أفاد موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة خارجية إيران، أن الروس يستخدمون أقمارا صناعية حساسة لأنشطة سرية واستخباراتية، ضد دول عدة منها دول تعد حليفة لهم، في الشرق الأوسط.

وذكر الموقع أن هذا الأسلوب يعتبر واحداً من أساليب التجسس الأكثر تطوراً وتأثيراً في العالم.

واعتمد الروس على هذه الأقمار بسبب استعمالها الأساليب الذكية لإخفاء المصدر الذي يقوم بتنفيذ عملية الاختراق للبرامج والأنشطة الحساسة، وتعرف المجموعة المنفذة باسم «تورلا» (Turla) وتزاول نشاطها منذ ما يقارب 10 سنوات.

وأضاف التقرير الذي نقل عنه موضع «الدبلوماسية الإيرانية» أن هذه المجموعة تمكنت من اختراق 500 مؤسسة حكومية وعسكرية في أكثر من 45 دولة في أدنى تقدير.

وتظهر تقديرات الخبراء أن الدول الأكثر تضرراً من هجمات مجموعات «تورلا» هي إيران، وفرنسا، وأمريكا، والهند، والسعودية، وأوكرانيا، وألمانيا.

وتستعمل «تورلا» الأقمار الصناعية، وفي هذا الحالة وإذا استطاع الخبراء كشف عمليات التجسس تلك، فإنهم لا يتمكنون إلا من اكتشاف القمر الذي تم استغلاله. وأوضحت أن جهاز الحاسوب الذي تمت العملية منه يستحيل كشفه.

وذكر التقرير أن «تورلا» استغلت عدداً من الشركات التي توفر خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية، وأنه من بين هذه الدول يمكن الإشارة إلى الكونغو، ولبنان، والنيجر، ونيجيريا، والإمارات المتحدة العربية.

واستغلت مجموعة «تورلا» في أساليبها الحديثة سفارات عدة دول وجامعات وشركات إنتاج أدوية.

وخلال الفترة الأخيرة، حاولت الولايات المتحدة الأمريكية مرات عديدة كشف هذه المجموعة الروسية، التي نفذت عمليات عديدة ضد البيت الأبيض والبنتاغون الأمريكيين.

وفيما تعزز روسيا وجودها العسكري في سوريا بشكل مكثف، تتعالى أصوات في أوروبا بضرورة التعاون مع موسكو وإيران من جهة ومع النظام السوري من جهة أخرى للوصول إلى حل للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، بالرغم من ان الولايات المتحدة أبدت قلقها من هذا التعزيز العسكري لموسكو.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أمس الأحد، إن روسيا تقوم ببناء مدرج قرب مطار عسكري في محافظة اللاذقية (غرب)، مركز ثقل النظام السوري، مشيرا إلى وجود مئات المستشارين العسكريين والفنيين الروس، فيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن بلادها وبلدانا أخرى في غرب أوروبا بحاجة للعمل مع روسيا فضلا عن الولايات المتحدة لحل الأزمة في سوريا.

وذكر المرصد «أن القوات الروسية تعمل على إقامة مدرج طويل في منطقة مطار حميميم، في ريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية» الساحلية.

ولفت المرصد إلى أن «الجهات الروسية القائمة على إنشاء المدرج تمنع أي جهة سورية، مدنية أو عسكرية، من الدخول إلى منطقة المدرج».

كما أشار المرصد إلى أن المطار «شهد، في الأسابيع الأخيرة، قدوم طائرات عسكرية محملة، بمعدات عسكرية إضافة لمئات المستشارين العسكريين والخبراء والفنيين الروس».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «السلطات الروسية تعمل على توسعة مطار الحميدية الذي عادة ما يستخدم من أجل رش الأراضي بالمبيدات الحشرية للمزروعات»، وهو يقع جنوب محافظة طرطوس (غرب)، التي تعد الخزان البشري للقوات النظامية والواقعة جنوب اللاذقية.

وفي مقابلة مع صحف ألمانية حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا من مغبة التصرفات الأحادية في سوريا قائلا «أتمنى ألا تعتمد روسيا على استمرار الحرب الأهلية في سوريا.»

وفي مقال منفصل كتبه لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قال شتاينماير إن الاتفاق النووي المبرم بين القوى الدولية الست وإيران أتاح فرصة للتعامل مع مشاكل سوريا، لكنه عبر عن القلق من ضياع الفرصة لتحقيق تقدم.

وكتب الوزير الألماني «سيكون من الحمق مواصلة الرهان على حل عسكري. حان وقت البحث عن سبيل لجمع الأطراف على مائدة التفاوض. يجب أن يشمل هذا عقد محادثات تحضيرية مع دول لها دور إقليمي مؤثر كالسعودية وتركيا… وكذلك إيران.»

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك ساسة غربيين أقروا في مباحثات شخصية أن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو الخطر الأكبر وليس الأسد، ولكنه أشار إلى أن لا أحد يقول ذلك في العلن، وقال: «إنهم يخشون فقدان ماء الوجه».

  • فريق ماسة
  • 2015-09-13
  • 7691
  • من الأرشيف

روسيا تعزز وجودها العسكري في سوريا… وتتجسس على دول بينها إيران لافروف: ساسة غربيون يقرّون في السرّ أن «الدولة الإسلامية» هي الخطر وليس الأسد

أفاد موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة خارجية إيران، أن الروس يستخدمون أقمارا صناعية حساسة لأنشطة سرية واستخباراتية، ضد دول عدة منها دول تعد حليفة لهم، في الشرق الأوسط. وذكر الموقع أن هذا الأسلوب يعتبر واحداً من أساليب التجسس الأكثر تطوراً وتأثيراً في العالم. واعتمد الروس على هذه الأقمار بسبب استعمالها الأساليب الذكية لإخفاء المصدر الذي يقوم بتنفيذ عملية الاختراق للبرامج والأنشطة الحساسة، وتعرف المجموعة المنفذة باسم «تورلا» (Turla) وتزاول نشاطها منذ ما يقارب 10 سنوات. وأضاف التقرير الذي نقل عنه موضع «الدبلوماسية الإيرانية» أن هذه المجموعة تمكنت من اختراق 500 مؤسسة حكومية وعسكرية في أكثر من 45 دولة في أدنى تقدير. وتظهر تقديرات الخبراء أن الدول الأكثر تضرراً من هجمات مجموعات «تورلا» هي إيران، وفرنسا، وأمريكا، والهند، والسعودية، وأوكرانيا، وألمانيا. وتستعمل «تورلا» الأقمار الصناعية، وفي هذا الحالة وإذا استطاع الخبراء كشف عمليات التجسس تلك، فإنهم لا يتمكنون إلا من اكتشاف القمر الذي تم استغلاله. وأوضحت أن جهاز الحاسوب الذي تمت العملية منه يستحيل كشفه. وذكر التقرير أن «تورلا» استغلت عدداً من الشركات التي توفر خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط وبعض الدول الأفريقية، وأنه من بين هذه الدول يمكن الإشارة إلى الكونغو، ولبنان، والنيجر، ونيجيريا، والإمارات المتحدة العربية. واستغلت مجموعة «تورلا» في أساليبها الحديثة سفارات عدة دول وجامعات وشركات إنتاج أدوية. وخلال الفترة الأخيرة، حاولت الولايات المتحدة الأمريكية مرات عديدة كشف هذه المجموعة الروسية، التي نفذت عمليات عديدة ضد البيت الأبيض والبنتاغون الأمريكيين. وفيما تعزز روسيا وجودها العسكري في سوريا بشكل مكثف، تتعالى أصوات في أوروبا بضرورة التعاون مع موسكو وإيران من جهة ومع النظام السوري من جهة أخرى للوصول إلى حل للأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، بالرغم من ان الولايات المتحدة أبدت قلقها من هذا التعزيز العسكري لموسكو. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أمس الأحد، إن روسيا تقوم ببناء مدرج قرب مطار عسكري في محافظة اللاذقية (غرب)، مركز ثقل النظام السوري، مشيرا إلى وجود مئات المستشارين العسكريين والفنيين الروس، فيما قالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن بلادها وبلدانا أخرى في غرب أوروبا بحاجة للعمل مع روسيا فضلا عن الولايات المتحدة لحل الأزمة في سوريا. وذكر المرصد «أن القوات الروسية تعمل على إقامة مدرج طويل في منطقة مطار حميميم، في ريف مدينة جبلة في محافظة اللاذقية» الساحلية. ولفت المرصد إلى أن «الجهات الروسية القائمة على إنشاء المدرج تمنع أي جهة سورية، مدنية أو عسكرية، من الدخول إلى منطقة المدرج». كما أشار المرصد إلى أن المطار «شهد، في الأسابيع الأخيرة، قدوم طائرات عسكرية محملة، بمعدات عسكرية إضافة لمئات المستشارين العسكريين والخبراء والفنيين الروس». وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «السلطات الروسية تعمل على توسعة مطار الحميدية الذي عادة ما يستخدم من أجل رش الأراضي بالمبيدات الحشرية للمزروعات»، وهو يقع جنوب محافظة طرطوس (غرب)، التي تعد الخزان البشري للقوات النظامية والواقعة جنوب اللاذقية. وفي مقابلة مع صحف ألمانية حذر وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير روسيا من مغبة التصرفات الأحادية في سوريا قائلا «أتمنى ألا تعتمد روسيا على استمرار الحرب الأهلية في سوريا.» وفي مقال منفصل كتبه لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية قال شتاينماير إن الاتفاق النووي المبرم بين القوى الدولية الست وإيران أتاح فرصة للتعامل مع مشاكل سوريا، لكنه عبر عن القلق من ضياع الفرصة لتحقيق تقدم. وكتب الوزير الألماني «سيكون من الحمق مواصلة الرهان على حل عسكري. حان وقت البحث عن سبيل لجمع الأطراف على مائدة التفاوض. يجب أن يشمل هذا عقد محادثات تحضيرية مع دول لها دور إقليمي مؤثر كالسعودية وتركيا… وكذلك إيران.» وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن هناك ساسة غربيين أقروا في مباحثات شخصية أن تنظيم «الدولة الإسلامية» هو الخطر الأكبر وليس الأسد، ولكنه أشار إلى أن لا أحد يقول ذلك في العلن، وقال: «إنهم يخشون فقدان ماء الوجه».

المصدر : القدس العربي/محمد المذحجي وأحمد المصري


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة