دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بعد مرور ما يقارب الثلاثة أشهر على إختفاء الشيخ مصطفى الحجيري، المعروف بـ"أبو طاقية"، أحد أبرز المطلوبين في بلدة عرسال البقاعية، مع بدء تنفيذ الخطة الأمنية في منطقة البقاع، بدأت بعض المصادر المطلعة في الأيام الأخيرة تتحدث عن عودته من جديد ولكن بصورة مختلفة كلياً عن السابق.
في هذا السياق، تشير هذه المصادر، إلى أن من المعروف لدى الأجهزة الأمنية أن "أبو طاقية" كان يقود مجموعة مسلحة تساند الجماعات المسلحة المنتشرة على الحدود اللبنانية-السورية المقابلة لبلدة عرسال، تحت غطاء تقديم المساعدات إلى النازحين السوريين، من خلال مسجد ومستوصف يديرهما.
وتؤكد هذه المصادر أن المستوصف المذكور يستخدم لمعالجة جرحى المعارضة السورية بشكل أساسي منذ مدة، والعمل به إستمر حتى في ظل غياب الحجيري، الذي كان متوارياً في الجرود المقابلة لهذه البلدة، والتي تحولت إلى مقر آمن بعد هروب المسلحين من المعارك التي شهدتها جبال القلمون السورية.
وتشير المصادر إلى أن الرجل، الذي كان قد غادر بناء على معلومات عن إمكانية إعتقاله من قبل الأجهزة الأمنية، لا يبدو عليه الخوف على الإطلاق، ما يرجح فرضية تسوية أوضاعه القانونية بطريقة ما، وتلفت إلى أن المفاجأة الكبرى في عودة الحجيري هي اللغة التي يستخدمها في خطابه، حيث تشدد على أنه بات يتحدث بلهجة معتدلة تدعو إلى التهدئة وعدم الإنجرار إلى أي إشكال يأخذ عرسال ولبنان إلى المجهول، وتلاحظ أن هذا الأمر شكل صدمة كبيرة لدى بعض المتابعين له، خصوصاً أنه من الشخصيات المعروفة بتطرفها.
وترجح المصادر المطلعة أن يكون السبب في ذلك هو فقدان السيطرة على منطقة الجرد، خصوصاً بعد الإعتداءات المتكررة التي حصلت من قبل المجموعات المسلحة على أبناء البلدة والنازحين القاطنين فيها، الأمر الذي أدى إلى سقوط أكثر من قتيل وجريح، ولا تستبعد من بين الإحتمالات إقتناع "أبو طاقية" بفشل المشروع الذي كان يدعمه، نظراً إلى إنسداد الأفق أمامه، لا سيما مع إحتدام المعارك في منطقة السلسلة الشرقية بشكل لافت في الأيام الأخيرة.
من جانبها، ترفض مصادر متابعة من داخل عرسال تأكيد هذه المعلومات أو نفيها، لكنها تشير إلى أن "أبو طاقية" ألصقت به الكثير من التهم غير الصحيحة، وتعتبر أن هذا الأمر يعود إلى خطابه الذي يوصف بالمتشدد نوعاً ما، وترى أن هناك الكثير من الأمور التي ينبغي معالجتها في هذه المرحلة على صعيد الأوضاع الأمنية في البلدة.
في المحصلة، ليست عودة الحجيري أمرًا مستغربًا، خصوصاً أن هذا الأمر تكرر في أكثر من مناسبة، وهناك بعض المطلوبين المعروفين الذين يظهرون بشكل شبه دائم على وسائل الإعلام.
المصدر :
النشرة / ماهر الخطيب
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة