في الزمانِ والمكانِ المناسبين، وفي حسابٍ دقيق للميدان العسكري، شنّ حزب الله الغزوة الثانية في إطار ملاحم الأيام المجيدة في السابع من أيار ضارباً هذه المرة الفلول المتشدّدة في جرود القلمون الغربية، التي تهدّد لبنان والمصالح العليا المتضمنة الحفاظ على سلاح المقاومة وحماية الارض.

في نفس أسلوب غزو المقاومة للاحتلال الاسرائيلي، كرّر حزب الله إسقاطه لتلال العدو في جنوب لبنان ايام الاحتلال في القلمون الغربي معدلاً على التكتيكات لما يتلائم مع الزمن، الميدان، والوقائع. وبغزارة أكبر، نجح الحزب بتسطير ربطٍ شبه كامل للجرود اللبنانية بالاخرى السورية كاسراً للمرة الاولى تقسيمات “سايكس بيكو” بانياً مع الجيش السوري قاعدة بناء عسكري مشترك يعول عليه في سياق حماية المكتسبات.

منطقة القلمون الغربية أو خزان المسلحين الذي أريد منه تهديد معاقل المقاومة في الداخل وخاصرة تؤرق لبنان من شرقه، كان اشبه بأحجار الدومينو التي تساقطت تباعاً مع زحف المقاومين على جبهات القتال، لنصل بعد ثماني أيام إلى إنجازات متعددة وإسقاط لمشروع كامل متكامل عُمل عليه لسنوات.

في الوقائع الميدانية لما جرى، فإن “غزوة” 7 أيار القلمونية، تُعيد بالذاكرى من حيث الاهداف لتلك التي حصلت عام 2008 في بيروت، والتي كانت نواة مشروع اريد عبثاً ان يضرب المقاومة، الاهداف من ذلك الذي مضى والذي يحصل اليوم واحدة، رأس المقاومة والفتنة المذهبية. المقاومة التي أعدت العدة جيداً ليوم الفصل هذا، عملت وفق إيقاعٍ متزن قبل ايامٍ مضت إستغلت فيها الوقت من اجل تجميع الخيوط والمفاتيح التي ستفتح ابواب التفوق العسكري لها. إستغلت جميع عوامل القوة الميدانية، العقلية، الجسدية، وحتى التكنولوجية من أجل إنجاح مسعى السيطرة على المواقع الحاكمة على طرفي الحدود.

إنها معركة تلال إذاً، هكذا أرادها الواقع الميداني. وضعت المقاومة نصب عينيها في الايام الماضية سيناريو إسقاط مكامن القوة بالنسبة للمسلحين، وهي التلال الحاكمة للسيطرة على قطاعٍ جغرافيٍ واسعٍ دون الدخول مباشرةً في الميدان الجردي اسفل تلك التلال على إعتبار ان من يُسيطر على الرأس يتحكم بالجسد، وبالتالي فإن المسيطر على التلال المرتفعة، يفرض سيطرة ميدانية كاملة على الجرود السلفى.

وضعت ساعة الصفر التي تمثلت بفجر السابع من أيار. بعد إعدادٍ مسبق تميز بالعمل لايامٍ سبقت على كافة مكامن القوة ودراسة الميدان مع مسحه عسكرياً، بدأ المشوار عبر تقدم المقاومة إنطلاقاً من الجرود اللبنانية اولاً، من عدة محاور فيما بادر الجيش السوري والمقاومة للتقدم من المحاور الخلفية، اي مثّل التقدم من جهتين، جهة من الشرق نحو الغرب، وجهة من الغرب نحو الشرق كانت بمثابة كماشة على المسلحين. نجحت المقاومة في الايام الاولى من السيطرة على التلال الحاكمة المسيطرة على المعابر من جهة القلمون الجنوبي (عسال الورد) وصولاً للقلمون الاوسط (الجبة) ناجحة بربط الجرود اللبنانية بالجرود السورية، وكان الانطلاق نحو جرود راس المعرة والتل الاستراتيجي هناك “تل موسى” الذي كان بمثابة (الضربة على الراس) التي تُسقط المسلحين إستراتيجياً.

مثّل هذا التقدم صدمةً لدى المسلحين من السرعة والتكتيك المدروس والاسلوب الذي إعتمد شن حرب إستنزاف نارية على محاور واسعة، وهذا إتضحت من خلال عدم تحملهم للضغط العسكري حيث كانوا يتركون مواقعهم قبل حتى وصول المقاومين إليها ويفرون نحو الجهات الاخرى في عملية ملاحقة متتابعة من المقاومة.

حزب الله عمل وفق تكتيكاتٍ خاصة في عملية القلمون توئمت بين القوة الميدانية والقدرات الذهنية وفق قراءة خاصة لواقع الميدان. طوال اسابيع خلت، كان القادة الميدانيون يقلبون بين ايديهم خرائط الميدان ينكبون على دراسة التفاصيل ونقاط القوة والضعف، دراسة المحاور الاجدر للاختراق وطبيعة القلاع الحصينة. طائرات الإستطلاع التي كان لها الدور الابرز في تأسيس التقدم الحالي، وفّرت قراءة ميدانية شاملة لطبيعة منطقة العمليات وكانت العامل الاساس في كشف عورات المسلحين عبر عملية المسح الجغرافي – الميداني، ومكنت المقاومة من تجميع بنك أهداف ومعلومات قيمة اسهمت في دراسة الوقائع وإعداد الخطط على اساسها وتحديد الاهداف وترتيب الاستهدافات وفق إحداثيات واضحة.

كان من مهام الأعين تلك، دراسة طبيعة التلال الحاكمة التي كانت الهدف الاساس للمقاومة وليس الميدان الجردي اسفل التلال. عملت المقاومة وفق مقولة “ضرب الراس للتحكم بالجسد”، وعليه، نشطت طائرات الاستطلاع بدراسة عوامل القوة والضعف وتقديم قاعدة تحليلية لتلك التلال وخواصرها ومن اي تأكل الكتف بطريقةٍ اسهل. درس القادة الميدانيون تلك الصور، ووصلوا لخلاصة مفادها ان التلال قوية البنية يتم التعامل معها وفق سيناريو غزارة النار الصاروخية لاعماء المسلحين وهي بالتالي تمهد لتقدم القوات نحو التلال المحيطة بها ذات الخواصر اللينة لتتحول هذه إلى خواصر قوية للمقاومة بعد السيطرة عليها تتخذها منطلقات لاسقاط التلال القوية وشن الهجمات.

هذا السيناريو عمل عليه للسيطرة على تل “نحلة” (2150م عن سطح البحر) عبر الهجوم على التلال المحدبة المحيطة به، والسيطرة على التلال التي تتقدمه حتى جرود راس المعرة، فيما كان السيناريو مدعماً اكثر على تل “موسى” (2615 م عن سطح البحر) الذي بدأ العمل للسيطرة عليه وفق قاعدة السيطرة على الاجزاء الهامة سلسلة “الباروح” (20 كلم، اعلاها 2508 م عن سطح البحر) بما فيها من “الشجرتين، ومرصد الزلازل” وإشغال الباقية منها وبالتالي إنهاء الدفاع الاول للمسلحين والالتفاف على التل من محورين شرقي وجنوبي شرقي إنطلاقاً من الجرود اللبنانية في يونين.

العقول وضعت الخطط، في الميدان، كان التكتيك مسنود إلى عناصر الاشتباك ذات الالتحام المباشر من قوات “الرضوان” عبر مجموعات صغيرة متحركة مدعومة بفرق رصد وإشارة واخرى خلفية تؤمن الظهر. هذه عملت في هجماتها وفق أسلوب موجات هجومية “أخطبوطيّة” تخرج منها مجموعات صغيرة تتقدم بإيقاعٍ سريع نحو كتل صخرية تؤمن قاعدة إشتباك لتندفع من خلفها مجموعات اخرى تستلم مكانها، وتعاود تلك التقدم إلى الامام، حتى قضم المساحات بشكلٍ سريع والوصول إلى محاور الاشتباك المباشرة التي يتم إشغالها بسياق ناري – هجومي واسع يؤدي إلى تآكلها وإنهيارها سريعاً. الاسلوب الهجومي هذا كان مدعماً بغطاءٍ ناري بعيد من مرابض صاروخية تعمل على إستهداف إحداثيات محددة، وإسناد قريب من مجموعات خلفية تعمل على الإستهداف المباشر للدشم والنقاط الرشاشة او المدفعية الثابته.

وفي هذا الصدد، تشير معلومات عن معركة تل موسى مثلاً، ان المقاومة كلفها إسقاط التل 5 ساعات من الإشتباكات الفعلي الذي تميز بإطلاق نار كثيف من بنادق المقاومين الذين كانوا يتقدمون على أزيز الرصاص من اسلحتم الرشاشة مندفعين إلى الامام فيما كانوا يتلقون رصاص محدود من المدافعين الذين فرّ غالبيتهم صباحاً بسبب التكثيف الناري الصاروخ، فيما بقيت قلة تحاول الصمود وصد الهجوم.

وعلى عكس ما تم إدعاؤه لاحقاً ان المقاومة كانت تتوقع معارك أشرس على التل، كانت في الحقيقة مدركة ان الكثافة النارية بالشكل التي حصلت به فضلاً عن إندفاعت قوات النخبة من عدة محاور عبر الإلتحام المباشر الكثيف، سيؤدي إلى ضعضعة المسلحين وبالتالي توفير مساحة عمل شبه آمنة وحرة للمقاتلين.

الجانب من اسلوب المقاومة هذا، مكن من إسقاط التلال في وقتٍ قياسي اثار ذهول من تابع وقائع الميدان. إنما تدل هذه الوقائع على العقول العسكرية للمقاومة وإمكانياتها التخطيطية – القتالية في ظروف كمثل طبيعة العمل على الهضاب الصخرية في القلمون.

  • فريق ماسة
  • 2015-05-14
  • 4629
  • من الأرشيف

عن أدمغة "حزب الله" العسكرية ..

في الزمانِ والمكانِ المناسبين، وفي حسابٍ دقيق للميدان العسكري، شنّ حزب الله الغزوة الثانية في إطار ملاحم الأيام المجيدة في السابع من أيار ضارباً هذه المرة الفلول المتشدّدة في جرود القلمون الغربية، التي تهدّد لبنان والمصالح العليا المتضمنة الحفاظ على سلاح المقاومة وحماية الارض. في نفس أسلوب غزو المقاومة للاحتلال الاسرائيلي، كرّر حزب الله إسقاطه لتلال العدو في جنوب لبنان ايام الاحتلال في القلمون الغربي معدلاً على التكتيكات لما يتلائم مع الزمن، الميدان، والوقائع. وبغزارة أكبر، نجح الحزب بتسطير ربطٍ شبه كامل للجرود اللبنانية بالاخرى السورية كاسراً للمرة الاولى تقسيمات “سايكس بيكو” بانياً مع الجيش السوري قاعدة بناء عسكري مشترك يعول عليه في سياق حماية المكتسبات. منطقة القلمون الغربية أو خزان المسلحين الذي أريد منه تهديد معاقل المقاومة في الداخل وخاصرة تؤرق لبنان من شرقه، كان اشبه بأحجار الدومينو التي تساقطت تباعاً مع زحف المقاومين على جبهات القتال، لنصل بعد ثماني أيام إلى إنجازات متعددة وإسقاط لمشروع كامل متكامل عُمل عليه لسنوات. في الوقائع الميدانية لما جرى، فإن “غزوة” 7 أيار القلمونية، تُعيد بالذاكرى من حيث الاهداف لتلك التي حصلت عام 2008 في بيروت، والتي كانت نواة مشروع اريد عبثاً ان يضرب المقاومة، الاهداف من ذلك الذي مضى والذي يحصل اليوم واحدة، رأس المقاومة والفتنة المذهبية. المقاومة التي أعدت العدة جيداً ليوم الفصل هذا، عملت وفق إيقاعٍ متزن قبل ايامٍ مضت إستغلت فيها الوقت من اجل تجميع الخيوط والمفاتيح التي ستفتح ابواب التفوق العسكري لها. إستغلت جميع عوامل القوة الميدانية، العقلية، الجسدية، وحتى التكنولوجية من أجل إنجاح مسعى السيطرة على المواقع الحاكمة على طرفي الحدود. إنها معركة تلال إذاً، هكذا أرادها الواقع الميداني. وضعت المقاومة نصب عينيها في الايام الماضية سيناريو إسقاط مكامن القوة بالنسبة للمسلحين، وهي التلال الحاكمة للسيطرة على قطاعٍ جغرافيٍ واسعٍ دون الدخول مباشرةً في الميدان الجردي اسفل تلك التلال على إعتبار ان من يُسيطر على الرأس يتحكم بالجسد، وبالتالي فإن المسيطر على التلال المرتفعة، يفرض سيطرة ميدانية كاملة على الجرود السلفى. وضعت ساعة الصفر التي تمثلت بفجر السابع من أيار. بعد إعدادٍ مسبق تميز بالعمل لايامٍ سبقت على كافة مكامن القوة ودراسة الميدان مع مسحه عسكرياً، بدأ المشوار عبر تقدم المقاومة إنطلاقاً من الجرود اللبنانية اولاً، من عدة محاور فيما بادر الجيش السوري والمقاومة للتقدم من المحاور الخلفية، اي مثّل التقدم من جهتين، جهة من الشرق نحو الغرب، وجهة من الغرب نحو الشرق كانت بمثابة كماشة على المسلحين. نجحت المقاومة في الايام الاولى من السيطرة على التلال الحاكمة المسيطرة على المعابر من جهة القلمون الجنوبي (عسال الورد) وصولاً للقلمون الاوسط (الجبة) ناجحة بربط الجرود اللبنانية بالجرود السورية، وكان الانطلاق نحو جرود راس المعرة والتل الاستراتيجي هناك “تل موسى” الذي كان بمثابة (الضربة على الراس) التي تُسقط المسلحين إستراتيجياً. مثّل هذا التقدم صدمةً لدى المسلحين من السرعة والتكتيك المدروس والاسلوب الذي إعتمد شن حرب إستنزاف نارية على محاور واسعة، وهذا إتضحت من خلال عدم تحملهم للضغط العسكري حيث كانوا يتركون مواقعهم قبل حتى وصول المقاومين إليها ويفرون نحو الجهات الاخرى في عملية ملاحقة متتابعة من المقاومة. حزب الله عمل وفق تكتيكاتٍ خاصة في عملية القلمون توئمت بين القوة الميدانية والقدرات الذهنية وفق قراءة خاصة لواقع الميدان. طوال اسابيع خلت، كان القادة الميدانيون يقلبون بين ايديهم خرائط الميدان ينكبون على دراسة التفاصيل ونقاط القوة والضعف، دراسة المحاور الاجدر للاختراق وطبيعة القلاع الحصينة. طائرات الإستطلاع التي كان لها الدور الابرز في تأسيس التقدم الحالي، وفّرت قراءة ميدانية شاملة لطبيعة منطقة العمليات وكانت العامل الاساس في كشف عورات المسلحين عبر عملية المسح الجغرافي – الميداني، ومكنت المقاومة من تجميع بنك أهداف ومعلومات قيمة اسهمت في دراسة الوقائع وإعداد الخطط على اساسها وتحديد الاهداف وترتيب الاستهدافات وفق إحداثيات واضحة. كان من مهام الأعين تلك، دراسة طبيعة التلال الحاكمة التي كانت الهدف الاساس للمقاومة وليس الميدان الجردي اسفل التلال. عملت المقاومة وفق مقولة “ضرب الراس للتحكم بالجسد”، وعليه، نشطت طائرات الاستطلاع بدراسة عوامل القوة والضعف وتقديم قاعدة تحليلية لتلك التلال وخواصرها ومن اي تأكل الكتف بطريقةٍ اسهل. درس القادة الميدانيون تلك الصور، ووصلوا لخلاصة مفادها ان التلال قوية البنية يتم التعامل معها وفق سيناريو غزارة النار الصاروخية لاعماء المسلحين وهي بالتالي تمهد لتقدم القوات نحو التلال المحيطة بها ذات الخواصر اللينة لتتحول هذه إلى خواصر قوية للمقاومة بعد السيطرة عليها تتخذها منطلقات لاسقاط التلال القوية وشن الهجمات. هذا السيناريو عمل عليه للسيطرة على تل “نحلة” (2150م عن سطح البحر) عبر الهجوم على التلال المحدبة المحيطة به، والسيطرة على التلال التي تتقدمه حتى جرود راس المعرة، فيما كان السيناريو مدعماً اكثر على تل “موسى” (2615 م عن سطح البحر) الذي بدأ العمل للسيطرة عليه وفق قاعدة السيطرة على الاجزاء الهامة سلسلة “الباروح” (20 كلم، اعلاها 2508 م عن سطح البحر) بما فيها من “الشجرتين، ومرصد الزلازل” وإشغال الباقية منها وبالتالي إنهاء الدفاع الاول للمسلحين والالتفاف على التل من محورين شرقي وجنوبي شرقي إنطلاقاً من الجرود اللبنانية في يونين. العقول وضعت الخطط، في الميدان، كان التكتيك مسنود إلى عناصر الاشتباك ذات الالتحام المباشر من قوات “الرضوان” عبر مجموعات صغيرة متحركة مدعومة بفرق رصد وإشارة واخرى خلفية تؤمن الظهر. هذه عملت في هجماتها وفق أسلوب موجات هجومية “أخطبوطيّة” تخرج منها مجموعات صغيرة تتقدم بإيقاعٍ سريع نحو كتل صخرية تؤمن قاعدة إشتباك لتندفع من خلفها مجموعات اخرى تستلم مكانها، وتعاود تلك التقدم إلى الامام، حتى قضم المساحات بشكلٍ سريع والوصول إلى محاور الاشتباك المباشرة التي يتم إشغالها بسياق ناري – هجومي واسع يؤدي إلى تآكلها وإنهيارها سريعاً. الاسلوب الهجومي هذا كان مدعماً بغطاءٍ ناري بعيد من مرابض صاروخية تعمل على إستهداف إحداثيات محددة، وإسناد قريب من مجموعات خلفية تعمل على الإستهداف المباشر للدشم والنقاط الرشاشة او المدفعية الثابته. وفي هذا الصدد، تشير معلومات عن معركة تل موسى مثلاً، ان المقاومة كلفها إسقاط التل 5 ساعات من الإشتباكات الفعلي الذي تميز بإطلاق نار كثيف من بنادق المقاومين الذين كانوا يتقدمون على أزيز الرصاص من اسلحتم الرشاشة مندفعين إلى الامام فيما كانوا يتلقون رصاص محدود من المدافعين الذين فرّ غالبيتهم صباحاً بسبب التكثيف الناري الصاروخ، فيما بقيت قلة تحاول الصمود وصد الهجوم. وعلى عكس ما تم إدعاؤه لاحقاً ان المقاومة كانت تتوقع معارك أشرس على التل، كانت في الحقيقة مدركة ان الكثافة النارية بالشكل التي حصلت به فضلاً عن إندفاعت قوات النخبة من عدة محاور عبر الإلتحام المباشر الكثيف، سيؤدي إلى ضعضعة المسلحين وبالتالي توفير مساحة عمل شبه آمنة وحرة للمقاتلين. الجانب من اسلوب المقاومة هذا، مكن من إسقاط التلال في وقتٍ قياسي اثار ذهول من تابع وقائع الميدان. إنما تدل هذه الوقائع على العقول العسكرية للمقاومة وإمكانياتها التخطيطية – القتالية في ظروف كمثل طبيعة العمل على الهضاب الصخرية في القلمون.

المصدر : الحدث نيوز/ عبد الله قمح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة