لا هاتف يرن في حي البغيلية المنكوب إنسانياً بمحافظة دير الزور شرقي سورية، لا يوجد أحدٌ في هذا الحي .. توقفت الحياة بين لحظة وأخرى. حصلتُ على أرقام لأشخاص قاطنين في البغيلية، لكن مَن بقي منهم حياً فر ناجياً بنفسه. استطعت الوصول إلى شخص لديه أقارب كانوا في الحي، تحدثت إليه، لم يُظهر لي أن لديه ما يُفيدني من معلومات، ألحّيت عليه وطلبت منه استجماع أفكاره فكانت غزيرة إلى حد ما.

يكشف لي الرجل أنه وقبيل بزوغ فجر أول أمس السبت انطلق ثلاثون انتحارياً من تنظيم الدولة قاطعين نهر الفرات نحو حي البغيلية قادمين من حيي الحصانة والجنينة، 26 واحداً فجّروا أنفسهم جميعهم بالتزامن على الخطوط الدفاعية الأولى للحي، أربعة انتحاريين آخرين دخلوا فندق الفرات وفجروا أنفسهم داخله، سقطت دفاعات الجيش السوري والدفاع الوطني على الفور، دخل مقاتلو التنظيم بعرباتهم وذبحوا على الفور 35 مقاتلاً من الدفاع الوطني من أبناء الحي وسيطروا على مستودعات الذخيرة والتموين والمحروقات التابعة للجيش السوري هناك وسيطروا على حي عياش وباتوا بجوار الفوج 137 المخصص للحوامات العسكرية والتابع للفرقة 17 مما منع الحوامات من اسناد القوات العسكرية المشتبكة في حي البغيلية.

الرجل أضاف أنه ليس هناك حتى الآن من دليل قاطع على ذبح داعش لمئات المدنيين وأن المعلومات لديه تفيد بأن مقاتلي التنظيم اقتادوا المئات من أهالي الحي نحو حي الحصانة لتتولى الهيئة الشرعية التحقيق معهم حول ارتباطهم بـ "النظام الكافر" وعلاقتهم بـ "الحكومة الكافرة" ومَن لديه أبناء يحاربون إلى جانب "الجيش السوري الكافر" وعلى ضوء ذلك ستنفذ أحكام الإعدامات وفق ما قاله الرجل وجزم به.

الجيش السوري استعاد خلال الساعات الماضية مستودعات الذخيرة والتموين بحي عياش فيما بقيت مستودعات المحروقات تحت قبظة داعش، كما استعاد الجيش السيطرة على فندق الفرات ونقطة عسكرية تُدعى الكمين 12.

  • فريق ماسة
  • 2016-01-16
  • 6338
  • من الأرشيف

حي بلا أحياء .. داعش يغزو "كَفَرة" البغيلية بـ 30 انتحاري في ذات اللحظة

 لا هاتف يرن في حي البغيلية المنكوب إنسانياً بمحافظة دير الزور شرقي سورية، لا يوجد أحدٌ في هذا الحي .. توقفت الحياة بين لحظة وأخرى. حصلتُ على أرقام لأشخاص قاطنين في البغيلية، لكن مَن بقي منهم حياً فر ناجياً بنفسه. استطعت الوصول إلى شخص لديه أقارب كانوا في الحي، تحدثت إليه، لم يُظهر لي أن لديه ما يُفيدني من معلومات، ألحّيت عليه وطلبت منه استجماع أفكاره فكانت غزيرة إلى حد ما. يكشف لي الرجل أنه وقبيل بزوغ فجر أول أمس السبت انطلق ثلاثون انتحارياً من تنظيم الدولة قاطعين نهر الفرات نحو حي البغيلية قادمين من حيي الحصانة والجنينة، 26 واحداً فجّروا أنفسهم جميعهم بالتزامن على الخطوط الدفاعية الأولى للحي، أربعة انتحاريين آخرين دخلوا فندق الفرات وفجروا أنفسهم داخله، سقطت دفاعات الجيش السوري والدفاع الوطني على الفور، دخل مقاتلو التنظيم بعرباتهم وذبحوا على الفور 35 مقاتلاً من الدفاع الوطني من أبناء الحي وسيطروا على مستودعات الذخيرة والتموين والمحروقات التابعة للجيش السوري هناك وسيطروا على حي عياش وباتوا بجوار الفوج 137 المخصص للحوامات العسكرية والتابع للفرقة 17 مما منع الحوامات من اسناد القوات العسكرية المشتبكة في حي البغيلية. الرجل أضاف أنه ليس هناك حتى الآن من دليل قاطع على ذبح داعش لمئات المدنيين وأن المعلومات لديه تفيد بأن مقاتلي التنظيم اقتادوا المئات من أهالي الحي نحو حي الحصانة لتتولى الهيئة الشرعية التحقيق معهم حول ارتباطهم بـ "النظام الكافر" وعلاقتهم بـ "الحكومة الكافرة" ومَن لديه أبناء يحاربون إلى جانب "الجيش السوري الكافر" وعلى ضوء ذلك ستنفذ أحكام الإعدامات وفق ما قاله الرجل وجزم به. الجيش السوري استعاد خلال الساعات الماضية مستودعات الذخيرة والتموين بحي عياش فيما بقيت مستودعات المحروقات تحت قبظة داعش، كما استعاد الجيش السيطرة على فندق الفرات ونقطة عسكرية تُدعى الكمين 12.

المصدر : كامل صقر «القدس العربي»


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة