كشف جورج صارجي، رئيس الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق إحدى أهم أسرار تجارة الذهب في سورية و تهريبها و المعاناة التي يعيشها الصاغة السوريين  حيث قال لصحيفة البعث السورية شارحاً عندما تأتي أي إمرأة إلى الصائغ وتبيع مصاغها الذهبي، يقوم الصائغ بشراء الصيغة الذهبية سواء أكانت قطعة أو عدة قطع، وهذه الحالة كثيرة ويومية في السوق السورية، ثم يقوم الصائغ ببيع هذا المصاغ إلى صائغ أعلى وهكذا دواليك حتى تصل إلى الصائغ أو التاجر الكبير ،  ثم يقوم بدوره بعد أن اشترى كميات كبيرة من الذهب، يقوم بصهر وصك الذهب سبائك بأوزان مختلفة، ويعمل على تهريبه خارج القطر كي يسترد الأموال التي دفعها ثمن الذهب(و من يشتري الذهب ويصبه كسبائك موجود في حلب ، لأن من يهرب الذهب لديه آلة وقوالب لصب الذهب).

وعند سؤاله فيما إذا طلب التجار  من الدولة أن تشتري هذه الكميات من الذهب بدل تهريبها؟! أجاب صارجي: كانت إحدى أهم الطلبات إلى النائب الاقتصادي ووزارة المالية ومصرف سورية المركزي بأن يتم السماح بتصدير الذهب الكسر /الذهب المشترى من المواطنين/ وذلك عن طريق صهره وصبه كسبائك ذهبية، ويتم تحويل القيمة وبالعملة الأجنبية إلى أحد البنوك المعتمدة في سورية، بقيمة الكمية المصدرة التي يتم اعتمادها من قبل الجمعية الحرفية للصياغة، بالعيار والوزن للحرفيين المرخصين أصولاً، أو أن يتم إدخال ذهب خام عيار /24/ بما يعادل القيمة.

ومع ذلك قوبل طلبنا بالرفض، أو بالأحرى لم يرد عليه حتى الآن منذ عام 2007، لذلك نحن نطلب من الدولة ومن البنك المركزي أن يشتري هذا الكم الهائل من الذهب ويبيعه هو في سويسرا أو أي مكان آخر، لأن ذلك يوفر على الدولة سنوياً نحو 40 مليون دولار، هذه تذهب إلى تجار أو إلى مكان مجهول.

 

أما السر الآخر من أسرار تجارة الذهب  فهو تداول نحو ألف ليرة ذهبية مزيفة في السوق أسبوعياً، وهي مصنوعة من النحاس ومطلية بالذهب الخالص لعدم اكتشافها من قبل العامة.

وعن خفايا هذا الموضوع يقول جورج صارجي: يقال بأنه عندما خرج العثمانيون من سورية أخذ الأتراك معهم الليرات الذهبية التي صادرتها من المواطنين، إلا أن هناك من قام بطمر بعض الجرار في الأرض، ففي محافظة درعا، ظهر صندوق مليء بالليرات الذهبية الحقيقية، وعلى ظهر هذا الصندوق بدأت تظهر مئات الصناديق الذهبية المزيفة التي يصنعها أصحاب النفوس الضعيفة.

صاروجي سرد إحدى أغرب القصص في عالم تجارة الذهب قائلاً: روى لي أحد رجال الأعمال الكبار، بأن هناك رجالاً محترفين بهذه الحرفة، حيث يقوم أحدهم بحفر حفر بعمق ثلاثة أمتار ويضع جرة مليئة بالذهب المزيف وعلى وجهها ليرات ذهبية حقيقية ويطلب من بعض الحراس أن يقوموا بحراستها ببنادقهم، ثم يأتي التاجر ليرى بنفسه هذا المنظر الخلاب ويأخذ عدة ليرات من على وجه الجرة ويبيعها في السوق ويرى بأنها حقيقية، ثم يعود إلى المكان نفسه بعد أن يكون قد باع بيته وغيره لتأمين المبلغ المطلوب لشراء كامل الكمية في الجرة، وقد تكون نحو ألف ليرة ذهبية مزيفة أو أكثر، وعندما يذهب لتصريفها يكون قد وقع في الفخ، وعندما يعود إلى المكان نفسه يفاجأ بشجرة مكان الحفرة، ومع هذا يخاف من أن يخبر أحداً من الجهات المختصة خوفاً على سمعته.

وأكد أنه كل أسبوع يأتي إلى الجهات المختصة نحو ألف ليرة ذهبية مزيفة مصنوعة من النحاس، ووزنها أقل من الليرة الحقيقية، النصف تقريباً، لأن وزن النحاس أقل من الذهب، يعني إذا كانت الليرة الذهبية الحقيقية تزن /10/ غرامات فإن المزيفة تزن /5/ غرامات.

ونوه إلى أنه لم يمر أسبوع إلا ويطلب من عدة جهات، حتى يتم استشارته بهذه الليرات وغيرها.

  • فريق ماسة
  • 2010-10-31
  • 12143
  • من الأرشيف

لأول مرة الكشف عن أسرار تهريب الذهب وتزوير الليرات الذهبية في سورية

كشف جورج صارجي، رئيس الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات بدمشق إحدى أهم أسرار تجارة الذهب في سورية و تهريبها و المعاناة التي يعيشها الصاغة السوريين  حيث قال لصحيفة البعث السورية شارحاً عندما تأتي أي إمرأة إلى الصائغ وتبيع مصاغها الذهبي، يقوم الصائغ بشراء الصيغة الذهبية سواء أكانت قطعة أو عدة قطع، وهذه الحالة كثيرة ويومية في السوق السورية، ثم يقوم الصائغ ببيع هذا المصاغ إلى صائغ أعلى وهكذا دواليك حتى تصل إلى الصائغ أو التاجر الكبير ،  ثم يقوم بدوره بعد أن اشترى كميات كبيرة من الذهب، يقوم بصهر وصك الذهب سبائك بأوزان مختلفة، ويعمل على تهريبه خارج القطر كي يسترد الأموال التي دفعها ثمن الذهب(و من يشتري الذهب ويصبه كسبائك موجود في حلب ، لأن من يهرب الذهب لديه آلة وقوالب لصب الذهب). وعند سؤاله فيما إذا طلب التجار  من الدولة أن تشتري هذه الكميات من الذهب بدل تهريبها؟! أجاب صارجي: كانت إحدى أهم الطلبات إلى النائب الاقتصادي ووزارة المالية ومصرف سورية المركزي بأن يتم السماح بتصدير الذهب الكسر /الذهب المشترى من المواطنين/ وذلك عن طريق صهره وصبه كسبائك ذهبية، ويتم تحويل القيمة وبالعملة الأجنبية إلى أحد البنوك المعتمدة في سورية، بقيمة الكمية المصدرة التي يتم اعتمادها من قبل الجمعية الحرفية للصياغة، بالعيار والوزن للحرفيين المرخصين أصولاً، أو أن يتم إدخال ذهب خام عيار /24/ بما يعادل القيمة. ومع ذلك قوبل طلبنا بالرفض، أو بالأحرى لم يرد عليه حتى الآن منذ عام 2007، لذلك نحن نطلب من الدولة ومن البنك المركزي أن يشتري هذا الكم الهائل من الذهب ويبيعه هو في سويسرا أو أي مكان آخر، لأن ذلك يوفر على الدولة سنوياً نحو 40 مليون دولار، هذه تذهب إلى تجار أو إلى مكان مجهول.   أما السر الآخر من أسرار تجارة الذهب  فهو تداول نحو ألف ليرة ذهبية مزيفة في السوق أسبوعياً، وهي مصنوعة من النحاس ومطلية بالذهب الخالص لعدم اكتشافها من قبل العامة. وعن خفايا هذا الموضوع يقول جورج صارجي: يقال بأنه عندما خرج العثمانيون من سورية أخذ الأتراك معهم الليرات الذهبية التي صادرتها من المواطنين، إلا أن هناك من قام بطمر بعض الجرار في الأرض، ففي محافظة درعا، ظهر صندوق مليء بالليرات الذهبية الحقيقية، وعلى ظهر هذا الصندوق بدأت تظهر مئات الصناديق الذهبية المزيفة التي يصنعها أصحاب النفوس الضعيفة. صاروجي سرد إحدى أغرب القصص في عالم تجارة الذهب قائلاً: روى لي أحد رجال الأعمال الكبار، بأن هناك رجالاً محترفين بهذه الحرفة، حيث يقوم أحدهم بحفر حفر بعمق ثلاثة أمتار ويضع جرة مليئة بالذهب المزيف وعلى وجهها ليرات ذهبية حقيقية ويطلب من بعض الحراس أن يقوموا بحراستها ببنادقهم، ثم يأتي التاجر ليرى بنفسه هذا المنظر الخلاب ويأخذ عدة ليرات من على وجه الجرة ويبيعها في السوق ويرى بأنها حقيقية، ثم يعود إلى المكان نفسه بعد أن يكون قد باع بيته وغيره لتأمين المبلغ المطلوب لشراء كامل الكمية في الجرة، وقد تكون نحو ألف ليرة ذهبية مزيفة أو أكثر، وعندما يذهب لتصريفها يكون قد وقع في الفخ، وعندما يعود إلى المكان نفسه يفاجأ بشجرة مكان الحفرة، ومع هذا يخاف من أن يخبر أحداً من الجهات المختصة خوفاً على سمعته. وأكد أنه كل أسبوع يأتي إلى الجهات المختصة نحو ألف ليرة ذهبية مزيفة مصنوعة من النحاس، ووزنها أقل من الليرة الحقيقية، النصف تقريباً، لأن وزن النحاس أقل من الذهب، يعني إذا كانت الليرة الذهبية الحقيقية تزن /10/ غرامات فإن المزيفة تزن /5/ غرامات. ونوه إلى أنه لم يمر أسبوع إلا ويطلب من عدة جهات، حتى يتم استشارته بهذه الليرات وغيرها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة