اعتبر بول بيللر في مجلة ناشونال إنترست أنَّ الأكثر حصافة وحكمة وأقل سوءاً هو أن تُبنى السياسة الأمريكية بشأن سورية على افتراض  عدم احتمال رحيل الأسد ، وذلك لعدة أسباب:

السبب الأول يستلزم الاعتراف البراغماتي بحقيقة أنَّ رحيل الأسد  ، ببساطة،  فوق قدرة أمريكا او أي لاعب داخل سورية ، باستثناء أن يكون هناك تدخلاً عسكرياً أمريكياً واسعاً ، والذي سيكون حماقة لجملة من الأسباب. و من المفيد التذكُر كيف أنَّ الكثير من التنبؤات بانهيار الحكومة السورية منذ بدء الحرب أثبتت أنها خاطئة.

السبب الثاني هو أنه تبيّنَ  أنَّ الآمال التي عُلقّت على " معارضة سورية معتدلة " كحصان رابح بديل والتي تم التعبير عنها مراراً وتكراراً  كانت عبثية وفارغة.

السبب الثالث هو أنَّ انهيار الحكومة السورية الحالية تحت ضغط الحرب سيعني خسارة البنية الوحيدة التي تُبعد سورية عن الفوضى التي قد تكون أسوأ مما هي عليه الآن. ويجب أنْ تكون واشنطن قد تعلمت بعض الدروس في هذا المجال من تجربة اجتثاث البعث في العراق، وما يحدث الآن في ليبيا.

في الشهور الأخيرة، يبدو أنَّ إدارة أوباما قبلت تَفهُم هذه الحقائق ، حتى أنَّ حديثها عن إسقاط الحكومة السورية كأولوية لسياستها يبدو أقل مما كان في الفترة الأولى من الحرب في سورية، ولذا تعرضّت لانتقادات من بعض حكومات المنطقة التي لديها أولويات مختلفة. ولكن رغم ذلك، فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تفكر بمصالحها عند وضع أولوياتها أكثر مما تفكر بالانحناء لأولويات الآخرين.

مثلاً ، للأتراك هواجسهم الخاصة وأولوياتهم بشأن الأكراد في سورية، بينما الكثير من العرب ، خاصة في شبه الجزيرة العربية لا يفكرون في الأوضاع السورّية إلا في إطار الصراع الطائفي ويسألون قبل كل شيء عن الأمور الجيدة وفقاً لمعاييرهم الطائفية، والتي تناسب نزعتهم الطائفية، ويجب أن لا يكون هذا النوع من القضايا موجِّهاً للسياسة الأمريكية.

  • فريق ماسة
  • 2015-02-11
  • 9521
  • من الأرشيف

رحيل الأسد ...فوق قدرة أمريكا

اعتبر بول بيللر في مجلة ناشونال إنترست أنَّ الأكثر حصافة وحكمة وأقل سوءاً هو أن تُبنى السياسة الأمريكية بشأن سورية على افتراض  عدم احتمال رحيل الأسد ، وذلك لعدة أسباب: السبب الأول يستلزم الاعتراف البراغماتي بحقيقة أنَّ رحيل الأسد  ، ببساطة،  فوق قدرة أمريكا او أي لاعب داخل سورية ، باستثناء أن يكون هناك تدخلاً عسكرياً أمريكياً واسعاً ، والذي سيكون حماقة لجملة من الأسباب. و من المفيد التذكُر كيف أنَّ الكثير من التنبؤات بانهيار الحكومة السورية منذ بدء الحرب أثبتت أنها خاطئة. السبب الثاني هو أنه تبيّنَ  أنَّ الآمال التي عُلقّت على " معارضة سورية معتدلة " كحصان رابح بديل والتي تم التعبير عنها مراراً وتكراراً  كانت عبثية وفارغة. السبب الثالث هو أنَّ انهيار الحكومة السورية الحالية تحت ضغط الحرب سيعني خسارة البنية الوحيدة التي تُبعد سورية عن الفوضى التي قد تكون أسوأ مما هي عليه الآن. ويجب أنْ تكون واشنطن قد تعلمت بعض الدروس في هذا المجال من تجربة اجتثاث البعث في العراق، وما يحدث الآن في ليبيا. في الشهور الأخيرة، يبدو أنَّ إدارة أوباما قبلت تَفهُم هذه الحقائق ، حتى أنَّ حديثها عن إسقاط الحكومة السورية كأولوية لسياستها يبدو أقل مما كان في الفترة الأولى من الحرب في سورية، ولذا تعرضّت لانتقادات من بعض حكومات المنطقة التي لديها أولويات مختلفة. ولكن رغم ذلك، فإنه يجب على الولايات المتحدة أن تفكر بمصالحها عند وضع أولوياتها أكثر مما تفكر بالانحناء لأولويات الآخرين. مثلاً ، للأتراك هواجسهم الخاصة وأولوياتهم بشأن الأكراد في سورية، بينما الكثير من العرب ، خاصة في شبه الجزيرة العربية لا يفكرون في الأوضاع السورّية إلا في إطار الصراع الطائفي ويسألون قبل كل شيء عن الأمور الجيدة وفقاً لمعاييرهم الطائفية، والتي تناسب نزعتهم الطائفية، ويجب أن لا يكون هذا النوع من القضايا موجِّهاً للسياسة الأمريكية.

المصدر : مجلة ناشونال إنترست


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة