دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
• أردت أن أتمسّك بماضي سوريا العريق، وأُشبع أحاسيسي بأنها سترجع أفضل مما كانت.
كعادتي، وأقولها مرة ومئة مرة.. زياراتي لسوريا الحبيبة تأتي من منطلق حبي الكبير لهذه الارض التي احتضنت الكثير من اللاجئين العرب من العراق ولبنان، خصوصاً الكويتيين عندما كنا في أمسّ الحاجة الى موقف عربي مساند لكويتنا الحبيبة اثناء الغزو الصدامي، وقام ـــ آنذاك ـــ الرئيس الراحل حافظ الأسد بتقديم الدعم العسكري من دون تردد.
من خلال زياراتي المتكررة أردت أن أتمسك بماضي سوريا العريق، ان أُشبع أحاسيسي بان سوريا سترجع افضل مما كانت، ان أتمسك ولو ببصيص أمل، من أجل شعب سوري مكافح يحب وطنه، شعب عانى بسبب بعض المواقف العربية التي أغلقت ابواب المصالحة وفتحت ابواب استمرار الازمة، ومواقف مدارة من قبل أعداء العرب، وعلى رأسهم الصهيونية.
كنت ألقي نظرات من شباك الفندق، وإذا بهطول الثلج غطّى مساحات كبيرة، وحتى الجبال اصبحت بيضاء في غضون ساعات، وسارعت بارتداء الملابس والنزول الى الشارع لأستمتع بالثلج الأبيض يتساقط كالقطن، ويملأ الساحات والشوارع، ولكن الفرحة لم تكتمل، فالبرودة ازدادت ودرجات الحرارة الى ما دون الصفر، وعلى الرغم من ارتداء الثياب السميكة فإنها تحميني من البرد القارس، وتذكرت الأبرياء الذين يعيشون في الخيام وفي العراء من اللاجئين (بعكس تعامل السوريين مع اللاجئين العرب.. يسكنونهم البيوت والعمارات) شعرت بالخجل والحزن الشديد، فإننا نعيش في رخاء، وهم يعيشون الأمرّين، من حروب طاحنة وثلوج قارسة.. وخيبة أمل عربية! هل هذه سوريا؟! سوريا ما قبل مارس 2011!
الآن، تتباكون على سوريا وأنتم السبب؟! يا حيف على العرب!
المصدر :
فخري هاشم السيد رجب/
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة