لماذا اهتم ما يحلو لوسائل الإعلام العربية تسميته بـ«المجتمع الدولي» فجأة بالوضع في حلب؟.

هل هي صحوة ضمير؟ أو أن للأمر علاقة بالتطورات الميدانية في حلب وجوارها؟.

هل هناك تغير في مواقف الدول المتفاوضة علناً أو سراً؟.

لماذا يهتمون بحلب دون سواها,,,,لماذا لا يهتمون بالرقة القابعة لاحتلال تنظيم "داعش"، أو بادلب التي تتعرض لهجوم من تنظيم "جبهة النصرة"، وكلا التنظيمين، أي "داعش والنصرة" متشعبان من تنظيم “القاعدة”؟.

ما علاقة الأمر بحسابات تركيا، وما هو الكابوس، الذي تعيشه حكومة أردوغان في حلب؟.

*الأتراك يتحضرون للندب:

بشكل متسارع وأكثر غزارة من قبل بدأ كتاب وصحفيون أتراك إلى الإشارة لموضوع حلب والخسارة الكبيرة، التي من المتوقع أن تقع فيها بلادهم، التي راهنت كثيراً على رهانات المنطقة العازلة وتقسيم سوريا وإسقاط الرئيس الأسد.

 

نشرت صحيفة "خبر تورك" التركية في تقرير خاص: أن تركيا أعلنت حالة التأهب القصوى أمام احتمال إحكام الجيش السوري الحصار على حلب، موضحة أن الحكومة تتوقع بدء موجة هجرة عملاقة تقدر بثلاثمائة ألف لاجئ يفرون من حلب وريفها سيصل منهم الى تركيا أكثر من مائة وخمسين ألف لاجئ.

وقالت الصحيفة أن الحكومة التركية تتحسب لسقوط آخر المدن، التي تسيطر عليها مليشيا ( ثوار سوريا)؛ فحينها لن يبقى من مدن إلا الرقة ودير الزور بيد تنظيم "داعش" وبقية المدن بيد الدولة السورية.

*أهم المشاكل التي تناولتها التقارير الاستخباراتية ستكون على الشكل التالي:

شعور الشعب التركي بأن الحكومة تهمله لصالح اللاجئين.

زيادة ظواهر اجتماعية سلبية؛ مثل التسول- تشرد الأطفال -السرقة- والزنا- عمل الأطفال -وتعدد الزوجات - الزواج المبكر -العنف.

ارتفاع أسعار الايجارات في البيوت والمحلات.

احتمال حدوث عمليات تخريبية بالترافق مع سوء أوضاع اللاجئين السوريين.

*سقوط حلب هزيمة لتركيا التي فشلت في اختيار القادة الميدانيين:

في زاوية صحيفة "ستار" الموالية لحزب أردوغان، رأى الكاتب "هاكان ألبايراك" : أن سقوط حلب لا يعتبر هزيمة (للمعارضة) فحسب بل هزيمة لتركيا نفسها، موضحاً أن بلاده دعمت (المعارضين) ولكنها «أخفقت في اختيار القادة الميدانيين»!!!!.

ودعا "ألبايراك" تركيا إلى تقديم دعم عسكري ولوجستي أكبر "للمقاتلين) في حلب معتبراً هذه النقطة «مفصلية لمستقبل تركيا»، وأشار إلى أن «على الشعب التركي أن يعلم أنه يجب أن يكون مستعداً لدفع أثمان غالية مقابل دعم (المعارضة) السورية من تحت الطاولة وإيصال المساعدات عبر الأيادي الأمينة» على حد وصفه.

*كاتب تركي: أحلامنا بتركيا الكبرى على وشك الانهيار في حلب:

رأى الكاتب التركي "أيهان إيشيك"، المعروف بمناصرته للمسلحين في سوريا، واشتراكه في نشاطات داعمة لهم : أن أحلام "تركيا الكبرى" تنهار في حلب مع تشديد الجيش السوري الحصار عليها، معتبراً أن سقوط حلب بيد الجيش يعتبر هزيمة لتركيا الدولة والحلم.

وقال "إيشيك" في مقاله تحت عنوان : «هل حان وقت وداع حلب؟ ,,,, أن نجاح الجيش السوري بمحاصرة حلب يعني محاصرة سوريا بأكملها اعتباراً من حدود تركيا ,,,, مشيراً إلى أن المواقع والكتاب الموالين للرئيس الأسد أخرجوا بلطاتهم الحربية من أغمادها متأهبين للاحتفال بنصرهم في سوريا ومتوعدين بالانتقام من تركيا.وأضاف "إيشيك": في هذه الأيام التي نرسم فيها أحلام تركيا الكبرى فإننا نتجه نحو تركيا فشلت في امتحانها السوري ,,,, أما مسؤولو تركيا الذين كانوا حتى حصار حلب يعتقدون أن الرئيس الأسد راحل ,,,, و لم يدركوا بعد أن حلب هي مثل البالون المغموس بالصابون , والذي إن أفلت مرة من اليد فلن يعود مجدداً.

وختم "إيشيك" بالقول: كنا ننتظر من الدولة أن تحمي حلب التي كنا نتوقع لها أن تضم خارطة سوريا بأكملها إليها ,,,, وننتظر أن تدرس خطط العدو "أي الدولة السورية" الهجومية وتقدم مساعدات نوعية للمقاتلين على الارض ,,,, ولكن تبين أن دور أجهزة استخباراتنا لم يتعدى التجسس على هواتف مواطنيها.

*سوريا توقع حكومة تركيا في الفخ:

في صحيفة "راديكال" نقل "مراد" يتكين عن مصادر تركية عسكرية واستخباراتية قولها : أن سوريا تتعمد عدم إغلاق الفجوة المتبقية شمال غرب حلب ,,,, بعرض حوالي خمس كيلومترات ,,,, بهدف دفع المقاتلين الموجودين في حلب إلى مغادرتها إلى تركيا ,,,, وذلك حتى تلقي بعبئهم فوق تركيا وتتخلص بالتالي من هذا العبء عبر دفعهم إلى تركيا.

و يغلف الكاتب مخاوف بلاده بتكرار نظرية موجة اللاجئين !!!! لكن في الحقيقة إذا قرانا وراء الأسطر يمكن لنا أن نستشف أن سوريا، وبشكل مفهوم تماماً تفتح الطريق للمجموعات المسلحة للفرار من "حلب" إلى مدينة "كيليس" التركية ,,,, لتبقى حكومة "أردوغان" أمام مغبة استقبال عناصر مسلحة وغير منضبطة ,,,, وستكون مصدراً للقلاقل والمشاكل.

وخاصة أن أغلب هذه العناصر هم ممن اعتادوا حياة الأرباح السهلة القائمة على التهريب والسلب بشكل أساسي ,,,, ومن الصعب عليهم الانتظام في حياة قائمة على العمل المنتج ,,,, ومما لا شك فيه أن تدريبهم الذي قدمته لهم تركيا، وذخيرتهم ,,,, سيستخدمونها في الأراضي التركية، وعلى المواطنين الأتراك إن تقطعت بهم السبل.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-11-22
  • 4902
  • من الأرشيف

الفخ السوري الذي نصبته سورية لأردوغان

لماذا اهتم ما يحلو لوسائل الإعلام العربية تسميته بـ«المجتمع الدولي» فجأة بالوضع في حلب؟. هل هي صحوة ضمير؟ أو أن للأمر علاقة بالتطورات الميدانية في حلب وجوارها؟. هل هناك تغير في مواقف الدول المتفاوضة علناً أو سراً؟. لماذا يهتمون بحلب دون سواها,,,,لماذا لا يهتمون بالرقة القابعة لاحتلال تنظيم "داعش"، أو بادلب التي تتعرض لهجوم من تنظيم "جبهة النصرة"، وكلا التنظيمين، أي "داعش والنصرة" متشعبان من تنظيم “القاعدة”؟. ما علاقة الأمر بحسابات تركيا، وما هو الكابوس، الذي تعيشه حكومة أردوغان في حلب؟. *الأتراك يتحضرون للندب: بشكل متسارع وأكثر غزارة من قبل بدأ كتاب وصحفيون أتراك إلى الإشارة لموضوع حلب والخسارة الكبيرة، التي من المتوقع أن تقع فيها بلادهم، التي راهنت كثيراً على رهانات المنطقة العازلة وتقسيم سوريا وإسقاط الرئيس الأسد.   نشرت صحيفة "خبر تورك" التركية في تقرير خاص: أن تركيا أعلنت حالة التأهب القصوى أمام احتمال إحكام الجيش السوري الحصار على حلب، موضحة أن الحكومة تتوقع بدء موجة هجرة عملاقة تقدر بثلاثمائة ألف لاجئ يفرون من حلب وريفها سيصل منهم الى تركيا أكثر من مائة وخمسين ألف لاجئ. وقالت الصحيفة أن الحكومة التركية تتحسب لسقوط آخر المدن، التي تسيطر عليها مليشيا ( ثوار سوريا)؛ فحينها لن يبقى من مدن إلا الرقة ودير الزور بيد تنظيم "داعش" وبقية المدن بيد الدولة السورية. *أهم المشاكل التي تناولتها التقارير الاستخباراتية ستكون على الشكل التالي: شعور الشعب التركي بأن الحكومة تهمله لصالح اللاجئين. زيادة ظواهر اجتماعية سلبية؛ مثل التسول- تشرد الأطفال -السرقة- والزنا- عمل الأطفال -وتعدد الزوجات - الزواج المبكر -العنف. ارتفاع أسعار الايجارات في البيوت والمحلات. احتمال حدوث عمليات تخريبية بالترافق مع سوء أوضاع اللاجئين السوريين. *سقوط حلب هزيمة لتركيا التي فشلت في اختيار القادة الميدانيين: في زاوية صحيفة "ستار" الموالية لحزب أردوغان، رأى الكاتب "هاكان ألبايراك" : أن سقوط حلب لا يعتبر هزيمة (للمعارضة) فحسب بل هزيمة لتركيا نفسها، موضحاً أن بلاده دعمت (المعارضين) ولكنها «أخفقت في اختيار القادة الميدانيين»!!!!. ودعا "ألبايراك" تركيا إلى تقديم دعم عسكري ولوجستي أكبر "للمقاتلين) في حلب معتبراً هذه النقطة «مفصلية لمستقبل تركيا»، وأشار إلى أن «على الشعب التركي أن يعلم أنه يجب أن يكون مستعداً لدفع أثمان غالية مقابل دعم (المعارضة) السورية من تحت الطاولة وإيصال المساعدات عبر الأيادي الأمينة» على حد وصفه. *كاتب تركي: أحلامنا بتركيا الكبرى على وشك الانهيار في حلب: رأى الكاتب التركي "أيهان إيشيك"، المعروف بمناصرته للمسلحين في سوريا، واشتراكه في نشاطات داعمة لهم : أن أحلام "تركيا الكبرى" تنهار في حلب مع تشديد الجيش السوري الحصار عليها، معتبراً أن سقوط حلب بيد الجيش يعتبر هزيمة لتركيا الدولة والحلم. وقال "إيشيك" في مقاله تحت عنوان : «هل حان وقت وداع حلب؟ ,,,, أن نجاح الجيش السوري بمحاصرة حلب يعني محاصرة سوريا بأكملها اعتباراً من حدود تركيا ,,,, مشيراً إلى أن المواقع والكتاب الموالين للرئيس الأسد أخرجوا بلطاتهم الحربية من أغمادها متأهبين للاحتفال بنصرهم في سوريا ومتوعدين بالانتقام من تركيا.وأضاف "إيشيك": في هذه الأيام التي نرسم فيها أحلام تركيا الكبرى فإننا نتجه نحو تركيا فشلت في امتحانها السوري ,,,, أما مسؤولو تركيا الذين كانوا حتى حصار حلب يعتقدون أن الرئيس الأسد راحل ,,,, و لم يدركوا بعد أن حلب هي مثل البالون المغموس بالصابون , والذي إن أفلت مرة من اليد فلن يعود مجدداً. وختم "إيشيك" بالقول: كنا ننتظر من الدولة أن تحمي حلب التي كنا نتوقع لها أن تضم خارطة سوريا بأكملها إليها ,,,, وننتظر أن تدرس خطط العدو "أي الدولة السورية" الهجومية وتقدم مساعدات نوعية للمقاتلين على الارض ,,,, ولكن تبين أن دور أجهزة استخباراتنا لم يتعدى التجسس على هواتف مواطنيها. *سوريا توقع حكومة تركيا في الفخ: في صحيفة "راديكال" نقل "مراد" يتكين عن مصادر تركية عسكرية واستخباراتية قولها : أن سوريا تتعمد عدم إغلاق الفجوة المتبقية شمال غرب حلب ,,,, بعرض حوالي خمس كيلومترات ,,,, بهدف دفع المقاتلين الموجودين في حلب إلى مغادرتها إلى تركيا ,,,, وذلك حتى تلقي بعبئهم فوق تركيا وتتخلص بالتالي من هذا العبء عبر دفعهم إلى تركيا. و يغلف الكاتب مخاوف بلاده بتكرار نظرية موجة اللاجئين !!!! لكن في الحقيقة إذا قرانا وراء الأسطر يمكن لنا أن نستشف أن سوريا، وبشكل مفهوم تماماً تفتح الطريق للمجموعات المسلحة للفرار من "حلب" إلى مدينة "كيليس" التركية ,,,, لتبقى حكومة "أردوغان" أمام مغبة استقبال عناصر مسلحة وغير منضبطة ,,,, وستكون مصدراً للقلاقل والمشاكل. وخاصة أن أغلب هذه العناصر هم ممن اعتادوا حياة الأرباح السهلة القائمة على التهريب والسلب بشكل أساسي ,,,, ومن الصعب عليهم الانتظام في حياة قائمة على العمل المنتج ,,,, ومما لا شك فيه أن تدريبهم الذي قدمته لهم تركيا، وذخيرتهم ,,,, سيستخدمونها في الأراضي التركية، وعلى المواطنين الأتراك إن تقطعت بهم السبل.  

المصدر : سومر سلطان


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة