في موسكو ثمة حدث كبير كنت قد شبهته باتفاق نزع الكيماوي السوري الذي ابعد نهائيا فكرة التدخل لعسكري الاميركي للاطاحة بالنظام من القاموس الاقليمي والدولي

هناك سيتم انتظار الاجوبة النهائية عن مبادرة روسية مدعومة من الخلف من واشنطن

هناك سيتم الحديث عن شكل الحكم الجديد في سوريا بعيدا عن تغيير النظام وهذا الشكل الجديد ليس الا البوابة المقبولة دوليا لاعادة تاهيل النظام على المستوى الاقليمي والدولي . يقول بشار الجعفري مندوب سوريا في الامم المتحدة انه ثمة دول اعضاء في المنظمة ابلغته ان الصورة اصبحت واضحة لديهم وان ما كان خلال ثلاث سنوات كان بروبوغندا هدفها الاطاحة بالنظام .. ثمة مقاربات جديدة وهامة من قبل العديد من الدول للحالة السورية وهذا يعتبر بصيص امل كما يقول الجعفري لاعادة العلاقات مع تلك الدول التي ابلغته انها الان تنظر بصورة مختلفة لما يجري في سوريا.

ثمة شخصيات هامة في المعارضة السورية وحتى من داخل الائتلاف تريد التعاون مع موسكو الامر يحتاج لجواب من قبل وفد الحكومة السورية الذي سيزور موسكو .. الوفد السوري معني بقبول المقترح الروسي المدعوم امريكيا لان قبول شخصية مثل احمد معاذ الخطيب او هيثم مناع  وشخص اخر من الوزن الثقيل يتصل بموسكو منذ ستة شهور في رئاسة الحكومة مثلا يحمل للنظام السوري الكثير من الفوائد اولها ان النظام سوف يسدد ضربة للائتلاف التقليدي الذي لازال يعيش في زمن الاطاحة بالرئيس واستلام الحكم كاملا .. وايضا سيحصل النظام على جملة الوعود التي سيقدمها الامريكيون عبر الروس ومنها اعادة تاهيل النظام دوليا والتعاون معه لقتال داعش في سوريا( تريد امريكا ان تكرر تجربة الحكومة العراقية عندما اشترطت تغيير المالكي لتقديم المساعدة للحكومة العراقية لقتال داعش)

ما سيتم الاتفاق عليه في موسكو لن يعلن فيها انما سيتم اقتراح جنيف لدعوة كافة اطياف المعارضة وهنا سيكون الائتلاف المدعوم من قطر وتركيا امام خيارين اما الدخول في الاتفاق والحكومة وعقد مؤتمر وطني جامع في دمشق او البقاء على شكل معارضة في الخارج تشكل ورقة ضغط دائم على النظام كل هذه لازال في طور الاقتراح والافكار التي من المفترض ان يسحم الجزء الاهم منها في موسكو.

على المستوى العربي الكل في حالة انتظار … السعودية بعثت الى دمشق بطريقة غير مباشرة انها قامت بمؤشرات تهدئة لا نعرف ما هي ولكن نستطيع التكهن بها وتلخيصها بالنقاط التالية.

ـ زيارة وفد حزب نداء تونس دمشق قبل الانتخابات واعلانه بعد الفوز بالانتخابات التشريعية انه سيعيد العلاقات مع دمشق دون اعتراض من الحلف السعودي الذي قدم العون للحزب لينافس حركة النهضة الاخوانية

ـ الاتصالات التي تجري بين القاهرة ودمشق والتي اصبح جزء منها علني والجزء الاهم لا زال بالمربع المظلل.

ـ الرسائل التي تنقلها الكويت من كل الاطراف الى دمشق.

ـ اسكات الرياض لكل الدعاة والمشايخ الذين كانوا يحرضون في وسائل اعلامها على القتال في سوريا.

تريد الرياض مقابلا لم ياتي حتى الان من دمشق اذ ليس لدى دمشق ما تقدمه على صعيد الاشارات لكن اخمن ان السعودية تقصد ان يتغير الخطاب الاعلامي السوري الذي ينتقد بشكل لاذع الملك السعودي والاسرة الحاكمة في المملكة لكن على هذا الصعيد قيل لسعود الفيصل في موسكو اثناء زيارته قبل يومين ما هو ابعد من اشارة وهو حسب دبلوماسي روسي اشراك الجناح المحسوب على السعودية في الحوار مع النظام وان يكون جزء اساسي في الحل سعود الفيصل كان راض عن الطرح لكنه ركز على تقنيين النفوذ الايراني في سوريا عبر اخراج حزب الله من سوريا وطلب من الروس ان يضغطوا على النظام ليعيد التوازن في مسافة العلاقة بين الرياض وطهران.

الكويت والقاهرة جاهزتان للعلب دور الوسيط بين دمشق والرياض او ان تكون العلاقة في المدى المتوسط على الاقل بين الطرفين تمرعبر هاتين العاصمتين بالاضافة للحكم الجديد في تونس.

بقي ان نلفت ان ما سيجري في موسكو ليس البداية لمرحلة جديدة بل هو تتويج وقطف ثمار لعام كامل من التغييرات والتحولات في المربعات الظاهرة والمظللة التي تتطلب الاعلان عنها في ما بعد موسكو.

  • فريق ماسة
  • 2014-11-22
  • 9889
  • من الأرشيف

اسرار المرحلة المقبلة في سورية : مرونة سعودية.. وتقنين لنفوذ ايران

في موسكو ثمة حدث كبير كنت قد شبهته باتفاق نزع الكيماوي السوري الذي ابعد نهائيا فكرة التدخل لعسكري الاميركي للاطاحة بالنظام من القاموس الاقليمي والدولي هناك سيتم انتظار الاجوبة النهائية عن مبادرة روسية مدعومة من الخلف من واشنطن هناك سيتم الحديث عن شكل الحكم الجديد في سوريا بعيدا عن تغيير النظام وهذا الشكل الجديد ليس الا البوابة المقبولة دوليا لاعادة تاهيل النظام على المستوى الاقليمي والدولي . يقول بشار الجعفري مندوب سوريا في الامم المتحدة انه ثمة دول اعضاء في المنظمة ابلغته ان الصورة اصبحت واضحة لديهم وان ما كان خلال ثلاث سنوات كان بروبوغندا هدفها الاطاحة بالنظام .. ثمة مقاربات جديدة وهامة من قبل العديد من الدول للحالة السورية وهذا يعتبر بصيص امل كما يقول الجعفري لاعادة العلاقات مع تلك الدول التي ابلغته انها الان تنظر بصورة مختلفة لما يجري في سوريا. ثمة شخصيات هامة في المعارضة السورية وحتى من داخل الائتلاف تريد التعاون مع موسكو الامر يحتاج لجواب من قبل وفد الحكومة السورية الذي سيزور موسكو .. الوفد السوري معني بقبول المقترح الروسي المدعوم امريكيا لان قبول شخصية مثل احمد معاذ الخطيب او هيثم مناع  وشخص اخر من الوزن الثقيل يتصل بموسكو منذ ستة شهور في رئاسة الحكومة مثلا يحمل للنظام السوري الكثير من الفوائد اولها ان النظام سوف يسدد ضربة للائتلاف التقليدي الذي لازال يعيش في زمن الاطاحة بالرئيس واستلام الحكم كاملا .. وايضا سيحصل النظام على جملة الوعود التي سيقدمها الامريكيون عبر الروس ومنها اعادة تاهيل النظام دوليا والتعاون معه لقتال داعش في سوريا( تريد امريكا ان تكرر تجربة الحكومة العراقية عندما اشترطت تغيير المالكي لتقديم المساعدة للحكومة العراقية لقتال داعش) ما سيتم الاتفاق عليه في موسكو لن يعلن فيها انما سيتم اقتراح جنيف لدعوة كافة اطياف المعارضة وهنا سيكون الائتلاف المدعوم من قطر وتركيا امام خيارين اما الدخول في الاتفاق والحكومة وعقد مؤتمر وطني جامع في دمشق او البقاء على شكل معارضة في الخارج تشكل ورقة ضغط دائم على النظام كل هذه لازال في طور الاقتراح والافكار التي من المفترض ان يسحم الجزء الاهم منها في موسكو. على المستوى العربي الكل في حالة انتظار … السعودية بعثت الى دمشق بطريقة غير مباشرة انها قامت بمؤشرات تهدئة لا نعرف ما هي ولكن نستطيع التكهن بها وتلخيصها بالنقاط التالية. ـ زيارة وفد حزب نداء تونس دمشق قبل الانتخابات واعلانه بعد الفوز بالانتخابات التشريعية انه سيعيد العلاقات مع دمشق دون اعتراض من الحلف السعودي الذي قدم العون للحزب لينافس حركة النهضة الاخوانية ـ الاتصالات التي تجري بين القاهرة ودمشق والتي اصبح جزء منها علني والجزء الاهم لا زال بالمربع المظلل. ـ الرسائل التي تنقلها الكويت من كل الاطراف الى دمشق. ـ اسكات الرياض لكل الدعاة والمشايخ الذين كانوا يحرضون في وسائل اعلامها على القتال في سوريا. تريد الرياض مقابلا لم ياتي حتى الان من دمشق اذ ليس لدى دمشق ما تقدمه على صعيد الاشارات لكن اخمن ان السعودية تقصد ان يتغير الخطاب الاعلامي السوري الذي ينتقد بشكل لاذع الملك السعودي والاسرة الحاكمة في المملكة لكن على هذا الصعيد قيل لسعود الفيصل في موسكو اثناء زيارته قبل يومين ما هو ابعد من اشارة وهو حسب دبلوماسي روسي اشراك الجناح المحسوب على السعودية في الحوار مع النظام وان يكون جزء اساسي في الحل سعود الفيصل كان راض عن الطرح لكنه ركز على تقنيين النفوذ الايراني في سوريا عبر اخراج حزب الله من سوريا وطلب من الروس ان يضغطوا على النظام ليعيد التوازن في مسافة العلاقة بين الرياض وطهران. الكويت والقاهرة جاهزتان للعلب دور الوسيط بين دمشق والرياض او ان تكون العلاقة في المدى المتوسط على الاقل بين الطرفين تمرعبر هاتين العاصمتين بالاضافة للحكم الجديد في تونس. بقي ان نلفت ان ما سيجري في موسكو ليس البداية لمرحلة جديدة بل هو تتويج وقطف ثمار لعام كامل من التغييرات والتحولات في المربعات الظاهرة والمظللة التي تتطلب الاعلان عنها في ما بعد موسكو.

المصدر : “راي اليوم” ـ كمال خلف:


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة