دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن الصمود الأسطوري الذي ترسخه سورية جيشاً وقيادةً وشعباً في مواجهة أعتى التحديات التي واجهها أي شعب في هذا العالم “هو المعجزة السورية وهي محصلة الانتصار الآتي الذي سيجسد إنجازات شعب عظيم في مختلف جوانب الحياة عسكرياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً وإعلامياً” وأن هذه المعجزة ستعكس إنجازا لكل من وقف مع سورية من أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم.
وشدد المقداد في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية في عددها الصادر اليوم على أن تاريخ الحروب بمختلف أشكالها سيسجل أن أياً من الجيوش التي خاضت تلك الحروب، لم تصمد كما صمد الجيش العربي السوري دفاعا عن استقلال وسيادة سورية وحرمة أراضيها ويخوض معارك تعكس بشكل ما عولمة الإرهاب وتعتمد على نوع من التدخل العسكري الخارجي عبر الحدود من خلال أدوات تقوم بشكل أساسي على المرتزقة من داخل سورية وخارجها مشيرا إلى الضخ المالي الكبير الذي وفرته السعودية وقطر بتعليمات وتوجيهات من صانعي القرار في اميركا وفرنسا وبريطانيا وتركيا ودول أخرى في حلف الناتو.
ولفت المقداد إلى أن شعب سورية بكل إبداعاته وإنجازاته الحضارية جسد أنصع صفحات العطاء والبذل والتضحية وتحمل أعباء ثمن المعجزة السورية بمحافظته على وحدته الوطنية ووقوفه خلف جيشه ودفاعه عن مؤسساته الوطنية بغض النظر عن التهديدات وأساليب الترغيب والترهيب لأعداء سورية الذين وجهوا السلاح إلى صدور السوريين غير عابئين بما جلبه مالهم وسلاحهم من ويلات على شعب سورية خصوصا أن علاقاتهم مع “إسرائيل” ومصالحها أصبحت أولوية لهم على حساب دماء السوريين واليمنيين والعراقيين والليبيين والمصريين والفلسطينيين.
وبين المقداد أن أخطر الأسلحة التي أنتجتها العصور الحديثة هي سلاح الإعلام الذي استخدم أعداء سورية أحدث تقنياته فأصبح لبعض المرتزقة السوريين والحاقدين من تنظيمات مسلحة وأخرى تكفيرية ومتطرفة الكثير من محطات التلفزة وعشرات المحطات الإذاعية المرتبطة بشكل مدروس مع أجهزة الإعلام المتصهينة لبث الدعاية الرخيصة المسمومة ضد سورية والتحريض العنصري والإقليمي والعشائري لتفتيت سورية أرضاً وشعباً بتمويل سخي من ممالك النفط لتلفيق الأخبار ضد سورية التي وقف ضدها الإعلام السوري والعربي الشريف بالمرصاد، ويشهد على ذلك شهداء الإعلام السوري وجرحاه.
وتساءل المقداد.. من كان يتصور أن يصل الأمر بقادة دول في الاتحاد الأوروبي كما هو الحال مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لكي يصبح عبداً لدى السعودية يأخذ أموالها مقابل صفقات تسليح ونفط وتأمين مظلة سياسية لهؤلاء في دعمهم الإرهاب وحربهم على اليمن وانتهاكاتهم التي لا سابق لها لحقوق الإنسان وللمبادئ التي حملها الشعب الفرنسي في الحرية والمساواة والإخاء التي أصبحت معروضة للبيع والشراء والمتاجرة بها على المنابر الدولية والمؤتمرات الصاخبة.
وبين المقداد أن الولايات المتحدة التي ستقوم بتدريب ما تسميه “مجموعات سورية مسلحة معتدلة” بذريعة مقاومة تنظيمي “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين على الأراضي التركية والأردنية انما تكذب على الشعب الأميركي وعلى الرأي العام العالمي مؤكدا أن الولايات المتحدة بذلك تقوم بدعم الإرهاب وبتعقيد شروط الحل السياسي في سورية، بهدف إضاعة الوقت وإطالة أمد المواجهة لفرض مخططاتها في المنطقة وحماية “إسرائيل” ومصالحها داعيا الولايات المتحدة إلى الابتعاد عن سياسات الاعتداء الصارخ على سيادة الدول وتغيير أنظمتها بالقوة.
وكشف المقداد أن التحالف غير المقدس بين “إسرائيل” والعائلة السعودية الحاكمة في الجزيرة العربية وبعض الدول الغربية يمثل أبشع أشكال الانتهازية في العلاقات الدولية التي يشهدها عالم اليوم حيث نرى تهافتاً وتنافساً غير مسبوقين من قبل قادة هذه الدول على منطقتنا وإذا كان المقصود بهذه السياسات العودة إلى منطق تغيير الأنظمة السياسية بالقوة في بلدان العالم فإن هذا النهج السياسي سيقود إلى مزيد من الدمار والقتل ليس في منطقتنا فحسب، بل وفي أي بلد تريد الإدارات الأميركية والقياد ات الأوروبية تغيير قياداته لأن هذه القياد ات لا تعمل تحت راياتها ولا تلبي سياساتها الاستعمارية بجميع أشكالها القديمة منها أو الحديثة.
وأشار المقداد إلى أن إعادة فتح ملفات “الأسلحة الكيميائية” في سورية من قبل الغرب محاولة أخرى لابتزاز سورية التي تخلت عن برامجها إيمانا منها بعدم جدواها مطالبا دول الغرب بوضع أسلحة الدمار الشامل “الإسرائيلية” تحت الرقابة الدولية والتوقف عن تزويد عملائها وإرهابييها بمادة الكلور ووقف البحث عنه وعن مزيد من الذرائع للتدخل في الشؤون الداخلية السورية على حساب معاناة الأطفال والنساء الذين تقتلهم غازات الكلور التي يستخدمها الإرهابيون وأنه يتوجب على الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى سورية العمل على وقف الدعم الذي تقدمه تركيا والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة للإرهابيين والقتلة أولاً مبينا أن “القيادة السورية لن تترك أي فرص لإعادة الأمن والهدوء إلى ربوع هذه البلاد الطاهرة من دون السعي إلى دعمها للوصول إلى حل سياسي يضمن حل هذه الأزمة من خلال حوار سوري سوري وبقيادة سورية ومن دون تدخل خارجي”.
وقال المقداد في ختام مقاله “إن المعجزة السورية آتية وستتحقق، والانتصار السوري سيكون درساً قاسياً لكل من يحاول استخدام الإرهابيين والقتلة للوصول إلى غايات سياسية.. وها هم الأبطال السوريون من الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية يسطرون في هذه الأيام والساعات أنصع صور النضال ضد الإرهاب وداعميه واتخذوا قرارهم الذي لا تراجع عنه أمام حلف قطع الرؤوس وأكلة الأكباد والقلوب الذي تدعمه سراً وأحياناً علناً بعض الدول الغربية وأدواتها في المنطقة من دون أي خجل”.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة