن تعيد عمان العمل بمعبر الجمرك في حال سيطرة الجيش السوري عليه، خاصة انه قد بات على مقربة منه، ولم يبق أمامه سوى استعادة درعا البلد القريبة من البوابة الحدودية، فيما سيبقى مصير معبر نصيب معلقاً حيث لا تطورات ميدانية لافتة قربه حتى اليوم، باستثناء مواجهات دارت قبل أسبوعين بين «الجيش الحر» و«حركة المثنى الإسلامية» المتهمة بمبايعة تنظيم «داعش» وفقا" لصحيفة السفير.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة