ما إن عاد الكاتب السعودي داود الشريان إلى الكتابة الصحفية حتى تناول الأزمة السورية، مندداً باستمرارها، وداعياً إلى إيجاد مخرج يحفظ السوريين ودولتهم. إلا أن الرجل تجاوز جميع الخطوط الحمر السعودية عبر التأكيد على أن وعود المعارضة السورية، أضحت «وسيلة لقتل السوريين وهدم دولتهم».

 

بالطبع الشريان، الذي كان له قصب السبق في فضح الدعم الذي يقدمه مشايخ داخل السعودية للمتطرفين والإرهابيين، ينطلق من مقاربته للشأن السوري من الخوف من وقوع سورية بين فكي تركيا وإيران.

مع ذلك فإن الرجل أكد في مقالته التي نشرتها صحيفة «الحياة» اللندنية أمس تحت عنوان «سورية على أبواب الصومال» أن «الحرب في سورية اليوم لا تفرّق بين إسقاط النظام وهدم الدولة»، وعبر عن أسفه لأن «بعض المعارضة السورية، يدفع باتجاه هذا الهدف، ويصر على الترويج لفكرة أن لا حل إلا بالحرب، ويؤيد عسكرة الأزمة، والمطالبة بزيادة تدفّق الأسلحة إلى سورية». واستند الشريان في مقالته إلى «تقرير مفزع ومتشائم» أصدره «المركز السوري لبحوث السياسات»، قدر الخسائر الاقتصادية للبلاد منذ بداية الحرب حتى نهاية العام الماضي، بمبلغ يصل إلى 202.6 بليون دولار.

وبعد أن سرد ما ورد في التقرير من أرقام مأساوية عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في سورية، سأل «هل تكفي هذه الحقائق لإقناع طلاب الحرب، والمحرضين على استمرارها، بفداحة نتائجها؟».

وشدد على أن «المعارضة السورية تعاود تكرار أخطاء المعارضة العراقية، وربما في شكل أسوأ»، إلا أنه استطرد موضحاً أن «الفارق بين المعارضتين هو أن الأخيرة سهلت احتلال البلد، بوعود كاذبة. أما المعارضة السورية، فوعودها باتت وسيلة لقتل السوريين، وهدم الدولة».

وفي أقسى كلمات تصدر حتى الآن بحق المعارضة السورية، أكد الشريان أنها «لا تجيد فن السياسة، وتعيش حالاً من الفرقة، فضلاً عن أنها تفتقد رؤية واضحة للحل، وتعيش أزمة أخلاقية، وبعضها يتمنى أن يجد مخرجاً من أزمة الضمير».

وختم مقالته بالدعوة إلى إيقاف «تدمير سورية بأي ثمن»، و«إنقاذها» من مصير العراق، ودعا إلى «وقف الرهان على حل لا يرى سورية إلا من فوهات المدافع».

وتوقف الشريان عن الكتابة لصحيفة الحياة اللندنية منذ منتصف شهر شباط 2012، إلا أنه عاد إليها بعد ارتقاء سلمان بن عبد العزيز عرش السعودية.

وفي مقالة سابقة نشرتها «الحياة» أيضاً، شدد الشريان على أن وقف الحرب في سورية يشكل «حماية لدولة عربية محورية ومهمة، وحقناً لدماء الشعب السوري»، محذراً من أن «التمادي في الاستزاف يعني مزيداً من قتل السوريين، ودعم الإرهابيين، وتسهيل أطماع الإيرانيين والأتراك».

ووصف «رغبة تركيا في استمرار الحرب على سورية، بجماعات مسلحة متناحرة»، لمنع تكرار إقليم كردستان العراق بـ«الأمر المقلق لكل الأطراف». وأشار إلى أن تركيا لعبت «دوراً محورياً في إنهاك الدولة السورية، وسهلت دخول الجماعات المسلحة من جميع دول العالم. وهي أصبحت محطة «ترانزيت» لكل المقاتلين على الأراضي السورية، رغم ادعاء الأتراك أنهم لا يعلمون عن دخول المقاتلين الأجانب إلى سورية عبر حدودهم».

ولفت إلى أن العرب ارتكبوا أخطاء في تعاملهم مع الأزمة السورية فاقت أخطاءهم في العراق، مستنكراً «طرد» جامعة الدول العربية لمندوب سورية، وإسنادهم التعامل معها إلى أنقرة.

  • فريق ماسة
  • 2015-03-15
  • 10770
  • من الأرشيف

الشريان: وعود المعارضة السورية باتت وسيلة لقتل السوريين وهدم دولتهم!!

ما إن عاد الكاتب السعودي داود الشريان إلى الكتابة الصحفية حتى تناول الأزمة السورية، مندداً باستمرارها، وداعياً إلى إيجاد مخرج يحفظ السوريين ودولتهم. إلا أن الرجل تجاوز جميع الخطوط الحمر السعودية عبر التأكيد على أن وعود المعارضة السورية، أضحت «وسيلة لقتل السوريين وهدم دولتهم».   بالطبع الشريان، الذي كان له قصب السبق في فضح الدعم الذي يقدمه مشايخ داخل السعودية للمتطرفين والإرهابيين، ينطلق من مقاربته للشأن السوري من الخوف من وقوع سورية بين فكي تركيا وإيران. مع ذلك فإن الرجل أكد في مقالته التي نشرتها صحيفة «الحياة» اللندنية أمس تحت عنوان «سورية على أبواب الصومال» أن «الحرب في سورية اليوم لا تفرّق بين إسقاط النظام وهدم الدولة»، وعبر عن أسفه لأن «بعض المعارضة السورية، يدفع باتجاه هذا الهدف، ويصر على الترويج لفكرة أن لا حل إلا بالحرب، ويؤيد عسكرة الأزمة، والمطالبة بزيادة تدفّق الأسلحة إلى سورية». واستند الشريان في مقالته إلى «تقرير مفزع ومتشائم» أصدره «المركز السوري لبحوث السياسات»، قدر الخسائر الاقتصادية للبلاد منذ بداية الحرب حتى نهاية العام الماضي، بمبلغ يصل إلى 202.6 بليون دولار. وبعد أن سرد ما ورد في التقرير من أرقام مأساوية عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في سورية، سأل «هل تكفي هذه الحقائق لإقناع طلاب الحرب، والمحرضين على استمرارها، بفداحة نتائجها؟». وشدد على أن «المعارضة السورية تعاود تكرار أخطاء المعارضة العراقية، وربما في شكل أسوأ»، إلا أنه استطرد موضحاً أن «الفارق بين المعارضتين هو أن الأخيرة سهلت احتلال البلد، بوعود كاذبة. أما المعارضة السورية، فوعودها باتت وسيلة لقتل السوريين، وهدم الدولة». وفي أقسى كلمات تصدر حتى الآن بحق المعارضة السورية، أكد الشريان أنها «لا تجيد فن السياسة، وتعيش حالاً من الفرقة، فضلاً عن أنها تفتقد رؤية واضحة للحل، وتعيش أزمة أخلاقية، وبعضها يتمنى أن يجد مخرجاً من أزمة الضمير». وختم مقالته بالدعوة إلى إيقاف «تدمير سورية بأي ثمن»، و«إنقاذها» من مصير العراق، ودعا إلى «وقف الرهان على حل لا يرى سورية إلا من فوهات المدافع». وتوقف الشريان عن الكتابة لصحيفة الحياة اللندنية منذ منتصف شهر شباط 2012، إلا أنه عاد إليها بعد ارتقاء سلمان بن عبد العزيز عرش السعودية. وفي مقالة سابقة نشرتها «الحياة» أيضاً، شدد الشريان على أن وقف الحرب في سورية يشكل «حماية لدولة عربية محورية ومهمة، وحقناً لدماء الشعب السوري»، محذراً من أن «التمادي في الاستزاف يعني مزيداً من قتل السوريين، ودعم الإرهابيين، وتسهيل أطماع الإيرانيين والأتراك». ووصف «رغبة تركيا في استمرار الحرب على سورية، بجماعات مسلحة متناحرة»، لمنع تكرار إقليم كردستان العراق بـ«الأمر المقلق لكل الأطراف». وأشار إلى أن تركيا لعبت «دوراً محورياً في إنهاك الدولة السورية، وسهلت دخول الجماعات المسلحة من جميع دول العالم. وهي أصبحت محطة «ترانزيت» لكل المقاتلين على الأراضي السورية، رغم ادعاء الأتراك أنهم لا يعلمون عن دخول المقاتلين الأجانب إلى سورية عبر حدودهم». ولفت إلى أن العرب ارتكبوا أخطاء في تعاملهم مع الأزمة السورية فاقت أخطاءهم في العراق، مستنكراً «طرد» جامعة الدول العربية لمندوب سورية، وإسنادهم التعامل معها إلى أنقرة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة