كشفت مصادر إعلامية تركية أن حكومة «العدالة والتنمية» نسقت مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لاستضافة القيادي في حركة حماس صالح العاروري، وأنه تمكن من البقاء في تركيا لأن «إسرائيل» قالت أنه يمكن له البقاء.

وفي تقرير لصحيفة «حريت»، بقلم «وردة أوزير»، قالت فيه نقلاً عن مصدر رفيع المستوى مطلع على ملف المباحثات مع «إسرائيل» أن حماس سعيدة للتقارب التركي – الإسرائيلي الأخير أملاً منها بأن يقنع أردوغان الصهاينة برفع الحصار عن غزة. وعن هذه النقطة يرى المصدر أن الشرط الذي اشترطته تركيا مسبقاً للتطبيع، وهو برفع الحصار عن غزة، يجب أن تتم قراءته بشكل آخر، وهو «رفع الحصار عن تركيا نفسها»

وأوضح المصدر فكرته بالقول أن بلاده ستتمكن من إيصال المساعدات على غزة بطرق أسهل، كما ستتمكن بلدان ثالثة من إيصال المساعدات عبر تركيا، حسب قوله.

وكانت مسألة استضافة تركيا للقيادي الحمساوي صالح العاروري، المسؤول عن الخلايا المسلحة التابعة لحركة حماس في الضفة الغربية، قد أثارت حساسية الصهاينة، حيث سبق لوسائل إعلام عبرية أن أكدت أنه طرد من تركيا بعد وضع الإسرائيليين ذلك رطاً لتطبيع العلاقات. غير أن المصدر، الذي تستند إليه صحيفة «حريت» في تقريرها، يكشف عن أن استضافة العاروري في أنقرة كانت بتنسيق رسمي مع الصهاينة، وأن الصهاينة وافقوا عليه في اتفاقية رسمية، وأنه لم يكن ليبقى لولا موافقتهم.

ويقول المصدر أنه بالأساس لم يكن لحماس نشاط في تركيا.

مراقبون رأوا أنه لا يوجد تناقض في الحديث بين كلام الصحيفة عن موافقة «إسرائيل» على بقاء العاروري في تركيا، ومطالبتهم فيما بعد بطرده. حيث أن العاروري، بحسب تسريبات سابقة، كان يدير مركز قيادة في أنقرة ويبني منه خطة لبسط سيطرة حماس على أجزاء من الضفة الغربية أو كلها، وهو ما لم يوافق عليه الصهاينة، رغم المحاولات التركية والقطرية بإقناعهم بأن العملية لن تضر بالمصالح «الإسرائيلية»

ويضيف المصدر أن حماس ليست مزعوجة من المباحثات والتقارب التركي – الإسرائيلي، وذلك في أمل منها أن يؤدي التقارب إلى رفع الحصار عن غزة، مؤكداً أن زعيم حماس خالد مشعل قد أبلغ الأتراك في آخر زيارة له، بعد انكشاف المباحثات بين «إسرائيل» وتركيا، أنه ليس مزعوجاً أبداً من التقارب. حيث يرى المصدر أن حماس تعتبر رفع الحصار أهم لها من منعها من النشاط على الأراضي التركية.

وقال المصدر أن اتفاقية التطبيع ستوقع في وقت قريب جداً، حيث لم يتبقى سوى نقطة أو نقطتين للاتفاق عليهما، وأنه فور توقيعها سيتم إعادة إرسال السفراء بشكل متبادل بين تل أبيب وأنقرة.

وكانت الصحافة العبرية قد أوردت أربعة نقاط قد تم التوافق عليها للتطبيع بين الطرفين، وهي «إعادة إرسال السفراء بشكل متبادل» و«إلغاء الدعاوى القضائية التي رفعت بحق جنود وضباط إسرائيليين متهمين بالتورط في الاعتداء على سفينة «ماوي مرمرة» التي حملت ناشطين، أغلبهم أتراك، للتضامن مع غزة في 2009» و«تأسيس صندوق خيري للتعويض على متضرري السفينة» و«منع ما يسمى بـ«الأنشطة الإرهابية» ضد إسرائيل من العمل انطلاقاً من الأراضي التركية. وتوسع الشرح ليتوضح أن المقصود هو حركة حماس، وتوسع أكثر ليفهم أن المقصود هو القيادي صالح العاروري»

ويأتي التقارب التركي العلني الأخير على خلفية خشي تركيا من عقوبات روسية جديدة تصل حد وقف الإمداد بالغاز الطبيعي، بعد أزمة الطائرة الشهيرة التي أسقطتها طائرة تركية فوق اللاذقية. ومن هنا يحاول أردوغان التعويض عن الغاز الروسي عبر شراء الغاز الفلسطيني الذي يسرقه الصهاينة، فاستغل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مخاوف أردوغان لفرض شروط معسرة أكثر فأكثر من السابق، اضطر أردوغان لقبولها. ويبدو أن أراد حفظ ماء وجهه عبر الطلب بالسماح له بزيارة غزة، آملاً أن يعيد تلميع شخصيته أمام الإعلام، غير أن تل أبيب رفضت.

 

  • فريق ماسة
  • 2016-01-16
  • 10036
  • من الأرشيف

فضيحة جديدة حول استضافة أردوغان لقياديي حماس

كشفت مصادر إعلامية تركية أن حكومة «العدالة والتنمية» نسقت مع كيان الاحتلال الإسرائيلي لاستضافة القيادي في حركة حماس صالح العاروري، وأنه تمكن من البقاء في تركيا لأن «إسرائيل» قالت أنه يمكن له البقاء. وفي تقرير لصحيفة «حريت»، بقلم «وردة أوزير»، قالت فيه نقلاً عن مصدر رفيع المستوى مطلع على ملف المباحثات مع «إسرائيل» أن حماس سعيدة للتقارب التركي – الإسرائيلي الأخير أملاً منها بأن يقنع أردوغان الصهاينة برفع الحصار عن غزة. وعن هذه النقطة يرى المصدر أن الشرط الذي اشترطته تركيا مسبقاً للتطبيع، وهو برفع الحصار عن غزة، يجب أن تتم قراءته بشكل آخر، وهو «رفع الحصار عن تركيا نفسها» وأوضح المصدر فكرته بالقول أن بلاده ستتمكن من إيصال المساعدات على غزة بطرق أسهل، كما ستتمكن بلدان ثالثة من إيصال المساعدات عبر تركيا، حسب قوله. وكانت مسألة استضافة تركيا للقيادي الحمساوي صالح العاروري، المسؤول عن الخلايا المسلحة التابعة لحركة حماس في الضفة الغربية، قد أثارت حساسية الصهاينة، حيث سبق لوسائل إعلام عبرية أن أكدت أنه طرد من تركيا بعد وضع الإسرائيليين ذلك رطاً لتطبيع العلاقات. غير أن المصدر، الذي تستند إليه صحيفة «حريت» في تقريرها، يكشف عن أن استضافة العاروري في أنقرة كانت بتنسيق رسمي مع الصهاينة، وأن الصهاينة وافقوا عليه في اتفاقية رسمية، وأنه لم يكن ليبقى لولا موافقتهم. ويقول المصدر أنه بالأساس لم يكن لحماس نشاط في تركيا. مراقبون رأوا أنه لا يوجد تناقض في الحديث بين كلام الصحيفة عن موافقة «إسرائيل» على بقاء العاروري في تركيا، ومطالبتهم فيما بعد بطرده. حيث أن العاروري، بحسب تسريبات سابقة، كان يدير مركز قيادة في أنقرة ويبني منه خطة لبسط سيطرة حماس على أجزاء من الضفة الغربية أو كلها، وهو ما لم يوافق عليه الصهاينة، رغم المحاولات التركية والقطرية بإقناعهم بأن العملية لن تضر بالمصالح «الإسرائيلية» ويضيف المصدر أن حماس ليست مزعوجة من المباحثات والتقارب التركي – الإسرائيلي، وذلك في أمل منها أن يؤدي التقارب إلى رفع الحصار عن غزة، مؤكداً أن زعيم حماس خالد مشعل قد أبلغ الأتراك في آخر زيارة له، بعد انكشاف المباحثات بين «إسرائيل» وتركيا، أنه ليس مزعوجاً أبداً من التقارب. حيث يرى المصدر أن حماس تعتبر رفع الحصار أهم لها من منعها من النشاط على الأراضي التركية. وقال المصدر أن اتفاقية التطبيع ستوقع في وقت قريب جداً، حيث لم يتبقى سوى نقطة أو نقطتين للاتفاق عليهما، وأنه فور توقيعها سيتم إعادة إرسال السفراء بشكل متبادل بين تل أبيب وأنقرة. وكانت الصحافة العبرية قد أوردت أربعة نقاط قد تم التوافق عليها للتطبيع بين الطرفين، وهي «إعادة إرسال السفراء بشكل متبادل» و«إلغاء الدعاوى القضائية التي رفعت بحق جنود وضباط إسرائيليين متهمين بالتورط في الاعتداء على سفينة «ماوي مرمرة» التي حملت ناشطين، أغلبهم أتراك، للتضامن مع غزة في 2009» و«تأسيس صندوق خيري للتعويض على متضرري السفينة» و«منع ما يسمى بـ«الأنشطة الإرهابية» ضد إسرائيل من العمل انطلاقاً من الأراضي التركية. وتوسع الشرح ليتوضح أن المقصود هو حركة حماس، وتوسع أكثر ليفهم أن المقصود هو القيادي صالح العاروري» ويأتي التقارب التركي العلني الأخير على خلفية خشي تركيا من عقوبات روسية جديدة تصل حد وقف الإمداد بالغاز الطبيعي، بعد أزمة الطائرة الشهيرة التي أسقطتها طائرة تركية فوق اللاذقية. ومن هنا يحاول أردوغان التعويض عن الغاز الروسي عبر شراء الغاز الفلسطيني الذي يسرقه الصهاينة، فاستغل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو مخاوف أردوغان لفرض شروط معسرة أكثر فأكثر من السابق، اضطر أردوغان لقبولها. ويبدو أن أراد حفظ ماء وجهه عبر الطلب بالسماح له بزيارة غزة، آملاً أن يعيد تلميع شخصيته أمام الإعلام، غير أن تل أبيب رفضت.  

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة