تحولت كذبة المجاعة الانسانية في مضايا مثلاً رائجاً في تراث النوادر الشعبية، فكما ينتظر الناس الاول من نيسان ليطلقوا الفكاهات تحت مسمى "كذبة نيسان"،

سيصبح تاريخ اطلاق كذبة مضايا، يوماً احتفالياً تعيشه الاجيال القادمة، مستحضرة اقبح كذبة فاشلة ابتدعتها دوائر الاستخبارت المرتكزة على قنوات اعلامية لصالح مجموعات ارهابية.

لم تنته فصول الحكاية، ولن تنتهي الا برفع الظلم عن الناس واخراج المجموعات المسلحة من تلك البلدة. استمرت تلك الفصول مع دخول قافلة المساعدات الاخيرة، حاملة معها الامل للمدنيين بتحسن كمية الغذاء الذي سيتناوله اطفالهم، او الدواء الذي يعالج مرضاهم، الا ان للمجموعات المسلحة التابعة لحركة "احرار الشام" رأيا اخر، فكانت تظن أن ممارساتها بحق الأهالي لن تصل الى خارج حدود البلدة، ليأتي الوقت الذي تفضح فيه هذه الممارسات وتكشف كذبهم وخداعهم وتضليلهم.

بعد ان اطلت اولى الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية برأسها من قوس مضايا، كان المدعو موسى المالح ـ والذي ظهر على شاشة العربية ليتحدث عن مضايا وهو مسلح من احرار الشام يشكل هو واخويه علي وحسن قادة مجموعات في احرار الشام، ويسمون في مضايا بعائلة ابراهيم ـ كان ينسق حول عدد الشاحنات التي ستدخل الى البلدة، ويجهز المستودعات التي ستفرغ فيها الكمية من المواد الاغاثية، حيث قسم المالح المساعدات ضمن مستودعات في الحارة الشمالية من مضايا، واستخدم بناء مروان اسعد مستودعا، فيما تولى عبد الفتاح يوسف مختار مضايا تخزين المواد في مستودعاته.

في الحارة الغربية، ارسلت المواد الى مستودعات احمد النموس والملقب ابو عيشة، وتولى اخوه بديع النموس والذي يعتبر احد قياديي جبهة النصرة، المسؤولية عن المستودع وتوزيع الحصص الغذائية، اما المستودع الثاني في الحارة الغربية فقد كان في بناء محمد عبد المولى غصن، الموقوف لدى الامن السوري لانتمائه لجماعات تكفيرية، وتولى ابناه احمد غصن وهو مسلح ينتمي لحركة احرار الشام، وداوود غصن القيادي في داعش مسؤولية المخزن والتوزيع على الناس، وداوود غصن احد الذين شاركوا في عملية قطع رؤوس جنود الجيش السوري في مدينة بلودان.

وبعد تقسيم المستودعات بما يتلاءم مع رغبات المسلحين، خرج المسلح احمد حسن عفلق والتابع لحركة احرار الشام واطلق النار على الاهالي المتجمعين وافتعل اشتباكا داخل البلدة، ليتسنى لمجموعة تابعة له سرقة السلال الغذائية من السيارات اثناء توقفها وعلى مرأى من الاهالي جميعاً، ومن ثم يلوذ بالفرار.

كما تم ارسال 250 سلة غذائية الى المسلحين في الحارة الشمالية، وذلك بتوجيه من موسى المالح، بعد افراغ الشاحنات، كون ذلك القسم من البلدة يقع ضمن مناطق حركة احرار الشام، التي اشترطت ان ترسل السلال الى المسلحين، او يقوم عناصر حركة احرار الشام بالدخول الى المستودعات وسحب جميع الحصص منها، وبالفعل تم استلام 250 سلة غذائية في الحارة الشمالية من قبل عماد عفلق ودياب ناصيف وهما القياديان في حركة احرار الشام.المعلومات الواردة من داخل البلدة تؤكد أن المساعدات لم تصل بشكل عادل الى الاهالي، وان 70% من المساعدات تعرض لعملية سطو من قبل المسلحين، وان مقابل كل حصة غذائية للاهالي كان يسلم مسلح 4 حصص، في قسمة جرت تحت ضغط السلاح. وفي بلدة بقين حصل كل مسلح على حصة ونصف من اصل الحصص الموزعة على المدنيين.

وهنا نسأل هل تجرؤ تلك القنوات الاعلامية التي ساهمت في بث الكذبة، على أن تذكر كل التجاوزات التي حصلت داخل البلدة، ام ان مهمتها انتهت بإثارة الفتنة والبلبلة؟ يبقى السؤال مفتوحاً امام من اعتاد الكذب والتضليل، ونعلم انه لا يملك شجاعة الاجابة.

  • فريق ماسة
  • 2016-01-16
  • 12937
  • من الأرشيف

أين اختفت مساعدات مضايا؟

تحولت كذبة المجاعة الانسانية في مضايا مثلاً رائجاً في تراث النوادر الشعبية، فكما ينتظر الناس الاول من نيسان ليطلقوا الفكاهات تحت مسمى "كذبة نيسان"، سيصبح تاريخ اطلاق كذبة مضايا، يوماً احتفالياً تعيشه الاجيال القادمة، مستحضرة اقبح كذبة فاشلة ابتدعتها دوائر الاستخبارت المرتكزة على قنوات اعلامية لصالح مجموعات ارهابية. لم تنته فصول الحكاية، ولن تنتهي الا برفع الظلم عن الناس واخراج المجموعات المسلحة من تلك البلدة. استمرت تلك الفصول مع دخول قافلة المساعدات الاخيرة، حاملة معها الامل للمدنيين بتحسن كمية الغذاء الذي سيتناوله اطفالهم، او الدواء الذي يعالج مرضاهم، الا ان للمجموعات المسلحة التابعة لحركة "احرار الشام" رأيا اخر، فكانت تظن أن ممارساتها بحق الأهالي لن تصل الى خارج حدود البلدة، ليأتي الوقت الذي تفضح فيه هذه الممارسات وتكشف كذبهم وخداعهم وتضليلهم. بعد ان اطلت اولى الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية برأسها من قوس مضايا، كان المدعو موسى المالح ـ والذي ظهر على شاشة العربية ليتحدث عن مضايا وهو مسلح من احرار الشام يشكل هو واخويه علي وحسن قادة مجموعات في احرار الشام، ويسمون في مضايا بعائلة ابراهيم ـ كان ينسق حول عدد الشاحنات التي ستدخل الى البلدة، ويجهز المستودعات التي ستفرغ فيها الكمية من المواد الاغاثية، حيث قسم المالح المساعدات ضمن مستودعات في الحارة الشمالية من مضايا، واستخدم بناء مروان اسعد مستودعا، فيما تولى عبد الفتاح يوسف مختار مضايا تخزين المواد في مستودعاته. في الحارة الغربية، ارسلت المواد الى مستودعات احمد النموس والملقب ابو عيشة، وتولى اخوه بديع النموس والذي يعتبر احد قياديي جبهة النصرة، المسؤولية عن المستودع وتوزيع الحصص الغذائية، اما المستودع الثاني في الحارة الغربية فقد كان في بناء محمد عبد المولى غصن، الموقوف لدى الامن السوري لانتمائه لجماعات تكفيرية، وتولى ابناه احمد غصن وهو مسلح ينتمي لحركة احرار الشام، وداوود غصن القيادي في داعش مسؤولية المخزن والتوزيع على الناس، وداوود غصن احد الذين شاركوا في عملية قطع رؤوس جنود الجيش السوري في مدينة بلودان. وبعد تقسيم المستودعات بما يتلاءم مع رغبات المسلحين، خرج المسلح احمد حسن عفلق والتابع لحركة احرار الشام واطلق النار على الاهالي المتجمعين وافتعل اشتباكا داخل البلدة، ليتسنى لمجموعة تابعة له سرقة السلال الغذائية من السيارات اثناء توقفها وعلى مرأى من الاهالي جميعاً، ومن ثم يلوذ بالفرار. كما تم ارسال 250 سلة غذائية الى المسلحين في الحارة الشمالية، وذلك بتوجيه من موسى المالح، بعد افراغ الشاحنات، كون ذلك القسم من البلدة يقع ضمن مناطق حركة احرار الشام، التي اشترطت ان ترسل السلال الى المسلحين، او يقوم عناصر حركة احرار الشام بالدخول الى المستودعات وسحب جميع الحصص منها، وبالفعل تم استلام 250 سلة غذائية في الحارة الشمالية من قبل عماد عفلق ودياب ناصيف وهما القياديان في حركة احرار الشام.المعلومات الواردة من داخل البلدة تؤكد أن المساعدات لم تصل بشكل عادل الى الاهالي، وان 70% من المساعدات تعرض لعملية سطو من قبل المسلحين، وان مقابل كل حصة غذائية للاهالي كان يسلم مسلح 4 حصص، في قسمة جرت تحت ضغط السلاح. وفي بلدة بقين حصل كل مسلح على حصة ونصف من اصل الحصص الموزعة على المدنيين. وهنا نسأل هل تجرؤ تلك القنوات الاعلامية التي ساهمت في بث الكذبة، على أن تذكر كل التجاوزات التي حصلت داخل البلدة، ام ان مهمتها انتهت بإثارة الفتنة والبلبلة؟ يبقى السؤال مفتوحاً امام من اعتاد الكذب والتضليل، ونعلم انه لا يملك شجاعة الاجابة.

المصدر : حسين مرتضى-العهد


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة