دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
على صفحة «كوباني الآن» على موقع «فيسبوك» نُشرت صورة لمقاتل «داعشي» يحمل رأس مقاتلة كردية مقطوعٍ وجدائل شعرها الأشقر تتدلى إلى أسفل الرأس المحمول بقبضة هذا المقاتل فيما جسدها بلا رأسه ممدد على الأرض، هذا المشهد في كوباني «عين العرب» التي ما تزال عصية على تنظيم الدولة الإسلامية بعد أكثر من خمس وعشرين يوماً من الهجوم العنيف الذي بدأه التنظيم.
حتى الآن، لم تسقط عين العرب كغيرها من عشرات المدن والبلدات التي اجتاحتها «داعش». فوجئ التنظيم الإسلامي بما لم يكن في الحسبان. عناد وقساوة اشتُهر بها الأكراد خلال تاريخهم. لعلها غدرات الزمن التي خبروها على مر العصور دفعت بهم لاستنهاض كل ما في دواخلهم لمقاومة التنظيم.
خبِر مقاتلو وحدات الحماية الشعبية الأكراد حرب العصابات على مــــدى أشهر طويــلة ماضية على خلفية مواجهات سابقة خاضوها ضد مقاتلي حركة «أحرار الشام» الإسلامية ومقاتلي «جبهة النصرة» وجهاديين من «لواء وجيش محمد» الذين كثيراً ما أغاروا على عين العرب بحجة موالاتها للحكومة السورية.
أيضاً خاض المقاتلون الأكراد حرباً ضد فصائل منضوية فيما يُعرف بالجيش الحر كـ «لواء غرباء الشام» ولواء «أحفاد الرسول».
يقول نضال حنّان صحافي سوري كردي مقيم في تركيا أن مقاتلي «داعش» الذين يهاجمون كوباني حالياً موزعين بين مقاتلين أجانب (مهاجرين) ومقاتلين سوريين منضوين في التنظيم وهم من المناطق المحيطة بعين العرب من جرابلس ومنبج وتل أبيض ومنطقة الشيوخ ومن دير الزور والرقة. فيما تقاتل الآن فصائل قليلة من الجيش الحر إلى جانب وحدات الحماية الكردية منها «لواء ثوار الرقة» و»كتائب شمس الشمال» و»جبهة الأكراد» وفق قول الصحافي نضال حنّان.
اللافت في معارك عين العرب التي تشغل الإعلام العالمي حالياً هو أن امرأة تقود القوات الكردية المدافعة عن كوباني، تُعرف باسم «نالين عفرين» وهي من بلدة عفرين الكردية الواقعة شمال ريف حلب.
وتفيد المعلــومات القليلة عن «نالين» أنها سبق وقادت معارك ضد تنظيم «داعش» وضد «جبهة النصرة» في عدة جبهات أهمها في معارك رأس العين وتل كوجر.
«نالين» اسم كردي تعني بالعربية «الحزينة»، أي أن الحزينة الكردية تقود معركة كوباني ضد «داعش».
والمعروف أن «أغلب الأسماء الكردية مقتبسة من التاريخ الحزين للشعب الكردي الذي لطالما عانى الاضطـــهاد والإبادة» وفق قول الصحافي نضال حنّان.
وفيما يستمر هجوم «داعش» على كوباني من ثلاثة محاور هي الجبهة الغربية عند قرية تل شعير، والجبهة الجنوبية عند مقبرة الشهداء والجبهة الشرقية عند سرايا كوباني، حقق المقاتلون الأكراد تقدماً في الجهة الجنوبية وتمكنوا من دفع مقاتلي «داعش» للتراجع إلى المنطقة المسماة بالقوس.
المصدر :
«القدس العربي» / كامل صقر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة