رأى رئيس تيار “المردة” الوزير سليمان فرنجية أن ما يسمى بـ”عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد اليمن وصلت الى طريق مسدود”، مشيراً الى أن “القصف الجوي لا يمكن أن يحقق انتصاراً على الأرض، لأن الحرب البرية هي المقياس، والسعودي لا يستطيع خوض مثل هذه الحرب”، لافتاً الانتباه الى أنه “لو دخلت باكستان الى جانب الرياض في هذه الحرب لكان هناك خوف حقيقي على اليمن”.

وفي حديث لصحيفة “السفير”، أكّد فرنجية أنه يتبنى وجهة نظر حزب الله بهذا الخصوص ويقف الى جانبه في كل القضايا الوطنية والإقليمية، مضيفاً “أنا مع السيد حسن نصرالله حتى النهاية في الموقف الذي اتخذه من الحرب السعودية على اليمن، أياً يكن ارتفاع سقف موقفه السياسي”.

وفي الملف السوري، لفت فرنجية الى أن سوريا صامدة، وأن النظام لا يزال يواجه حرباً عالمية بكل معنى الكلمة، مشدداً على أنه “لن يكون هناك تقسيم، ولكن لا حسم للأزمة السورية في المدى المنظور”.

وعرض فرنجية للخريطة الميدانية في سوريا من موقع العارف والمتابع والمتواصل مع الرئيس بشار الأسد أسبوعياً، جازماً أن “الجيش السوري سيتمكن قريباً من استعادة إدلب”، مشيراً الى أن “الأمر نفسه يسري على بصرى الشام”، ومؤكداً أن “الأميركيين يعانون من إرباك كبير في سوريا، فهم لا يريدون الحديث مع الرئيس الأسد ولا يريدون للنظام أن ينهار، لكنهم في الوقت ذاته مقتنعون بأنه لا يمكن فصل النظام عن الرئيس الأسد، كما أنهم لا يريدون أن يتحدثوا مع “داعش” ولا مع “جبهة النصرة”، فكيف يمكن حل هذه الأزمة ـ الدوامة؟”.

أمّا في الشأن الداخلي المحلي، فلم يبدو رئيس “تيار المردة” متفائلاً في إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، لكنه مطمئن أن “الرئيس الوسطي” قد سقط مبدئياً لأنه لو كانت حظوظه متوافرة لما انتظرنا كل هذه الفترة من دون انتخابات رئاسية.

ورجح فرنجية أن “فخامة الفراغ” سيمدد إقامته في قصر بعبدا الى حين انتخاب رئيس قوي للبنان، مؤكداً أن البلد يحتاج الى صدمة إيجابية، من نوع اتفاق دوحة جديد، أو اتفاق طائف جديد، من شأنها خلط الأوراق السياسية وكسر الاصطفافات بين 8 و14 آذار.

وأشار فرنجية الى أن لبنان يحتاج الى وفاق وطني حقيقي من دون أن يكون هناك رابح أو خاسر، بعد توزيع السلطة على اساس عادل ومنصف، وهو ما يزال على قناعة بأن لبنان جزء من تسوية المنطقة، وسيكون الرقم واحد في بنود أي تسوية إقليمية، ومساحة امام اللاعبين لتبادل اختبار النيات لأن ملفه من أسهل الملفات.

 

وحول احتمال التمديد للقادة العسكريين والأمنيين، أكد فرنجية أنه يدعم وصول العميد شامل روكز، الذي يتمتع بمناقبية كبيرة وتربطه به علاقة ممتازة، الى قيادة الجيش، لكن في حال تعذر ذلك، وكان الاختيار بين العماد جان قهوجي وبين الفراغ فإنه سيختار التمديد لقهوجي، مشيداً أيضاً بمزايا الأخير الذي كان العماد ميشال عون قد دعم اختياره لهذا المنصب، مشدداً على أنه ضد الذهاب الى فرط عقد الحكومة رداً على التمديد في حال حصوله، لكن الأمر خاضع للتشاور مع كل الحلفاء، وخصوصاً حزب الله “فإذا قرروا مجتمعين الانسحاب من الحكومة عندها لن أبقى فيها وحدي”، مرجحاً فرضية انتفاء المصلحة في ذلك.

 

وفيما يتعلق بالحوار الداخلي، رأى فرنجية أن الحوار بين حزب الله و “تيار المستقبل” جيد، وإن كان يحرص على تحييد كل المسائل الخلافية وكان آخرها اليمن، لكن مجرد الجلوس على طاولة واحدة ولو لـ “السلام والكلام” فإن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الوضع العام.

 

أما حوار “التيار الوطني الحر” مع “القوات اللبنانية”، فيرى فرنجية أنه لن يصل الى نتائج نوعية، وهو لتمرير المرحلة، خصوصاً أنه لا يمكن أن ينتج رئيساً للجمهورية، مؤكداً أنه لا حوار بين “المردة” و”القوات”، بل اجتماعات تنسيقية بين الحين والآخر، وإذا كان هناك من حوار مستقبلا فإنه سيكون منطلقاً من ثوابتنا الوطنية والقومية.

 

وفي نظرته للمرحلة المقبلة، شدد فرنجية على وجوب عدم الانزلاق الى التقاتل، لافتاً الانتباه الى أنه بمجرد التوافق على هذا الأمر فقط نكون قد حققنا إنجازاً بحماية وطننا، لأن أدوات الحرب وشعاراتها وتحريضها كلها جاهزة اليوم.

 

وفي ما يخص المظلة الدولية التي تؤمن شبكة أمان للبنان، اعتبر فرنجية أن “الحرب عندنا اليوم لا تقدم ولا تؤخر في حسابات الخارج، بل تزيد الطين بلة في منطقة متفجرة بالكامل، لذلك فإن القوى الكبرى التي تلعب في المسارح الكبيرة على امتداد المنطقة، لا يعنيها لبنان في هذا الإطار، لأن الحرب فيه لم تعد تنفع أحداً”.

  • فريق ماسة
  • 2015-04-16
  • 13431
  • من الأرشيف

فرنجية‬: أنا مع السيد نصرالله حتى النهاية

رأى رئيس تيار “المردة” الوزير سليمان فرنجية أن ما يسمى بـ”عاصفة الحزم” التي تقودها السعودية ضد اليمن وصلت الى طريق مسدود”، مشيراً الى أن “القصف الجوي لا يمكن أن يحقق انتصاراً على الأرض، لأن الحرب البرية هي المقياس، والسعودي لا يستطيع خوض مثل هذه الحرب”، لافتاً الانتباه الى أنه “لو دخلت باكستان الى جانب الرياض في هذه الحرب لكان هناك خوف حقيقي على اليمن”. وفي حديث لصحيفة “السفير”، أكّد فرنجية أنه يتبنى وجهة نظر حزب الله بهذا الخصوص ويقف الى جانبه في كل القضايا الوطنية والإقليمية، مضيفاً “أنا مع السيد حسن نصرالله حتى النهاية في الموقف الذي اتخذه من الحرب السعودية على اليمن، أياً يكن ارتفاع سقف موقفه السياسي”. وفي الملف السوري، لفت فرنجية الى أن سوريا صامدة، وأن النظام لا يزال يواجه حرباً عالمية بكل معنى الكلمة، مشدداً على أنه “لن يكون هناك تقسيم، ولكن لا حسم للأزمة السورية في المدى المنظور”. وعرض فرنجية للخريطة الميدانية في سوريا من موقع العارف والمتابع والمتواصل مع الرئيس بشار الأسد أسبوعياً، جازماً أن “الجيش السوري سيتمكن قريباً من استعادة إدلب”، مشيراً الى أن “الأمر نفسه يسري على بصرى الشام”، ومؤكداً أن “الأميركيين يعانون من إرباك كبير في سوريا، فهم لا يريدون الحديث مع الرئيس الأسد ولا يريدون للنظام أن ينهار، لكنهم في الوقت ذاته مقتنعون بأنه لا يمكن فصل النظام عن الرئيس الأسد، كما أنهم لا يريدون أن يتحدثوا مع “داعش” ولا مع “جبهة النصرة”، فكيف يمكن حل هذه الأزمة ـ الدوامة؟”. أمّا في الشأن الداخلي المحلي، فلم يبدو رئيس “تيار المردة” متفائلاً في إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، لكنه مطمئن أن “الرئيس الوسطي” قد سقط مبدئياً لأنه لو كانت حظوظه متوافرة لما انتظرنا كل هذه الفترة من دون انتخابات رئاسية. ورجح فرنجية أن “فخامة الفراغ” سيمدد إقامته في قصر بعبدا الى حين انتخاب رئيس قوي للبنان، مؤكداً أن البلد يحتاج الى صدمة إيجابية، من نوع اتفاق دوحة جديد، أو اتفاق طائف جديد، من شأنها خلط الأوراق السياسية وكسر الاصطفافات بين 8 و14 آذار. وأشار فرنجية الى أن لبنان يحتاج الى وفاق وطني حقيقي من دون أن يكون هناك رابح أو خاسر، بعد توزيع السلطة على اساس عادل ومنصف، وهو ما يزال على قناعة بأن لبنان جزء من تسوية المنطقة، وسيكون الرقم واحد في بنود أي تسوية إقليمية، ومساحة امام اللاعبين لتبادل اختبار النيات لأن ملفه من أسهل الملفات.   وحول احتمال التمديد للقادة العسكريين والأمنيين، أكد فرنجية أنه يدعم وصول العميد شامل روكز، الذي يتمتع بمناقبية كبيرة وتربطه به علاقة ممتازة، الى قيادة الجيش، لكن في حال تعذر ذلك، وكان الاختيار بين العماد جان قهوجي وبين الفراغ فإنه سيختار التمديد لقهوجي، مشيداً أيضاً بمزايا الأخير الذي كان العماد ميشال عون قد دعم اختياره لهذا المنصب، مشدداً على أنه ضد الذهاب الى فرط عقد الحكومة رداً على التمديد في حال حصوله، لكن الأمر خاضع للتشاور مع كل الحلفاء، وخصوصاً حزب الله “فإذا قرروا مجتمعين الانسحاب من الحكومة عندها لن أبقى فيها وحدي”، مرجحاً فرضية انتفاء المصلحة في ذلك.   وفيما يتعلق بالحوار الداخلي، رأى فرنجية أن الحوار بين حزب الله و “تيار المستقبل” جيد، وإن كان يحرص على تحييد كل المسائل الخلافية وكان آخرها اليمن، لكن مجرد الجلوس على طاولة واحدة ولو لـ “السلام والكلام” فإن ذلك من شأنه أن ينعكس إيجاباً على الوضع العام.   أما حوار “التيار الوطني الحر” مع “القوات اللبنانية”، فيرى فرنجية أنه لن يصل الى نتائج نوعية، وهو لتمرير المرحلة، خصوصاً أنه لا يمكن أن ينتج رئيساً للجمهورية، مؤكداً أنه لا حوار بين “المردة” و”القوات”، بل اجتماعات تنسيقية بين الحين والآخر، وإذا كان هناك من حوار مستقبلا فإنه سيكون منطلقاً من ثوابتنا الوطنية والقومية.   وفي نظرته للمرحلة المقبلة، شدد فرنجية على وجوب عدم الانزلاق الى التقاتل، لافتاً الانتباه الى أنه بمجرد التوافق على هذا الأمر فقط نكون قد حققنا إنجازاً بحماية وطننا، لأن أدوات الحرب وشعاراتها وتحريضها كلها جاهزة اليوم.   وفي ما يخص المظلة الدولية التي تؤمن شبكة أمان للبنان، اعتبر فرنجية أن “الحرب عندنا اليوم لا تقدم ولا تؤخر في حسابات الخارج، بل تزيد الطين بلة في منطقة متفجرة بالكامل، لذلك فإن القوى الكبرى التي تلعب في المسارح الكبيرة على امتداد المنطقة، لا يعنيها لبنان في هذا الإطار، لأن الحرب فيه لم تعد تنفع أحداً”.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة