دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشفت مصادر معارضة في إدلب لـ«الوطن» أن حركة «أحرار الشام الإسلامية» وألوية «صقور الشام»، أكبر تشكيلين إسلاميين، اندمجا تحت مسمى الأولى في خطوة متوقعة استبقت إعلان «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سورية، الحرب على الحركة.
ويبدو أن قرار «جبهة النصرة» عدم فك ارتباطها بتنظيم «القاعدة»، سرّع من اتخاذ قرار الاندماج بين «الصقور» و«الأحرار».
وأوائل الشهر الجاري، ذكرت مصادر جهادية لوكالة رويترز للأنباء أن «النصرة» تدرس الانفصال عن «القاعدة»، لتشكيل كيان جديد مدعوم من قطر بهدف الإطاحة بالنظام. وذكرت أن أمير «النصرة» أبو محمد الجولاني التقى خلال الأشهر الماضية مع عدة مسؤولين في المخابرات الخليجية، بينهم قطريون، ووعده المسؤولون بالتمويل بمجرد تحقق الانفصال. إلا أن «النصرة» نفت هذه التقارير فيما بعد.
وقالت المصادر المعارضة لـ«الوطن» إنه على الرغم من وقوف الفصيلين إلى جانب «النصرة» في معركتها للسيطرة على مدينة إدلب التي أعلن عنها الأسبوع الفائت وفشلت في تحقيق أهدافها إلا أنهما يخشيان أن يأتي دور ذراع «القاعدة» عليهما بعد طرد «جبهة ثوار سورية» و«حركة حزم» من ريف المحافظة بغية التمهيد لإقامة «إمارتها» الإسلامية الموعودة.
وأوضحت المصادر أن مساعي بذلتها الحكومة التركية على مدار الشهرين الأخيرين للتوفيق والتقريب بين «الأحرار» و«الصقور» بهدف الانصهار في تشكيل عسكري واحد قادر على الوقوف في وجه مطامح ومطامع «النصرة» بتصفية جميع فصائل المعارضة المسلحة وخصوصاً المحسوبة على أنقرة التي نجحت بإعادة تأهيل «أحرار الشام» بعد مقتل الصف الأول من قادتها في تفجير رام حمدان وجنبتها ضربات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن على اعتبارها أحد التشكيلات الإسلامية الجهادية المتشددة القريبة عقائدياً من «القاعدة».
وكانت الأنباء الواردة من إدلب أفادت بنية وعزم «النصرة» على تصفية «أحرار الشام» كأقوى فصيل مسلح بعد «ثوار سورية» و«حزم»، لوصل مناطق نفوذها والاستفراد بالسيطرة على ريف المحافظة من دون منافس على أن يتم التضحية بـ«صقور الشام» لاحقاً، مع أن «الصقور» و«الأحرار» وقفا على الحياد عندما أكل فرع «القاعدة» الثور الأسود «المعتدل» أميركياً «ثوار سورية» و«حزم». ولم يصدر بيان رسمي عن اندماج الفصيلين الإسلاميين المسلحين لكن التسريبات عن تغريدات في «تويتر» عن مقربين منها تشير إلى تولي أبو جابر (هاشم الشيخ) قائد «أحرار الشام» قائداً عاماً وأبو عيسى الشيخ قائد «صقور الشام» نائباً للحركة الجديدة الوليدة بتوجهاتها وأجندتها التي أطاحت بالإصلاحيين منها للتقرب من «النصرة» و«داعش» وبقية فصائل المعارضة التكفيرية الجهادية.
وقبل نحو شهر، وجه قائد «الصقور» «نداء للقادة المجاهدين والعلماء الربانيين والوجهاء الصادقين» لجمع كلمتهم، وأضاف: «ها هي صقور الشام بعددها وعتادها رهن إشارتكم.. هلموا جربونا، اجمعوا أمركم على إنقاذ دينكم وأمتكم، فواللـه ما نحن إلا سهام في كنانتكم». واللافت أن الشرعي العام السابق لـ«جبهة النصرة» أبي ماريا القحطاني كان أول من أثنى على مبادرة «الصقور» التوحيدية، ودعا لتبنيها. وعلق أبو عيسى الشيخ في حينه على رأي القحطاني، موضحاً أنه يشاطره الرأي بخصوص «تقهقر الجهاد في الشام وخذﻻن اﻷمة»، نتيجة «تفرقنا وتمسكنا بالفصيل على حساب اﻷمة».
في سياق آخر، قللت المصادر المعارضة من شأن توحيد 12 فصيلاً مسلحاً صغيراً محسوباً على ما يسمى اصطلاحاً «الجيش الحر» في إدلب وحلب أمس الأول تحت مسمى «جبهة الشام» على أمل انضمام تشكيلات مسلحة أخرى إليهم لتشكيل أكبر تجمع للمسلحين في مناطق سيطرة «ثوار سورية» و«حزم» سابقاً وبمساع إقليمية تحاول لملمة ما تبقى من فلول «الحر» للوقوف في وجه الجيش العربي السوري والنأي بالنفس عن قتال الفصائل الإسلامية، كما ورد في بيان الإعلان عن الاندماج.
المصدر :
الماسة السورية/الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة