في حين انصب الصراع في الدوري الإنكليزي قبل النهاية بجولتين على الهرب من الهبوط، بعد ضمان تشلسي اللقب وتأهل مانشستر سيتي وأرسنال ومانشستر يونايتد إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، فإن صراعاً مكروهاً يدور رحاه على المراكز الثلاثة المؤهلة إلى مسابقة الدوري الأوروبي، التي يبغضها كلاً من ليفربول وتوتنهام.

 وفي حين تمثل المسابقة الأوروبية الثانية فرصة رائعة للفرق الوسطية والمكافحة وحتى الفرق الكبيرة حول أوروبا، التي تحاول استعادة بريقها، فإن الفرق الإنكليزية العملاقة ذات التاريخ العريق والطموح الأكبر، من جهة الرغبة في اللعب في المسابقة الأكبر دوري أبطال أوروبا، لن تروق لها هذه المسابقة المُهلكة، التي تهدم جدول مباريات الفرق المتأهلة وتجبرها على خوض مباريات كل يومي خميس وأحد، ما قد يقود الفريق الإنكليزي إلى خوض أكثر من 70 مباراة في الموسم، بدل ما معدله 55 مباراة مقارنة بنظرائه المشاركين في «التشامبيونز ليغ».

 وفي حين أن البعض قد يراها مسابقة سهلة للكبار، بالاستدلال على مفاجأة هذا الموسم دنيبرو الأوكراني، الذي يبتعد خطوة قبل التأهل إلى المباراة النهائية، كونه وصل إلى هذا الدور رغم خسارته خمس مباريات وتعادله في ست، وفاز في ست فقط من أصل 17 مباراة، فإن فرقاً كثيرة من بطولات كُبرى كالدوري الإسباني والإيطالي والفرنسي والألماني يتنافسون بشراسة لأجل ضمان التأهل إلى هذه المسابقة، لكن في إنكلترا الأمر يختلف. فمنذ إدراك ليفربول بأن فرصته في التأهل إلى دوري الأبطال أصبحت ضعيفة، فإنه لم يفز سوى بثلاث من المباريات السبع الأخيرة، ومع ذلك ما زال أقوى المرشحين للحلول في المركز الخامس المؤهل للدوري الأوروبي، كون منافسه الآخر توتنهام، الذي أيضاً تراوده أحلام اللعب في دوري الأبطال، فاز مرتين فقط في آخر ثمان مباريات له في الدوري الإنكليزي، على أمل الخروج من مأزق اللعب في البطولة «المبغوضة».

 طبعاً هذا الأمر لا ينطبق على ساوثهامبتون صاحب المركز السابع، الذي تشكل المشاركة الأوروبية له إنجازاً كبيراً، كون طموحه لم يصل بعد إلى المنافسة بشراسة على المراكز الأربعة الأولى. فليفربول وتوتنهام يدركان أن مسابقة «اليوروبا ليغ» لن تكون إلا عامل هدام سلبي في صراعهما على المراكز الأربعة الأولى، ففي الواقع فإنه على مدى الأعوام الـ10 الماضية، عانت كل الفرق الإنكليزية التي شاركت في المسابقة الأوروبية الثانية، وأصبحت أسوأ ممّا كانت عليه في الموسم الماضي، وبحسب الأرقام فإن كل فريق إنكليزي مشارك في الدوري الأوروبي يفقد 2.3 مركز عمّا كان عليه في الموسم الماضي، فخلال العقد الماضي ساءت مراكز 19 فريقاً من أصل 25 فريقاً شاركت في المسابقة، فنيوكاسل فقد 12 مركزاً في مشاركته الأولى عام 2004، وفي الموسم قبل الماضي لعب 14 مباراة في الدوري الأوروبي وفقط 11 مركزاً مقارنة بالموسم الذي سبقه، وتكرر الحال ذاته مع سوانزي وهال وفولهام وإيفرتون.

 وفقط الأندية الإنكليزية لن تكترث بالمردود المادي من الدوري الأوروبي، إذ يحصل الفائز باللقب على خمسة ملايين يورو، إضافة إلى مبلغ بين 120 ألف يورو و400 ألف يورو من الفوز بالمباريات وبصدارة المجموعة، وهي مبالغ تعتبر زهيدة مقارنة بما تحصل عليه الأندية الإنكليزية في «البريمير ليغ»، إذ يضمن كل فريق من الـ20 ما لا يقل عن 120 مليون جنيه إسترليني في نهاية الموسم من حقوق بث المباريات، وهو ما سيزيد 60 في المئة في الموسم بعد المقبل بحسب الاتفاق الجديد، بل أن كل مركز يحتله الفريق في نهاية الترتيب في الدوري الإنكليزي فإنه يساوى 1.2 مليون جنيه، أي أن نيوكاسل فقد في موسم 2012-2013 12.3 مليون جنيه بفقدانه 11 مركزاً، وهو يفوق كثيراً ما يمكن أن يحصل عليه من المشاركة في المسابقة الأوروبية الرديفة.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-15
  • 13964
  • من الأرشيف

ليفربول وتوتنهام يسعيان لتفادي الدوري الأوروبي

في حين انصب الصراع في الدوري الإنكليزي قبل النهاية بجولتين على الهرب من الهبوط، بعد ضمان تشلسي اللقب وتأهل مانشستر سيتي وأرسنال ومانشستر يونايتد إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا، فإن صراعاً مكروهاً يدور رحاه على المراكز الثلاثة المؤهلة إلى مسابقة الدوري الأوروبي، التي يبغضها كلاً من ليفربول وتوتنهام.  وفي حين تمثل المسابقة الأوروبية الثانية فرصة رائعة للفرق الوسطية والمكافحة وحتى الفرق الكبيرة حول أوروبا، التي تحاول استعادة بريقها، فإن الفرق الإنكليزية العملاقة ذات التاريخ العريق والطموح الأكبر، من جهة الرغبة في اللعب في المسابقة الأكبر دوري أبطال أوروبا، لن تروق لها هذه المسابقة المُهلكة، التي تهدم جدول مباريات الفرق المتأهلة وتجبرها على خوض مباريات كل يومي خميس وأحد، ما قد يقود الفريق الإنكليزي إلى خوض أكثر من 70 مباراة في الموسم، بدل ما معدله 55 مباراة مقارنة بنظرائه المشاركين في «التشامبيونز ليغ».  وفي حين أن البعض قد يراها مسابقة سهلة للكبار، بالاستدلال على مفاجأة هذا الموسم دنيبرو الأوكراني، الذي يبتعد خطوة قبل التأهل إلى المباراة النهائية، كونه وصل إلى هذا الدور رغم خسارته خمس مباريات وتعادله في ست، وفاز في ست فقط من أصل 17 مباراة، فإن فرقاً كثيرة من بطولات كُبرى كالدوري الإسباني والإيطالي والفرنسي والألماني يتنافسون بشراسة لأجل ضمان التأهل إلى هذه المسابقة، لكن في إنكلترا الأمر يختلف. فمنذ إدراك ليفربول بأن فرصته في التأهل إلى دوري الأبطال أصبحت ضعيفة، فإنه لم يفز سوى بثلاث من المباريات السبع الأخيرة، ومع ذلك ما زال أقوى المرشحين للحلول في المركز الخامس المؤهل للدوري الأوروبي، كون منافسه الآخر توتنهام، الذي أيضاً تراوده أحلام اللعب في دوري الأبطال، فاز مرتين فقط في آخر ثمان مباريات له في الدوري الإنكليزي، على أمل الخروج من مأزق اللعب في البطولة «المبغوضة».  طبعاً هذا الأمر لا ينطبق على ساوثهامبتون صاحب المركز السابع، الذي تشكل المشاركة الأوروبية له إنجازاً كبيراً، كون طموحه لم يصل بعد إلى المنافسة بشراسة على المراكز الأربعة الأولى. فليفربول وتوتنهام يدركان أن مسابقة «اليوروبا ليغ» لن تكون إلا عامل هدام سلبي في صراعهما على المراكز الأربعة الأولى، ففي الواقع فإنه على مدى الأعوام الـ10 الماضية، عانت كل الفرق الإنكليزية التي شاركت في المسابقة الأوروبية الثانية، وأصبحت أسوأ ممّا كانت عليه في الموسم الماضي، وبحسب الأرقام فإن كل فريق إنكليزي مشارك في الدوري الأوروبي يفقد 2.3 مركز عمّا كان عليه في الموسم الماضي، فخلال العقد الماضي ساءت مراكز 19 فريقاً من أصل 25 فريقاً شاركت في المسابقة، فنيوكاسل فقد 12 مركزاً في مشاركته الأولى عام 2004، وفي الموسم قبل الماضي لعب 14 مباراة في الدوري الأوروبي وفقط 11 مركزاً مقارنة بالموسم الذي سبقه، وتكرر الحال ذاته مع سوانزي وهال وفولهام وإيفرتون.  وفقط الأندية الإنكليزية لن تكترث بالمردود المادي من الدوري الأوروبي، إذ يحصل الفائز باللقب على خمسة ملايين يورو، إضافة إلى مبلغ بين 120 ألف يورو و400 ألف يورو من الفوز بالمباريات وبصدارة المجموعة، وهي مبالغ تعتبر زهيدة مقارنة بما تحصل عليه الأندية الإنكليزية في «البريمير ليغ»، إذ يضمن كل فريق من الـ20 ما لا يقل عن 120 مليون جنيه إسترليني في نهاية الموسم من حقوق بث المباريات، وهو ما سيزيد 60 في المئة في الموسم بعد المقبل بحسب الاتفاق الجديد، بل أن كل مركز يحتله الفريق في نهاية الترتيب في الدوري الإنكليزي فإنه يساوى 1.2 مليون جنيه، أي أن نيوكاسل فقد في موسم 2012-2013 12.3 مليون جنيه بفقدانه 11 مركزاً، وهو يفوق كثيراً ما يمكن أن يحصل عليه من المشاركة في المسابقة الأوروبية الرديفة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة