اليوم عندما أتحدث عن قضية الشيخ السعودي نمر النمر المعتقل والمحكوم بالاعدام لن أتحدث بحديث خطابي رمادي موجه للنظام السعودي ولن يكون كذلك كلام رومانسي او عاطفي عابر ،فموقفي من سياسات النظام السعودي هو موقف ثابت ومعارض لمعظم سياسات وتوجهات النظام السعودي من ناحيه تعاطيه مع مختلف ملفات المنطقة العربية وملفات الاقليم ككل ،ولن يكون محور حديثي بجزئيات هذا المقال تدخلآ بشأن داخلي لدولة اخرى ،لأنني بألاساس أعارض بالمطلق فكرة التدخل بشؤون الأخرين ،ومن هنا سأحاول قدر الأمكان الحديث بحيادية عن مجمل القضية التي سأتحدث عنها أدناه ضمن سياق  الموضوع ومضمون الحديث هنا ،وهي قضية الشيخ وعالم الدين السعودي آية الله الشيخ نمر النمر،وسيكون عموم الحديث هنا نابع من مبدئ الحرص على أمن وسلامة قطر مسلم عربي يمثل مكانة وقاعدة دينية وشرعية وعقائدية لكل مسلم ،ولهذا يجب على كل مسلم  وعربي الحرص على سلامة وأمن هذا القطر المسلم العربي،ومن هذا الباب سندرس بواقعية وبمصارحة ومكاشفة واضحة قضية عالم الدين آية الله الشيخ نمر النمر ،دون التطرق والخوض بتفاصيل القضية وأبعادها وخلفياتها ،حفاظآ على مبدئ الحيادية بهذا المقال.

 ومن هنا نبدأ بمحور حديثنا هنا ،ونقرأ انه في مطلع  الربع الثاني  من تشرين  أول من العام الماضي  قضت المحكمة الجزائية بالرياض ، بالحكم بالقتل تعزيرا على عالم الدين آية الله الشيخ نمر النمر على خلفية مجموعة اتهامات ومنها بأنه قام بالاساءة للسلطة الحاكمة والتحريض والاصطدام بدورية شرطة والمشاركة في الاحتجاجات ودعم الثورة في البحرين ودعوته الى اعادة تشييد البقيع،وفي ذلك الحين برزت مجموعة من الدعوات داخل السعودية وخارجها تدعوا رموز النظام السعودي الى التروي والعمل بحكمة ومنهجية والتعاطي بايجابية مع قضية الشيخ النمر ،ولكن مجموع هذه الدعوات قوبلت حينها بردود فعل سلبية من قبل رموزالنظام السعودي .

 اليوم ومع وجود رموز جدد للنظام السعودي ،يبدوا ان قضية الشيخ النمر مازالت ترواح مكانها، فاليوم أطلقت عدة تحذيرات ونداءات اطلقتها بعض الرموز الدينية والحراكية  بعدة مناطق وعبر مجموعة منابر بالسعودية تنادي بمعظمها بالأفراج عن الشيخ النمر ، وهنا أتمنى ان لايكون النظام السعودي الجديد قد وصل بحواره مع بعض الفئات من الشعب السعودي الى طريق مسدودة ،وهذا ماسيدفع نحو تجذر حالة من الفوضى بالداخل السعودي ،وهذا ما لايتمناه احد بالسعودية بهذه المرحلة .

 فاليوم ان كان النظام السعودي فعلآ  قد وصل بحواره مع بعض رموز المكونات الشعبية بالسعودية الى طريق مسدودة،فهذا الأمر يستدعي  اليوم وسريعآ حالة من الصحوة الذهنية والظرفية والزمانية عند العقلاء بالنظام السعودي، ليقفوا بجانب الحق وليعملوا على أعطاء بعض مكونات الشعب السعودي على أساس المواطنة بعض حقوقها المسلوبة التي تقول هذه المكونات أنها مسلوبة منها ، لبناء وتأطير مسار الاصلاح الثابت والمتجدد بعيدا عن حالة التخبط والفوضى بأخذ القرارات الظالمة بحق هذه الفئات والمكونات ،وعلى رأس هذه الملفات هي قضية الشيخ النمر فهذه القضية اليوم تستحق ان يتم التصرف معها وبها بحكمة ومنهجية عمل واضحة تراعي مصلحة الداخل السعودي .

 اليوم لا أعتقد ان احدآ بالداخل السعودي يريد ان يرى نمطآ جديدآ من حالات التمرد المجتمعي وخصوصا ببعض المناطق الشرقية بالسعودية والتي يحاول البعض اضفاء الطابع الطائفي عليها اليوم ،وبالنسبة لنا لانتمنى ان نرى أي نوع او نمط من الفوضى بالداخل السعودي ،ولهذا يجب على العقلاء بالنظام السعودي اليوم ان يتعاملوا مع قضية الشيخ النمر على مبدئ ثابت ومنهجية عمل وطنية خالصة ،فالافراج اليوم عن الشيخ النمر سيكون له عدة تداعيات وتاثيرات واسقاطات أيجابية على مجمل الوضع العام المستقر نسبيآ بالداخل السعودي ،وهذا بدوره سيحفظ ويجنب الدولة السعودية من تداعيات فوضوية كبرى .

 وقبل الختام ،فاليوم هناك سؤال مطروح ويستحق ان يطرح اليوم وليعتبر قضية رأي عام عالمية توضع امام جميع عقلاء النظام السعودي ومضمون هذا السؤال ،ماذا ستستفيد الدولة السعودية اليوم من أستمرار سجن الشيخ النمر او أعدامه كأقصى حد ممكن ؟،هذا السؤال سيترك برسم الأجابة عند كل العقلاء بالنظام السعودي .

 ختامآ، هل  ياترى سينجح عقلاء النظام السعودي بالحفاظ على مكانة ووحدة السعودية  ضمن مسار جديد يضمن ان تكون السعودية بعيده عن تقاطعات الفوضى ؟، وان نجحوا بهذا فهل يستطيعوا  ان يعملوا على أنجاز وقطع مجموعة وجملة من التحديات والاستحقاقات المرحلية التي تواجه النظام السعودي اليوم  ، ومن أهمها ألأفراج عن الشيخ النمر، ومن هنا سننتظر الايام القادمة لتعطينا أجابات واضحة عن كل هذه التكهنات والتساؤلات التي طرحناها بمجمل حديثنا هنا، لأن المرحلة صعبة والتكهنات كثيرة بما يخص التطورات المستقبلية الخطرة على السعودية  أذا تم فعلا تنفيذ حكم الاعدام بحق الشيخ نمر النمر......

  • فريق ماسة
  • 2015-05-14
  • 12121
  • من الأرشيف

اعدام الشيخ النمر ..قضية رأي عام توضع أمام عقلاء النظام السعودي ؟؟

اليوم عندما أتحدث عن قضية الشيخ السعودي نمر النمر المعتقل والمحكوم بالاعدام لن أتحدث بحديث خطابي رمادي موجه للنظام السعودي ولن يكون كذلك كلام رومانسي او عاطفي عابر ،فموقفي من سياسات النظام السعودي هو موقف ثابت ومعارض لمعظم سياسات وتوجهات النظام السعودي من ناحيه تعاطيه مع مختلف ملفات المنطقة العربية وملفات الاقليم ككل ،ولن يكون محور حديثي بجزئيات هذا المقال تدخلآ بشأن داخلي لدولة اخرى ،لأنني بألاساس أعارض بالمطلق فكرة التدخل بشؤون الأخرين ،ومن هنا سأحاول قدر الأمكان الحديث بحيادية عن مجمل القضية التي سأتحدث عنها أدناه ضمن سياق  الموضوع ومضمون الحديث هنا ،وهي قضية الشيخ وعالم الدين السعودي آية الله الشيخ نمر النمر،وسيكون عموم الحديث هنا نابع من مبدئ الحرص على أمن وسلامة قطر مسلم عربي يمثل مكانة وقاعدة دينية وشرعية وعقائدية لكل مسلم ،ولهذا يجب على كل مسلم  وعربي الحرص على سلامة وأمن هذا القطر المسلم العربي،ومن هذا الباب سندرس بواقعية وبمصارحة ومكاشفة واضحة قضية عالم الدين آية الله الشيخ نمر النمر ،دون التطرق والخوض بتفاصيل القضية وأبعادها وخلفياتها ،حفاظآ على مبدئ الحيادية بهذا المقال.  ومن هنا نبدأ بمحور حديثنا هنا ،ونقرأ انه في مطلع  الربع الثاني  من تشرين  أول من العام الماضي  قضت المحكمة الجزائية بالرياض ، بالحكم بالقتل تعزيرا على عالم الدين آية الله الشيخ نمر النمر على خلفية مجموعة اتهامات ومنها بأنه قام بالاساءة للسلطة الحاكمة والتحريض والاصطدام بدورية شرطة والمشاركة في الاحتجاجات ودعم الثورة في البحرين ودعوته الى اعادة تشييد البقيع،وفي ذلك الحين برزت مجموعة من الدعوات داخل السعودية وخارجها تدعوا رموز النظام السعودي الى التروي والعمل بحكمة ومنهجية والتعاطي بايجابية مع قضية الشيخ النمر ،ولكن مجموع هذه الدعوات قوبلت حينها بردود فعل سلبية من قبل رموزالنظام السعودي .  اليوم ومع وجود رموز جدد للنظام السعودي ،يبدوا ان قضية الشيخ النمر مازالت ترواح مكانها، فاليوم أطلقت عدة تحذيرات ونداءات اطلقتها بعض الرموز الدينية والحراكية  بعدة مناطق وعبر مجموعة منابر بالسعودية تنادي بمعظمها بالأفراج عن الشيخ النمر ، وهنا أتمنى ان لايكون النظام السعودي الجديد قد وصل بحواره مع بعض الفئات من الشعب السعودي الى طريق مسدودة ،وهذا ماسيدفع نحو تجذر حالة من الفوضى بالداخل السعودي ،وهذا ما لايتمناه احد بالسعودية بهذه المرحلة .  فاليوم ان كان النظام السعودي فعلآ  قد وصل بحواره مع بعض رموز المكونات الشعبية بالسعودية الى طريق مسدودة،فهذا الأمر يستدعي  اليوم وسريعآ حالة من الصحوة الذهنية والظرفية والزمانية عند العقلاء بالنظام السعودي، ليقفوا بجانب الحق وليعملوا على أعطاء بعض مكونات الشعب السعودي على أساس المواطنة بعض حقوقها المسلوبة التي تقول هذه المكونات أنها مسلوبة منها ، لبناء وتأطير مسار الاصلاح الثابت والمتجدد بعيدا عن حالة التخبط والفوضى بأخذ القرارات الظالمة بحق هذه الفئات والمكونات ،وعلى رأس هذه الملفات هي قضية الشيخ النمر فهذه القضية اليوم تستحق ان يتم التصرف معها وبها بحكمة ومنهجية عمل واضحة تراعي مصلحة الداخل السعودي .  اليوم لا أعتقد ان احدآ بالداخل السعودي يريد ان يرى نمطآ جديدآ من حالات التمرد المجتمعي وخصوصا ببعض المناطق الشرقية بالسعودية والتي يحاول البعض اضفاء الطابع الطائفي عليها اليوم ،وبالنسبة لنا لانتمنى ان نرى أي نوع او نمط من الفوضى بالداخل السعودي ،ولهذا يجب على العقلاء بالنظام السعودي اليوم ان يتعاملوا مع قضية الشيخ النمر على مبدئ ثابت ومنهجية عمل وطنية خالصة ،فالافراج اليوم عن الشيخ النمر سيكون له عدة تداعيات وتاثيرات واسقاطات أيجابية على مجمل الوضع العام المستقر نسبيآ بالداخل السعودي ،وهذا بدوره سيحفظ ويجنب الدولة السعودية من تداعيات فوضوية كبرى .  وقبل الختام ،فاليوم هناك سؤال مطروح ويستحق ان يطرح اليوم وليعتبر قضية رأي عام عالمية توضع امام جميع عقلاء النظام السعودي ومضمون هذا السؤال ،ماذا ستستفيد الدولة السعودية اليوم من أستمرار سجن الشيخ النمر او أعدامه كأقصى حد ممكن ؟،هذا السؤال سيترك برسم الأجابة عند كل العقلاء بالنظام السعودي .  ختامآ، هل  ياترى سينجح عقلاء النظام السعودي بالحفاظ على مكانة ووحدة السعودية  ضمن مسار جديد يضمن ان تكون السعودية بعيده عن تقاطعات الفوضى ؟، وان نجحوا بهذا فهل يستطيعوا  ان يعملوا على أنجاز وقطع مجموعة وجملة من التحديات والاستحقاقات المرحلية التي تواجه النظام السعودي اليوم  ، ومن أهمها ألأفراج عن الشيخ النمر، ومن هنا سننتظر الايام القادمة لتعطينا أجابات واضحة عن كل هذه التكهنات والتساؤلات التي طرحناها بمجمل حديثنا هنا، لأن المرحلة صعبة والتكهنات كثيرة بما يخص التطورات المستقبلية الخطرة على السعودية  أذا تم فعلا تنفيذ حكم الاعدام بحق الشيخ نمر النمر......

المصدر : الماسة السورية/ هشام الهبيشان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة