دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يظهر يوماً بعد يوم حجم تورّط اليد الاسرائيلية فيما يجري جنوب سوريا. فبعد إعلان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان “جبهة النصرة” باتت تعتبر “جيش لحد سوري” في جنوب البلاد، ظهر جيش لحد حقيقي ومعلن بوضوح في الايام الماضية، يضم بين طياته تحالفاً دولياً علنياً لاقتلاع منطقة الجنوب السوري الحدودية من جذورها ورميها في الخضن الاسرائيلية.
ظهرت اليد الاسرائيلية مُجدّداً في جنوب سوريا، هذه المرة أضحى “جيش لحد السوري” موجود فعلياً تحت مظلة غربية واضحة تهدف لاقامة منطقة عازلة بعيدة عن اي إحتكاك مع العدو الاسرائيلي تسهم في حماية حدوده المسلوبة. قبل ايامٍ من الان، ودون مقدمات، أعلن عن تشكيل ما سمي “جيش الجهاد” وهو عبارة عن نفرٍ من الكتائب العسكرية المسلحة المتنوّعة الدعم. خُصّص للجماعة المتحالفة الجديدة نطاق عملٍ عسكريٍ واحد محصور بجبهة الجنوب الممتدة من ريف ريف القنيطرة حتى أطراف الجولان السوري المحتل.
ويعتبر هذا “الجيش” نواةً حقيقيةً لـ “جيش لحد السوري” بعد ان اوكلت إليه مهمة العمل في منطقة حزامٍ أمني بعيدة عن الشريط الحدودي الذي، وحسب معلومات “الحدث نيوز” المستقاة عن مصادر عسكرية”، أوكل إلى “جبهة النصرة” التي تنتشر بكثافة على هذا الخط عسكرياً، وتتخذه منطلقاً للهجوم على قواعد الجيش السوري القريبة فيما تنال الدعم العسكري من الحدود الاردنية عبر الشريط، كما اللوجستي من الخلف، من العدو الاسرائيلي الذي يفتح الحدود لعلاج الجرحى وتقديم السلاح، وفي حال لزم الأمر، يفتح نيرانه بتجاه مواقع الجيش في الضفة المقابلة كما حصل يوم الهجوم على مدينتي “البعث وخان أرنبة”.
على العموم، فإن “جيش لحد السوري” أبصر النور رسمياً، وأطلق عليه اسم “جيش الجهاد” حاملاً فكراً سلفياً متشدّداً متخذاً من علم تنظيم القاعدة شعاراً له، ما يدل على الإنغماس الكياني – التحالفي بين الغرب وإسرائيل من جهة، وهؤلاء من جهة ثانية.
وتشير معلومات “الحدث نيوز” إلى ان هذا “الجيش” هو عبارة عن تحالف كتائب مسلحة فيما بينها وإعلان الاندماج تحت اسم ٍوغرفة عملياتٍ وقيادةٍ واحدة لـ “تحرير القرى من النظام السوري” بحسب الزعم، بيد ان الوقائع تشير إلى نيّة هؤلاء “حماية الحدود الاسرائيلية” من اي تقدم او سخونة مرتقبة يسعى الجيش السوري او حزب الله للقيام به ليس إلا. فعلياً، وبحسب مصادر متابعة، يعتبر الإعلان عن إنشاء هذه الجماعة المسلحة في هذا التوقيت، رسالةً إلى حزب الله الذي نشّط قواه العسكرية في هذه المنطقة تحديداً حتى بات شاملاً إياها مع جبهة الجنوب اللبناني، حيث يرى الاسرائيلي انها ستحظى بنصيبٍ وافر في حال وقوع حرب مع حزب الله جنوب لبنان وستكون إحدى الجبهات الاساسية.
وتعتبر المصادر، ان الرد الاسرائيلي على حزب الله ميدانياً أتى بتأسيس هذه الجماعة التي سيضعها ندّاً لتمدّد حزب الله المقاومة في هذه الارض.
وعلمت “الحدث نيوز” من مصادر عسكرية، ان أكثر من 10 كتائب مسلّحة إندمجت في القوة العسكرية الجديدة المذكورة، اهمها تلك المدعومة من السعودية بشكلٍ مباشر، ومن قطر، بالاضافة إلى كتائب تصنّف أمريكياً على انها “معتدلة” كـ “جبهة ثوار سوريا” او بقاياها بعد ان أنهت وجودها الاساسي، جبهة النصرة في ريف إدلب.
ومن بين هذه الكتائب ما يسمى “لواء ذي النورين” وهو تشكيل ناشط معروف في جنوب سوريا، في ريفي القنيطرة ودرعا تحديداً، ومن المعلوم انه اسس قبل اكثر من عامين ويحظى بتمويلٍ قطريٍ مباشر، فيما لا يخجل هذا التنظيم بالاشارة إلى هذا الأمر. وكبادرة تقدير، قام بتسمية إحدى كتائبه بـ “كتيبة حمد بن خليفة” في إشارةً منه إلى أمير قطر السابق.
الثانية هي جماعة تُطلق على نفسها اسم “أهل السلف”، وهذه الأخير معروفة بإرتباطها بمشايخ الوهّابية في السعودية ومن الجماعات التي تلقت أموال الدعم المجمّعة في المملكة تحت ذرائع دينية، كما حظيت وتحظى بدعم المخابرات السعودية، ويقال انّها تلقّت تدريباتٍ في معسكر “عرعر” السعودي، كما مُدّت في الفترة السابقة بعناصر إرهابية سعودية ذات عقيدة سلفية متشدّدة، كما ان أغلب صف قياداتها من السعوديين.
الثالثة هي جماعة “مجاهدي الشام” المرتبطة بشكلٍ وثيق بـ “جبهة ثوار سوريا” بقيادة جمال معروف، حيث تتماهى مع الاخيرة المصنّفة غريباً بأنها “تنظيم معتدلة” دعمت امريكياً بأسلحة متطورة وصلت عبر الحدود التركية إلى إدلب، قبل إنقلاب جبهة النصرة عليها وإنهاء وجودها في تلك المنطقة قبل اشهر قليلة.
الخامسة، جماعة “جند الإسلام” وهي كتيبة عسكرية صغيرة ذات توجهات سلفية اسسها شيخ وهّابي من القنيطرة وعديدها نحو 300 مقاتل، فيما السادسة تسمى بـ “كتائب البنيان المرصوص”، وهي جماعة نشطت في قتال الجيش السوري في ريف القنيطرة وكانت متحالفة مع جبهة النصرة وتتميّز بعلاقةٍ جيدة معها، كما لديها نشاط عسكري في مناطق منبج في ريف حلب الشرقي.
وعليه، أنتج تحالف وإندماج الكتائب هذه “جيش لحد” سوري علني واضح وجديد مهمته حماية حدود الارض التي يحتلها العدو الاسرائيلي في مرتفعات الجولان من اي حركة عسكرية، كما الهجوم بشكلٍ مدروس على كافة نقاط الجيش في ريف القنيطرة وخلق جدار نار ثانٍ يحمل الأول المدار من قبل جبهة النصرة على شريط الفصل مع الاراضي التي يحتلها العدو الاسرائيلي. إذاً، يفسّر ان العدو اسّس لجدارين عسكريين لحماية حدوده من اي إختراق توازياً مع الحديث عن سخونة تتحضّر في منطقة الجولان بين حزب الله – الجيش السوري، والعدو الاسرائيلي من جهةٍ ثانية.
وفيما تيسّر من معلومات حول بنية وتركيبة الجماعة الجديدة، فهي لديها أمير عام “غير معروف الاسم حالياً”، بالاضافة إلى أميرٍ ميداني يُدير العمليات العسكرية، وآخر شرعي مولج متابعة الامور الدينية، ويتضح انّ تقسيمها مشابه تماماً لتقسيم جماعات “القاعدة” الاخرى في سوريا.
امّا عن التورط الاسرائيلي في الأمر، فهو يظهر ليس فقط من سياق المهام الموكلة إلى الجماعة الجديدة، بل ايضاً من سياق سماحه بنشاطها على الحدود، خصوصاً بعدما يعتبر هو -وفق ما يزعم- ان فكر القاعدة فكرٌ إرهابي، فكيف يسمح لابناء هذا الفكر بالنشاط العسكري على حدوده المغتصبة؟؟
وفي سياقٍ آخر، رأت مصادر عسكرية سورية في حديثٍ مع “الحدث نيوز” من دمشق، ان “نُبوت” هذه الجماعة جنوب البلاد ودعمها الواضح من قبل العدو الاسرائيلي، فضلاً عن السياق المعطى لها في العمل الميداني، يؤشر إلى نوايا إسرائيلية بالعودة إلى مشاريع تهديد العاصمة دمشق عسكرياً”.
ورأت المصادر، من سياق العمل المفترض لهذه الجماعة الجديدة، ان الجيش الاسرائيلي يحاول إيجاد قاعدة عسكرية مدعومة منه، يعمل من خلالها لاخراج الجيش السوري وإفراغ ريف القنيطرة من اي وجود عسكري، تسهيلاً للتمدّد نحو الغوطة الغربية، وهو مشروع واضح يعمل عليه العدو الاسرائيلي منذ مدة، وذلك عبر شن حرب واسعة عليه ببنادق هؤلاء وغيرهم من الارهابيين، هذا ألأول، وثانياً، يتحول هؤلاء إلى حامٍ للحدود هذا الكيان المصطنع”.
المصدر :
الحدث نيوز / عبدالله قمح
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة