عرضت قناة ” الجديد القطرية” ، التي تبث من بيروت، (مساء الثلاثاء الماضي في الرابع عشر من نيسان ٢٠١٥) فيلما وثائقيا وضع توقيعه على اعداده الصحفي الموظف في القناة “جاد غصن”.

عنوان الفيلم ” المطاردة” وقصته مفترض ان تروي قصة المطاردة المزعومة التي قام بها الجاسوس الاميركي روبيرت بير لقتل الشهيد مغنية في ثمانينات القرن الماضي.

سياق الفيلم يؤكد حقيقة الهدف منه فهو ” وثائقي” يمكن اعتباره “عملة للدفع” في عالم الامن والاستخبارات.

هو فيلم هدفه عرض اتهام الشهيد مغنية بقتل رفيق الحريري واخرين(حصرا) ولا هدف اخر له.

الفيلم الذي احتوى “كلاما فارغا” طوال ستين دقيقة ونيف، صنعته القناة لاجل تمرير ثلاثة اتهامات للشهيد عماد هي:

- اغتيال الرئيس رفيق الحريري

– اغتيال رينيه معوض

– اغتيال الوزير السابق بيار الجميل

فضلا عن العديد من العمليات الامنية التي جرى ” تلبيسها ” لمغنية دون ان يقدم الفيلم او روبرت بير اي دليل على ذلك سوى ” الكلام”.

لنصدق الكلام المتعلق بعلاقة مغنية بمقتل الثلاثة المذكورين اعلاه علينا ان نسأل:

من الذي يتهم من؟؟

روبرت بير يتهم عماد مغنية عبر قناة الجديد!!

في اي توقيت ولاي سبب تذكرت الجديد الان علاقة الجاسوس “روبرت بير” بلبنان وبقصة الشهيد مغنية؟؟

 

عشية مثول كرمى خياط امام المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري واخرين!!!

وعشية الحديث الموثق امنيا ،من اكثر من جهة امنية ورسمية حزبية في لبنان، حول صفقة جرت بين تحسين خياط ومن خلفه الاستخبارات القطرية مع الاستخبارات السعودية. صفقة تقضي بتوسط السعوديين لضمان عدم تعرض المحكمة لكرمى خياط وعدم الحكم ضدها بالسجن فعلا.

للسعوديين قدرة على ذلك من خلال الاميركيين طبعا، والصفقة تجير قناة قطر المسماة ” الجديد” لمصلحة هجوم السعودية على حزب الله في هذه المرحلة وبدءا منها.

وافق القطريون على ذلك ووافق تحسين خياط على ذلك (بحسب مصادر امنية في لبنان) كي لا يجري اصدار حكم بالسجن ضد الجديد وضد شركات تحسين خياط في الخارج.

يمكن للمحكمة ان تفعل ذلك بموجب قانونها الداخلي الذي يخولها سجن كرمى لسنوات سبع كحد اقصى لكشفها معلومات تعتبرها المحكمة سرية من خلال شاشة الجديد، بغض النظر عن اهداف كرمى وابيها من خلف كشف تلك الاسرار الدولية في حينه.

اذا صارت الصفقة موضع التنفيذ، كرمى في المحكمة تدعي البطولة وتمثل دور ” جميلة بوحيرد” وابيها يبث شريطا وثائقيا ينفذ من خلاله واحدة من شروط الصفقة القطرية السعودية لتبرأة الجديد في المحكمة وضمنا تبرأة كرمى، او على الاغلب والاصلح ” الحكم عليها مع وقف التنفيذ” وتحويل القناة وابنة المشرف عليها الى شهيدة حية للصحافة وللحرية وتوضع هي وابيها وقناة قطر بتصرف المخابرات السعودية – ابنة المخابرات الاميركية بالتبني.

لا شيء في وثائقي ” المطاردة ” يستدعي بثه لولا ان هدف القناة توجيه طعنة اعلامية امنية سياسية نفسية ضد حزب الله وبذل جهد من تحسين خياط عبر قناته لبث فعالية نفسية تساهم في الفتنة المذهبية التي تريد السعودية تأجيجها في لبنان والعالم العربي اكثر مما هي مؤججة.

تحويل القناة القطرية – الجديد – الى سلاح سعودي ضد حزب الله بعدما كانت لعقدين سلاحا قطريا ضد النفوذ السعودي في لبنان مكسب للسعودية لان للجديد شعبية عند جمهور المقاومة.

هل روبرت بير صادق فيما اتهم به الشهيد مغنية؟؟

هل جاد غصن صاحب هذه الفكرة (الفيلم) ؟؟

هل ما ورد في الفيلم حقيقي في تفاصيله؟؟

اولا: من يسرق الذرة يسرق الدرة .

ومن يكذب في تاريخ حادثة معينة بحكم الانسحاب الاسرائيل الى الشريط الحدودي كيف له ان يزعم انه يعرف من قتل رفيق الحريري وكيف له ان يزعم انه يعرف شيئا عن عماد مغنية؟؟

 

اشرف على الفيلم وعلى تنفيذه صاحب فكرته جاسوس اميركي من اصول لبنانية ويعمل في اطار العمل المشترك المخابراتي السعودي الاميركي في لبنان.

بماذا يفيد ” وثائقي” جاد غصن محور السعودية – اميركا

كل السياسات السعودية قامت منذ العام ٢٠٠٠ على قاعدة حماية نفسها من تأثير المقاومة افي الشارع العربي عبر نشر الفتنة المذهبية. وقد نجحت السعودية في ذلك لكنها تعرف ان اي تراخ يعيد لنصرالله صورته البهية في الشارع السني اللبناني وفي الشارع العربي كذلك. لذا يجب ان يبقى للفتنة منابر يومية. فكيف والناطق الرسمي باسم الفتنة الان هو تحسين خياط؟؟

صارت القناة التي تمثل قيمة عالية جدا اعلاميا لانتشارها في الشارع المقاوم درة تاج الجهد السعودي لابقاء الفتنة السنية الشيعية مشتعلة.

لان اتهام الجديد لحزب الله ، بلسان جاسوس اميركي بقتل الحريري يؤجج الفتنة الشيعية السنية، ويساعد داعش والنصرة على كسب الانصار. والسعودية تريد تحقيق الهدفين السابقين.

وكلام الجديد (عبر روبرت بير ) عن ان الشهيد مغنية يقف” خلف قتل رينيه معوض وخلف مقتل بيار الجميل” يستهدف العلاقة المسيحية الشيعية لاحراج حلفاء حزب الله المسيحيين في زغرتا (سليمان فرنجية) وفي الرابية (ميشال عون).

اما وقد قدمنا افكارا تثبت ان الفيلم ” عملية مخابراتية” تدخل في اطار الحرب النفسية لبث الفتنة المذهبية في لبنان ودفعة نقدية على حساب التسليف السعودي لتحسين خياط ، فكيف يمكننا نفي ما جاء فيه؟؟

طوال دقائقه الستين (تقريبا) قدم الفيلم معلومات غير مترابط ة وسقط في مواضع عدة مقدما مغالطات واكاذيب وتلفيقات منها على سبيل العد لا الحصر:

١- قال جاد غصن وروبرت بير في الفيلم ” ان عماد مغنية كان قد تأثر باستاذه (الامير الاحمر) على حسن سلامة – مسؤول امن الـ ١٧ السابق في فتح . (لقب الامير الاحمر اعطته اياه اسرائيل التي قتلته في بيروت بسيارة مفخخة قبل اجتياح ٨٢ ببضع سنوات).

والحقيقة ان الكذاب روبيرت بير ومعهم كرمى وتحسين خياط وجاد غصن، جميعهم وقعوا في مغالطة اساسية بسبب جهلهم وبسبب عدم جديتهم في تقديم رواية عن عماد مغنية وبسبب سعيهم لالصاق تهم بالشهيد لا سرد الحقائق عنه.

فمن تأثر به الشهيد عماد مغنية ومن كان مدربه في فتح ومن كان مسؤوله في فتح ليس على حسن سلامة (الذي تلقبه اسرائيل بالامير الاحمر وهو فلسطيني تزوج بجورجينا رزق وله منها ولد اسمه علي وقتلته جاسوسة اسرائيلية بسيارة مفخخة بعدما قادت شبكة من القتلة في فردان في العام ١٩٧٩).

 

من كان المثل الاعلى للشهيد مغنية هو الشهيد علي ديب (ملقب بابو حسن سلامة) وهو من حزب الله والمسؤول في حزب الله عن ملف دعم الفلسطينيين (لبناني جنوبي اغتيل في منطقة صيدا اثناء انتقاله من مكتبه في عبرا الى جهة اخرى).

٢- المغالطة الثانية: قول الفيلم ان مغنية كان عائدا مع السيد محمد حسين فضل الله من ايران عشية الاجتياح فوصلوا الى الكحالة (شرق بيروت وفي الطريق بين البقاع وبيروت) حيث اختطفهم حاجز للقوات اللبنانية او للكتائب.

هذه مزاعم كاذبة وغير دقيقة لا في الزمان ولا في المكان .

فالشهيد مغنية اختطف على حاجز البربارة شمال لبنان اثناء عودته في موكب السيد محمد حسين فضل الله من ايران عبر سورية الى بيروت. دخل الموكب من معبر العريضة ومر عبر طرابلس قاصدا بيروت الغربية عبر المناطق الشرقية التي كانت تحت سيطرة القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل حينها، وكانت اتصالات الرئيس نبيه بري مع قائد الجيش اللبناني في حينه قد أمنت ضمانة الجيش للسيد فضل الله ولمن معه.

لكن حاجز البربارة اوقف الموكب لساعات قبل ان يتدخل قائد الجيش ووزراء شيعة بينهم نائب راحل هو شقيق والد النائب الحالي علي عمار وكان ذالك شمعونيا. وقد عملوا جميعا على تأمين اطلاق سراح العلامة الراحل السيد فضل الله الذي كان قائد جهاز حمايته هو الشهيد مغنية ابن العشرين عاما في ذلك الوقت.

في الزمان: حصل ذلك بعد الاجتياح باسبوعين وليس “عشيته” وكانت طرقات دمشق بيروت مقطوعة من البقاع كون الاسرائيليين احتلوا حينها الجبل حتى صوفر. لدي توثيق لهذا الامر من خلال حديث لابن السيد فضل الله ، السيد علي فضل الله عرضناه في فيلم وثائقي عن حياة الشهيد مغنية.

٣- في الفيلم ” المطاردة” ورد ايضا كلام كاذب نطق به جاد غصن يمثل فضيحة له ولمن اشرف على عمله وللقناة اذ اورد غصن ” ان الاميركيين انسحبوا بعد تفجيرات استهدفتهم من بيروت ومعهم القوات الاطلسية وكذلك انسحب العدو الاسرائيلي الى الشريط الحدودي” (انسحب الاطلسي في بداية عام ١٩٨٤ وانسحب جيش الاحتلال الاسرائيلي الى الشريط في منتصف العام ١٩٨٥ ).

هذا الكلام كاذب وفضيحة لان صحفيا يدعي انه يوثق لا يعرف تاريخ بلاده ولا التاريخ المتعلق بحدث اساسي في فيلم ينفذه.

هل نكمل نشر اكاذييبهم التي وردت في الفيلم وفي كلام بير؟؟

كتب بير كلها غير موثقة وتستند الى حقيقة ان الرجل فعلا كان جاسوسا فاعلا وانه عمل في لبنان ولكن عدد كتبه الكبير نسبة الى عمله القصير المدة في بيروت يجعل من كلامه موضع شك. فهو اقام في بيروت سنتين بحماية قوى محلية بينها الجيش الذي كان تحت سيطرة امين الجميل. وكذلك ساهم في حمايته والتعاون معه جهاز امن الحزب التقدمي الاشتراكي ووليد جنبلاط شخصيا.

يتبع…

  • فريق ماسة
  • 2015-04-16
  • 11073
  • من الأرشيف

من الذي سلم الشهيد عماد مغنية الی جاسوس الـ«CIA»؟!

عرضت قناة ” الجديد القطرية” ، التي تبث من بيروت، (مساء الثلاثاء الماضي في الرابع عشر من نيسان ٢٠١٥) فيلما وثائقيا وضع توقيعه على اعداده الصحفي الموظف في القناة “جاد غصن”. عنوان الفيلم ” المطاردة” وقصته مفترض ان تروي قصة المطاردة المزعومة التي قام بها الجاسوس الاميركي روبيرت بير لقتل الشهيد مغنية في ثمانينات القرن الماضي. سياق الفيلم يؤكد حقيقة الهدف منه فهو ” وثائقي” يمكن اعتباره “عملة للدفع” في عالم الامن والاستخبارات. هو فيلم هدفه عرض اتهام الشهيد مغنية بقتل رفيق الحريري واخرين(حصرا) ولا هدف اخر له. الفيلم الذي احتوى “كلاما فارغا” طوال ستين دقيقة ونيف، صنعته القناة لاجل تمرير ثلاثة اتهامات للشهيد عماد هي: - اغتيال الرئيس رفيق الحريري – اغتيال رينيه معوض – اغتيال الوزير السابق بيار الجميل فضلا عن العديد من العمليات الامنية التي جرى ” تلبيسها ” لمغنية دون ان يقدم الفيلم او روبرت بير اي دليل على ذلك سوى ” الكلام”. لنصدق الكلام المتعلق بعلاقة مغنية بمقتل الثلاثة المذكورين اعلاه علينا ان نسأل: من الذي يتهم من؟؟ روبرت بير يتهم عماد مغنية عبر قناة الجديد!! في اي توقيت ولاي سبب تذكرت الجديد الان علاقة الجاسوس “روبرت بير” بلبنان وبقصة الشهيد مغنية؟؟   عشية مثول كرمى خياط امام المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رفيق الحريري واخرين!!! وعشية الحديث الموثق امنيا ،من اكثر من جهة امنية ورسمية حزبية في لبنان، حول صفقة جرت بين تحسين خياط ومن خلفه الاستخبارات القطرية مع الاستخبارات السعودية. صفقة تقضي بتوسط السعوديين لضمان عدم تعرض المحكمة لكرمى خياط وعدم الحكم ضدها بالسجن فعلا. للسعوديين قدرة على ذلك من خلال الاميركيين طبعا، والصفقة تجير قناة قطر المسماة ” الجديد” لمصلحة هجوم السعودية على حزب الله في هذه المرحلة وبدءا منها. وافق القطريون على ذلك ووافق تحسين خياط على ذلك (بحسب مصادر امنية في لبنان) كي لا يجري اصدار حكم بالسجن ضد الجديد وضد شركات تحسين خياط في الخارج. يمكن للمحكمة ان تفعل ذلك بموجب قانونها الداخلي الذي يخولها سجن كرمى لسنوات سبع كحد اقصى لكشفها معلومات تعتبرها المحكمة سرية من خلال شاشة الجديد، بغض النظر عن اهداف كرمى وابيها من خلف كشف تلك الاسرار الدولية في حينه. اذا صارت الصفقة موضع التنفيذ، كرمى في المحكمة تدعي البطولة وتمثل دور ” جميلة بوحيرد” وابيها يبث شريطا وثائقيا ينفذ من خلاله واحدة من شروط الصفقة القطرية السعودية لتبرأة الجديد في المحكمة وضمنا تبرأة كرمى، او على الاغلب والاصلح ” الحكم عليها مع وقف التنفيذ” وتحويل القناة وابنة المشرف عليها الى شهيدة حية للصحافة وللحرية وتوضع هي وابيها وقناة قطر بتصرف المخابرات السعودية – ابنة المخابرات الاميركية بالتبني. لا شيء في وثائقي ” المطاردة ” يستدعي بثه لولا ان هدف القناة توجيه طعنة اعلامية امنية سياسية نفسية ضد حزب الله وبذل جهد من تحسين خياط عبر قناته لبث فعالية نفسية تساهم في الفتنة المذهبية التي تريد السعودية تأجيجها في لبنان والعالم العربي اكثر مما هي مؤججة. تحويل القناة القطرية – الجديد – الى سلاح سعودي ضد حزب الله بعدما كانت لعقدين سلاحا قطريا ضد النفوذ السعودي في لبنان مكسب للسعودية لان للجديد شعبية عند جمهور المقاومة. هل روبرت بير صادق فيما اتهم به الشهيد مغنية؟؟ هل جاد غصن صاحب هذه الفكرة (الفيلم) ؟؟ هل ما ورد في الفيلم حقيقي في تفاصيله؟؟ اولا: من يسرق الذرة يسرق الدرة . ومن يكذب في تاريخ حادثة معينة بحكم الانسحاب الاسرائيل الى الشريط الحدودي كيف له ان يزعم انه يعرف من قتل رفيق الحريري وكيف له ان يزعم انه يعرف شيئا عن عماد مغنية؟؟   اشرف على الفيلم وعلى تنفيذه صاحب فكرته جاسوس اميركي من اصول لبنانية ويعمل في اطار العمل المشترك المخابراتي السعودي الاميركي في لبنان. بماذا يفيد ” وثائقي” جاد غصن محور السعودية – اميركا كل السياسات السعودية قامت منذ العام ٢٠٠٠ على قاعدة حماية نفسها من تأثير المقاومة افي الشارع العربي عبر نشر الفتنة المذهبية. وقد نجحت السعودية في ذلك لكنها تعرف ان اي تراخ يعيد لنصرالله صورته البهية في الشارع السني اللبناني وفي الشارع العربي كذلك. لذا يجب ان يبقى للفتنة منابر يومية. فكيف والناطق الرسمي باسم الفتنة الان هو تحسين خياط؟؟ صارت القناة التي تمثل قيمة عالية جدا اعلاميا لانتشارها في الشارع المقاوم درة تاج الجهد السعودي لابقاء الفتنة السنية الشيعية مشتعلة. لان اتهام الجديد لحزب الله ، بلسان جاسوس اميركي بقتل الحريري يؤجج الفتنة الشيعية السنية، ويساعد داعش والنصرة على كسب الانصار. والسعودية تريد تحقيق الهدفين السابقين. وكلام الجديد (عبر روبرت بير ) عن ان الشهيد مغنية يقف” خلف قتل رينيه معوض وخلف مقتل بيار الجميل” يستهدف العلاقة المسيحية الشيعية لاحراج حلفاء حزب الله المسيحيين في زغرتا (سليمان فرنجية) وفي الرابية (ميشال عون). اما وقد قدمنا افكارا تثبت ان الفيلم ” عملية مخابراتية” تدخل في اطار الحرب النفسية لبث الفتنة المذهبية في لبنان ودفعة نقدية على حساب التسليف السعودي لتحسين خياط ، فكيف يمكننا نفي ما جاء فيه؟؟ طوال دقائقه الستين (تقريبا) قدم الفيلم معلومات غير مترابط ة وسقط في مواضع عدة مقدما مغالطات واكاذيب وتلفيقات منها على سبيل العد لا الحصر: ١- قال جاد غصن وروبرت بير في الفيلم ” ان عماد مغنية كان قد تأثر باستاذه (الامير الاحمر) على حسن سلامة – مسؤول امن الـ ١٧ السابق في فتح . (لقب الامير الاحمر اعطته اياه اسرائيل التي قتلته في بيروت بسيارة مفخخة قبل اجتياح ٨٢ ببضع سنوات). والحقيقة ان الكذاب روبيرت بير ومعهم كرمى وتحسين خياط وجاد غصن، جميعهم وقعوا في مغالطة اساسية بسبب جهلهم وبسبب عدم جديتهم في تقديم رواية عن عماد مغنية وبسبب سعيهم لالصاق تهم بالشهيد لا سرد الحقائق عنه. فمن تأثر به الشهيد عماد مغنية ومن كان مدربه في فتح ومن كان مسؤوله في فتح ليس على حسن سلامة (الذي تلقبه اسرائيل بالامير الاحمر وهو فلسطيني تزوج بجورجينا رزق وله منها ولد اسمه علي وقتلته جاسوسة اسرائيلية بسيارة مفخخة بعدما قادت شبكة من القتلة في فردان في العام ١٩٧٩).   من كان المثل الاعلى للشهيد مغنية هو الشهيد علي ديب (ملقب بابو حسن سلامة) وهو من حزب الله والمسؤول في حزب الله عن ملف دعم الفلسطينيين (لبناني جنوبي اغتيل في منطقة صيدا اثناء انتقاله من مكتبه في عبرا الى جهة اخرى). ٢- المغالطة الثانية: قول الفيلم ان مغنية كان عائدا مع السيد محمد حسين فضل الله من ايران عشية الاجتياح فوصلوا الى الكحالة (شرق بيروت وفي الطريق بين البقاع وبيروت) حيث اختطفهم حاجز للقوات اللبنانية او للكتائب. هذه مزاعم كاذبة وغير دقيقة لا في الزمان ولا في المكان . فالشهيد مغنية اختطف على حاجز البربارة شمال لبنان اثناء عودته في موكب السيد محمد حسين فضل الله من ايران عبر سورية الى بيروت. دخل الموكب من معبر العريضة ومر عبر طرابلس قاصدا بيروت الغربية عبر المناطق الشرقية التي كانت تحت سيطرة القوات اللبنانية بقيادة بشير الجميل حينها، وكانت اتصالات الرئيس نبيه بري مع قائد الجيش اللبناني في حينه قد أمنت ضمانة الجيش للسيد فضل الله ولمن معه. لكن حاجز البربارة اوقف الموكب لساعات قبل ان يتدخل قائد الجيش ووزراء شيعة بينهم نائب راحل هو شقيق والد النائب الحالي علي عمار وكان ذالك شمعونيا. وقد عملوا جميعا على تأمين اطلاق سراح العلامة الراحل السيد فضل الله الذي كان قائد جهاز حمايته هو الشهيد مغنية ابن العشرين عاما في ذلك الوقت. في الزمان: حصل ذلك بعد الاجتياح باسبوعين وليس “عشيته” وكانت طرقات دمشق بيروت مقطوعة من البقاع كون الاسرائيليين احتلوا حينها الجبل حتى صوفر. لدي توثيق لهذا الامر من خلال حديث لابن السيد فضل الله ، السيد علي فضل الله عرضناه في فيلم وثائقي عن حياة الشهيد مغنية. ٣- في الفيلم ” المطاردة” ورد ايضا كلام كاذب نطق به جاد غصن يمثل فضيحة له ولمن اشرف على عمله وللقناة اذ اورد غصن ” ان الاميركيين انسحبوا بعد تفجيرات استهدفتهم من بيروت ومعهم القوات الاطلسية وكذلك انسحب العدو الاسرائيلي الى الشريط الحدودي” (انسحب الاطلسي في بداية عام ١٩٨٤ وانسحب جيش الاحتلال الاسرائيلي الى الشريط في منتصف العام ١٩٨٥ ). هذا الكلام كاذب وفضيحة لان صحفيا يدعي انه يوثق لا يعرف تاريخ بلاده ولا التاريخ المتعلق بحدث اساسي في فيلم ينفذه. هل نكمل نشر اكاذييبهم التي وردت في الفيلم وفي كلام بير؟؟ كتب بير كلها غير موثقة وتستند الى حقيقة ان الرجل فعلا كان جاسوسا فاعلا وانه عمل في لبنان ولكن عدد كتبه الكبير نسبة الى عمله القصير المدة في بيروت يجعل من كلامه موضع شك. فهو اقام في بيروت سنتين بحماية قوى محلية بينها الجيش الذي كان تحت سيطرة امين الجميل. وكذلك ساهم في حمايته والتعاون معه جهاز امن الحزب التقدمي الاشتراكي ووليد جنبلاط شخصيا. يتبع…

المصدر : خضر عواركة / أنباء آسيا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة