يبدو أن أميركا وصلت اليوم إلى قناعة راسخة بأن قرارها في إدارة حرب استنزاف طويلة في الشرق الأوسط هو القرار الأفضل

 والأصوب والأقل كلفة والأكثر ربحية لها من كل القرارات والاستراتيجيات التي اعتمدتها منذ ثلاثة عقود والتي ارتدت عليها في نهاية المطاف خسارة متعددة الأوجه بين المالية والميدانية أو السياسية والاستراتيجية.

 وترى أميركا أن حرب الاستنزاف التي توصلت في نهاية المطاف لاعتمادها كأسلوب عمل في الشرق الأوسط تمكنها من تحقيق أهداف كبرى تعدّ في سياساتها واستراتيجياتها القطب وحجر الرحى معا. ونعلم أن أميركا لا يهمها في الشرق الأوسط إلا نفطه وماله وثرواته، وامن إسرائيل وثباتها وقد عجزت أميركا خلال العقود الثلاثة الماضية من الوصول إلى درجة الطمأنينة النهائية القطعية التي تجعل هذه الأهداف بمنأى عن الخطر والاهتزاز، وخاصة أنها رأت كيف أن إسرائيل تخسر في عقد واحد مرتين أمام المقاومة في لبنان، وتخفق في تحقيق ما تريد في غزة ثلاث مرات، وأن الأمر انتهى إلى تكريس «معادلة توازن الردع» مع المقاومة في لبنان، وإلى «معادلة تبادل الحذر من المواجهة» في غزة.‏

 وانطلاقا من النتائج المستخلصة تلك يظهر بوضوح أن أميركا اتجهت إلى اعتماد حرب الاستنزاف الطويلة التي توفر لها في العقد المقبل فرصا تحتاجها على الصعيد الاقتصادي المالي، كما على الصعيد السياسي الاستراتيجي، وقبل كل شيء الأمني العسكري. فحرب الاستنزاف تلك بما تحتاجه من مال وسلاح وحشد طاقات بشرية توفر لأميركا ما يلي:‏

 1. إشغال المنطقة برمتها عن «إسرائيل»، بما يتيح للأخيرة الانصراف إلى تنفيذ سياستها الهادفة إلى ابتلاع كل ما تبقى من فلسطين واجتثاث كل ما يشير إلى الطابع العربي أو الإسلامي أو الإنساني فيها وتهويد كل ذلك دون أن تجد اعتراضا فاعلا أو مانعا من أحد. وبالفعل من يتابع ما يجري الأن من استيطان في الضفة أو ما يحدث للمقدسات في القدس من تهويد وعلى رأسها المسجد الأقصى يجد أن إسرائيل تسير بخطى ثابتة نحو أهدافها دون أن نسمع أكثر من بعض كلمات خجولة من هذا الطرف أو تلك الشخصية تعترض على أفعال إسرائيل وجرائمها... كلمات مواقف لا توقف هدما ولا تعدل في منهاج التهويد.‏

 2. إنتاج بيئة حربية في المنطقة تمنع تقدمها وتمنع استثمارها لثرواتها، وتدفع نحو الهدم المتواصل الذي يخلق الفرص لقطاعات الإنتاج الغربية عامة والأميركية خاصة لزيادة مبيعاتها تحت عنوان إعادة الإعمار، فتكون أميركا ربحت في هذا مرتين طردا وعكسا، فمن جهة منعت التطور وهذا يقع في صلب السياسة الاستعمارية القائمة على منع الأخرين من امتلاك مصادر القوة (بهذا المنطق الاستعماري تلاحق كل دولة تعمل لرفاهية شعبها خارج القرار الأميركي) ومن جهة ثانية تكون قد خلقت أسواقا استهلاكية لترويج صناعاتها.‏

 3. خلق سوق استهلاك السلاح بما ينشط صناعاتها العسكرية. وهنا نذكر بان القرار الغلي في أميركا يقع في يد مثلث كارتل شركات الأسلحة والنفط والمال، هذا المثلث يجد الحاجة قائمة دائما للحروب على حدود مناطق النفط من اجل تزنير تلك المناطق بالنار الحمائية المانعة لأي أحد من اقتحامها، حروب تفرض على المعنيين استيراد الأسلحة بكميات مناسبة للمخاطر المتشكلة أو المزعومة وللمهل المتوقعة لانتهائها.‏

 وهنا نستعيد إلى الذاكرة ما كان البعض قد توقعه في العام 2010 (أي عندما قرر الحلف الأطلسي إقفال الجبهات وترك استراتيجية القوة الصلبة) حيث توقعوا انهيار الدولار في العام 2014 فكانت مباشرة شرارة الحريق العربي التي اندلعت نارا في تونس وتوسعت إلى الشرق.‏

 كما نذكر بانه في اقل من 3 أشهر وبعد أن أطلق أوباما استراتيجية جديدة للحرب المزعومة على الإرهاب في صيف العام 2014 خلال هذه المهلة القصيرة ارتفعت أسعار أسهم شركات تصنيع السلاح في الولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين 3.8 و9.3 %، وخاصة بعد أن أعلن بأن هذه الحرب ستستمر مدة تتراوح ما بين 3 سنين إلى عشر سنين ومنهم من حدد مدتها بـ30 سنة خلافا لكل منطق عسكري وخدمة لتجارة الأسلحة من اجل إعطاء شركات الأسلحة مهلا أطول لوضع برامجها التصنيعية. ولا ننسى انه في الأسبوع الأول من إطلاق الاستراتيجية الأميركية لحرب الاستنزاف الطويلة، وبعد أن شكلت تحالفا دوليا بقيادتها لإدارة هذه الحرب، أبرمت أميركا مع دول الخليج عقود تسليح تبلغ قيمتها الإجمالية 73 مليار دولار، على أن يتم بدء تسليم الأسلحة بعد سنتين كحد أدنى (ولهذا لا يمكن لأميركا إلا أن تقول بطول مدة الحرب، وتضخم خطر «داعش» حتى تبرر هذه الصفقات).‏

 4. خلق بيئة دولية تبرر لأميركا إنشاء الأحلاف بقيادتها ولتشرك فيها دولا لم تنتظم في أحلاف سابقة قائمة تقودها أميركا. ونحن نعلم أن أميركا تعتمد استراتيجية إنشاء التكتلات التي تنضوي تحت قيادتها على أسس متعددة المعايير منها الإقليمي، ومنها العقائدي ومنها الاقتصادي الخ. وتريد أميركا أن تجد لكل دولة من الدول التي تشتمل على منفعة أو مصلحة لأميركا، أن تجد لها مقعدا في تكتل أو حلف يضبطها تحت القيادة الأميركية. وبهذا تعوض أميركا بعض الشيء فشلها في إنتاج نظام عالمي أحادي القطبية عملت 3 عقود وبشتى الوسائل لإنشائه ولكنها أخفقت في سعيها.‏

 5. أما الهدف النهائي البعيد الذي تعول عليه أميركا من حرب الاستنزاف فيتمثل في بلوغ واحد من وضعين:‏

أ‌. إما انهيار كامل الأطراف وفقدانهم القوة والقدرة على المواجهة والقبول بأميركا حكما وحاكما تطبيقا لما كان أطلقه مدير المخابرات الأميركية السابق في العام 2006 حيث قال «علينا أن نصنع لهم إسلاما يناسبنا فيقتتلون حوله حتى ينهاروا ثم يستغيثون بنا» ولأجل ذلك نشطت أميركا في ابتداع الحركات التكفيرية الإرهابية واحتضانها وجعلها جزءا رئيسيا من خططها ومن جهة أخرى تنشط اليوم لوضع الخطط لإقامة مؤسسات بديلة للدولة السورية وتركيزها في الخارج وإعدادها لتكون ورقة احتياط بيدها تلعبها عندما يسمح الظرف باستعمالها، وفي هذا السياق تركز أميركا على إنشاء جيش سوري بديل، وهو ما ظهر من خلال معسكرات التدريب التي أصرت أميركا على إقامتها في تركيا والسعودية لتدريب 5 الأف عنصر سنويا في كل منهما، كما والإعلان عن تدريب 50 طيارا سوريا في أميركا لتشكيل نواة سلاح طيران لتلك الدولة المزعومة، طيران مهدت له بالإعلان عن امتلاك داعش لثلاث طائرات حربية.‏

 ب‌. أو تدمير المنطقة وطمس تاريخها ومعالمها الحضارية وإرجاعها مئات السنين إلى الوراء مع زرع الأحقاد بين مكوناتها الديمغرافية ما يمنع من تشكل الدول القوية لاحقا.‏

 ولأجل تحقيق هذه الأهداف انقلبت أميركا إلى حرب الاستنزاف الطويلة في المنطقة، وكانت داعش حاجة أساسية لها في إطار خطتها تلك، استنزاف تقفل فيه أبواب الحل السلمي الذي لا يكون استسلاما لها، وتمنع الحسم على يد الفريق المناهض لسياستها.‏

 لكننا ومع لؤم هذه الخطط وطبيعتها الإجرامية، لا نزال نرى بان فشل أميركا في استراتيجيتها تلك هو اقرب للواقع من نجاحها لأسباب موضوعية متعددة ليس اقلها وعي وقدرات الخصم المتمثل بمحور المقاومة وحلفائه الإقليميين والدوليين وفي طليعتهم روسيا، واعتماد الخصم لاستراتيجية المواجهة الواعية والواقعية بما يمنع توسع حرب الاستنزاف ويؤدي إلى تطهير المنطقة تلو المنطقة وتحييدها وإبعادها عن النيران ما امكن، كما وقدرة هذا المحور على المناورة وانزال الخسائر الاستراتيجية بأميركا وبحلفائها وليس ما حصل في اليمن ببعيد. كل ذلك يجعلنا أكثر ميلا للقول إن احتمال تحقيق أميركا لأهدافها في حرب الاستنزاف اللئيمة تلك هو احتمال منخفض السقف.‏

  • فريق ماسة
  • 2014-10-19
  • 12058
  • من الأرشيف

هل تحقق أميركا أهدافها من حرب الاستنزاف؟ ...د. أمين حطيط

يبدو أن أميركا وصلت اليوم إلى قناعة راسخة بأن قرارها في إدارة حرب استنزاف طويلة في الشرق الأوسط هو القرار الأفضل  والأصوب والأقل كلفة والأكثر ربحية لها من كل القرارات والاستراتيجيات التي اعتمدتها منذ ثلاثة عقود والتي ارتدت عليها في نهاية المطاف خسارة متعددة الأوجه بين المالية والميدانية أو السياسية والاستراتيجية.  وترى أميركا أن حرب الاستنزاف التي توصلت في نهاية المطاف لاعتمادها كأسلوب عمل في الشرق الأوسط تمكنها من تحقيق أهداف كبرى تعدّ في سياساتها واستراتيجياتها القطب وحجر الرحى معا. ونعلم أن أميركا لا يهمها في الشرق الأوسط إلا نفطه وماله وثرواته، وامن إسرائيل وثباتها وقد عجزت أميركا خلال العقود الثلاثة الماضية من الوصول إلى درجة الطمأنينة النهائية القطعية التي تجعل هذه الأهداف بمنأى عن الخطر والاهتزاز، وخاصة أنها رأت كيف أن إسرائيل تخسر في عقد واحد مرتين أمام المقاومة في لبنان، وتخفق في تحقيق ما تريد في غزة ثلاث مرات، وأن الأمر انتهى إلى تكريس «معادلة توازن الردع» مع المقاومة في لبنان، وإلى «معادلة تبادل الحذر من المواجهة» في غزة.‏  وانطلاقا من النتائج المستخلصة تلك يظهر بوضوح أن أميركا اتجهت إلى اعتماد حرب الاستنزاف الطويلة التي توفر لها في العقد المقبل فرصا تحتاجها على الصعيد الاقتصادي المالي، كما على الصعيد السياسي الاستراتيجي، وقبل كل شيء الأمني العسكري. فحرب الاستنزاف تلك بما تحتاجه من مال وسلاح وحشد طاقات بشرية توفر لأميركا ما يلي:‏  1. إشغال المنطقة برمتها عن «إسرائيل»، بما يتيح للأخيرة الانصراف إلى تنفيذ سياستها الهادفة إلى ابتلاع كل ما تبقى من فلسطين واجتثاث كل ما يشير إلى الطابع العربي أو الإسلامي أو الإنساني فيها وتهويد كل ذلك دون أن تجد اعتراضا فاعلا أو مانعا من أحد. وبالفعل من يتابع ما يجري الأن من استيطان في الضفة أو ما يحدث للمقدسات في القدس من تهويد وعلى رأسها المسجد الأقصى يجد أن إسرائيل تسير بخطى ثابتة نحو أهدافها دون أن نسمع أكثر من بعض كلمات خجولة من هذا الطرف أو تلك الشخصية تعترض على أفعال إسرائيل وجرائمها... كلمات مواقف لا توقف هدما ولا تعدل في منهاج التهويد.‏  2. إنتاج بيئة حربية في المنطقة تمنع تقدمها وتمنع استثمارها لثرواتها، وتدفع نحو الهدم المتواصل الذي يخلق الفرص لقطاعات الإنتاج الغربية عامة والأميركية خاصة لزيادة مبيعاتها تحت عنوان إعادة الإعمار، فتكون أميركا ربحت في هذا مرتين طردا وعكسا، فمن جهة منعت التطور وهذا يقع في صلب السياسة الاستعمارية القائمة على منع الأخرين من امتلاك مصادر القوة (بهذا المنطق الاستعماري تلاحق كل دولة تعمل لرفاهية شعبها خارج القرار الأميركي) ومن جهة ثانية تكون قد خلقت أسواقا استهلاكية لترويج صناعاتها.‏  3. خلق سوق استهلاك السلاح بما ينشط صناعاتها العسكرية. وهنا نذكر بان القرار الغلي في أميركا يقع في يد مثلث كارتل شركات الأسلحة والنفط والمال، هذا المثلث يجد الحاجة قائمة دائما للحروب على حدود مناطق النفط من اجل تزنير تلك المناطق بالنار الحمائية المانعة لأي أحد من اقتحامها، حروب تفرض على المعنيين استيراد الأسلحة بكميات مناسبة للمخاطر المتشكلة أو المزعومة وللمهل المتوقعة لانتهائها.‏  وهنا نستعيد إلى الذاكرة ما كان البعض قد توقعه في العام 2010 (أي عندما قرر الحلف الأطلسي إقفال الجبهات وترك استراتيجية القوة الصلبة) حيث توقعوا انهيار الدولار في العام 2014 فكانت مباشرة شرارة الحريق العربي التي اندلعت نارا في تونس وتوسعت إلى الشرق.‏  كما نذكر بانه في اقل من 3 أشهر وبعد أن أطلق أوباما استراتيجية جديدة للحرب المزعومة على الإرهاب في صيف العام 2014 خلال هذه المهلة القصيرة ارتفعت أسعار أسهم شركات تصنيع السلاح في الولايات المتحدة بنسبة تتراوح بين 3.8 و9.3 %، وخاصة بعد أن أعلن بأن هذه الحرب ستستمر مدة تتراوح ما بين 3 سنين إلى عشر سنين ومنهم من حدد مدتها بـ30 سنة خلافا لكل منطق عسكري وخدمة لتجارة الأسلحة من اجل إعطاء شركات الأسلحة مهلا أطول لوضع برامجها التصنيعية. ولا ننسى انه في الأسبوع الأول من إطلاق الاستراتيجية الأميركية لحرب الاستنزاف الطويلة، وبعد أن شكلت تحالفا دوليا بقيادتها لإدارة هذه الحرب، أبرمت أميركا مع دول الخليج عقود تسليح تبلغ قيمتها الإجمالية 73 مليار دولار، على أن يتم بدء تسليم الأسلحة بعد سنتين كحد أدنى (ولهذا لا يمكن لأميركا إلا أن تقول بطول مدة الحرب، وتضخم خطر «داعش» حتى تبرر هذه الصفقات).‏  4. خلق بيئة دولية تبرر لأميركا إنشاء الأحلاف بقيادتها ولتشرك فيها دولا لم تنتظم في أحلاف سابقة قائمة تقودها أميركا. ونحن نعلم أن أميركا تعتمد استراتيجية إنشاء التكتلات التي تنضوي تحت قيادتها على أسس متعددة المعايير منها الإقليمي، ومنها العقائدي ومنها الاقتصادي الخ. وتريد أميركا أن تجد لكل دولة من الدول التي تشتمل على منفعة أو مصلحة لأميركا، أن تجد لها مقعدا في تكتل أو حلف يضبطها تحت القيادة الأميركية. وبهذا تعوض أميركا بعض الشيء فشلها في إنتاج نظام عالمي أحادي القطبية عملت 3 عقود وبشتى الوسائل لإنشائه ولكنها أخفقت في سعيها.‏  5. أما الهدف النهائي البعيد الذي تعول عليه أميركا من حرب الاستنزاف فيتمثل في بلوغ واحد من وضعين:‏ أ‌. إما انهيار كامل الأطراف وفقدانهم القوة والقدرة على المواجهة والقبول بأميركا حكما وحاكما تطبيقا لما كان أطلقه مدير المخابرات الأميركية السابق في العام 2006 حيث قال «علينا أن نصنع لهم إسلاما يناسبنا فيقتتلون حوله حتى ينهاروا ثم يستغيثون بنا» ولأجل ذلك نشطت أميركا في ابتداع الحركات التكفيرية الإرهابية واحتضانها وجعلها جزءا رئيسيا من خططها ومن جهة أخرى تنشط اليوم لوضع الخطط لإقامة مؤسسات بديلة للدولة السورية وتركيزها في الخارج وإعدادها لتكون ورقة احتياط بيدها تلعبها عندما يسمح الظرف باستعمالها، وفي هذا السياق تركز أميركا على إنشاء جيش سوري بديل، وهو ما ظهر من خلال معسكرات التدريب التي أصرت أميركا على إقامتها في تركيا والسعودية لتدريب 5 الأف عنصر سنويا في كل منهما، كما والإعلان عن تدريب 50 طيارا سوريا في أميركا لتشكيل نواة سلاح طيران لتلك الدولة المزعومة، طيران مهدت له بالإعلان عن امتلاك داعش لثلاث طائرات حربية.‏  ب‌. أو تدمير المنطقة وطمس تاريخها ومعالمها الحضارية وإرجاعها مئات السنين إلى الوراء مع زرع الأحقاد بين مكوناتها الديمغرافية ما يمنع من تشكل الدول القوية لاحقا.‏  ولأجل تحقيق هذه الأهداف انقلبت أميركا إلى حرب الاستنزاف الطويلة في المنطقة، وكانت داعش حاجة أساسية لها في إطار خطتها تلك، استنزاف تقفل فيه أبواب الحل السلمي الذي لا يكون استسلاما لها، وتمنع الحسم على يد الفريق المناهض لسياستها.‏  لكننا ومع لؤم هذه الخطط وطبيعتها الإجرامية، لا نزال نرى بان فشل أميركا في استراتيجيتها تلك هو اقرب للواقع من نجاحها لأسباب موضوعية متعددة ليس اقلها وعي وقدرات الخصم المتمثل بمحور المقاومة وحلفائه الإقليميين والدوليين وفي طليعتهم روسيا، واعتماد الخصم لاستراتيجية المواجهة الواعية والواقعية بما يمنع توسع حرب الاستنزاف ويؤدي إلى تطهير المنطقة تلو المنطقة وتحييدها وإبعادها عن النيران ما امكن، كما وقدرة هذا المحور على المناورة وانزال الخسائر الاستراتيجية بأميركا وبحلفائها وليس ما حصل في اليمن ببعيد. كل ذلك يجعلنا أكثر ميلا للقول إن احتمال تحقيق أميركا لأهدافها في حرب الاستنزاف اللئيمة تلك هو احتمال منخفض السقف.‏

المصدر : الثورة / أمينحطيط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة