أفادت مصادر محليّة مطلعة من داخل مدينة منبج الواقعة بريف حلب شمال البلاد، أن تنظيم الدولة الإسلاميّة «داعش» اعتقل 50 مواطناً كردياً في أحياء متفرقة من المدينة دون وجود مبررات حقيقية على حد وصفها.

وقالت المصادر في حديث خاص لـ»القدس العربي»، إن هذه الخطوة جاءت في سياق الضغط على السكان الأكراد في المدينة بحجة تمويل تيارات يساريّة، إضافة لتعاطف البعض منهم مع الإدارة الذاتية المدنيّة التي أعلن عنها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ«PYD» في مناطق كردية عدّة في شمال وشمال شرق سوريا بالتعاون مع أحزاب سورية وكردية أخرى في أواخر عام 2013 الماضي.

كما أكدت، أن تنظيم الدولة قام بمصادرة ممتلكات العديد من المعتقلين الأكراد بالقرب من دوار الجزيرة جنوب المدينة على الطريق الواصل بين محافظتي حلب والحسكة، وهي مواد تموينية تمت مصادرتها من محلات كبيرة، كما قام بحجز بعض الآليات الزراعية والمولدات الكهربائية أيضاً.

من جهته، ذكر الناشط والكاتب الصحفي نزار محمد في ريف حلب الشمالي في حديث خاص، أن معظم الأكراد في مدينة منبج قد عرضوا عقاراتهم للبيع بعد المضايقات الكثيرة التي تلقوها من قبل تنظيم الدولة، مثل منع إقامة الأعراس الكردية وفرض الخمار على نسائهم وكذلك إرغامهم على الصلاة وبعض الأمور الأخرى المشابهة لها والتي لعبت دوراً كبيراً في تدفق الهجرة الكردية من جديد نحو مدينة عين العرب (كوباني) القريبة من منبج».

وفيما يخص وضع الطلبة الأكراد في مدينتي منبج وعين العرب، بين محمد، «كافة الأبواب أغلقت في وجههم، وهم غير قادرين الآن على متابعة مسيرتهم الدراسية، نتيجة تصرفات تنظيم الدولة الذي كثف حواجزه مؤخراً، حيث أنه يعتقل كافة الطلبة الذي يحاولون الذهاب إلى مدينة حلب أو المدن السورية الأخرى من أجل تقديم امتحاناتهم السنويّة في الفروع الجامعية المختلفة تحت ذريعة التعامل مع النظام السوري والشرك بالذات الإلهية أحياناً».

وحول العلاقات الكردية العربية في المدينة، قال محمد « الأكراد والعرب هم كتلة واحدة، ويتمتعون بعلاقات اجتماعية وطيدة مع بعضهم منذ عشرات السنين، ولا أظن أن أحكام تنظيم الدولة بشكل عشوائي قد تؤثر عليها وخاصة أنهم يشكلون نسبة لابأس بها من سكان المدينة «.

وبالنسبة لمصير الأطفال الأكراد الذين اعتقلهم التنظيم خلال عودتهم من مدينة حلب قبل ثلاثة أشهر بعد انتهائهم من تقديم امتحانات مرحلة التعليم الأساسي، قال محمد «هم معتقلون الآن في مبنى الثانوية الشرعية الواقع على اوتستراد حلب الرئيسي، لكن لم يعرف أي شيء عن مصيرهم حتى هذه اللحظة».

 

 

  • فريق ماسة
  • 2014-09-09
  • 8859
  • من الأرشيف

تنظيم «الدولة الإسلامية» يعتقل 50 مواطنا كرديا في مدينة منبج شمال سورية ويصادر ممتلكاتهم

 أفادت مصادر محليّة مطلعة من داخل مدينة منبج الواقعة بريف حلب شمال البلاد، أن تنظيم الدولة الإسلاميّة «داعش» اعتقل 50 مواطناً كردياً في أحياء متفرقة من المدينة دون وجود مبررات حقيقية على حد وصفها. وقالت المصادر في حديث خاص لـ»القدس العربي»، إن هذه الخطوة جاءت في سياق الضغط على السكان الأكراد في المدينة بحجة تمويل تيارات يساريّة، إضافة لتعاطف البعض منهم مع الإدارة الذاتية المدنيّة التي أعلن عنها حزب الاتحاد الديمقراطي الـ«PYD» في مناطق كردية عدّة في شمال وشمال شرق سوريا بالتعاون مع أحزاب سورية وكردية أخرى في أواخر عام 2013 الماضي. كما أكدت، أن تنظيم الدولة قام بمصادرة ممتلكات العديد من المعتقلين الأكراد بالقرب من دوار الجزيرة جنوب المدينة على الطريق الواصل بين محافظتي حلب والحسكة، وهي مواد تموينية تمت مصادرتها من محلات كبيرة، كما قام بحجز بعض الآليات الزراعية والمولدات الكهربائية أيضاً. من جهته، ذكر الناشط والكاتب الصحفي نزار محمد في ريف حلب الشمالي في حديث خاص، أن معظم الأكراد في مدينة منبج قد عرضوا عقاراتهم للبيع بعد المضايقات الكثيرة التي تلقوها من قبل تنظيم الدولة، مثل منع إقامة الأعراس الكردية وفرض الخمار على نسائهم وكذلك إرغامهم على الصلاة وبعض الأمور الأخرى المشابهة لها والتي لعبت دوراً كبيراً في تدفق الهجرة الكردية من جديد نحو مدينة عين العرب (كوباني) القريبة من منبج». وفيما يخص وضع الطلبة الأكراد في مدينتي منبج وعين العرب، بين محمد، «كافة الأبواب أغلقت في وجههم، وهم غير قادرين الآن على متابعة مسيرتهم الدراسية، نتيجة تصرفات تنظيم الدولة الذي كثف حواجزه مؤخراً، حيث أنه يعتقل كافة الطلبة الذي يحاولون الذهاب إلى مدينة حلب أو المدن السورية الأخرى من أجل تقديم امتحاناتهم السنويّة في الفروع الجامعية المختلفة تحت ذريعة التعامل مع النظام السوري والشرك بالذات الإلهية أحياناً». وحول العلاقات الكردية العربية في المدينة، قال محمد « الأكراد والعرب هم كتلة واحدة، ويتمتعون بعلاقات اجتماعية وطيدة مع بعضهم منذ عشرات السنين، ولا أظن أن أحكام تنظيم الدولة بشكل عشوائي قد تؤثر عليها وخاصة أنهم يشكلون نسبة لابأس بها من سكان المدينة «. وبالنسبة لمصير الأطفال الأكراد الذين اعتقلهم التنظيم خلال عودتهم من مدينة حلب قبل ثلاثة أشهر بعد انتهائهم من تقديم امتحانات مرحلة التعليم الأساسي، قال محمد «هم معتقلون الآن في مبنى الثانوية الشرعية الواقع على اوتستراد حلب الرئيسي، لكن لم يعرف أي شيء عن مصيرهم حتى هذه اللحظة».    

المصدر : جوان سوز/«القدس العربي»


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة