في حديث إلى "الاخبار"، أشار جنبلاط إلى انه "دخلنا على نحو مباشر في الحرب السورية. لم يعد مجدياً اتهام فريق للفريق الآخر بأنه لولا التدخل لما كان اتى الارهاب الى لبنان. صار كلاماً غير مجد وبلا معنى.

دخلنا هذه الحرب"، معتبرا ان "اليوم يتضاعف التدخل والتورط في الحرب السورية. بين عرسال وبريتال دخلنا الحرب السورية مجدداً.

لا ننسى قبل سنة السيارات المفخخة، ثم العناصر الكثيرين الذين كانوا يمرون عبر لبنان بعضهم في السجون، والعناصر اللبنانيين الذين، كما يقال، كانوا يذهبون من مرفأ طرابلس الى تركيا ثم يدخلون منها الى سوريا للقتال. كل ذلك يوجد قلقا على الامن والوضع في لبنان وعدم امكان التوصل الى هدنة".

وأوضح جنبلاط انه لم يراهن على اسقاط النظام السوري، موضحا انه "عندما اجتمعت بقوى 14 آذار قلت لن يسقط النظام بسرعة كما تتصورون. العملية طويلة جداً. بنيت كلامي على معطيات كلام دقيق جداً لحكمت الشهابي، رحمة الله عليه.

واعتبر ان "سوريا راحت وراح الشرق كله. ولم تعد هناك دول قومية ووطنية كان قد شكلها اتفاق سايكس بيكو عام 1916. عام 2014 بدأت تنهار. تماما بعد مئة سنة. اما كيف ستنشأ دول جديدة، فلا أحد يعرف. وضع اتفاق سايكس ـ بيكو خطوطاً بعضها كان تجريبياً. من بينها كان تقسيم تركيا وفق معاهدة سيفر رفضها كمال أتاتورك بالدم بعدما انتصر على اليونانيين، ودخل اسطنبول فاتحا وخلع الخليفة. في ما بعد عام 1923 سُوّيت وحدة تركيا في معاهدة لوزان. كان ملحوظا آنذاك دويلة كردية. اليوم ترتسم خريطة جديدة للمنطقة على نحو لا نستطيع التنبؤ به".

 

وردا على سؤال حول ان كان تنظيما كداعش قادر على محو خريطة عمرها مئة سنة، قال: "محاها. محاها. ليس مجرد تنظيم. كانت هناك دول قومية ووطنية أدت قسطها في مرحلة ذهبية وقامت بواجباتها. الآن انتهت لأسباب داخلية وتمادي الديكتاتوريات والفقر، فانفجرت من الداخل والتحقت بها عناصر من الخارج". وأضاف "علنا نستطيع الإبقاء على ما تبقى من تقسيمات سايكس ـ بيكو بالإبقاء على "لبنان الكبير" الذي أنشأه الجنرال غورو. هذا هو التحدي، وهذا ما يجب أن يفهمه الأفرقاء الكبار هنا، لأن الأفرقاء الكبار الخارجيين غير مبالين بمصير أمة أو شعب. ها هو الصراع على عين عرب خير دليل على ذلك".

  • فريق ماسة
  • 2014-10-23
  • 11343
  • من الأرشيف

جنبلاط: لم أراهن على سقوط النظام السوري

  في حديث إلى "الاخبار"، أشار جنبلاط إلى انه "دخلنا على نحو مباشر في الحرب السورية. لم يعد مجدياً اتهام فريق للفريق الآخر بأنه لولا التدخل لما كان اتى الارهاب الى لبنان. صار كلاماً غير مجد وبلا معنى. دخلنا هذه الحرب"، معتبرا ان "اليوم يتضاعف التدخل والتورط في الحرب السورية. بين عرسال وبريتال دخلنا الحرب السورية مجدداً. لا ننسى قبل سنة السيارات المفخخة، ثم العناصر الكثيرين الذين كانوا يمرون عبر لبنان بعضهم في السجون، والعناصر اللبنانيين الذين، كما يقال، كانوا يذهبون من مرفأ طرابلس الى تركيا ثم يدخلون منها الى سوريا للقتال. كل ذلك يوجد قلقا على الامن والوضع في لبنان وعدم امكان التوصل الى هدنة". وأوضح جنبلاط انه لم يراهن على اسقاط النظام السوري، موضحا انه "عندما اجتمعت بقوى 14 آذار قلت لن يسقط النظام بسرعة كما تتصورون. العملية طويلة جداً. بنيت كلامي على معطيات كلام دقيق جداً لحكمت الشهابي، رحمة الله عليه. واعتبر ان "سوريا راحت وراح الشرق كله. ولم تعد هناك دول قومية ووطنية كان قد شكلها اتفاق سايكس بيكو عام 1916. عام 2014 بدأت تنهار. تماما بعد مئة سنة. اما كيف ستنشأ دول جديدة، فلا أحد يعرف. وضع اتفاق سايكس ـ بيكو خطوطاً بعضها كان تجريبياً. من بينها كان تقسيم تركيا وفق معاهدة سيفر رفضها كمال أتاتورك بالدم بعدما انتصر على اليونانيين، ودخل اسطنبول فاتحا وخلع الخليفة. في ما بعد عام 1923 سُوّيت وحدة تركيا في معاهدة لوزان. كان ملحوظا آنذاك دويلة كردية. اليوم ترتسم خريطة جديدة للمنطقة على نحو لا نستطيع التنبؤ به".   وردا على سؤال حول ان كان تنظيما كداعش قادر على محو خريطة عمرها مئة سنة، قال: "محاها. محاها. ليس مجرد تنظيم. كانت هناك دول قومية ووطنية أدت قسطها في مرحلة ذهبية وقامت بواجباتها. الآن انتهت لأسباب داخلية وتمادي الديكتاتوريات والفقر، فانفجرت من الداخل والتحقت بها عناصر من الخارج". وأضاف "علنا نستطيع الإبقاء على ما تبقى من تقسيمات سايكس ـ بيكو بالإبقاء على "لبنان الكبير" الذي أنشأه الجنرال غورو. هذا هو التحدي، وهذا ما يجب أن يفهمه الأفرقاء الكبار هنا، لأن الأفرقاء الكبار الخارجيين غير مبالين بمصير أمة أو شعب. ها هو الصراع على عين عرب خير دليل على ذلك".

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة