قبل سبعة قرون حمل المغول ملايين الكتب الثمينة من مكتبة بغداد وألقوا بها جميعاً في نهر دجلة

حتى تحول لون مياه النهر إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب وحتى قيل أن الفارس المغولي كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من ضفة إلى ضفة أخرى!!..

تلك الجريمة لم تكن في حق المسلمين فقط بل بحق الإنسانية جمعاء.

مغول العصر تنظيم "داعش" أقدم مؤخرا على حرق العشرات من الكتب الادبية في المكتبات الخاصة والجامعية داخل مدينة الموصل (محافظة نينوى الشمالية) وقضاء المقدادية (محافظة ديالى الشرقية) أمام جموع الناس الذين لا يجد بعضهم إزاء ذلك إلا استنكار الصامت خوفًا من بطش التنظيم، وحيث صار من الطبيعي أن يشاهد العراقيون مئات الكتب، وهي تحرق وسط الشوارع أو في حاويات حديدية.

"داعش" جمع الدواوين الشعرية والروايات وغيرها من المؤلفات الأدبية من المكتبات الخاصة في منطقة المجموعة الثقافية وعمد إلى حرقها جميعًا أمام انظار الناس شمال الموصل.

وقال سكان إن المتطرفين حطّموا الأقفال، التي كانت تحمي أكبر مستودع للكتب في الموصل وحملوا حوالي 2000 كتاب، بما في ذلك قصص الأطفال والشعر والفلسفة، ومجلدات عن الرياضة والصحة والثقافة والعلوم، في ست شاحنات من طراز بيك أب.

 وقال أحد السكان إن مسلحاً ملتحياً في زيّ تقليدي أفغاني قال لهم إن "هذه الكتب تروّج للكفر وتدعو إلى عصيان الله، لذلك ستحرق"، مضيفاً أن "المسؤول في التنظيم ألقى كلمته المرتجلة أثناء تعبئة الآخرين للكتب في أكياس الطحين الفارغة".

وسعى "داعش" منذ سيطرته على بعض المناطق في العراق وسورية إلى تطهير المجتمع من كل ما لا يتوافق مع تفسيرهم للإسلام، ودمروا بالفعل العديد من القطع الأثرية التي اعتبروها وثنية، حتى المواقع الإسلامية التي اعتبروها وثنية، وأصبحت الكتب حالياً بشكل متزايد مستهدفة أيضاً.

ويُعتقد أن ما دُمّر في المكتبة المركزية من مجموعات يشمل الصحف العراقية التي يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين، والخرائط والكتب من الإمبراطورية العثمانية، ومجموعات كتب قدمتها نحو 100 من العائلات الراسخة في الموصل.

أستاذ للتاريخ في جامعة الموصل إعتبر أن"المتطرفين بدأوا في تدمير مجموعات كتب في المكتبات العامة الأخرى الشهر الماضي"، وأفاد بوجود أضرار جسيمة بشكل خاص للمحفوظات في مكتبة سُنية، وفي مكتبة الكنيسة اللاتينية البالغ عمرها 265 سنة، وفي دير الآباء الدومينيكان، ومكتبة متحف الموصل مع الأعمال التي يعود تاريخها إلى 5000 سنة قبل الميلاد.

كما دمر التنظيم عشرات المواقع التاريخية، بما في ذلك أضرحة في مساجد أقيمت منذ قرون للأنبياء شيث وجرجيس ويونس.

وفي ديالى احرق أكثر من ألف كتاب صادرها أثناء عمليات تفتيش لمنازل سكنية في شمال قضاء المقدادية لأن هذه الكتب تحمل مضامين ادبية وشعربة وعلمية ودينية مختلفة في اطراف منطقة الزور شمال قضاء المقدادية، كان قد جمعها اثناء عمليات التفتيش والتمشيط لمنازل سكنية في قرى شمال القضاء.

ويبرر التنظيم احراقه لهذه الكتب لاحتوائها على مواضيع وأفكار تعارض منهجه وسط تحذيرات اطلقها التنظيم من مغبة الاحتفاظ بأي كتب من هذا النوع.

"داعش" الذي يتدثر بعباءة الإسلام زوراً وبهتاناً يريد أن يعمّ الجهل والظلام لأن عنوانه العريض هو السيطرة على المجتمعات وإخضاعها وفق مفهومه والكتاب هو الاكثر خطراً على الجهلة والظلاميين لانه نور وبدل أن يكون في المكتبات أرداه "داعش" أن يكون في الحاويات تمهيدا لحرقه ولو استطاع ذبحه لما قصّر ...

  • فريق ماسة
  • 2015-02-02
  • 12331
  • من الأرشيف

مغول العصر.."داعش" ينتقم من كتب العراق ....

 قبل سبعة قرون حمل المغول ملايين الكتب الثمينة من مكتبة بغداد وألقوا بها جميعاً في نهر دجلة حتى تحول لون مياه النهر إلى اللون الأسود من أثر مداد الكتب وحتى قيل أن الفارس المغولي كان يعبر فوق المجلدات الضخمة من ضفة إلى ضفة أخرى!!.. تلك الجريمة لم تكن في حق المسلمين فقط بل بحق الإنسانية جمعاء. مغول العصر تنظيم "داعش" أقدم مؤخرا على حرق العشرات من الكتب الادبية في المكتبات الخاصة والجامعية داخل مدينة الموصل (محافظة نينوى الشمالية) وقضاء المقدادية (محافظة ديالى الشرقية) أمام جموع الناس الذين لا يجد بعضهم إزاء ذلك إلا استنكار الصامت خوفًا من بطش التنظيم، وحيث صار من الطبيعي أن يشاهد العراقيون مئات الكتب، وهي تحرق وسط الشوارع أو في حاويات حديدية. "داعش" جمع الدواوين الشعرية والروايات وغيرها من المؤلفات الأدبية من المكتبات الخاصة في منطقة المجموعة الثقافية وعمد إلى حرقها جميعًا أمام انظار الناس شمال الموصل. وقال سكان إن المتطرفين حطّموا الأقفال، التي كانت تحمي أكبر مستودع للكتب في الموصل وحملوا حوالي 2000 كتاب، بما في ذلك قصص الأطفال والشعر والفلسفة، ومجلدات عن الرياضة والصحة والثقافة والعلوم، في ست شاحنات من طراز بيك أب.  وقال أحد السكان إن مسلحاً ملتحياً في زيّ تقليدي أفغاني قال لهم إن "هذه الكتب تروّج للكفر وتدعو إلى عصيان الله، لذلك ستحرق"، مضيفاً أن "المسؤول في التنظيم ألقى كلمته المرتجلة أثناء تعبئة الآخرين للكتب في أكياس الطحين الفارغة". وسعى "داعش" منذ سيطرته على بعض المناطق في العراق وسورية إلى تطهير المجتمع من كل ما لا يتوافق مع تفسيرهم للإسلام، ودمروا بالفعل العديد من القطع الأثرية التي اعتبروها وثنية، حتى المواقع الإسلامية التي اعتبروها وثنية، وأصبحت الكتب حالياً بشكل متزايد مستهدفة أيضاً. ويُعتقد أن ما دُمّر في المكتبة المركزية من مجموعات يشمل الصحف العراقية التي يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين، والخرائط والكتب من الإمبراطورية العثمانية، ومجموعات كتب قدمتها نحو 100 من العائلات الراسخة في الموصل. أستاذ للتاريخ في جامعة الموصل إعتبر أن"المتطرفين بدأوا في تدمير مجموعات كتب في المكتبات العامة الأخرى الشهر الماضي"، وأفاد بوجود أضرار جسيمة بشكل خاص للمحفوظات في مكتبة سُنية، وفي مكتبة الكنيسة اللاتينية البالغ عمرها 265 سنة، وفي دير الآباء الدومينيكان، ومكتبة متحف الموصل مع الأعمال التي يعود تاريخها إلى 5000 سنة قبل الميلاد. كما دمر التنظيم عشرات المواقع التاريخية، بما في ذلك أضرحة في مساجد أقيمت منذ قرون للأنبياء شيث وجرجيس ويونس. وفي ديالى احرق أكثر من ألف كتاب صادرها أثناء عمليات تفتيش لمنازل سكنية في شمال قضاء المقدادية لأن هذه الكتب تحمل مضامين ادبية وشعربة وعلمية ودينية مختلفة في اطراف منطقة الزور شمال قضاء المقدادية، كان قد جمعها اثناء عمليات التفتيش والتمشيط لمنازل سكنية في قرى شمال القضاء. ويبرر التنظيم احراقه لهذه الكتب لاحتوائها على مواضيع وأفكار تعارض منهجه وسط تحذيرات اطلقها التنظيم من مغبة الاحتفاظ بأي كتب من هذا النوع. "داعش" الذي يتدثر بعباءة الإسلام زوراً وبهتاناً يريد أن يعمّ الجهل والظلام لأن عنوانه العريض هو السيطرة على المجتمعات وإخضاعها وفق مفهومه والكتاب هو الاكثر خطراً على الجهلة والظلاميين لانه نور وبدل أن يكون في المكتبات أرداه "داعش" أن يكون في الحاويات تمهيدا لحرقه ولو استطاع ذبحه لما قصّر ...

المصدر : المنار / محمد علوش


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة