دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ليس كذبـاً إن قلنا ان لصواريح الـ “تـاو” الأمريكية الفضل الأكبر في إسقاط مدينة جسر الشغور من يد الجيش السوري قبل أيام، فتلك الصواريخ الحرارية المضادة للدبابات كانت بمثابة الخيل الذي إمتطاه المسلحون من أجل السيطرة على المدينة الهامة في شمال غرب إدلب.
هنا، نحن لا نقول ان الجماعات التكفيرية لا تمتلك القوة الهجومية، فدون ادنى شك، ان الجماعات المهاجمة لـ “جسر الشغور” والتي قدّر عددها بـ 5000 مقاتل، مطعمة بعناصر قوقازية وجهادية خليجية، تعتبر من أشرس العناصر المبايعة لفكر القاعدة، المدربة جيدا ً على خوض حرب الشوارع، وتعتبر من العناصر المعقدنة من فكر تنظيم “قاعدة الجهاد”، لكننا نظهر مكامن القوة التي إعتمدت هذه الجماعات عليها حتى نجحت بإسقاط “جسر الشغور” على الشكل الذي تم فيه.
صواريخ الـ “تـاو” او قاهرة الدبابات الروسية كما يحب الامركان تسميتها، كانت الجندي المجهول الذي رجّح كفّة مسلحين تنظيم “القاعدة” خلال معركتهم ضد الجيش في جسر الشغور. آليات الجيش في تلك المعركة تحولت لاهداف سهلة نسبياً بسبب الاطلاق الغزير لهذه الصواريخ. الإنغماسيون أيضاً كان لهم دور هام في تفوق المسلحين، إذاً، يمكن القول بصراحة ان خليطاً من الـ “تاو” مجولاً بدماء إنتحاريين كان السبب في المشهد الاخير من سيناريو تركيا الرامي إلى إسقاط المدينة، المعقل الهام وطريق وصل خطوط الامداد في ريف إدلب.
تنظيما “جنود الشام” الذي يُديره الارهابي القوقازي “أمير مسلم الشيشاني” مع جماعة “جند الأقصى” التكفيرية كان لهما حصة الأسد من تلك الصواريخ. تشير معلومات “الحدث نيوز” المستقاة عن مصادر ميدانية، ان الجماعتان عملتا على تقاسم الادوار هجوماً، ففي حين كانت “جنود الشام” تجزّئ عناصرها بين مجموعات تقدم مدعومة بإنغماسيين وأخرى ترابض خلف “التاو”، فضلت “جند الاقصى” ان تُشرك مقاتليها في هجماتٍ مع عناصر “جبهة النصرة” ضمن “جيش الفتح” داعمة إياهم برمايات عنيفة بتلك الصواريخ مستهدفة عدد كبير من حواجز الجيش. الجماعتان قستما العناصر إذاً في العديد من الجبهات، هؤلاء إنتشروا مواجهين كافة حواجز الجيش خاصة في الجزء الشمالي الشرقي والجنوبي والغربي، ففي الجبهات التي لم تشهد على إرهاب “الانغماسيين”، كان لصواريخ “تـاو” إرهاباً من نوعٍ آخر موجه حرارياً نحو مدرعات الجيش السوري التي أخذت تحترق بفعلها.
وتشير التقديرات، ان العناصر الارهابية أطلقت أكثر من 200 صاروخ “تاو” خلال نحو 24 ساعة من المعركة المفتوحة، كانت قد غنمت تلك الصواريخ خلال المعارك مع حركة “حزم” وأخرى غنمتها خلال مشاركة “جند الاقصى” مع “جبهة النصرة” في المعارك ضد “جبهة ثوار سوريا” في ريف إدلب، ففي حين ذهبت مصادر للقول انّ تلك الصواريخ تمّ تزويد الجماعات الارهابية فيها قبل بدء “غزو إدلب” من قبل تركيا عبر الخط الحدودي المفتوح.
ومن المعلوم، ان هذه الصواريخ تم إرسلها أمريكياً عبر تركيا إلى فصائل في ميليشيات الجيش الحر صنفت على انها “جماعات معتدلة”، لكن تلك الصواريخ سقطت من ايديها لصالح الجماعات المصنفة “متطرفة” لتكون عاملاً في تغيير المعادلات الميدانية في المعارك ضد الجيش السوري.
المصدر :
الحدث نيوز / رائد حرب
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة