نشرت صحيفة السفير اللبنانية تقريرا للزميل محمد بلوط مراسلها المقيم في باريس منذ عقود ، جاء فيه ما اسماه الزميل "الرواية الادق" لعملية اغتيال جنرالات خلية الازمة في سورية بتاريخ الثامن عشر من تموز 2012.

التقرير يأتي تنفيذا لقرار فرنسي بتبديل تموضع استخباراتها من العداء المطلق والتموضع الهجومي ضد السلطة السورية، الى وضعية (اعاديك بالسياسة ونتعاون في الامن)

الاستخبارات الفرنسية سربت تقريرها المحسوب في مضمونه بدقة شديدة الى الزميل محمد بلوط كجزء من ثمن استرضاء السلطة الامنية في سورية ليصبح بيدها ما تقدمه لسلطات البلاد السياسية حتى ترضى الاخيرة باعادة مياه التعاون الامني مع الفرنسيين الى مجاريها.

هل يعني هذا ان الزميل محمد بلوط صحفي يعمل في خدمة الفرنسيين؟

لا ابدا ...انما هو شخصية موثوقة من الفرنسيين بكل صفاتهم، كونه يعمل بطريقة مهنية ولا يملك التزاما معينا تجاه اعداء الفرنسيين سواء في سورية او في ايران او في "واغادوغو "الافريقية.

هو شخصية تصلح لتحمل رسائل الى اعداء فرنسا لانه شخصيا معروف بكونه صديقا للمؤسسة الرسمية الفرنسية المعنية بالعلاقة مع الشرق العربي وسورية ضمنا. لكنه ليس عدائيا لا مع سورية ولا مع اصدقائها في طهران ولبنان. 

ضرورة الحديث عن الزميل لها علاقة بضرورة فهم الرسالة التي حملها التقرير المنشور اليوم في السفير اللبنانية. فالزميل يمثل بشخصه رسالة بحد ذاته كونه صحفي محترف ومهني وذو مصداقية لم يسبق وان خاض معارك شخصية وعمله مقبول من جميع الاطراف ومحترم من اغلب القوى الاستخبارية التي تتابع عمل الصحافيين.

لهذا هو حامل رسالة يمثل صداقة الفرنسيين واما رسائل العداء فلا يقبل بحملها هذا الزميل لان عواطفه اولا ومواقفه ثانيا وحرصه على صورته في دمشق وبيروت وطهران تمنعه من قبول لعب دور حامل رسائل غير سلمية.

يستحق الرجل هذه الاهمية وانا اشبهه بالزميل ايضا مصطفى ناصر...هل مصطفى ناصر مهم؟ وهل دوره مهم؟؟ للرجلان ايادي بيضاء كل بين الاطراف التي يتمتع بصداقة معها.

هل صحيفة السفير منبر للفرنسيين؟

 

لا ...هي صحيفة اصدقاء سورية ...دوما .. وتذكروا ان معنى الصداقة لا يتضمن المديح الدائم والثبات الدائم على نفس الوتيرة من الصداقة لكن في ساعة الحسم ستجدون السفير دوما حيث يجب ان تكون.

لذا هي صحيفة تصلح لتوجيه رسالة فرنسية الى سورية.

لماذا لا تحصل الرسائل مباشرة؟؟

لان الصحافة جزء من الحرب وهي جزء من السلام، ولكل حالة طرقها، والصحافة اداة من ادواة التخاطب تماما مثل العبوات (فيما بين الاجهزة والدول).

ما تفسير الرسالة وما هو السر خلف توقيتها؟؟

لم تحمل الرسالة التقرير اي جديد للسوريين، الا انها تأتي مسندة بهوية من يرسلها عبر الناقل وعبر المضمون. 

رسالة الى سورية ولكنها ايضا رسالة الى اعداءها، كشفت فيها فرنسا عن دورها وعن دور القطريين وعن دور اللبنانيين في تيار المستقبل وفي الاجهزة الامنية التابعة لهم وكشفت عن دور تركيا ايضا. وتركيا لعبت دورا تنفيذيا اساسيا في اغتيال جنرلات خلية الازمة مثلها مثل اللبناني القتيل ذاك الذي يحتفل به الوطن سنويا بينما كان عمله تسع وتسعون بالمئة منه لصالح السعوديين والاميركيين. وهو ارتكب من الجرائم ما يندى له الجبين ومع ذلك يريد الغرب والعرب ان يتذكر السنة في لبنان هذا الرجل بصفته بطلهم الديني الطائفي في حين انه انه احد كبار عملاء السي أي ايه لا اكثر ولا اقل.

حتى حين اعتقل خلايا اسرائيلية فقد كان ذلك الامر جزء من عملية تكبير حجم الرجال ومن عملية معقدة لتحصينه وحمايته لتفعيل دوره اكثر ضد سورية، وضد المقاومة في لبنان. كانت خلايا اسرائيلية تشبه تلك التشققات في كعب ارجل العجائر. خلايا ميتة ومتشققة تنظيفها يؤلم الاسرائيليين لكنه نفعها عليهم اكبر.

قد كان كاتب هذه السطور قد كشف نقلا عن مصادر التحقيق السورية بالصوت والصورة كيفية حصول التفجير وكيفية ادخالها الى قاعة اجتماع خلية الازمة. كشفنا بالصوت والصورة تفاصيل العمليات المصاحبة التي كان يمكن ان تحصل لولا صمود الجيش السوري بوجه المهاجمين لدمشق بالتزامن مع التفجير يوم 18 تموز. 

وبث تلفزيون برس تي في تلك المعلومات في فيلم وثائقي على حلقات ضمن سلسلة حروب المخابرات.

ما قدمه التقرير ليس جديدا بل هو منشور منذ ثلاثة سنوات بخط كاتب هذه السطور هنا ومعمم على صفحات مئات المواقع السورية واللبنانية والعربية.

 

لا بل ان مجلة افريك ازي الفرنسية نشرت تقريراً لكاتب هذه السطور عن مناف طلاس وعن غيره وعن وسام الحسن وعن مقتله جاء فيه من المعلومات اكثر بكثير مما اوردته المعلومات الفرنسية اليوم في صحيفة السفير (عدد السبت 1432015.

الجديد هو وروده على متن كلمات كتبها " محمد بلوط" من باريس.

هي رسالة استرحام تقول للسوريين ان من شارك من اجهزة الاستخبارات الفرنسية في الحرب عليكم قد اصبح خارج المسؤولية عن الملف المتعلق بالعلاقة معكم. وان جماعة الاغتيالات والتفجيرات ازيحوا وحل مكانهم في مقعد التخكم بالقرارات المتعلقة بسورية من يريد التعاون معكم.

التقرير مرر الى السفير لتأكيد ما قاله المندوبون الفرنسيون الذين لم يتوقفوا عن زيارة دمشق منذ بداية الازمة وحتى تاريخه. لكن الطرف السوري كان قد نقل قاعة استقبالهم من مكتب لواء الى مكتب مدني في "مكتب البروتوكول" في جهاز امني سوري معني بالتعاون مع الاوروبيين. وكان مسؤول البروتوكول المنحدر من قرية مسيحية ابيدت في ريف " القصير "يسلم الفرنسيين في كل زيارة لهم الى دمشق فيديوهات عن جرائم الارهابيين واعترافات عملائهم المسجونين في اقبية الاستخبارات السورية.

يريد الفرنسيين التأكيد على انهم جادون فسربوا للزميل محمد بلوط رواية شديدة الدقة في اقترابها من الدقة. والقرب من الدقة مقصود. الفرنسيون قالوا في رسالتهم عبر محمد بلوط ان الضابط اللبناني التابع لتيار المستقبل هو من قتل خلية الازمة. وانهم اي الفرنسيين،لا يعرفون نوعية المتفجرات لهذا نشر التقرير (بلوط) خطأ انها من نوع (سي فور) وان المفجر من مضايا. بينما في الواقع هما اثنان احدهم مدير في المكتب التابع للواء بختيار تولى اطفاء اجهزة (تعمية البث - جام) والثاني مجند ممدد له ثلاث سنوات اضافية يخدم المكتب في التنظيف والترتيب وتقديم القهوة والشاي والاطعمة وينظف خلف وقبل عقد الاجتماع. واسم احدهما حسين الحموي.

الرسالة وصلت فما هو الرد السوري يا ترى؟؟

  • فريق ماسة
  • 2015-03-14
  • 11228
  • من الأرشيف

كتب خضر عواركة: الاستخبارات الفرنسية تتلو فعل الندامة عبر صحيفة السفير

نشرت صحيفة السفير اللبنانية تقريرا للزميل محمد بلوط مراسلها المقيم في باريس منذ عقود ، جاء فيه ما اسماه الزميل "الرواية الادق" لعملية اغتيال جنرالات خلية الازمة في سورية بتاريخ الثامن عشر من تموز 2012. التقرير يأتي تنفيذا لقرار فرنسي بتبديل تموضع استخباراتها من العداء المطلق والتموضع الهجومي ضد السلطة السورية، الى وضعية (اعاديك بالسياسة ونتعاون في الامن) الاستخبارات الفرنسية سربت تقريرها المحسوب في مضمونه بدقة شديدة الى الزميل محمد بلوط كجزء من ثمن استرضاء السلطة الامنية في سورية ليصبح بيدها ما تقدمه لسلطات البلاد السياسية حتى ترضى الاخيرة باعادة مياه التعاون الامني مع الفرنسيين الى مجاريها. هل يعني هذا ان الزميل محمد بلوط صحفي يعمل في خدمة الفرنسيين؟ لا ابدا ...انما هو شخصية موثوقة من الفرنسيين بكل صفاتهم، كونه يعمل بطريقة مهنية ولا يملك التزاما معينا تجاه اعداء الفرنسيين سواء في سورية او في ايران او في "واغادوغو "الافريقية. هو شخصية تصلح لتحمل رسائل الى اعداء فرنسا لانه شخصيا معروف بكونه صديقا للمؤسسة الرسمية الفرنسية المعنية بالعلاقة مع الشرق العربي وسورية ضمنا. لكنه ليس عدائيا لا مع سورية ولا مع اصدقائها في طهران ولبنان.  ضرورة الحديث عن الزميل لها علاقة بضرورة فهم الرسالة التي حملها التقرير المنشور اليوم في السفير اللبنانية. فالزميل يمثل بشخصه رسالة بحد ذاته كونه صحفي محترف ومهني وذو مصداقية لم يسبق وان خاض معارك شخصية وعمله مقبول من جميع الاطراف ومحترم من اغلب القوى الاستخبارية التي تتابع عمل الصحافيين. لهذا هو حامل رسالة يمثل صداقة الفرنسيين واما رسائل العداء فلا يقبل بحملها هذا الزميل لان عواطفه اولا ومواقفه ثانيا وحرصه على صورته في دمشق وبيروت وطهران تمنعه من قبول لعب دور حامل رسائل غير سلمية. يستحق الرجل هذه الاهمية وانا اشبهه بالزميل ايضا مصطفى ناصر...هل مصطفى ناصر مهم؟ وهل دوره مهم؟؟ للرجلان ايادي بيضاء كل بين الاطراف التي يتمتع بصداقة معها. هل صحيفة السفير منبر للفرنسيين؟   لا ...هي صحيفة اصدقاء سورية ...دوما .. وتذكروا ان معنى الصداقة لا يتضمن المديح الدائم والثبات الدائم على نفس الوتيرة من الصداقة لكن في ساعة الحسم ستجدون السفير دوما حيث يجب ان تكون. لذا هي صحيفة تصلح لتوجيه رسالة فرنسية الى سورية. لماذا لا تحصل الرسائل مباشرة؟؟ لان الصحافة جزء من الحرب وهي جزء من السلام، ولكل حالة طرقها، والصحافة اداة من ادواة التخاطب تماما مثل العبوات (فيما بين الاجهزة والدول). ما تفسير الرسالة وما هو السر خلف توقيتها؟؟ لم تحمل الرسالة التقرير اي جديد للسوريين، الا انها تأتي مسندة بهوية من يرسلها عبر الناقل وعبر المضمون.  رسالة الى سورية ولكنها ايضا رسالة الى اعداءها، كشفت فيها فرنسا عن دورها وعن دور القطريين وعن دور اللبنانيين في تيار المستقبل وفي الاجهزة الامنية التابعة لهم وكشفت عن دور تركيا ايضا. وتركيا لعبت دورا تنفيذيا اساسيا في اغتيال جنرلات خلية الازمة مثلها مثل اللبناني القتيل ذاك الذي يحتفل به الوطن سنويا بينما كان عمله تسع وتسعون بالمئة منه لصالح السعوديين والاميركيين. وهو ارتكب من الجرائم ما يندى له الجبين ومع ذلك يريد الغرب والعرب ان يتذكر السنة في لبنان هذا الرجل بصفته بطلهم الديني الطائفي في حين انه انه احد كبار عملاء السي أي ايه لا اكثر ولا اقل. حتى حين اعتقل خلايا اسرائيلية فقد كان ذلك الامر جزء من عملية تكبير حجم الرجال ومن عملية معقدة لتحصينه وحمايته لتفعيل دوره اكثر ضد سورية، وضد المقاومة في لبنان. كانت خلايا اسرائيلية تشبه تلك التشققات في كعب ارجل العجائر. خلايا ميتة ومتشققة تنظيفها يؤلم الاسرائيليين لكنه نفعها عليهم اكبر. قد كان كاتب هذه السطور قد كشف نقلا عن مصادر التحقيق السورية بالصوت والصورة كيفية حصول التفجير وكيفية ادخالها الى قاعة اجتماع خلية الازمة. كشفنا بالصوت والصورة تفاصيل العمليات المصاحبة التي كان يمكن ان تحصل لولا صمود الجيش السوري بوجه المهاجمين لدمشق بالتزامن مع التفجير يوم 18 تموز.  وبث تلفزيون برس تي في تلك المعلومات في فيلم وثائقي على حلقات ضمن سلسلة حروب المخابرات. ما قدمه التقرير ليس جديدا بل هو منشور منذ ثلاثة سنوات بخط كاتب هذه السطور هنا ومعمم على صفحات مئات المواقع السورية واللبنانية والعربية.   لا بل ان مجلة افريك ازي الفرنسية نشرت تقريراً لكاتب هذه السطور عن مناف طلاس وعن غيره وعن وسام الحسن وعن مقتله جاء فيه من المعلومات اكثر بكثير مما اوردته المعلومات الفرنسية اليوم في صحيفة السفير (عدد السبت 1432015. الجديد هو وروده على متن كلمات كتبها " محمد بلوط" من باريس. هي رسالة استرحام تقول للسوريين ان من شارك من اجهزة الاستخبارات الفرنسية في الحرب عليكم قد اصبح خارج المسؤولية عن الملف المتعلق بالعلاقة معكم. وان جماعة الاغتيالات والتفجيرات ازيحوا وحل مكانهم في مقعد التخكم بالقرارات المتعلقة بسورية من يريد التعاون معكم. التقرير مرر الى السفير لتأكيد ما قاله المندوبون الفرنسيون الذين لم يتوقفوا عن زيارة دمشق منذ بداية الازمة وحتى تاريخه. لكن الطرف السوري كان قد نقل قاعة استقبالهم من مكتب لواء الى مكتب مدني في "مكتب البروتوكول" في جهاز امني سوري معني بالتعاون مع الاوروبيين. وكان مسؤول البروتوكول المنحدر من قرية مسيحية ابيدت في ريف " القصير "يسلم الفرنسيين في كل زيارة لهم الى دمشق فيديوهات عن جرائم الارهابيين واعترافات عملائهم المسجونين في اقبية الاستخبارات السورية. يريد الفرنسيين التأكيد على انهم جادون فسربوا للزميل محمد بلوط رواية شديدة الدقة في اقترابها من الدقة. والقرب من الدقة مقصود. الفرنسيون قالوا في رسالتهم عبر محمد بلوط ان الضابط اللبناني التابع لتيار المستقبل هو من قتل خلية الازمة. وانهم اي الفرنسيين،لا يعرفون نوعية المتفجرات لهذا نشر التقرير (بلوط) خطأ انها من نوع (سي فور) وان المفجر من مضايا. بينما في الواقع هما اثنان احدهم مدير في المكتب التابع للواء بختيار تولى اطفاء اجهزة (تعمية البث - جام) والثاني مجند ممدد له ثلاث سنوات اضافية يخدم المكتب في التنظيف والترتيب وتقديم القهوة والشاي والاطعمة وينظف خلف وقبل عقد الاجتماع. واسم احدهما حسين الحموي. الرسالة وصلت فما هو الرد السوري يا ترى؟؟

المصدر : عربي اونلاين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة