المعارك التي تدور في شمال سورية ستكتب للتاريخ بطريقة مختلفة، فصمود اهالي الفوعة وكفريا في ريف ادلب الشمالي،يشكل نموذجاً مختلفاً بعد ان اثبتوا أن قدرة ارادة القتال تستطيع ان تهزم الجموع والصواريخ والقذائف وأي هجوم آخر.

 ورغم تكرار الهجوم على بلدتي الفوعة وكفريا، مرة تلو الأخرى، الا ان المسلحين لم يتقدموا متراً واحداً، حيث دارت الاشتباكات في آن معًا على عدة محاور، استطاعت اللجان الشعبية من خلال الخطط المحكمة وآليات الدفاع المدروسة، ان تدمر عربة bmb مفخخة بالقرب من تلة بمنطقة الصواغية قبل وصولها إلى هدفها بـ 700 متر، في تكرار واضح لسيناريو النصرة في الهجوم على أية منطقة، واعتمادها على الانتحاريين والسيارات المفخخة، في فتح ثغرة في الطوق الدفاعي المحكم حول أي نقطة تهاجمها، ومن المفيد توضيح ان اسلوب القاعدة هذا ينفذ في حال استعصى عليهم دخول المنطقة التي تُهاجم من قبلهم، فيلجؤون الى السيارات المفخخة كحل نهائي، وهذا يدل على المأزق والمصيدة التي وضعت فيها "النصرة" وأخواتها في محيط الفوعة وكفريا.

 سياسية الكمائن المتقدمة أسقطت عشرات القتلى

 هذا في وقت هاجمت المجموعات المسلحة عبر موجات بشرية، جبهات دير الزغب والصواغية ومزارع بروما، تزامنا مع غارات مكثفة لسلاح الجو على تحركات المسلحين في بنش ومعرتمصرين وزردنا وتلة زردنا وطعوم... ومرت الساعات تلو الأخرى واهالي الفوعة وكفريا يتسلحون بالصبر وقراءة الميدان. تلقوا الصدمة، أحكموا الاستعداد للرد، ثم استدرجوا مجموعات ما يسمى جيش الفتح ليوقعوا في صفوفهم القتلى والجرحى، حيث نفذ المدافعون كمينا لمجموعة مسلحة في منطقة دير الزغب جنوب غرب مدينة الفوعة وتمكنوا من اغتنام دبابة وأسر طاقمها، وباتت كل محاولات "النصرة" واخواتها لاصطناع الانتصارات الوهمية بحكم الساقطة، خاصة بعد أسر طاقم قناة اورينت الذي حاول التصوير في منطقة جنوب الفوعة، لإيهام الرأي العام انهم دخلوا للبلدتين.

 هذه الاشتباكات التي جرت في بلدتي الفوعة وكفريا كانت قد أدت إلى مقتل مسؤول كتيبة "جب كاس" في ريف ادلب التابعة لحركة "أحرار الشام" المدعو حسن ابراهيم وفقدان 15 عنصراً آخرين، فيما قتل أيضا أحد المسؤولين في لواء "أحفاد علي" التابع لحركة "أحرار الشام" المدعو عبد الرحمن الخضير الملقب بــ "أبو بدر النجدي" سعودي الجنسية.

 صمود وارادة قتال

 المصادر المحلية داخل بلدة الفوعة، أكدت لموقع "العهد الاخباري" ان المجموعات المسلحة امطرت البلدتين بعدد كبير من القذائف، وركزت رماياتها باتجاه خزان المياه الوحيد في الفوعة، في محاولة منها لتدميره، بالإضافة الى استهداف بيوت المدنيين بهدف التأثير في حالتهم المعنوية، وبيّن المصدر أن الاهالي مصممون على دحر أي عدوان عليهم بالرغم من انهاء الشهر الرابع في الحصار.

 اللجان الملكفة بالدفاع عن البلدتين وبمساندة الجيش السوري، اتقنت بشكل كبير تنفيذ عمليات الكمائن، بكامل أسسه الفنية. فتلك التي نفذتها اللجان في الهجومين الاخيرين، كانت تعتمد في الدرجة الاولى على تقنيات عالية في الإخفاء والتمويه، والروح المعنوية العالية والذكاء في تقسيم المجموعات المنفذة للكمين، الى ثلاث مجموعات ( المراقبة والرصد، الاقتحام، والوقاية وستر الانسحاب).

 وبيّن مصدر عسكري مشارك في المعارك، أن هذه مجموعات تحتل كل منها اتجاها جغرافيا معينا وتقبع فيه انتظارا للعدو. فاذا ما جاء العدو وتوسط هذه المجموعات عمدت إحداها إلى إطلاق النار عليه، فإذا ما هجم عليها: انسحبت هي من أمامه بينما تطلق مجموعة أخرى النار عليه، وهكذا تتبادله المجموعات الأربع هجوما وانسحابا حتى تنهار روحه المعنوية ويتجمد مكانه ثم يقع فريسة سهلة للكمين في النهاية.

 وفيما يخص كمين الصواغية الاخير، اكد قائد عسكري آخر من اللجان، ان التكتيك الذي استخدم فيه كان مختلفاً تماما، حيث نفذوا الكمين بطريقة مركبة، معتمدين على تطويق العدو بمجموعات صغيرة، ثم تبدأ المجموعات الصغيرة بفرض طوق اكبر واوسع، ليقع مسلحو النصرة في خدعة الكمين ويتم القضاء عليهم بشكل كامل.

 الصمود الاسطوري للأهالي في بلدتي الفوعة وكفريا، يشكل جزءا من ملامح الصورة الكبرى، لصمود الشعب السوري، حيث اثبت اهالي الفوعة وكفريا كما اهالي دير الزور المحاصرين منذ اكثر من ثلاثة اشهر، وحامية سجن حلب المركزي ومشفى جسر الشغور، ان ارادة القتال والتشبث بالارض هي اهم مقومات الصمود.

  • فريق ماسة
  • 2015-07-26
  • 14493
  • من الأرشيف

عندما تنتصر ارادة القتال على الحصار... الفوعة وكفريا نموذجا ...بقلم حسين مرتضى

المعارك التي تدور في شمال سورية ستكتب للتاريخ بطريقة مختلفة، فصمود اهالي الفوعة وكفريا في ريف ادلب الشمالي،يشكل نموذجاً مختلفاً بعد ان اثبتوا أن قدرة ارادة القتال تستطيع ان تهزم الجموع والصواريخ والقذائف وأي هجوم آخر.  ورغم تكرار الهجوم على بلدتي الفوعة وكفريا، مرة تلو الأخرى، الا ان المسلحين لم يتقدموا متراً واحداً، حيث دارت الاشتباكات في آن معًا على عدة محاور، استطاعت اللجان الشعبية من خلال الخطط المحكمة وآليات الدفاع المدروسة، ان تدمر عربة bmb مفخخة بالقرب من تلة بمنطقة الصواغية قبل وصولها إلى هدفها بـ 700 متر، في تكرار واضح لسيناريو النصرة في الهجوم على أية منطقة، واعتمادها على الانتحاريين والسيارات المفخخة، في فتح ثغرة في الطوق الدفاعي المحكم حول أي نقطة تهاجمها، ومن المفيد توضيح ان اسلوب القاعدة هذا ينفذ في حال استعصى عليهم دخول المنطقة التي تُهاجم من قبلهم، فيلجؤون الى السيارات المفخخة كحل نهائي، وهذا يدل على المأزق والمصيدة التي وضعت فيها "النصرة" وأخواتها في محيط الفوعة وكفريا.  سياسية الكمائن المتقدمة أسقطت عشرات القتلى  هذا في وقت هاجمت المجموعات المسلحة عبر موجات بشرية، جبهات دير الزغب والصواغية ومزارع بروما، تزامنا مع غارات مكثفة لسلاح الجو على تحركات المسلحين في بنش ومعرتمصرين وزردنا وتلة زردنا وطعوم... ومرت الساعات تلو الأخرى واهالي الفوعة وكفريا يتسلحون بالصبر وقراءة الميدان. تلقوا الصدمة، أحكموا الاستعداد للرد، ثم استدرجوا مجموعات ما يسمى جيش الفتح ليوقعوا في صفوفهم القتلى والجرحى، حيث نفذ المدافعون كمينا لمجموعة مسلحة في منطقة دير الزغب جنوب غرب مدينة الفوعة وتمكنوا من اغتنام دبابة وأسر طاقمها، وباتت كل محاولات "النصرة" واخواتها لاصطناع الانتصارات الوهمية بحكم الساقطة، خاصة بعد أسر طاقم قناة اورينت الذي حاول التصوير في منطقة جنوب الفوعة، لإيهام الرأي العام انهم دخلوا للبلدتين.  هذه الاشتباكات التي جرت في بلدتي الفوعة وكفريا كانت قد أدت إلى مقتل مسؤول كتيبة "جب كاس" في ريف ادلب التابعة لحركة "أحرار الشام" المدعو حسن ابراهيم وفقدان 15 عنصراً آخرين، فيما قتل أيضا أحد المسؤولين في لواء "أحفاد علي" التابع لحركة "أحرار الشام" المدعو عبد الرحمن الخضير الملقب بــ "أبو بدر النجدي" سعودي الجنسية.  صمود وارادة قتال  المصادر المحلية داخل بلدة الفوعة، أكدت لموقع "العهد الاخباري" ان المجموعات المسلحة امطرت البلدتين بعدد كبير من القذائف، وركزت رماياتها باتجاه خزان المياه الوحيد في الفوعة، في محاولة منها لتدميره، بالإضافة الى استهداف بيوت المدنيين بهدف التأثير في حالتهم المعنوية، وبيّن المصدر أن الاهالي مصممون على دحر أي عدوان عليهم بالرغم من انهاء الشهر الرابع في الحصار.  اللجان الملكفة بالدفاع عن البلدتين وبمساندة الجيش السوري، اتقنت بشكل كبير تنفيذ عمليات الكمائن، بكامل أسسه الفنية. فتلك التي نفذتها اللجان في الهجومين الاخيرين، كانت تعتمد في الدرجة الاولى على تقنيات عالية في الإخفاء والتمويه، والروح المعنوية العالية والذكاء في تقسيم المجموعات المنفذة للكمين، الى ثلاث مجموعات ( المراقبة والرصد، الاقتحام، والوقاية وستر الانسحاب).  وبيّن مصدر عسكري مشارك في المعارك، أن هذه مجموعات تحتل كل منها اتجاها جغرافيا معينا وتقبع فيه انتظارا للعدو. فاذا ما جاء العدو وتوسط هذه المجموعات عمدت إحداها إلى إطلاق النار عليه، فإذا ما هجم عليها: انسحبت هي من أمامه بينما تطلق مجموعة أخرى النار عليه، وهكذا تتبادله المجموعات الأربع هجوما وانسحابا حتى تنهار روحه المعنوية ويتجمد مكانه ثم يقع فريسة سهلة للكمين في النهاية.  وفيما يخص كمين الصواغية الاخير، اكد قائد عسكري آخر من اللجان، ان التكتيك الذي استخدم فيه كان مختلفاً تماما، حيث نفذوا الكمين بطريقة مركبة، معتمدين على تطويق العدو بمجموعات صغيرة، ثم تبدأ المجموعات الصغيرة بفرض طوق اكبر واوسع، ليقع مسلحو النصرة في خدعة الكمين ويتم القضاء عليهم بشكل كامل.  الصمود الاسطوري للأهالي في بلدتي الفوعة وكفريا، يشكل جزءا من ملامح الصورة الكبرى، لصمود الشعب السوري، حيث اثبت اهالي الفوعة وكفريا كما اهالي دير الزور المحاصرين منذ اكثر من ثلاثة اشهر، وحامية سجن حلب المركزي ومشفى جسر الشغور، ان ارادة القتال والتشبث بالارض هي اهم مقومات الصمود.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة